Geri

   

 

 

İleri

 

١٨

المكتوب الثامن عشر

إلى المير محمد نعمان فى بيان عدم التعلق بما سوى الحق والترغيب فى صحبة طالبى الحق جل وعلا.

الحمد للّه رب العالمين دائماً على كل حال فى السراء والضراء قد وصلت الصحيفة الشريفة المرسلة مع سليمان مع الهدية جزاكم اللّه خيراً وكتبتم فيها أن المقصود من هذا السفر كان حصول بعض المقاصد المتعسر الحصول عليكم بالرجاء فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا قال ابن عباس رضى اللّه عنهما لن يغلب عسر يسرين وماذا أكتب من أحوالى الملآنة بالأهوال وأشوش بها خواطر الأحباب ومع ذلك الشكر للّه ألف ألف مرة على ما رزقنا العافية فى عين البلاء فسبحان من جمع بين الضدين وقرن بين المتنافيين كنت يوماً أتلو القرآن المجيد فوصلت إلى هذه الآية قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم الآية فاستولى على من تلاوتها بكاء عظيم وغلب الخوف فطالعت حالى فى تلك الأثناء فوجدتنى أن لا تعلق لى بواحد منها بحيث لو تلف كلها وتلاشت لا يقع تجويز أمر منكر ومستقبح فى الشريعة ولا تختار تلك الأمور على ذلك الأمر بقية المرام أن الأصحاب حيث كانوا يصحبوننا للّه ينبغى لنا أيضاً أن نكرمهم ونستخرجهم عن أحوالهم الظاهرية والباطنية وهذا الحديث القدسى يا داود إذا رأيت لى طالباً فكن له خادما مشهور فينبغى التوجه إلى الطالبين بعد ذلك أزيد مما كان سابقاً وأن لا يجعل شيمة التغافل وعدم الالتفات منظورة وثانياً ينبغى أن تكتب أنه هل كان مكتوب الأقربية معقولا أولا فإن كان فبها وإلا فاكتبوا بتشخيص محل التردد وما اكتب زيادة على ذلك المسؤل من اللّه سبحانه سلامتكم وعافيتكم وثباتكم واستقامتكم ومزيد توفيقكم وحسن عاقبتكم والسلام .