١٤ المكتوب الرابع عشر إلى المير شمس الدين على فى جواب سؤاله فى وجود واجب الوجود تعالى. الحمد للّه وسلام على عباده الذين اصطفى قد صرت محظوظاً وملتذا بمطالعة الصحيفة الشريفة المرسلة على وجه الكرم والشفقة جزاكم اللّه سبحانه خيرا واندرج فيها أن ذات الحق سبحانه وتعالى إذا كانت موجودة بماهيتها لا بالوجود عينا كان أو زائدا فكيف يتحقق التقابل بين واجب الوجود الذى هو ذات اللّه سبحانه بلا اعتبار الوجوب والوجود وبين ممتنع الوجود وبأى وجه يمكن إطلاق واجب الوجود على الذات المعراة عن الوجوب والوجود وكيف يثبت استحقاق العبادة الذى هو منوط بوجوب الوجود وبأى اعتبار يكون إطلاق واجب الوجود على الذات العديمة الوجوب والوجود ( أيها المخدوم ) إن جواب هذه الأسئلة مندرج بالتفصيل فى مكتوب من مكتوبات الجلد الثانى والظاهر أنه محرر باسم واحد من أولاد الفقير فإن طالعتموه لعلكم تحتظون به وبالجملة يمكن أن تكون ماهية الواجب جل سلطانه موجودة بنفسها لا بالوجود وإطلاق الوجوب على تلك الحضرة يكون من قبيل منتزعات العقل بل للّه المثل الأعلى وكما أن وجوب الوجود من قبيل المنتزعات امتناع العدم أيضاً فى تلك الحضرة جل سلطانها من المنتزعات وكما أن الذات البحث ليست فيها نسبة وجوب الوجود ليست فيها أيضاً نسبة امتناع العدم وحيث ظهرت نسبة وجوب الوجود حصلت نسبة امتناع العدم الذى هو مقابلة وظهرت نسبة استحقاق العبادة الذى هو متفرغ على وجوب الوجود كان اللّه ولم يكن معه شئ وإن كان من النسب والاعتبارات فإذا ظهرت النسب ظهر التقابل والسلام أولاً وآخراً . |