Geri

   

 

 

İleri

 

٩٧

المكتوب السابع والتسعون

الى الخواجه محمد هاشم الكشمي في جواب طلبه حل ما في المكتوب السادس

الحمد للّه و سلام على عباده الذين اصطفى قد سألتم أنه ما معنى هذه العبارة الواقعة في المكتوب السادس اظن ان المقصود من خلقتي هو ان تنصبغ الولاية المحمدية بالولاية الابراهيمية عليهما الصلاة و السلام وان يكون حسن ملاحة هذه الولاية ممتزجا بجمال صباحة تلك الولاية وان يبلغ مقام المحبوبية المحمدية ﺑﻬذا الانصباغ والامتزاج درجة علياء

(اعلم) ان منصب الدلالة والمشاطة ليس بممنوع ولا محذور فيه اصلا والدلال الذي يجعل بحسن الدلالة كلا من المحبوبين صاحبي الجمال والكمال مختلطا بالآخر ويجعل حسن كل منهما مقترنا بحسن الآخر فعله هذا من كمال خدمته وﻧﻬاية شرفه وسعادته ولا يلزم من هذا المعنى نقص ولا قصور في شأﻧﻬما اصلا وكذلك اذا زاد في حسنهما وجمالهما بالمشاطة وحصلت لهما بسببه طراوة وزينة أخرى فذلك شرافته وسعادته ولا يلزم من ذلك نقص وقصور لهما اصلا (شعر):

في مجدكم لا يلحق النقصان من * هذا و لي في ذاك الف شرافة

وبالجملة ان حصول الانتفاع والاستفادة لاصحاب الدولة من جهة الغلمان والخدمة ليس بممنوع ولا محذور فيه اصلا لانه ليس بمستلزم للقصور والنقصان بل كمال اصحاب الدولة في خدمة الغلمان والخدمة وقاصر الدولة من لا يكون منتفعًا ومتمتعا بالخدمة ويعد الانتفاع والتمتع ﺑﻬم نقصانا والاستمداد والاستفادة منهم قصورا قال اللّه تبارك و تعالى يا أيها النبي حسبك اللّه ومن اتبعك من المؤمنين قال ابن عباس رضي اللّه عنهما ان سبب نزول هذه الآية اسلام الفاروق رضي اللّه عنه ومن البديهي ان خدمات الاصاغر و الاسافل موجبة لمزية مرتبة الاكابر والاعالي فمن لم يهتد لأمر بديهي فما قصور العبارة الا ترى ان السلاطين والأمراء محتاجون الى الخدم والحشم في التجمل والتسلط ويرون ان كمالاﺗﻬم مربوطة ﺑﻬم ولا قصور ولا نقصان من هذا المعنى في مراتبهم اصلا كما هو معلوم للوضيع والشريف ومنشأ هذا الاشتباه عدم الفرق بين التمتع والانتفاع الحاصل من جانب الاصاغر والتمتع والانتفاع الحاصل من جانب الاعالي وقد تبين ان الاول موجب للكمال والثاني يزيد في النقصان والاول مجوز والثاني ممتنع واللّه سبحانه الملهم للصواب ربنا آتنا من لدنك رحمة وهئ لنا من أمرنا رشدا و السلام على من اتبع الهدى.