١٦ المكتوب السادس عشر الى الشيخ بديع الدين السهارنفوري في جواب استفساراته وفي بيان عجائب احوال البرزخ الصغير وغرائبها وفضيلة الموت بالطاعون الحمد للّه و سلام على عباده الذين اصطفى قد وصلت الصحيفة الشريفة وقد اندرج فيها انه قد ظهرت في هذه الحدود حوادث قوية الاولى الطاعون والثانية القحط اعاذنا اللّه سبحانه وأياكم عن البليات وحررت ايضا انه مع وجود هذه الفتن يصرف الليل والنهار في العبادة والمراقبة والباطن معمور للّه سبحانه الحمد والمنة على ذلك (وجواب) الاسئلة المندرجة فيها يقرأ في السنن في أكثر الاوقات قل يا أيها الكافرون وقل هو اللّه أحد والمعوذتان والكفن المسنون للرجال ثلاثة أثواب والعمامة زائدة فنقتصر على المسنون ولا نكتب الجواب نامه لاحتمال التلوث بالقاذروات ولم يثبت بسند صحيح وعمل علماء ما وراء النهر على ذلك فان جعل القميص المتبرك بدل قميص الكفن جاز واكفان الشهداء هي اثواﺑﻬم ووصى الصديق الاكبر رضي اللّه عنه بتكفينه في ثوبه حيث قال كفنوني في ثوبي هذين ولما كان البرزخ الصغير من مواطن الدنيا من وجه جاز ان يكون فيه مجال للترقي وأحوال هذا الموطن فيها تفاوت فاحش بالنظر الى اشخاص متفاوتة ولعلك سمعت ان الانبياء يصلون في القبور ولما مر نبينا عليه الصلاة و السلام بقبر موسى عليه الاسلام ليلة المعراج رآه[ ١] ( ١ ) أخرج ابن مردوية عن ابي سعيد الخدري قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لما اسري بي مررت بموسى وهو قائم يصلي في قبره منه عفي عنه. يصلي في قبره ولما رقي الى السماء في تلك اللحظة وجد الكليم هناك وفي معاملة هذا الموطن عجائب وغرائب وحيث اننا نكثر النظر في هذه الايام الى ذلك الموطن من اجل المرحوم ولدي الاعظم تظهر فيه اسرار غريبة بحيث ان ذكرت نبذة منها تكون باعثة على الفتن وسقف الجنة وان كان عرشا مجيدا ولكن القبر ايضا روضة من رياض الجنة وان كان العقل القاصر عاجزا عن تصويره والناظر الى تلك الاعجوبات هو عين أخرى ومجرد الايمان وان كان منجيا بعد اللتيا و التى ولكن رفع الكلمة الطيبة مربوط بالعمل الصالح والفرار من الموت كبيرة كالفرار يوم الزحف ومن ثبت في ارض الوباء صبرا ومات فهو من الشهداء ومأمون من فتنة القبر والذي صبر ولم يمت فهو من الغزاة (شعر): فان قال لي مت مت سمعا وطاعة * وقلت لداعي الموت أهلا ومرحبا وقد اعجزني البلغم والسعال منذ ايام وبلغ ضعف البدن ﻧﻬايته فاقتصرنا على الاجوبة بالضرورة و السلام. |