Geri

   

 

 

İleri

 

١

المكتوب الاول

الى الشيخ عبد العزيز الجونفوري في بيان تحرير مذهب الشيخ محيي الدين بن العربي قدس سره في مسئلة وحدة الوجود وما هو مختار حضرة شيخنا سلمه اللّه تعالى فيها

بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ الحمد للّه الذي جعل الامكان مرآة للوجوب وصير العدم مظهرًا للوجود والوجوب والوجود و ان كانا صفتي كماله سبحانه فهو تعالى وراء جميع الاسماء و الصفات ووراء الشئون والاعتبارات و وراء الظهور والبطون ووراء البروز و الكمون ووراء التجليات والظهورات ووراء المشاهدات والمكاشفات ووراء كل محسوس ومعقول ووراء كل موهوم ومتخيل فهو سبحانه وراء الوراء ثم وراء الوراء ثم وراء الوراء (شعر):

وما ابديك من طيري علامه * واضحى مثل عنقاء وهامه

وللنعقاء بين الناس اسم * وليست لاسم طيري استدامه

فلا يصل حمد حامد الى جناب قدس ذاته بل منتهى جميع المحامد دون سرادقات عزته فهو الذي اثنى على نفسه وحمد ذاته بذاته فهو سبحانه الحامد والمحمود وما سواه [ عاجز عن اداء الحمد المقصود وقد عجز عن حمده سبحانه من هو حامل لواء الحمد] قد مر بيان هذه الاحاديث في الجلد الاول منه عفي عنه. يوم القيامة تحته آدم ومن دونه وهو أفضل البرايا وأكملهم ظهورا واقرﺑﻬم مترلة واجمعهم كمالا واشملهم جمالا وأتمهم بدرا وارفعهم قدرًا واعظمهم اﺑﻬة وشرفا واقومهم دينا واعدلهم ملة واكرمهم حسبا واشرفهم نسبا واعرفهم بيتا لولاه لما خلق اللّه سبحانه الخلق ولما اظهر الربوبية وكان نبيا وآدم بين الماء والطين واذا كان يوم القيامة كان هو امام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم الذي قال نحن الآخرون ونحن السابقون يوم القيامة واني قائل قولا غير فخر وانا حبيب اللّه وانا خاتم النبيين ولا فخر وانا أول الناس خروجا اذا بعثوا وانا قائدهم اذا وفدوا وانا خطيبهم اذا نصتوا وانا مستشفعهم اذا حبسوا وانا مبشرهم اذا يئسوا والمفاتيح يومئذ بيدي (شعر):

در قافلهء كه اوست دانم نرسم * اين بسكه رسد ز دور بانك جرسم

(ترجمه):

كيف اللحاق بركب وهو قائدهم * يانعم ان جاء من بعد صدا جرسه

صلوات اللّه سبحانه وتسليماته تعالى وتحياته عز شأنه وبركاته جل برهانه عليه وعلى جميع اخوانه من النبيين والمرسلين والملائكة المقربين وعلى أهل الطاعة أجمعين صلاة وسلاما وتحية وبركة هو لها أهل وهم لها أهل كلما ذكره الذاكرون وكلما غفل عن ذكره الغافلون

(وبعد) الحمد والصلوات وتبليغ الدعوات وارسال التحيات ليعلم ان الصحيفة الشريفة المرسلة الى هذا الفقير بلغها اخي الاعز الشيخ محمد طاهر فطاب الوقت وحصل السرور وحيث كانت متضمنة لحقائق أرباب الكشف والشهود ومعارفهم زادت الفرح على الفرح جزاكم اللّه سبحانه فصار الفقير أيضا باعثا على التصديع بايراد كلمات في البين من اذواق هذه الطائفة العلية ومذاقهم على وفق ما في صحيفتكم

(أيها المخدوم) ان من المعلوم ان الوجود مبدأ كل خير وكمال والعدم منشأ كل نقص وشر وزوال فيكون الوجود ثابتا للواجب والعدم يكون نصيب الممكن حتى يكون جميع الخير والكمال عائدا اليه تعالى وكل نقص وشر راجعا الى الممكن واثبات الوجود للمكن وارجاع الخير والكمال اليه اشراكه في الحقيقة به سبحانه في ملكه وملكه جل سلطانه وكذلك القول بعينية الممكن للواجب تعالى شأنه وجعل صفاته وافعاله عين صفاته وافعاله سبحانه اساءة أدب والحاد في اسمائه وصفاته تعالى واين اﻟﻤﺠال للكناس الخسيس المتسم بالنقص والخبث الذاتي ان يتصور نفسه عين سلطان ذي شأن منشأ كل خيرات وكمالات ويتوهم صفاته وافعاله الذميمة عين صفاته وافعاله الجميلة (وعلماء) الظاهر اثبتوا للممكن وجودا وجعلوا وجود الواجب تعالى ووجود الممكن من افراد مطلق الوجود وغاية ما في الباب اﻧﻬم قالوا بأقدمية وجوب الواجب وأولويته بناء على قضية التشكيك وهذا المعنى موجب لتشريك الممكن للواجب تعالى في الكمالات والفضائل الناشئة من الوجود تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا وقد ورد في الحديث القدسي الكبرياء ردائي والعظمة ازاري فلو كان لعلماء الظاهر تنبه لهذا المعنى لما اثبتوا للممكن وجودا أصلا ولما أعطوا له الخير والكمال اللذين هما مختصان به سبحانه باعتبار اختصاص الوجود به تعالى ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا (وأكثر الصوفية) خصوصا المتأخرين منهم يعتقدون ان الممكن عين الواجب تعالى ويزعمون صفاته وأفعاله عين صفاته وأفعاله تعالى ويقولون .[ (رباعي):] ١

همسايه وهمنشين وهمره همه اوست * در دلق كدا واطلس شه همه اوست

در انجمن فرق وﻧﻬان خانهء جمع * باللّه همه اوست ثم باللّه همه اوست

(ترجمه):

الجار والصحب والركبان كله هو * في كسوة الفقر والسلطان كله هو

في جلوة الفرق أو في خلوة الجمع هو * باللّه كله هو واللّه كله هو

( ١ ) لمولانا الجامي اورده في لوائحه منه عفي عنه

وهؤلاء الاكابر وان تترهوا وتخلصوا عن الاشراك في الوجود وهربوا من الاثنينية ولكنهم وجدوا غير الوجود وجودا واعتقدوا النقائص كمالات وقالوا لا شئ من النقص والشر الذاتيين أص ً لا وان كان فنسبي واضافي فالسم القاتل فيه شر وقبح بالنسبة الى الانسان مثلا لكونه مزيلا لحياته

واما بالنسبة الى الحيوان الذي فيه سم فماء الحياة والترياق النافع ومقتداهم في هذا الامر ومستندهم فيه الكشف والشهود فاﻧﻬم وجدوا على قدر ما ظهر لهم من عالم الغيب (اللّهم) أرنا حقائق الاشياء كما هي وها نحن نبين أولا مذهب الشيخ محيي الدين ابن العربي قدس سره فانه امام متأخري الصوفية ومقتداهم في هذه المسئلة ثم نحرر ما ظهر لنا في هذا الباب وانكشف ليحصل الفرق بين المذهبين على الوجه الاتم ولا يختلط أحدهما بالآخر من الدقة

(قال) الشيخ محيي الدين ابن العربي واتباعه ان اسماء الواجب وصفاته جل وعلا عين ذات الواجب سبحانه وكذلك بعضها عين بعض الآخر مثلا العلم والقدرة كما اﻧﻬما عين ذاته تعالى كذلك كل منهما عين الآخر أيضا فلا يكون في ذلك الموطن اسم التعدد والتكثر ورسمه أصلا ولا التمايز والتابين قطعا غاية ما في الباب ان تلك الاسماء والصفات والشئون والاعتبارات حصل لها التمايز والتباين في حضرة العلم اجمالا وتفصيلا فان كان التمايز اجماليا يعبر عنه بالتعين الاول وان تفصيليا يسمى بالتعين الثاني ويسمون الاول وحدة ويرونه الحقيقة المحمدية ويقولون للتعين الثاني واحدية ويظنونه حقائق سائر الممكنات ويسمون حقايق الممكنات أعيانا ثابتة ويثبتون هذين التعينين العلميين في مرتبة الوجوب ويقولون ان تلك الاعيان ما شمت رائحة من الوجود الخارجي ولا موجود في الخارج غير الاحدية اﻟﻤﺠردة أصلا وهذه الكثرة التي ترى في الخارج انما هي عكس تلك الاعيان الثابتة انعكست في مرآة ظاهر الوجود الذي لا موجود في الخارج غيره وعرض لها الوجود التخيلي كما ان صورة شخص اذا انعكست في المرآة يعرض لها وجود تخيلي في المرآة وهذه الصورة المنعكسة ليس لها وجود الا في التخيل ولم يتحلل في المرآة ولم ينتقش في وجهها شئ أصلا فان كان الانتقاش فهو في التخيل حيث يتوهم انه في وجه المرآة وحيث كان هذا المتخيل المتوهم صنع الحق جل سلطانه الذي له اتقان تام لا يرتفع برفع الوهم والخيال ويترتب عليه الثواب والعذاب الابديان وهذه الكثرة الموهومة المتخيلة في الخارج منقسمة على ثلاثة اقسام القسم الاول التعين الروحي والثاني التعين المثالي والثالث التعين الجسدي وله تعلق بالشهادة ويقولون لهذه التعينات الثلاثة تعينات خارجية ويثبتوﻧﻬا في مرتبة الامكان والتترلات الخمسة عبارة عن هذه التعينات الخمسة ويقولون لهذه التترلات الخمسة الحضرات الخمس ولما لم يثبت عندهم شئ في العلم ولا في الخارج غير ذات الواجب تعالى وغير صفاته واسمائه جل سلطانه التي هي عين ذاته تعالى وتقدس وتوهموا ان الصورة العلمية عين تلك الصورة لا شبحها ومثالها وكذلك تصوروا صور الاعيان الثابتة التي صارت منعكسة في مرآة ظاهر الوجود عين تلك الاعيان لا شبحها حكموا بالاتحاد ضرورة وقالوا الكل هو هذا هو بيان مذهب الشيخ محيي الدين ابن العربي في مسئلة وحدة الوجود على وجه الاجمال وهذه العلوم وامثالها هي التي يزعمها الشيخ مخصوصة بخاتم الولاية ويقول ان خاتم النبوة يأخذ هذه العلوم من خاتم الولاية ولشراح الفصوص تكلفات في توجيه هذا الكلام وبالجملة لم يتكلم احد من هذه الطائفة ﺑﻬذه العلوم والاسرار قبل الشيخ اصلا ولم يبين هذا الحديث على هذا النهج قطعا وان ظهر منهم كلمات مشعرة بالتوحيد والاتحاد في غلبات السكر وقالوا انا الحق وسبحاني ولكنهم لم يبينوا وجه الاتحاد ولم يجدوا منشأ التوحيد فصار الشيخ برهان متقدمي هؤلاء الطائفة وحجة متأخريهم ومع ذلك بقي في هذه المسئلة دقائق كثيرة مختفية وما جاءت الاسرار الغامضة من هذا الباب في منصة الظهور فوفق هذا الفقير باظهارها وبشر بتحريرها واللّه يحق الحق وهو يهدي السبيل

(ايها المخدوم) ان صفات الواجب تعالى وتقدس الثمانية التي هي موجودة في الخارج عند اهل الحق شكر اللّه تعالى سعيهم تكون متميزة عن ذاته تعالى وتقدس في الخارج بالضرورة تميزا لا كيفيا ولا مثليا وكذلك بعض تلك الصفات متميز عن بعض آخر منها بتميز لا كيفي بل التميز اللاكيفي ثابت ايضا في مرتبة الذات تعالت وتقدست لانه الواسع بالوسع الجهول الكيفية والتميز الذي يحصل في حوصلة فهمنا وإدراكنا مسلوب عن جناب قدسه تعالى فان التجزي والتبعض غير متصور فيه والتحلل والتركب لا سبيل لهما الى تلك الحضرة جل سلطاﻧﻬا ولا مجال هناك للحالية والمحلية وبالجملة كلما هو من صفات الممكن ولوازمه مسلوب عن ذلك الجناب المقدس ليس كمثله شئ لا في الذات ولا في الصفات ولا في الافعال ومع وجود هذا التميز اللامثلي والوسعة اللاكيفية عرض للاسماء والصفات تفصيل وتميز في موطن العلم ايضا وصارت منعكسة ولكل اسم وصفة متميزة مقابل ونقيض في مرتبة العدم مثلا لصفة العلم مقابل ونقيض في مرتبة العدم وهو عدم العلم المعبر عنه بالجهل ولصفة القدرة مقابل هو العجز الذي عدم القدرة على هذا القياس في بقية الصفات وعرض لهذه العدمات المقابلة ايضا تفصيل وتميز في علم الواجب جل شأنه وصارت مرايا الاسماء والصفات المتقابلة لها وكانت مجالي ظهور عكوسها وتلك العدمات مع عكوس تلك الاسماء و الصفات حقائق الممكنات عند الفقير غاية ما في الباب أن تلك العدمات كاصول تلك الماهيات وموادها وتلك العكوس بمثابة الصور الحالة في تلك المواد فحقائق الممكنات عند الشيخ محيي الدين هي تلك الاسماء والصفات المتميزة في مرتبة العلم وعند الفقير حقائق الممكنات العدمات التي هي نقائض الاسماء والصفات مع عكوس تلك الاسماء والصفات التي ظهرت في مرايا تلك العدمات في موطن العلم وامتزجت ﺑﻬا ومتى اراد المختار جل سلطانه ان يجعل ماهية من تلك الماهيات الممتزجة متصفة بالوجود الظلي الذي هو ظل من ظلال حضرة الوجود وان يجعلها موجودة خارجية يلقى اليها ظلا من ظلال حضرة الوجود ويصيرها مبدأ للآثار الخارجية فوجود الممكن في العلم والخارج كسائر صفاته ظل من ظلال حضرة الوجود ومن كمالاته التابعة له مثلا علم الممكن ظل من علم الواجب تعالى وتقدس الذي انعكس في مقابله وقدرة الممكن ظل من القدرة المنعكسة في العجز الذي هو مقابلها فكذلك وجود الممكن ظل من ظلال حضرة الوجود الذي انعكس في مرآة العدم الذي هو مقابله (شعر):

و ما جئت من ملكي بشئ و انما * وهبت الذي عندي و ذاتي و أوصافي

ولكن ظل شئ ليس عين شئ عند الفقير بل شبح ذلك الشئ ومثاله وحمل احدهما على الآخر ممتنع فعند الفقير لم يكن الممكن عين الواجب فان حقيقة الممكن عدم والعكس الذي انعكس فيه من الاسماء والصفات شبح تلك الاسماء والصفات ومثالها لا عينها فلا يصح كله هو بل كله منه لان ما هو ذاتي للممكن العدم الذي هو منشأ للشر والنقص والخباثة وكلما هو في الممكن من جنس الكمالات من الوجود وتوابعه كله مستفاد من تلك الحضرة جل سلطاﻧﻬا وظل من كمالاته الذاتية سبحانه و تعالى فيكون هو سبحانه نور السموات والارض بالضرورة وما وراءه تعالى يكون كله ظلمة كيف لا والعدم فوق جميع الظلمات وتحقيق هذا المبحث مسطور في المكتوب الذي حرر الى ولدي الاعظم المرحوم في بيان حقيقة الوجود وتحقيق ماهيات الممكنات فليطلب من هناك فالعالم باسره عبارة عند الشيخ محيي الدين عن الاسماء والصفات التي عرض لها تميز في مرتبة العلم وظهور في مرآة ظاهر الوجود وعند الفقير العالم عبارة عن العدمات التي انعكست عليها اسماء الواجب وصفاته في موطن العلم ووجدت تلك العدمات مع تلك العكوس في الخارج بايجاد الحق سبحانه بوجود ظلي فظهر في العالم الخباثة الذاتية والشر الجبلي وكان الخير والكمال كله عائدا الى جناب قدسه جل وعلا وقوله تعالى ما أصابك من حسنة فمن اللّه وما أصابك من سيئة فمن نفسك مؤيد لهذه المعرفة واللّه سبحانه الملهم فعلم من هذا التحقيق أن العالم موجود في الخارج بوجود ظلي كما أن الحق سبحانه موجود في الخارج بوجود أصلي بل بذاته غاية ما في الباب ان هذا الخارج أيضا ظل ذلك الخارج مثل الوجود والصفات فلا يمكن أن يقال للعالم أنه عين الحق جل وعلا ولا يجوز حمل أحدهما على الآخر فانه لا يمكن أن يقال لظل شخص أنه عين الشخص لوجود التغاير بينهما في الخارج لان الاثنين متغايران فان قال شخص لظل شخص أنه عين ذلك الشخص انما يقول ذلك على سبيل التسامح والتجوز وهو خارج عن المبحث

(فان قيل) ان الشيخ محيي الدين وتوابعه أيضا يقولون أن العالم ظل الحق تعالى فما يكون الفرق

(قلنا) إﻧﻬم لا يرون وجود ذلك الظل في غير الوهم ولا يجوزون وصول رائحة من الوجود الخارجي اليه وبالجملة اﻧﻬم يعبرون عن الكثرة الموهومة بظل الوحدة الموجودة ويرون الموجود واحدا في الخارج شتان ما بينهما فصار منشأ حمل الظل على الاصل وعدم ذلك الحمل هو اثبات الوجود الخارجي للظل وعدم اثباته وهم لما لم يثبتوا للظل وجودا خارجيا حملوه على الاصل بالضرورة وحيث يرى هذا الفقير الظل موجودا في الخارج لا يبادر الى الحمل والفقير متفق معهم في نفي الوجود الاصلي عن الظل ومتفق أيضا في اثبات الوجود الظلي ولكن هذا الفقير يثبت الوجود الظلي في الخارج وهم يظنون الوجود الظلي في الوهم والتخيل ولا يقولون بوجود موجود في الخارج غير الاحدية اﻟﻤﺠردة ولا يثبتون الصفات الثمانية التي ثبت وجودها في الخارج على آراء أهل السنة والجماعة رضي اللّه عنهم في غير موطن العلم فوقع العلماء الظاهرية وهؤلاء الاكابر رضي عنهم في طرفي الاقتصاد وكان الحق المتوسط نصيب هذا الفقير ووفق به فان عرف هؤلاء الاكابر أن هذا الخارج ظل ذلك الخارج لما انكروا وجود العالم في الخارج ولم يقتصروا على الوهم والخيال ولا انكروا أيضًا وجود صفات واجب الوجود في الخارج ولئن تنبه العلماء أيضا لما أثبتوا للممكن وجودا أصليا بل اكتفوا بالوجود الظلي وما كتبه الفقير في بعض مكتوباته ان اطلاق الوجود على الممكن بطريق الحقيقة لا بطريق اﻟﻤﺠاز ليس بمناف لهذا التحقيق فان الممكن موجود في الخارج بوجود ظلي بطريق الحقيقة لا على سبيل التخيل والتوهم كما زعموا

(فان قيل) ان صاحب الفتوحات المكية قال بان الاعيان الثابتة برزخ بين الوجود والعدم فصار العدم داخلا في حقائق الممكنات على طريقه وطوره أيضا فما يكون الفرق بين التحقيق وبين هذا القول

(قلنا) انه انما قال لها برزخا باعتبار أن للصور العلمية وجهين وجه الى الوجود بواسطة ثبوت العلم ووجه الى العدم بواسطة الخارج وان الاعيان ما شمت رائحة الوجود الخارجي عنده والعدم الذي اندرج في هذا التحقيق له حقيقة أخرى وكذا المراد بما وقع في عبارة بعض الاعزة من اطلاق العدم على الممكن هو العدم الخارجي لا العدم الذي حقق فيما سبق وهو سبحانه و تعالى وراء وراء تلك الاسماء والصفات المفصلة المتميزة في موطن العلم التي انعكست في مرايا العدمات وصارت حقائق الممكنات فلا يكون بينه سبحانه وبين العالم مناسبة بوجه من الوجوه أصلا ان اللّه لغني عن العالمين وجعل الحق سبحانه عين العالم ومتحدا به بل نسبته الى العالم ثقيل على هذا الفقير جدا (ع):

وللناس فيما يعشقون مذاهب سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين والحمد للّه رب العالمين و السلام عليكم و على من لديكم.