٢٦٧ المكتوب السابع والستون والمائتان إلى الميرزا حسام الدين أحمد فى بيان أن الأسرار والدقائق التى امتاز بها لا يكمن إظهار نبذة منها بل لا يمكن التكلم عنها بالرمز والإشارة وإنها مقتبسة من مشكاة النبوة ويشترك فيها الملاء الأعلى أيضا وما يناسبه. بعد الحمد والصلوات وتبليغ الدعوات ليعم أن الصحيفة الشريفة التى أرسلتها باسم هذا الحقير على وجه الكرم قد وصلت وتشرفت بمطالعتها جزاكم اللّه سبحانه خير الجزاء وماذا أكتب من إنعامات الحق جل سلطانه وكيف أؤدى شكرها وما يفاض من العلوم والمعارف يكتب أكثرها ويحرر بتوفيق اللّه تعالى ويوصل إلى سمع أهلها ولكن الأسرار والدقائق التى كنت ممتازا بها فلا يمكن إيراد نبذة منها فى عرصة الظهور بل لا يمكن التكلم من تلك المقولة بالرمز والإشارة حتى أنه لا يورد رمز من هذه الأسرار والدقائق بينى وبين ولدى الأعز الذى هو مجموعة معارفى ونسخة مقامات السلوك والجذبة بل اجتهد فى سترها منه بالشح التام مع أنى أعلم أنه من محارم الأسرار ومحفوظ من الغلط والخطأ ولكن ماذا أصنع يأخذ دقة المعانى باللسان يعنى تمنعه ويربط من لطافة الأسرار الشفتان فنقد الوقت تكرار يضيق صدرى ولا ينطلق لسانى وليست تلك الأسرار من قبيل مالا ينبغى أيرادها فى البين بل لا يسعها نطاق البيان ( شعر ). خليلى ما هذا بهزل وإنما * عجيب الأحاديث غريب البدائع وهذه الدولة التى نحن نجتهد فى سترها مقتبسة من مشكاة نبوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والملأ الأعلى شركاء فى هذه الدولة ولك من يشرف بها من اتباع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قال أبو هريرة رضى اللّه عنه أخذت عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعائين يعنى من العلم أما أحدهما فقد بثثته وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم وذلك العلم الآخر هو علم الأسرار ولا يدركه فهو كل أحد ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم ( ثم المعروض ) أن الكتاب الذى كتبته إلى أولاد شيخنا ينبغى أن تطالعه ( أيها المخدوم ) المكرم إن أحداث شئ فى الطريقة ليس هو عند الفقير بأقل من أحداث بدعة فى الدين وبركات الطريقة إنما تفاض وتعود على أهلها ما لم يحدث فيها محدث فإذا حدث فيه محدث ينسد طريق الفيوض والبركات فحفظ الطريقة من المحدثات من أهم المهمات والاجتناب عن مخالفة الطريقة من الضروريات فكل موضع رأيت فيه مخالفة الطريقة ينبغى زجره ومنعه بالمبالغة والاجتهاد فى ترويج الطريقة وتقويتها والسلام . |