٢٥١ المكتوب الحادى والخمسون والمائتان إلى مولانا الأشرف فى بيان فضائل الخلفاء الراشدين خصوصا الشيخين وتعظيم سائر الأصحاب الكرام عليهم الرضوان والكف عن ذكر مساويهم ) بعد الحمد والصلاة وتبليغ الدعوات ليعلم الأخ الأرشد الخواجه أشرف أنى أريد أن أكتب العلوم الغربية والأسرار العجيبة والمواهب اللطيفة والمعارف الشريفة على قدر الفهم القاصر وأكثرها يتعلق بفضائل الشيخين وذى النورين وأبى الحسنين وكمالاتهم رضى اللّه عنهم أجمعين ينبغى الاستماع والإصغاء إليها بسمع العقل ( اعلم ) أن حضرة الصديق وحضرة الفاروق رضى اللّه عنهما مع وجود حصول الكمالات المحمدية فيهما وبلوغهما أقصى درجات الولاية المصطفوية فيهما مناسبة فى طرف الولاية من بين الأنبياء المتقدمين لسيدنا إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام وفى طرف الدعوة التى هى مناسبة لمقام النبوة بهما مناسبة لسيدنا موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام وبذى النورين مناسبة فى كلا الطرفين لسيدنا نوح صلوات اللّه وتسليماته على نبينا وعليه وبسيدنا على كرم اللّه وجهه مناسبة فى كلا الطرفين لسيدنا عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام وحيث كان عيسى روح اللّه وكلمته كان طرف ولايته غالبا على جانب نبوته وطرف الولاية غالب أيضا فى على كرم اللّه وجهه بهذه المناسبة ومبادى تعينات الخلفاء الأربعة صفة العلم على اختلاف الجهات إجمالا وتفصيلا وهذه الصفة باعتبار الإجمال رب محمد وباعتبار التفصيل رب الخليل وباعتبار البرزخية بين الإجمال والتفصيل رب نوح عليهم الصلاة والسلام كما أن رب موسى صفة الكلام ورب عيسى صفة القدرة ورب آدم صفة التكوين عليهم السلام ( ولنرجع ) إلى أصل الكلام ونقول أن الصديق والفاروق هما حاملا ثقل النبوة المحمدية على اختلاف المراتب وعليا كرم اللّه وجهه بواسطة مناسبته لعيسى وغلبة جانب ولايته حامل ثقل النبوة تكون مناسبتهما بموسى عليه السلام أزيد لأن مقام الدعوة التى هى ناشئة من مرتبة النبوة أتم وأكمل فيه من بين الأنبياء بعد نبينا عليه وعليهم الصلاة والسلام وكتابه أفضل الكتب المنزلة بعد القرآن المجيد ولهذا تكون أمته أكثر من يدخلون الجنة من بين الأمم المتقدمين وأن كانت شريعة إبراهيم وملته أفضل من جميع الشرائع والملل ولهذا أمر أفضل الرسل بمتابعة ملته ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا شاهد لهذا المعنى والمهدى الموعود أيضا ربه صفة العلم وبه مناسبة لعيسى مثل على وكان إحدى قدمى عيسى على رأس على والأخرى على رأس المهدى ( اعلم ) أن ولاية موسى وقعت على يمين الولاية المحمدية والولاية العيسوية على يسارها ولما كان على المرتضى حامل ثقل الولاية كان أكثر سلاسل الأولياء منتسبا إليه وظهرت كمالاته لأكثر الأولياء العظام المختصين بكمالات الولاية أزيد وأكثر من كمالاة الشيخين فولا إجماع أهل السنة على أفضلية الشيخين لحكم كشف أكثر الأولياء العظام بأفضلية على المرتضى لأن كمالات الشيخين تشبه كمالات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وإدراك أرباب الولاية قاصر عن الوصول إلى ذيل هذه الكمالات وكشف أرباب الكشوف بواسطة علو درجاتهم باق فى الطريق غير واصل إليهم وكمالات الولاية كالمطروح فى الطرق فى جنب هذه الكمالات إنما هى مدارج ومعارج للعروج إلى كمالات النبوة فكيف يكون للمقدمات خبر عن المقاصد وماذا يكون شعور المبادى بالمطالب وهذا الكلام وإن كان ثقيلا على الأكثرين بواسطة بعد عهد النبوة وبعيدا عن القبول ولكن ماذا نصنع ( شعر ). قد امسكونى ورى المرأى كدرتهم * أقول ما قال لى أستاذى الأزلى ولكن للّه سبحانه الحمد والمنة أنى متفق فى هذا القيل والقال مع علماء أهل السنة والجماعة شكر اللّه تعالى سعيهم وقولى موافق بإجماعهم وجعل استدلاليهم كشفيا لى وإجماليهم تفصيليا وهذا الفقير ما لم يصل إلى كمالات مقام النبوة بمتابعة نبيه ولم يحصل له نصيب تام من تلك الكمالات لم يطلع على فضائل الشيخين بطريق الكشف ولم يهتد إلى سبيل غير التقليد الحمد للّه الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا اللّه لقد جائت رسل ربنا بالحق ( قال ) شخص يوما قد كتب فى الكتب أن اسم على المرتضى مكتوب على باب الجنة فوقع فى الخاطر أنه ماذا يكون لحضرة الشيخين من خصائص ذلك الموطن فظهر بعد التوجه التام أن دخول هذه الأمة إلى الجنة إنما يكون بإذن هذين الشيخين الجليلين وتجويزهما وكان الصديق قائم على باب الجنة ويأذن للناس بالدخول إلى الجنة والفاروق يدخلهم الجنة آخذاً بأيديهم وكان مشهودا أن الجنة بتمامها مملوءة بنور الصديق وفى نظر هذا الحقير أن للشيخين شأنا على حدة فيما بين الأصحاب ودرجة ممتازة منفردة كأنها لم يشاركهما فيها أحد وكان الصديق فى بيت واحد مع النبى صلى اللّه عليه وسلم فإن كان التفاوت فإنما هو بالعلو والسفل والفاروق أيضا مشرف بهذه الدولة بتطفل الصديق ونسبة سائر الصحابة إليه صلى اللّه عليه وسلم نسبة المساكنة فى خان واحد أو فى بلدة واحدة فما يكون حظ سائر أولياء الأمة ( ع ) حسبى إذا جاء من بعد صدا جرسه * فماذا يجد هؤلاء من كمالات الشيخين وكلا هذين الشيخين معدودان فى عداد الأنبياء فى العظمة وجلالة القدر ومحفوفان بفضائل الأنبياء عليهم السلام قال النبى صلى اللّه عليه وسلم لو كان بعدى نبى لكان عمر وذكر الإمام الغزالى أن عبد اللّه بن عمر قال فى أيام مصيبة الفاروق فى محضر من الصحابة رضوان اللّه عليهم مات تسعة أعشار العلم ولما أحس من بعض الناس توقفا فى فهم معنى هذا الكلام قال المراد بالعلم العلم باللّه لا علم الحيض والنفاس وماذا يقال فى الصديق الذى جميع حسنات عمر حسنته الواحدة كما أخبر به المخبر الصادق ويحس أن انحطاط عمر الفاروق من الصديق أكثر وأزيد من انحطاط الصديق من النبى عليه وعلى آله الصلاة والسلام فقس على هذا انحطاط الباقين من الصديق والشيخان لم يفارقا النبى صلى اللّه عليه وسلم بعد الموت أيضا وسيكون حشرهما أيضا معه عليه الصلاة والسلام كما ورد ذلك فتكون الأفضلية بواسطة الأقربية لهما وماذا يقول هذا الحقير قليل البضاعة من كمالاتهم وماذا يبين من فضائلهم من كمالاتهم وأين للذرة قدرة التكلم من الشمس وأين للقطرة مجال التحدث من بحر عمان والأولياء المرجوعون لدعوة الخلق المحتظون من كلا طرفى الولاية والدعوة بحظ تام والعلماء المجتهدون من التابعين وتبع التابعين لما أدركوا كمالات الشيخين بنور الكشف الصحيح والفراسة الصادقة والأخبار المتتابعة فى الجملة ووجدوا نبذة من فضائلهما حكموا بأفضليتهما بالضرورة وأجمعوا على ذلك وما ظهر على خلاف هذا الإجماع من الكشف حملوه على عدم الصحة ولم يعتبروه كيف وقد صحح فى الصدر الأول أفضليتهما كما روى البخارى عن ابن عمر رضى اللّه عنهما قال كنا فى زمن النبى صلى اللّه عليه وسلم لا نعدل بأبى بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان ثم نترك أصحاب النبى صلى اللّه عليه وسلم لا نفاضل بينهم وفى رواية لأبى داود كنا نقول ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حى أفضل أمة النبى صلى اللّه عليه وسلم بعده أبو بكر ثم عمر ثم عثمان رضى اللّه عنهم ومن قال أن الولاية أفضل من النبوة فهو من أرباب السكر ومن الأولياء غير المرجوعين الذين ليس لهم نصيب وافر من كمالات مقام النبوة كما مر آنفا ومن المعلوم أن سلسلة النقشبندية منتسبة من بين سلاسل سائر الأولياء إلى الصديق رضى اللّه عنه فتكون نسبة الصحو غالبة فيهم وتكون دعوتهم أتم وتظهر كمالات الصديق لهم أكثر وأزيد وتكون نسبتهم فوق نسب سائر السلاسل بالضرورة فماذا يدرك غيرهم من كمالاتهم وماذا يحسون من حقيقة معاملتهم ولا أقول أن جميع مشائخ النقشبندية سواسية فى هذه المعاملة كيف بل لو وجد من ألوف على هذه الصفة يكون غنيمة وأظن المهدى الموعود الذى بأكملية الولاية معهود يكون على هذه النسبة ويتم هذه السلسلة العلية ويكملها فإن نسبة جميع الولايات دون هذه النسبة العلية لأن سائر الولايات قليلة النصيب من كمالات مرتبة النبوة وهذه الولاية لها حظ وافر منها بواسطة الانتساب إلى الصديق كما مر آنفا ( ع ) وشتان ما بين الطريقين يا خلى * ( أيها الأخ ) إن الإمام عليا كرم اللّه وجهه لما كان حاملا لثقل الولاية المحمدية على صاحبها الصلاة والسلام والتحية كان تربية مقام الأقطاب والأوتاد والابدال الذين هم من أولياء العزلة وغلب فيهم جانب كمالات الولاية مفوضة إلى إمداده وإعانته ورأس قطب الأقطاب الذى هو قطب المدار تحت قدمه ويجرى أمره ويحصل مهمة بحمايته ورعايته ويخرج به عن عهدة مداريته والسيدة فاطمة وابناها الإمامان رضى اللّه عنهم هم أيضا شركاؤه فى هذا المقام ( واعلم ) أن أصحاب النبى وعليهم الصلاة والسلام كلهم كبراء عظماء ينبغى أن يذكر كلهم بالتعظيم روى الخطيب عن أنس رضى اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إن اللّه اختارنى واختار لى أصحاباً واختار لى منهم أصهارا وأنصارا فمن حفظنى فيهم حفظه اللّه ومن آذانى فيهم آذاه اللّه وروى الطبرانى عن ابن عباس رضى اللّه عنهما أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال من سب أصحابى فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين وروى ابن عدى عن عائشة رضى اللّه عنها قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إن شرار أمتى أجراؤهم على أصحابى وما وقع بينهم من المنازعات والمحاربات ينبغى صرفها وحملها على محامل حسنة وإبعادهم عن الهوى والتعصب فإن تلك المخالفات كانت مبنية على الاجتهاد والتأويل لا على الهوى والهوس كما أن جمهور أهل السنة على ذلك ( ولكن ) ينبغى أن يعلم أن مخالفى الإمام على رضى اللّه عنه كانوا على الخطأ وكان الحق فى جانبه ولكن لما كان هذا الخطأ خطأ اجتهاديا كان صاحبه بعيدا عن الملامة ومرفوعا عنه المؤاخذة كما نقل شارح المواقف عن الآمدى أن وقعه الجمل والصفين كانت على وجه الاجتهاد وصرح الشيخ أبو شكور السالمى فى التمهيد ان أهل السنة والجماعة ذاهبون إلى أن معاوية مع طائفة من الصحابة الذين كانوا معه كانوا على الخطأ وكان خطاؤهم اجتهاديا وقال الشيخ ابن حجر فى الصواعق أن منازعة معاوية لعلى رضى اللّه عنهما كانت على وجه الاجتهاد وجعل هذا القول من معتقدات أهل السنة وما قال شارح المواقف من أن كثيرا من أصحابنا ذهبوا إلى أن تلك المنازعة لم تكن على وجه الاجتهاد فمراده من الأصحاب أى طائفة هو فإن أهل السنة حاكمون بخلاف ذلك كما مر وكتب القوم مشحونة بالقول بالخطأ الاجتهادى كما صرح به الغزالى والقاضى أبو بكر وغيرهما فلا يجوز تفسيق مخالفى الإمام على وتضليلهم قال القاضى فى الشفاء قال مالك رضى اللّه عنه من شتم أحداً من أصحاب النبى صلى اللّه عليه وسلم أبا بكر وعمر وعثمان أو معاوية أو عمرو بن العاص رضى اللّه عنهم فإن قال كانوا على ضلال وكفر قتل وإن سبهم بغير هذا من مشاتمة هذا من مشاتمة الناس نكل نكالا شديدا فلا يكون محاربو على كفرة كما زعمت الغلاة من الرفضة ولا فسقة كما زعم البعض ونسبة شارح الموافق إلى كثير من أصحابه كيف وقد كانت الصديقة وطلحة والزبير من الصحابة منهم وقد قتل طلحة والزبير فى قتال الجمل مع ثلاثة عشر ألفا من القتلى قبل خروج معاوية فتضليلهم وتفسيقهم مما لا يجترئ عليه مسلم إلا أن يكون فى قلبه مرض وفى باطنه خبث وما وقع فى عبارة بعض الفقهاء من إطلاق لفظ الجور فى حق معاوية حيث قال كان معاوية إماما جائرا فمراده بالجور عدم حقية خلافتة فى زمن خلافة على لا الجور الذى مآله فسق وضلالة ليكون موافقا لأقوال أهل السنة والجماعة ومع ذلك يجتنب أرباب الاستقامة إتيان الألفاظ الموهمة خلاف المقصود ولا يجوز الزيادة على القول بالخطأ كيف يكون جائرا وقد صح أنه كان إماما عادلا فى حقوق اللّه سبحانه وحقوق المسلمين كما فى الصواعق وقد زاد مولانا عبد الرحمن الجامى قدس سره فى قوله خطأ منكرا يعنى زاد على ما عليه الجمهور وكلما زاد على لفظ الخطأ فهو خطأ وما قال بعده فإن كان هو مستحقا للعن الخ فهو أيضا غير مناسب له أين محل الترديد وأين محل الاشتباه فإن قال هذا الكلام فى حق يزيد فله وجه ومساغ وأما قوله ذلك فى حق معاوية فشنيع وقد ورد فى الأحاديث النبوية بأسانيد الثقات أن النبى صلى اللّه عليه وسلم دعى لمعاوية اللّهم علمه الكتاب والحساب وقه العذاب وقال فى محل آخر من دعائه اللّهم اجعله هاديا مهديا ودعاؤه عليه الصلاة والسلام مقبول والظاهر أن هذا الكلام إنما صدر عن مولانا بطريق السهو والنسيان وأيضا أنه لم يصرح باسم أحد فى تلك الأبيات بل قال وصحابى آخر وهذه العبارة أيضا تنبئ عن الشناعة ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا وما نقل عن الإمام الشعبى من ذم معاوية وأنه بالغ فى مذمته وأوصلها إلى ما فوق الفسق لم يبلغ مرتبة الثبوت والإمام الأعظم من تلامذته فعلى تقدير صدق هذا القول لكان هو أحق بنقله وحكم الإمام مالك الذى هو من تبع التابعين ومعاصره بقتل شاتم معاوية وعمر بن العاص كما مر آنفا فإن كان هو مستحقا للشتم فلم حكم بقتل شاتمه فعلم أنه اعتقد شتمه من الكبائر فحكم بقتل شاتمه وأيضا أنه جعل شتمه كشتم أبى بكر وعمر وعثمان كما مر سابقا فلا يكون معاوية مستحقا للشتم والذم ( أيها الأخ ) إن معاوية ليس وحده فى هذه المعاملة بل كان نصف الأصحاب الكرام تخمينا شريكا له فيها فإن كان محاربو على كفرة أو فسقه زال الاعتماد عن شطر الدين الذى بلغنا من طريق تبليغهم ولا يجوز ذلك إلا زنديق مقصوده إبطال الدين ( أيها الأخ ) إن منشأ إثارة هذه الفتنة هو قتل عثمان رضى اللّه عنه وطلب القصاص من قتلته فإن طلحة وزبيرا إنما خرجا أولا من المدينة بسبب تأخير القصاص ووافقتهم الصديقة فى هذا الأمر فوقع حرب الجمل التى قتل فيها ثلاثة عشر ألفا من الصحابة وقتل فيها طلحة والزبير اللذان هما من العشرة المبشرة ثم خرج معاوية من الشام وصار شريكا لهم فوقع حرب الصفين صرح الإمام الغزالى أن تلك المنازعة لم تكن لأمر الخلافة بل كانت لاستيفاء القصاص فى بدأ خلافة على وعد ابن حجر هذا القول من معتقدات أهل السنة وقال الشيخ أبو شكور السالمى الذى هو من أكابر علماء الحنفية أن منازعة معاوية لعلى كانت فى أمر الخلافة فإن النبى صلى اللّه عليه وسلم قال لمعاوية إذا ملكت الناس فارفق بهم فحصل لمعاوية الطمع فى الخلافة من هذا الكلام ولكن كان هو مخطئا فى هذا الاجتهاد وعلى محق فيه فإن الوقت كان وقت خلافة على والتوفيق بين هذين القولين هو أن منشأ المنازعة يمكن أن يكون أولا تأخير القصاص ثم بعد ذلك يقع فى طمع الخلافة وعلى كل الاجتهاد واقع فى محله فإن مخطئا فدرجة واحدة من الثواب وللمحق درجتان بل عشر درجات ( أيها الأخ ) إن الطريق الأسلم فى هذا الموطن السكوت عن ذكر مشاجرات أصحاب النبى صلى اللّه عليه وعلى آله الصلاة والسلام والإعراض عن ذكر منازعتهم قال النبى صلى اللّه عليه وسلم إياكم وما شجر بين أصحابى وقال أيضا إذا ذكر أصحابى فأمسكوا وقال أيضا عليه الصلاة والسلام اللّه اللّه فى أصحابى لا تتخذوهم غرضا يعنى أحذرو اللّه واتقوه فى حق أصحابى ولا تجعلوهم هدفا لسهم ملامتكم وطعنكم قال الإمام الشافعى وهو منقول عن عمر بن عبد العزيز أيضا تلك دماء طهر اللّه عنها أيدينا فنطهر عنها ألسنتنا ويفهم من هذه العبارة أنه لا ينبغى إجراء خطائهم على اللسان أيضا وأن يذكرهم بغير الخير هذا ويزيد البعيد عن السعادة من زمرة الفسقة والتوقف فى لعنه إنما هو على الأصل المقرر عند أهل السنة من أنه لا يجوز اللعن على شخص معين ولو كان كافرا لا أن يعلم موته على الكفر يقينا كأبى لهب الجهنمى وامرأته لا أنه غير مستحق للعن إن الذين يؤذون اللّه ورسوله لعنهم اللّه فى الدنيا والآخرة ( اعلم ) أن أكثر الناس فى هذا الزمان لما اشتغلوا ببحث الإمامة وجعلوا التكلم فى الخلافة ومنازعات الصحابة عليهم الرضوان نصب العين دائما وصاروا لا يذكرون الأصحاب الكرام بالخير تقليداً لجهلة الرفضة ومردة أهل البدعة وينسبون إلى جنابهم أمورا غير مناسبة كتبت نبذة مما كان معلوما لى بالضرورة وأرسلتها إلى الأحباب قال عليه وعلى آله الصلاة والسلام إذا ظهر الفتن أو قال البدع وسبت أصحابى فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين لا يقبل اللّه له صرفا ولا عدلا ولكن للّه سبحانه الحمد والمنة أن سلطان الوقت يعد نفسه حنفى المذهب ومن أهل السنة والجماعة وإلا فقد كان الأمر ضيقا على المسلمين جدا فينبغى أداء شكر هذه النعمة العظمى كما ينبغى وأن يجعل مدار الاعتقاد على معتقدات أهل السنة والجماعة وأن لا يصغى إلى أقوال زيد وعمرو فإن جعل مدار الأمر على الخرافات الكاذبة تضييع الإنسان نفسه وتقليد الفرقة الناجية ضرورى حتى يحصل رجاء النجاة وبدونه خرط القتاد والسلام عليكم وعلى سائر من اتبع الهدى والتزم متابعة المصطفى عليه وعلى آله الصلاة والسلام . |