١٧٥ المكتوب الخامس والسبعون والمائة إلى الحافظ محمود فى بيان تلوينات الأحوال وحصول التمكين ومعنى لى مع اللّه وقت . وصل المكتوب الشريف من الأخ العزيز وقد اندرج فيه نبذة من تلوينات أحواله ( اعلم ) أن السالك لابد له من تلوينات الأحوال لا فى البداية ولا فى النهاية غاية ما فى الباب أن التوين إذا كان فى القلب فالسالك من أرباب القلوب ومسمى بابن الوقت وذا تخلص القلب من التلوين وخرج من رقية أحواله إلى الحرية ووصل إلى مقام التمكين فحينئذ يكون ورود الأحوال المتلونة على النفس التى جلست مقام القلب خلال عنه وهذا التلوين إنما هو بعد حصول التمكين فإن قيل لصاحب هذا التوين أبا الوقت لجاز فإن تخلصت النفس أيضا من هذه التلوينات بمحض فضل الحق سبحانه ووصلت إلى مقام التمكين والاطمئنان فحينئذ يكون ورود التلوينات على القالب الذى تركب من أجزاء مختلفة وهذا التلوين يعنى تلوين القالب دائمى فإن التمكين لا يتصور فى حق القالب وإن كن منصبغا بلون ألطف اللطائف فإن التمكين الوارد من طريق هذا الانصباغ بطريق التبعية وورود الأحوال المتلونة بطريق الأصالة والعبرة بالأصل لا بالتبع وصاحب هذا المقام من أخص الخواص ويمكن أن يكون هو أبا الوقت فى الحقيقة ومعنى حديث لى مع اللّه وقت الذى روى عن النبى عليه الصلاة والسلام وأراد جماعة من الوقت المستمر وطائفة الوقت النادر يكون راجعا إلى هذا البيان فإنه بالنسبة إلى بعض اللطائف مستمر وبالنسبة إلى بعض آخر نادر فلا خلاف وبالجملة ينبغى تحلية الظاهر بالشريعة الغراء والمداومة على تكرار ذكر القلب فى السراء والضراء . فى ذلك البحر العميق كضفدع * كن طالبا ما تبتغى من ذا وذا وأخونا مولانا محمد صديق فى آكره فلتغتنم ملاقاته . |