١٢٧ المكتوب السابع والعشرون والمائة إلى الملا صفر أحمد الرومى فى بيان أن خدمة الوالدين وإن كانت من الحسنات ولكنها فى جنب تحصيل المطلب الحقيقى لا شئ محض وما يناسب ذلك قد وصل المكتوب المرغوب والعذر الذى ذكرته فى باب التوقف صحيح ينبغى أن تفعل أزيد مما وقع وإن تعتقد نفسك مقصرا قال اللّه تعالى ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وقال اللّه سبحانه أيضا أن أشكر لى ولوالديك وينبغى أن تعتقد أن كل ذلك فضول محض فى جنب الوصول إلى المطلب الحقيقى بل فى جنب طى منازل السلوك أيضا تعطيل صرف وقد سمعت أن حسنات الأبرار سيئات المقربين ( شعر ). كلما دون هوى الحق ولو * أكل قند فهو سم قاتل وحق اللّه سبحانه مقدم على حقوق جميع الخلائق فإن أداء حقوق الخلائق إنما هو لامتثال أمره تعالى وإلا لمن يكون مجال ترك خدمته والاشتغال بخدمة غيره فخدمة الخلائق بهذا السبب من جملة خدمات الحق سبحانه وتعالى ولكن الفرق بين خدمة وخدمة كثير ألا ترى أن أرباب الحرث وأصحاب الزرع كلهم فى خدمة السلطان ولكن لا مناسبة بين خدمتهم وخدمة المقربين حتى أن إجراء اسم الزراعة والحراثة على اللسان هناك معصية وأجر كل أمر على مقدار ذلك الأمر فأهل الحراثة يأخذون درهما واحد على خدمة يوم كامل مع غاية المحنة والمشقة والمقربون يستحقون الألوف على ساعة خدمة الحضور ومع ذلك لا تعلق لهم بتلك الألوف وغاية مرامهم إنما هى قرب السلطان فحسب شتان ما بينهما وفرخ حسين موفق جدا يعنى للترقى والاجتهاد وليطمئن قلبك من طرفه ماذا أكتب أزيد من ذلك والسلام . |