٩١ المكتوب الحادى والتسعون إلى الشيخ الكبير فى بيان أن تصحيح العقائد وإتيان الأعمال الصالحة كليهما جناحان للطيران إلى عالم القدس وأن المقصود من أعمال الشريعة وأحوال الحقيقة هو تزكية النفس وتصفية القلب رزقنا اللّه سبحانه وإياكم الاستقامة على متابعة السنة السنية على صاحبها الصلاة والسلام والتحية واعلم : أن الذى لابد منه هو تصحيح الاعتقاد أولاً على وفق آراء علماء أهل السنة والجماعة الذين هم الفرقة الناجية : ثم العمل بمقتضى الأحكام الفقهية ثانيا فإذا حصل هذان الجناحان الاعتقادى والعملى ينبغى أن يقصد الطيران إلى عالم القدس ( ع ) ( هذا هو الأمر والباقى من العبث )* والمقصود من أعمال الشريعة وأحوال الطريقة والحقيقة هو تزكية النفس وتصفية القلب وما لم تتزك النفس لا تحصل السلامة للقلب ، ولا يحصل الإيمان الحقيقى الذى به نيطت النجاة . وسلامة القلب إنما تتصور إذا لم يخطر ما سواه تعالى فى القلب أصلا بحيث لو مضى ألف سنة مثلا لا يقع الغير فى القلب ولا يمر عليه قطعا لأنه قد حصل للقلب حينئذ نسيان السوى بالكلية ، بحيث لو ذكروه بالتكليف لما يتذكر . وهذه الحالة هى المعبر عنها بالفناء وأول قدم فى هذا الطريق والسلام أولاً وآخرا . |