Geri

   

 

 

İleri

 

١٤- باب تَحريمِ احْتِقار المسلمينَ والسُّخْرِيةِ منهم

قال اللّه تعالى‏:

{‏الَّذِينَ يلْمِزُونَ المُطَّوِّعِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ في الصَّدَقَاتِ وَالَّذينَ لا يَجدُونَ إلا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللّه مِنْهُمْ وَلهُمْ عَذَابٌ ألِيمٌ‏} ‏‏[‏التوبة‏: ‏٧٩‏]

وقال تعالى‏:

{‏يا أيُّها الَّذين آمَنُوا لا يَسخَرُ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسَى أنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أنْفُسَكُمْ وَلا تَابَزُوا بالألْقابِ‏} ‏الآية ‏[‏الحجرات‏: ‏١١‏]‏،

وقال تعالى‏:

{‏وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ‏} ‏‏[‏الهمزة‏: ‏١‏]‏‏.‏

وأما الأحاديث الصحيحةُ في هذا الباب فأكثرُ من أن تُحصر، وإجماعُ الأمة منعقدٌ على تحريم ذلك، واللّه أعلم‏.‏

٩٢١- وروينا في صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال‏: ‏قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:

‏"‏لا تَحاسَدُوا، وَلا تَناجَشُوا، وَلا تَباغَضُوا، وَ لاَ تَدَابَرُوا، وَ لا يَبْغِ بَعْضُكُمْ على بَعْضٍ وكُونُوا عِبادَ اللّه إخْواناً، المُسلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يَخْذُلُهُ وَلا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنا ـ ويشيرِ إلى صدره ثلاثَ مرات ـ بِحَسْبِ امْرىءٍ مِنَ الشَّرّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ على المُسْلِمِ حَرَامٌ‏: دَمُهُ ومَالُهُ وَعِرْضُهُ‏"‏‏.‏ (٣)

قلتُ‏: ما أعظم نفع هذا الحديث وأكثر فوائده لمن تدبره‏.‏

٩٢٢- وروينا في صحيح مسلم، عن ابن مسعود رضي اللّه عنه، عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال‏:

"‏لا يَدْخُل الجَنَّةَ مَنْ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، فقال رجلٌ‏: إن الرجلَ يُحبّ أن يكون ثوبُه حسناً ونعلُه حسنةً، قال‏: إنَّ اللّه جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ‏"‏‏.‏ (٤)

قلتُ‏: بَطر الحقّ بفتح الباء والطاء المهملة وهو دفعه وإبطاله، وغمطٌ بفتح الغين المعجمة وإسكان الميم وآخره طاء مهملة، ويروى غمص بالصاد المهملة ومعناهما واحد وهو الاحتقار‏.‏