٢٩- باب استحبابِ الاقتصَادِ في الموعظة والعلم اعلم أنه يُستحبّ لمن وعظَ جماعةً أو ألقى عليهم عِلْماً أن يقتصدَ في ذلك ولا يُطوِّل تطويلاً يُمِلُّهم، لئلا يَضجروا وتذهبَ حلاوتُه وجلالتُه من قلوبهم، ولئلا يَكْرَهُوا العلمَ وسماعَ الخير فيقعُوا في المحذور. ٨٢٠- روينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن شقيق بن سلمة قال: كان ابنُ مسعودٍ يُذكِّرنا في كل خميس، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن! لوددتُ أنك ذكّرتَنا كل يوم، فقال: أما إنه يمنعني من ذلك أنّي أكره أنْ أُمِلَّكم، وإني أتخوَّلكم بالموعظة كما كأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتخوّلنا بها مخافةَ السآمة علينا. (٣٧) ٨٢١- وروينا في صحيح مسلم، عن عمّار بن ياسر رضي اللّه عنهما قال: سمعتُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "إن طُولَ صَلاةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ، فأطِيلوا الصَّلاةَ واقْصِرُوا الخُطْبَةَ". (٣٨) قلتُ: مئنّة، بميم مفتوحة ثم همزة مكسورة ثم نون مشددة: أي علامة دالّة على فقهه. وروينا عن ابن شهابٍ الزهريّ رحمه اللّه قال: إذا طالَ المَجلسُ كانَ للشيطان فيه نصيب. |