Geri

   

 

 

İleri

 

٥- حلف إنسان ليحمدنّ اللّه تعالى بمجامع الحمد

فصل‏: قال المتأخرون من أصحابنا الخراسانيين‏: لو حلف إنسان ليحمدنّ اللّه تعالى بمجامع الحمد ـ ومنهم من قال بأجلّ التحاميد ـ فطريقه في برَ يمينه أن يقول‏: الحمد للّه حمداً يوافي نعمه ويكافىء مزيده‏.‏ ومعنى يوافي نعمه‏: أي يُلاقيها فتحصل معه، ويكافىء بهمزة في آخره‏: أي يُساوي مزيدَ نعمه، ومعناه‏: يقوم بشكر ما زاده من النِعم والإِحسان‏.‏ قالوا‏: ولو حلف ليثنينّ على اللّه تعالى أحسنَ الثناء، فطريق البرّ أن يقول‏:

لا أحصي ثناءً عليك أنتَ كما أثنيتَ على نفسك‏.‏

وزاد بعضُهم في آخره‏:

فلك الحمد حتى ترضى‏.‏

وصوّر أبو سعد المتولي المسألة فيمن حلف‏: ليثنينّ على اللّه تعالى بأجلّ الثناء وأعظمه، وزاد بعضهم في أوّل الذكر‏: سبحانك‏.‏

٢٩٨-وعن أبي نصر النمار عن محمد بن النضر رحمه اللّه تعالى قال‏: قال آدمُ صلى اللّه عليه وسلم‏:

يا رَبّ‏!‏ شَغَلْتَنِي بِكَسْبِ يَدِي، فَعَلِّمْنِي شَيْئاً فِيهِ مَجَامِعُ الحَمْدِ وَالتَّسْبِيحِ، فأوحى اللّه تبارك وتعالى إليه‏: يا آدَمُ‏!‏ إذَا أصْبَحْتَ فَقُلْ ثَلاثاً، وَإذَا أمْسَيْتَ فَقُلْ ثَلاثاً‏: الحَمْدُ للّه رَبّ العالَمِينَ حَمْداً يُوافِي نِعَمَهُ وَيُكافِىءُ مَزيدَهُ، فَذَلِكَ مَجَامِعُ الحَمْدِ وَالتَّسْبِيحِ‏.‏ واللّه أعلم‏.‏