Geri

   

 

 

İleri

 

باب ما جاء في فتح القسطنطينية من أين تفتح و فتحها علامة خروج الدجال و نزول عيسى عليه السلام و قتله إياه

مسلم عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم

قال : لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ ، فإذا تصافوا قالت الروم خلوا بيننا و بين الذين سبوا منا نقاتلهم ، فيقول المسلمون : لا و اللّه لا نخلي بينكم و بين الذين هم إخواننا فيقاتلهم فيهزم الثلث لا يتوب اللّه عليهم أبداً ، و يقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند اللّه ، و يفتح الثلث لا يفتتنون أبداً فيفتحون القسطنطينية ، فبينما هم يقتسمون الغنائم و قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان : إن المسيح قد خلفكم في أهلكم فيخرجون و ذلك باطل ، فإذا جاءوا الشام خرج فبينما هم يعدون للقتال و يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة ، فينزل عيسى بن مريم فأمهم فإذ رآه عدو اللّه ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لذاب حتى يهلك ، و لكن يقتله اللّه بيده فيريهم دمه في حربته .

و خرج ابن ماجه

قال : حدثنا علي بن ميمون الرقي

قال : حدثنا يعقوب الحنيني عن كثير بن كثير بن عبد اللّه بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده

قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لا تقوم الساعة حتى يكون أدنى مسالح المسلمين ببولاء ، ثم قال يا علي يا علي يا علي ثم قال يا بني

قال : إنكم ستقاتلون بني الأصفر و يقاتلهم الذين من بعدكم حتى يخرج إليهم روقة الإسلام أهل الحجاز الذين لا يخافون في اللّه لومة لائم ثم فيفتحون قسطنطينية بالتسبيح و التكبير فيصيبون غنائم لم يصيبوا مثلها حتى يقتسموا بالأترسة ، فيأتي آت فيقول إن المسيح قد خرج إلى بلادكم ألا و هي كذبة فالآخذ نادم و التارك نادم .

و خرج مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم

قال : سمعتم بمدينة جانب منها في البر و جانب منها في البحر ؟ قالوا : نعم يا رسول اللّه .

قال : لا تقوم الساعة حتى يغزوها ألفاً من بني إسحاق فإذا جاؤوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح و لم يرموا بسهم . قالوا لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر فيسقط أحد جانبيها . قال ثور لا أعلمه قال إلا الذي في البحر ثم يقولون الثانية لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر فيسقط جانبها الآخر ، ثم تقول الثالثة لا إله إلا اللّه و اللّه أكبر فيفرج لهم فيدخلونها فيغنمون ، فبينما هم يقتسمون الغنائم إذ جاءهم الصريخ فقال إن الدجال قد خرج فيتركون كل شيء و يرجعون .

الترمذي عن أنس

قال : فتح القسطنطينية مع قيام الساعة هكذا رواه موقوفاً و قال حديث غريب . و القسطيطينية مدينة الروم و تفتح عند خروج الدجال و القسطنطينية قد فتحت في زمن بعض أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم .

قلت : هو عثمان بن عفان ذكر الطبري في التاريخ له ، ثم دخلت سنة سبع و عشرين ففيها كان فتح أفريقية على يد عبد اللّه بن أبي سرح ، و ذلك أن عثمان رضي اللّه عنه لم ولي عمرو بن العاص على عمله بمصر كان لا يعزل أحداً إلا عن شكاية ، و كان عبد اللّه بن أبي سرح من جند عثمان ، فأمره عثمان رضي اللّه عنه على الجند و رماه بالرجال و سرحه إلى أفريقية ، و سرح معه عبد اللّه بن نافع بن قيس ، و عبد اللّه بن نافع بن الحصين الفهريني ، فلما فتح عبد اللّه أفريقية خرج عبد اللّه و عبد اللّه إلى الأندلس ، فأتياها من قبل البحر ، و كتب إلى عثمان رضي اللّه عنه إلى من انتدب إلى الأندلس :

أما بعد : فإن القسطنطينية إنما تفتح من قبل الأندلس ، و إنكم إن افتتحتموها كنتم شركاء في الآجر فيقال إنها فتحت في تلك الأزمان ، و ستفتح مرة أخرى كما في أحاديث هذا الباب ، و الذي قبله ، و قد قال بعض علماؤنا : أن حديث أبي هريرة أول الباب يدل على أنها تفتح بالقتال ، و حديث ابن ماجه يدل على خلاف ذكل مع حديث أبي هريرة ، و اللّه أعلم .

قلت : لعل فتح المهدي يكون لها مرتين . مرة بالقتال و مرة بالتكبير ، كما أنه يفتح كنيسة الذهب مرتين ، فإن المهدي إذا خرج بالمغرب على ما تقدم جاءت إليه أهل الأندلس فيقولون يا ولي اللّه : انصر جزيرة الأندلس فقد تلفت و تلفت أهلها و تغلب عليها أهل الكفر و الشرك من أبناء الروم ، فيبعث كتبه إلى جميع قبائل المغرب و هم قزولة و خذالة و قذالة و غيرهم من القبائل من أهل المغرب أن انصروا دين اللّه و شريعة محمد صلّى اللّه عليه و سلم فيأتون إليه من كل مكان و يجيبونه و يقفون عند أمره و يكون على مقدمته صاحب الخرطوم و هو صاحب الناقة الغراء و هو صاحب المهدي و ناصر دين الإسلام و ولى اللّه حقاً ، فعند ذلك يبايعونه ثمانون ألف مقاتل بين فارس و راجل قد رضي اللّه عنهم أولئك حزب اللّه ألا إن حزب اللّه هم المفلحون فباعو أنفسهم للّه و اللّه ذو الفضل العظيم ، فيعبرون البحر حتى ينتهوا إلى حمص و هي إشبيلية ، فيصعد المهدي المنبر في المسجد الجامع و يخطب خطبة بليغة ، فيأتي إليه أهل الأندلس فيبايعه جميع من بها من أهل الإسلام ، ثم يخرج بجميع المسلمين متوجهاً على البلاد بلاد الروم ، فيفتح فيها سبعين مدينة من مدائن الروم يخرجها من أيدي العدو عنوة . الحديث .

و فيه : ثم إن المهدي و من معه يصلون إلى كنيسة الذهب فيجدون فيها أموالاً ، فيأخذها المهدي فيقسمها بين الناس بالسوية ، ثم يجد فيها تابوت السكينة و فيها غفارة عيسى و عصا موسى عليهما السلام و هي العصا التي هبط بها آدم من الجنة حين أخرج منها ، و كان قيصر ملك الروم قد أخذها من بيت المقدس في جملة السبي حين سبي بيت المقدس ، و احتمل جميع ذلك إلى كنيسة الذهب فهو فيها إلى الآن حتى يأخذها المهدي ، فإذا أخذ المسلمون العصا تنازعوا عليها فكل منهم يريد أخذ العصا ، فإذا أراد اللّه تمام أهل الإسلام من الأندلس خذل اللّه رأيهم و سلب ذوي الألباب عقولهم ، فيقمسون العصا على أربعة أجزاء فيأخذ كل عسكر منهم جزءاً و هم يومئذ أربعة عساكر ، و إذا فعلوا ذلك رفع اللّه عنهم الظفر و النصر و وقع الخلاف في ذلك بينهم . قال كعب الأحبار : و يظهر عليهم أهل الشرك حتى يأتوا البحر ، فيبعث إليهم ملكاً في صورة إبل فيجوز بهم القنطرة التي بناها ذو القرنين لهذا المعنى خاصة ، فيأخذ الناس وراءه حتى يأتوا إلى مدينة فارس و الروم و وراءهم ، فلا يزالون كذلك كلما ارتحل المسملون مرحلة ارتحل المشركون كذلك ، حتى يأتوا إلى أرض مصر و الروم وراءهم ، و في حديث حذيفة و يتملكون مصر إلى الفيوم ، ثم يرجعون و اللّه تعالى أعلم .