باب أمارات الملاحم أبو داود عن معاذ بن جبل : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم : عمران بيت المقدس خراب يثرب ، و خراب يثرب خروج الملحمة فتح القسطنطنية و فتح القسطنطنية خروج الدجال . البخاري عن عوف بن مالك قال : أتيت النبي صلّى اللّه عليه و سلم في غزوة تبوك و هو في قبة من آدم ف قال : أعدد ستاً بين يدي الساعة موتى ثم فتح بيت المقدس ، ثم موتان يأخذ فيكم كقفاص الغنم ، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطاً ، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلتاه ، ثم هدنة تكون بينكم و بين بني الأصفر فيعذرون فيأتونكم تحت ثمانين راية تحت كل راية اثنا عشر ألفاً . و خرجه أبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير بمعناه و زاد بعد قوله إثنا عشر ألفاً [ فسطاط المسلمين يومئذ في أرض يقال لها الغوطة في مدينة يقال لها دمشق ] ، ذكره بإسناده أبو الخطاب بن دحية في كتاب مرج البحرين في فوائد المشرقين و المغربين . و قال : عوف بن مالك الأشجعي : شهد موت النبي و حضر فتح بيت المقدس مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فتحه صلحاً لخمس خلون من ذي القعدة سنة عشر من الهجرة ، ثم حضر قسمة كنوز كسرى على يد أمير المؤمنين عمر ، ثم شاهد قتال الجمل و صفين ، و شاهد عوف رضي اللّه عنه أيضاً الموتان الذي كان بالشام قبل ذلك ، و هو المسمى بطاعون عمواس مات يومئذ ستة و عشرون ألفاً . و قال المديني خمسة و عشرين ألفاً . و عمواس : بفتح العين و الميم لأنه [ عم و أسى ] أي جعل بعض الناس أسوة بعض ، و عمواس قرية بين الرملة و بيت المقدس مات فيه أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ، و الأمير الفقيه أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل . قال الإمام أحمد بن حنبل في تاريخه كان الطاعون عمواس سنة ثمانية عشر . رواه عن أحمد أبو زرعة الرازي قال : كان الطاعون سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة و في سنة سبع عشرة رجع عمر من سرغ ، و موتان بضم الميم هي لغة و غيرهم يفتحونها و هم اسم الطاعون و الموت . و قوله : كقفاص الغنم هو داء يأخذها لا يلبثها قاله أبو عبيدة ، لأن القفاص الموت العجل و يقال بالسين ، و قيل هو داء يأخذ في الصدر كأنه يكسر العنق ، و قد انقضت هذه الخمس ، و عاش عوف بن مالك إلى زمن عبد اللّه بن مروان سنة ثلاث و سبعين من الهجرة و قد أربى بصفين على المائة ، و قال الواقدي : مات عوف بن مالك بالشام سنة ثلاث و تسعين ، فإن صح ما قال فقد مات في أيام الوليد بن عبد الملك بن مروان إن لم يكن تصحيفاً منه ، و اللّه أعلم . |