باب ما جاء في طير الجنة و خيلها و إبلها الترمذي ، عن أنس بن مالك قال : سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ما الكوثر ، قال : ذاك نهر أعطانيه اللّه يعني في الجنة ، أشد بياضاً من اللبن و أحلى من العسل : فيه طير أعناقها كأعناق الجزر ، فقال عمر : إن لهذه لناعمة ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم : أكلها أنعم منها ، قال : هذا حديث حسن . و خرجه الثعلبي ، من حديث أبي الدراداء أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال : إن في الجنة طيراً مثل أعناق البخت تصطف على يد ولي اللّه فيقول أحدها : يا ولي اللّه رعيت في مروج الجنة تحت العرش ، شربت من عيون التسنيم ، فكل مني لا يزلن يفتخرن بين يديه حتى يخطر على قلبه أكل أحدها . فيخر بين يديه على ألوان مختلفة فيأكل منه ما أراد فإذا شبع تجمع عظام الطير فيطير يرعى في الجنة حيث شاء، فقال عمر : يا نبي اللّه ، إنها لناعمة قال : أكلها أنعم منها . الترمذي : عن سليمان بن بريدة ، عن أبيه ، أن رجلاً سأل النبي صلّى اللّه عليه و سلم ف قال : يا رسول اللّه : هل في الجنة من خيل ؟ قال : إن أدخلك اللّه الجنة فلا تشاء أن تحمل فيها على فرس من ياقوتة حمراء تطير بك حيث شئت إلا فعلت ، قال : و سأله رجل فقال يا رسول اللّه : هل في الجنة من إبل ؟ قال : فلم يقل له ما قال صاحبه . ف قال : إن يدخلك اللّه الجنة لك فيها ما اشتهت نفسك و لذت علينك . و خرج مسلم عن أبي مسعود الأنصاري . قال جاء رجل بناقة مخطومة ف قال : هذه في سبيل اللّه ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم : لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة و ذكر ابن وهب قال : حدثنا ابن زيد قال : كان الحسن البصري يذكر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم : أن أدنى أهل الجنة منزلة الذي يركب في ألف و ألف من خدمه من الولدان المخلدين على خيل من ياقوت أحمر لها أجنحة من ذهب اقرأوا إن شئتم و إذا رأيت ثم رأيت نعيماً و ملكاً كبيراً . و ذكر ابن المبارك عن شقي بن ماتع ، أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال إن من نعيم أهل الجنة أنهم ليتزاورون على المطايا و النجب ، و أنهم يؤتون في يوم الجمعة بخيل مسرجة ملجمة لا تورث و لا تبول فيركبونها حتى ينتهوا حيث شاء اللّه و ذكر الحديث . و عن عكرمة عن ابن عباس أنه ذكر مراكبهم ، ثم تلا قوله تعالى و إذا رأيت ثم رأيت نعيماً و ملكاً كبيراً . و حكى عن عبد اللّه بن المبارك : خرج إلى غزو فرأى رجلاً حزيناً قد مات فرسه فبقي محزوناً ، فقال له : بعني إياه بأربعمائة درهم ففعل الرجل ذلك ، أي باعه له ، فرأى من ليلته في المنام كأن القيامة قد قامت و فرسه في الجنة و خلفه سبعمائة فرس ، فأراد أن يأخذه فنودي أن دعه ، فإنه لابن المبارك و قد كان لك بالأمس ، فلما أصبح جاء إليه و طلب الإقالة فقال له و لم ؟ قال : فقص عليه القصة فقال له : اذهب فما رأيته في المنام رأيناه في اليقظة .؟ قال المؤلف رحمه اللّه تعالى : و هذه الحكاية صحيحة لأنها في معنى ما ثبت في صحيح مسلم عن أبي مسعود كما ذكرناه . |