باب ما جاء في خيام الجنة و أسواقها و تعارف أهل الجنة في الدنيا و عبادتهم فيها مسلم عن أبي موسى الأشعري أن رسول اللّه قال : في الجنة خيمة من لؤلؤ مجوفة عرضها ستون ميلاً في كل زاوية منها أهل للمؤمن ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمن في رواية . قال : الخيمة درة طولها في السماء ستون ميلاً في كل زاوية منها أهل للمؤمن ما يرون الآخرين . و خرج مسلم أيضاً عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم : قال : إن في الجنة لسوقاً يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم و ثيابهم المسك فيزدادون حسناً و جمالاً فيرجعون إلى أهلهم و قد ازدادوا حسناً و جمالاً لهم أهلهم و اللّه لقد ازددتم بعدنا حسناً و جمالاً . الترمذي عن سعيد بن المسيب أنه لقي أبي هريرة ، فقال أبو هريرة أسأل اللّه أن يجمع بيني و بينك في سوق الجنة . فقال سعيد أفيها سوق ؟ قال : نعم ، و ذكر الحديث و فيه : فتأتي سوقاً قد حفت به الملائكة . فيه مالم تنظر العيون إلى مثله و لم تسمع الآذان و لم يخطر على القلوب ، فيحمل لنا ما اشتهينا ليس يباع فيها و لا يشتري ، و في ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضاً قيقبل ذو المنزلة المرتفعة فيلقى من هو دونه و ما فيهم دني فيروعه ما عليه من اللباس ، فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل عليه ما هو أحسن منه و ذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها . و ذكر الحديث في طريقه أبو العشرين و هو ضعيف . و خرجه ابن ماجه مكملاً و فيه بعد قوله قال نعم : أخبرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم قال : إن أهل الجنة إذا دخلوا الجنة نزلوا فيها بفضل أعمالهم فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيرون اللّه و يبرز لهم عرشه و يبدو لهم في روضة من رياض الجنة فتوضع لهم منابر من نور ، و منابر من لؤلؤ ، و منابر من ياقوت ، و منابر من زبرجد ، و منابر من ذهب ، و منابر من فضة و يجلس أدناهم و ما فيهم دني على كثبان المسك و الكافور ما يرون بأن أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلساً . قال أبو هريرة ، قلت يا رسول اللّه هل نرى ربنا ؟ قال : نعم هل تتمارون في رؤية الشمس و القمر ليلة البدر ؟ قلنا : لا . قال : كذلك لا تمارون في رؤية ربكم عز و جل و لا يبقى في ذلك المجلس أحد ألا حاضره اللّه محاضرة حتى إنه يقول للرجل منكم ألا تذكر يا فلان يوم عملت كذا و كذا يذكره بعض غدراته في الدنيا فيقول : يا رب ألم تغفر لي ؟ فيقول بلى فبسعة مغفرتي بلغت منزلتك هذه فبينما هم كذلك إذ غشيتهم سحابة من فوقهم فأمطرت عليهم طيباً لم يجدوا مثل ريحه شيئاً قط . ثم يقول قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة فخذوا مااشتهيتم . قال : فيأتون سوقاً الحديث بلفظه و معناه إلى أن قال : و ذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها . قال : ثم ننصرف إلى منازلنا فتلقانا أزواجنا فيقلن مرحباً و أهلاً لقد جئت و إن بك من الجمال و الطيب أفضل مما فارقتنا عليه ، فيقولون إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار و بحقنا أن نتقلب بمثل ما انقلبنا و خرج الترمذي أيضاً عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم : إن في الجنة لسوقاً ما فيها بيع و لا شراء إلا الصور من الرجال و النساء فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها قال : هذا حديث غريب . و روى أبو هدبة إبراهيم بن هدبة قال : حدثنا أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم : إن في الجنة أسواقاً لا شراء فيها و لا بيع . أهل الجنة لما أفضوا إلى روح الجنة جلسوا متكيئن على لؤلؤ رطب و ترابها مسك يتعارفون في تلك الجنان كيف كانت الدنيا ، و كيف كانت عبادة الرب ، و كيف يحيى الليل و يصام النهار ، و كيف كان فقر الدنيا و غناؤها ، و كيف كان الموت ، و كيف صرنا بعد طول البلاء من أهل الجنة و اللّه أعلم . |