باب ما جاء في أنهار الجنة و جبالها و ما جاء في الدنيا منها قال اللّه تعالى : مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن ، و أنهار من لبن لم يتغير طعمه و أنهار من خمر لذة للشاربين و أنهار من عسل مصفى . و روي أنها تجري في غير أخدود . منضبطة بالقدرة . و يروي عن أبي هريرة ، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال : أنهار في الجنة تخرج من تحت تلال أو جبال مسك ، ذكره العقيلي . و ذكر إسماعيل بن إسحاق قال : حدثنا إسماعيل بن أبي إدريس ، قال : حدثني كثير بن عبد اللّه بن عمر بن عوف ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول اللّه أربعة جبال من جبال الجنة ، و أربعة أنهار من أنهار الجنة ، و أربعة ملاحم من ملاحم الجنة ، قيل فمن الأجبل ؟ قال : جبل أحد ، يحبنا و نحبه ، و الطور : جبل من جبال الجنة ، و لبنان : جبل من جبال الجنة و الجودي : جبل من جبال الجنة ، و الأنهار : النيل و الفرات و سيحان و جيحان . و الملاحم : بدر ، و أحد ، و الخندق ، و خيبر . و بالسند المذكور قال : غزونا مع النبي صلّى اللّه عليه و سلم أول غزوة غزاها الأبواء حتى إذا كنا بالروحاء نزل بعرق الظبية فصلى بهم ، ثم قال : هل تدرون ما اسم هذا الجبل ؟ قالوا : اللّه و رسوله أعلم ، قال : هذا خصيب جبل من جبال الجنة ، اللّهم فبارك فيه و بارك لأهله ، و قال : للروحاء : هذه سجاسج واد من أودية الجنة ، لقد صلّى في هذا المسجد قبلي سبعون نبياً ، و لقد مر بها موسى عليه السلام ، عليه عباءتان قطونيتان على ناقة ورد في سبعين ألفاً من بني إسرائيل حتى جاء البيت العتيق ، الحديث . و سيأتي تمامه إن شاء اللّه تعالى . الترمذي عن حكيم بن معاوية ، عن أبيه ، عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال : إن في الجنة بحر الماء ، و بحر اللين ، و بحر العسل ، و بحر الخمر ، ثم تنشق الأنهار بعد ذلك . قال : أبو عيسى : هذا حديث صحيح ، و حكيم بن معاوية هو والد بهز بن حكيم . مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم : سيحان و جيحان و النيل و الفرات كل من أنهار الجنة ، و قال كعب : نهر دجلة نهر بالجنة ، و نهر الفرات نهر لبنهم ، و نهر مصر نهر خمرهم ، و نهر سيحان نهر عسلهم ، و هذه الأنهار الأربعة تخرج من نهر الكوثر . و ذكر البخاري من طريق شريك عن أنس في حديث الإسراء ، فإذا هو في السماء الدنيا بنهرين يطردان ، ف قال : ما هذان يا جبريل ؟ قال :النيل و الفرات عنصرهما ، ثم مضى في السماء ، فإذا هو بنهر آخر عليه قصر من اللؤلؤ و الزبرجد فضرب بيده فإذا هو مسك أذفر ، قال : ما هذا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر الذي خبأ لك ربك . |