باب ما جاء أن الميت يسمع ما يقال مسلم عن أنس بن مالك : عمر بن الخطاب حدث عن أهل بدر ف قال : إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس . يقول : هذا مصرع فلان غداً إن شاء اللّه . قال فقال عمر : فو الذي بعثه بالحق نبياً ما أخطأوا الحدود التي حد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم . قال : فجعلوا في بئر بعضهم على بعض فانطلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حتى انتهى إليهم ف قال : يا فلان بن فلان . هل و جدتم ما وعدكم اللّه و رسوله حقاً فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً ؟ فقال عمر : يا رسول اللّه كيف تكلم أجساداً لا أرواح فيها ؟ قال : ما أنتم بأسمع لما أقول منهم . غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا علي شيئاً . و عنه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم ترك قتلى بدر ثلاثاً . فقام عليهم فناداهم . ف قال : يا أبا جهل بن هشام . يا أمية بن خلف يا عتبة بن ربيعة . يا شيبة بن ربيعة . أليس قد و جدتم ما وعدكم ربكم حقاً فإني وجدت ماو عدني ربي حقاً ! فسمع عمر قول النبي صلّى اللّه عليه و سلم ف قال : يا رسول اللّه كيف يسمعون ! و أنى يجيبون ! وقد جيفوا ؟ قال جهنم و الذي نفسي بيده ، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم . ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا ثم أمر بهم فسحبوا فالفوا في قليب بدر . فصل : اعلم رحمك اللّه أن عائشة رضي اللّه عنها قد أنكرت هذا المعنى . و استدلت بقوله تعالى : فإنك . لا تسمع الموتى و قوله و ما أنت بمسمع من في القبور و لا تعارض بينهما لأنه جائز أن يكونوا يسمعون في وقت ما . أو في حال ما فإن تخصيص العموم ممكن و صحيح إذا و جد المخصص . و قد و جد هنا بدليل ما ذكرناه ـ و قد تقدم ـ و بقوله عليه الصلاة و السلام : إنه ليبسمع قرع ..نعالهم و بالمعلوم من سؤال الملكين للميت في قبره و جوابه لهما و غير ذلك مما لا ينكر ، و قد ذكر ابن عبد البر في كتاب التمهيد و الاستذكار من حديث ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم : ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ، و رد علي السلام . صححه أبو محمد عبد الحق ، و جيفوا معناه : أنتنوا . |