Geri

   

 

 

İleri

 

٤٩ - بَاب مَا ينفع الْمَيِّت فِي قَبره

١ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية عَن ثَابت الْبنانِيّ قَالَ إِذا وضع الْمُؤمن فِي قَبره إحتوشته أَعماله الصَّالِحَة وَجَاء ملك الْعَذَاب فَتَقول لَهُ بعض أَعماله الصَّالِحَة إِلَيْك عَنهُ فَلَو لم يكن إِلَّا أَنا لما وصلت إِلَيْهِ

٢ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن ثَابت الْبنانِيّ قَالَ إِذا مَاتَ العَبْد الصَّالح فَوضع فِي قَبره أُتِي بفراش من الْجنَّة وَقيل لَهُ نم هَنِيئًا لَك قُرَّة الْعين طبت

فَرضِي اللّه عَنْك ويفسح فِي قَبره مد بَصَره وَيفتح لَهُ بَاب إِلَى الْجنَّة فَينْظر إِلَى حسنها ويجد رِيحهَا وتحتوشه أَعماله الصَّالِحَة الصّيام وَالصَّلَاة وَالْبر فَتَقول لَهُ نَحن أنصبناك وأظمأناك وأسهرناك فَنحْن لَك الْيَوْم بِحَيْثُ تحب نَحن أنساؤك حَتَّى تصير إِلَى مَنْزِلك إِلَى الْجنَّة

٣ - وَأخرج الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لكل إِنْسَان ثَلَاثَة أخلاء أما خَلِيل فَيَقُول لَهُ مَا أنفقت فلك وَمَا أَمْسَكت فَلَيْسَ لَك فَذَاك مَاله وَأما خَلِيل فَيَقُول أَنا مَعَك فَإِذا أتيت بَاب الْملك تركتك وَرجعت فَذَاك أَهله وحشمه وَأما خَلِيل فَيَقُول أَنا مَعَك حَيْثُ دخلت وَحَيْثُ خرجت فَذَاك عمله فَيَقُول إِن كنت لأهون الثَّلَاثَة عَليّ

٤ - وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِذا مَاتَ العَبْد تبعه ثَلَاثَة فَيرجع إثنان وَيبقى وَاحِد يتبعهُ أَهله وَمَاله وَعَمله فَيرجع أَهله وَمَاله وَيبقى عمله

٥ - وَأخرج الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم عَن النُّعْمَان بن بشير قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مثل الرجل وَمثل الْمَوْت كَرجل لَهُ ثَلَاثَة أخلاء فَقَالَ أحدهم هَذَا مَالِي فَخذ مِنْهُ مَا شِئْت ودع مَا شِئْت وَقَالَ الآخر أَنا مَعَك أخدمك فَإِن مت تركتك وَقَالَ الآخر أَنا مَعَك أَدخل مَعَك وَأخرج مَعَك إِن مت وَإِن حييت فَأَما الَّذِي قَالَ هَذَا مَالِي فَخذ مِنْهُ مَا شِئْت ودع مَا شِئْت فَهُوَ مَاله وَالْآخر عشيرته وَالْآخر عمله يدْخل مَعَه وَيخرج مَعَه حَيْثُ كَانَ

٦ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن كَعْب قَالَ إِذا وضع العَبْد الصَّالح فِي قَبره احتوشته أَعماله الصَّالِحَة الصَّلَاة وَالصِّيَام وَالْحج وَالْجهَاد وَالصَّدَقَة وتجيء مَلَائِكَة الْعَذَاب من قبل رجلَيْهِ فَتَقول الصَّلَاة إِلَيْكُم عَنهُ لَا سَبِيل لكم عَلَيْهِ فقد أَطَالَ بِي الْقيام للّه فيأتونه من قبل رَأسه فَيَقُول الصّيام لَا سَبِيل لكم عَلَيْهِ فقد أَطَالَ ظمأه للّه تَعَالَى فِي دَار الدُّنْيَا فيأتونه من قبل جسده فَيَقُول الْحَج وَالْجهَاد إِلَيْكُم عَنهُ فقد أنصب نَفسه وأتعب بدنه وَحج وجاهد للّه فَلَا سَبِيل لكم عَلَيْهِ فيأتونه من قبل

يَدَيْهِ فَتَقول الصَّدَقَة كفوا عَن صَاحِبي فكم من صَدَقَة خرجت من هَاتين الْيَدَيْنِ حَتَّى وَقعت فِي يَد اللّه إبتغاء وَجهه فَلَا سَبِيل لكم عَلَيْهِ فَيُقَال هَنِيئًا لَك طبت حَيا وطبت مَيتا وتأتيه مَلَائِكَة الرَّحْمَة فتفرشه فراشا من الْجنَّة ودثارا من الْجنَّة ويفسح لَهُ فِي قَبره مد بَصَره وَيُؤْتى بقنديل من الْجنَّة فيستضيء بنوره إِلَى يَوْم يَبْعَثهُ اللّه من قَبره

٧ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن يزِيد بن أبي مَنْصُور أَن رجلا كَانَ يقْرَأ الْقُرْآن فَلَمَّا حضر جَاءَت مَلَائِكَة الْعَذَاب يقبضون روحه فَخرج الْقُرْآن فَقَالَ يَا رب سكني الَّذِي كنت أسكنتني فَقَالَ دعوا لِلْقُرْآنِ مَسْكَنه

٨ - وَأخرج إِبْنِ مَنْدَه عَن عَمْرو بن مرّة قَالَ إِذا دخل الْإِنْسَان قَبره فَيَجِيء ملك عَن شِمَاله فَيَجِيء الْقُرْآن فيمنعه فَيَقُول مَا لي وَلَك فوَاللّه مَا كَانَ يعْمل بك فَيَقُول أَو لَيْسَ كنت فِي جَوْفه فَلَا يزَال حَتَّى يُنجي صَاحبه

٩ - وَأخرج الْأَصْبَهَانِيّ فِي التَّرْغِيب عَن أبي الْمنْهَال قَالَ مَا جاور عبدا فِي قَبره من جَار أحب إِلَيْهِ من إستغفار كثير

١٠ - وَأخرج البُخَارِيّ فِي الْأَدَب وَمُسلم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِذا مَاتَ الْإِنْسَان إنقطع عمله إِلَّا من ثَلَاث صَدَقَة جَارِيَة أَو علم ينْتَفع بِهِ أَو ولد صَالح يَدْعُو لَهُ

١١ - وَأخرج أَحْمد عَن أبي أُمَامَة عَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَرْبَعَة تجْرِي عَلَيْهِم أُجُورهم بعد الْمَوْت مرابط فِي سَبِيل اللّه وَمن علم علما وَرجل تصدق بِصَدقَة فأجرها لَهُ مَا جرت وَرجل ترك مُكَرر ولدا صَالحا يَدْعُو لَهُ

١٢ - وَأخرج مُسلم عَن جرير بن عبد اللّه مَرْفُوعا من سنّ فِي الْإِسْلَام سنة حَسَنَة فَلهُ أجرهَا وَأجر من عمل بهَا بعده من غير أَن ينقص من أُجُورهم شَيْء وَمن سنّ فِي الْإِسْلَام سنة سَيِّئَة كَانَ عَلَيْهِ وزرها ووزر من عمل بهَا من بعده من غير أَن ينقص من أوزارهم شَيْء

١٣ - وَأخرج إِبْنِ سعد عَن رَجَاء بن حَيْوَة أَنه قَالَ لِسُلَيْمَان بن عبد الْملك إِنَّه مِمَّا يحفظ بِهِ الْخَلِيفَة فِي قَبره أَن يسْتَخْلف الرجل الصَّالح

١٤ - وَأخرج إِبْنِ عَسَاكِر من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ مَرْفُوعا من علم آيَة من كتاب اللّه عز وَجل أَو بَابا من علم أنمى اللّه أجره إِلَى يَوْم الْقِيَامَة

١٥ - وَأخرج إِبْنِ مَاجَه وإبن خُزَيْمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِن مِمَّا يلْحق الْمُؤمن من عمله حَسَنَاته بعد مَوته علما علمه ونشره أَو ولدا صَالحا تَركه أَو مُصحفا وَرثهُ أَو مَسْجِدا بناه أَو بَيْتا لإبن السَّبِيل بناه أَو نَهرا أجراه أَو صَدَقَة أخرجهَا من مَاله فِي صِحَّته وحياته يلْحقهُ من بعد مَوته

١٦ - وَأخرج أَبُو نعيم وَالْبَزَّار عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم سبع يجْرِي للْعَبد أجرهَا بعد مَوته وَهُوَ فِي قَبره من علم علما أَو أجْرى نَهرا أَو حفر بِئْرا أَو غرس نخلا أَو بنى مَسْجِدا أَو ورث مُصحفا أَو ترك ولدا يسْتَغْفر لَهُ بعد مَوته

١٧ - وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن ثَوْبَان أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ كنت نَهَيْتُكُمْ عَن زِيَارَة الْقُبُور فزوروها وَاجْعَلُوا زيارتكم لَهَا صَلَاة عَلَيْهِم واستغفارا لَهُم

١٨ - وَأخرج أَبُو نعيم عَن طَاوُوس قَالَ قلت لأبي مَا أفضل مَا يُقَال عِنْد الْمَيِّت قَالَ الإستغفار

١٩ - وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِن اللّه ليرْفَع الدرجَة للْعَبد الصَّالح فِي الْجنَّة فَيَقُول يَا رب أَنى لي هَذِه فَيَقُول باستغفار ولدك لَك وَلَفظ الْبَيْهَقِيّ بِدُعَاء ولدك لَك وَأخرجه البُخَارِيّ فِي الْأَدَب عَن أبي هُرَيْرَة مَوْقُوفا

٢٠ - وَأخرج أَيْضا عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يتبع الرجل يَوْم الْقِيَامَة من الْحَسَنَات أَمْثَال الْجبَال فَيَقُول أَنى هَذَا فَيُقَال باستغفار ولدك لَك

٢١ - وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان والديلمي عَن إِبْنِ عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مَا الْمَيِّت فِي قَبره إِلَّا شبه الغريق المتغوث ينْتَظر دَعْوَة تلْحقهُ

من أَب أَو أم أَو ولد أَو صديق ثِقَة فَإِذا لحقته كَانَت أحب إِلَيْهِ من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا

وَإِن اللّه تَعَالَى ليدْخل على أهل الْقُبُور من دُعَاء أهل الأَرْض أَمْثَال الْجبَال وَإِن هَدِيَّة الْأَحْيَاء إِلَى الْأَمْوَات الإستغفار لَهُم قَالَ الْبَيْهَقِيّ قَالَ أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن عَليّ الْحَافِظ حَدِيث غَرِيب من حَدِيث عبد اللّه بن الْمُبَارك لم يَقع عِنْد أهل خُرَاسَان

٢٢ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن سُفْيَان قَالَ كَانَ يُقَال الْأَمْوَات أحْوج إِلَى الدُّعَاء من الْأَحْيَاء إِلَى الطَّعَام وَالشرَاب

وَقد نقل غير وَاحِد الْإِجْمَاع على أَن الدُّعَاء ينفع الْمَيِّت وَدَلِيله من الْقُرْآن قَوْله تَعَالَى {وَالَّذين جاؤوا من بعدهمْ يَقُولُونَ رَبنَا اغْفِر لنا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذين سبقُونَا بِالْإِيمَان}

٢٣ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن بعض السّلف قَالَ رَأَيْت أَخا لي فِي النّوم بعد مَوته فَقلت أيصل إِلَيْك دُعَاء الْأَحْيَاء قَالَ إِي وَاللّه يترفرف مثل النُّور ثمَّ نلبسه

٢٤ - وَأخرج عَن عَمْرو بن جرير قَالَ إِذا دَعَا العَبْد لِأَخِيهِ الْمَيِّت أَتَاهُ بهَا إِلَى قَبره ملك فَقَالَ يَا صَاحب الْقَبْر الْغَرِيب هَذِه هَدِيَّة من أَخ عَلَيْك شفيق

٢٥ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن أبي قلَابَة قَالَ أَقبلت من الشَّام إِلَى الْبَصْرَة فَنزلت الخَنْدَق فتطهرت وَصليت رَكْعَتَيْنِ بِاللَّيْلِ ثمَّ وضعت رَأْسِي على قبر فَنمت ثمَّ إنتبهت فَإِذا بِصَاحِب الْقَبْر يشتكي وَيَقُول لقد آذيتني مُنْذُ اللَّيْلَة ثمَّ قَالَ إِنَّكُم لَا تعلمُونَ وَنحن نعلم وَلَا نقدر على الْعَمَل أَن الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ ركعتهما خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ثمَّ قَالَ جزى اللّه أهل الدُّنْيَا خيرا فأقرئهم مني السَّلَام فَإِنَّهُ يدْخل علينا من دُعَائِهِمْ نور مثل الْجبَال

٢٦ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن بعض الْمُتَقَدِّمين قَالَ مَرَرْت بالمقابر فَتَرَحَّمت عَلَيْهِم فَهَتَفَ بِي هَاتِف نعم فترحم عَلَيْهِم فَإِن فيهم المهموم والمحزون

٢٧ - وَقَالَ إِبْنِ رَجَب روى جَعْفَر الْخُلْدِيِّ حَدثنَا الْعَبَّاس بن يَعْقُوب بن صَالح الْأَنْبَارِي سَمِعت أبي يَقُول رأى بعض الصَّالِحين أَبَاهُ فِي النّوم فَقَالَ لَهُ يَا بني لَوْلَا لم قطعْتُمْ هديتكم عَنَّا قَالَ يَا أَبَت وَهل تعرف الْأَمْوَات هَدِيَّة الْأَحْيَاء قَالَ يَا بني لَوْلَا الْأَحْيَاء لهلكت الْأَمْوَات

٢٨ - وَأخرج إِبْنِ النجار فِي تَارِيخه عَن مَالك بن دِينَار قَالَ دخلت الْمقْبرَة لَيْلَة الْجُمُعَة فَإِذا أَنا بِنور مشرق فِيهَا فَقلت لَا إِلَه إِلَّا اللّه نرى أَن اللّه عز وَجل قد غفر لأهل الْمَقَابِر فَإِذا أَنا بهاتف يَهْتِف من الْبعد وَهُوَ يَقُول يَا مَالك بن دِينَار هَذِه هَدِيَّة الْمُؤمنِينَ إِلَى إخْوَانهمْ من أهل الْمَقَابِر قلت بِالَّذِي أنطقك إِلَّا أَخْبَرتنِي مَا هُوَ قَالَ رجل من الْمُؤمنِينَ قَامَ فِي هَذِه اللَّيْلَة فأسبغ الْوضُوء وَصلى رَكْعَتَيْنِ وَقَرَأَ فيهمَا فَاتِحَة الْكتاب و {قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ} و {قل هُوَ اللّه أحد} وَقَالَ اللّهمَّ إِنِّي قد وهبت ثَوَابهَا لأهل الْمَقَابِر من الْمُؤمنِينَ فَأدْخل اللّه علينا الضياء والنور والفسحة وَالسُّرُور فِي الْمشرق وَالْمغْرب

قَالَ مَالك فَلم أزل أقرؤهما فِي كل لَيْلَة جُمُعَة فَرَأَيْت النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي مَنَامِي يَقُول لي يَا مَالك بن دِينَار قد غفر اللّه لَك بِعَدَد النُّور الَّذِي أهديته إِلَى أمتِي وَلَك ثَوَاب ذَلِك ثمَّ قَالَ لي وَبنى اللّه لَك بَيْتا فِي الْجنَّة فِي قصر يُقَال لَهُ المنيف قلت وَمَا المنيف قَالَ المطل على أهل الْجنَّة

٢٩ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن بشار بن غَالب قَالَ رَأَيْت رَابِعَة فِي النّوم وَكنت كثير الدُّعَاء لَهَا فَقَالَت لي يَا بشار هداياك تَأْتِينَا على أطباق من نور مخمرة بمناديل الْحَرِير

قلت وَكَيف ذَاك قَالَت هَكَذَا دُعَاء الْمُؤمنِينَ الْأَحْيَاء إِذا دعوا للموتى فاستجيب لَهُم جعل ذَلِك الدُّعَاء على أطباق النُّور ثمَّ خمر بمناديل الْحَرِير ثمَّ أُتِي بِهِ الَّذِي دعِي لَهُ من الْمَوْتَى فَقيل لَهُ هَذِه هَدِيَّة فلَان إِلَيْك

٣٠ - وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط بِسَنَد رَوَاهُ عَن أنس مَرْفُوعا أمتِي أمة مَرْحُومَة تدخل قبورها بذنوبها وَتخرج من قبورها لَا ذنُوب عَلَيْهَا يمحص

عَنْهَا باستغفار الْمُؤمنِينَ لَهَا

٣١ - وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة عَن الْحسن قَالَ بَلغنِي أَن فِي كتاب اللّه إِبْنِ آدم ثِنْتَانِ جعلتهما لَك وَلم يَكُونَا لَك وَصِيَّة فِي مَالك بِالْمَعْرُوفِ وَقد صَار الْملك لغيرك ودعوة الْمُسلمين لَك وَأَنت فِي منزل لَا تستعب فِيهِ من سيىء وَلَا تزيد فِي حسن

٣٢ - وَأخرج الدَّارمِيّ فِي مُسْنده عَن إِبْنِ مَسْعُود قَالَ أَربع يعطاهن الرجل بعد مَوته ثلث مَاله إِذا كَانَ فِيهِ قبل ذَلِك للّه مُطيعًا وَالْولد الصَّالح يَدْعُو لَهُ من بعد مَوته وَالسّنة الْحَسَنَة يسنها الرجل فَيعْمل بهَا بعد مَوته وَالْمِائَة إِذا شفعوا للرجل شفعوا فِيهِ

٣٣ - وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن عَائِشَة رَضِي اللّه عَنْهَا أَن رجلا قَالَ يَا رَسُول اللّه إِن أُمِّي إفتلتت نَفسهَا وَلم توص وأظنها لَو تَكَلَّمت تَصَدَّقت أفلها أجر إِن تَصَدَّقت عَنْهَا قَالَ نعم إفتلتت أَي مَاتَت بَغْتَة

٣٤ - وَأخرج البُخَارِيّ عَن إِبْنِ عَبَّاس أَن سعد بن عبَادَة توفيت أمه وَهُوَ غَائِب فَأتى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول اللّه إِن أُمِّي مَاتَت وَأَنا غَائِب فَهَل ينفعها إِن تَصَدَّقت عَنْهَا قَالَ نعم قَالَ فَإِنِّي أشهدك أَن حائطي صَدَقَة عَنْهَا

٣٥ - وَأخرج أَحْمد وَالْأَرْبَعَة عَن سعد بن عبَادَة أَنه قَالَ يَا رَسُول اللّه إِن أُمِّي مَاتَت فَأَي الصَّدَقَة أفضل قَالَ المَاء فحفر بِئْرا وَقَالَ هَذِه لأم سعد

٣٦ - وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن عقبَة بن عَامر قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِن الصَّدَقَة لتطفىء عَن أَهلهَا حر الْقُبُور

٣٧ - وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط بِسَنَد صَحِيح عَن أنس رَضِي اللّه تَعَالَى عَنهُ أَن سَعْدا أَتَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول اللّه إِن أُمِّي توفيت وَلم توص فَهَل ينفعها أَن أَتصدق عَنْهَا قَالَ نعم وَعَلَيْك بِالْمَاءِ

٣٨ - وَأخرج أَيْضا عَن سعد بن عبَادَة قَالَ قلت يَا رَسُول اللّه توفيت أُمِّي

وَلم توص وَلم تَتَصَدَّق فَهَل ينفعها إِن تَصَدَّقت عَنْهَا قَالَ نعم وَلَو بكراع شَاة محرق

٣٩ - وَأخرج أَيْضا عَن إِبْنِ عَمْرو قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِذا تصدق أحدكُم بِصَدقَة تَطَوّعا فليجعلها عَن أَبَوَيْهِ فَيكون لَهما أجرهَا وَلَا ينتقص من أجره شَيْئا وَأخرج الديلمي نَحوه من حَدِيث مُعَاوِيَة بن حيدة

٤٠ - وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن أنس سَمِعت رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول مَا من أهل بَيت يَمُوت مِنْهُم ميت فيتصدقون عَنهُ بعد مَوته إِلَّا أهداها لَهُ جِبْرِيل على طبق من نور ثمَّ يقف على شَفير الْقَبْر فَيَقُول يَا صَاحب الْقَبْر العميق هَذِه هَدِيَّة أهداها إِلَيْك أهلك فاقبلها فَتدخل عَلَيْهِ فيفرح بهَا ويستبشر ويحزن جِيرَانه الَّذين لَا يهدى إِلَيْهِم شَيْء

٤١ - وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة عَن سعيد بن أبي سعيد قَالَ لَو تصدق عَن الْمَيِّت بكراع لتَبعه

٤٢ - وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان والأصبهاني فِي التَّرْغِيب بِسَنَد فِيهِ مَجْهُولَانِ عَن إِبْنِ عمر رَضِي اللّه عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم من حج عَن وَالِديهِ بعد وفاتهما كتب اللّه لَهُ عتقا من النَّار وَكَانَ للمحجوج عَنْهُمَا حجَّة تَامَّة من غير أَن ينقص من أجورهما شَيْء

وَقَالَ صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مَا وصل ذُو رحم رَحمَه بِأَفْضَل من حجَّة يدخلهَا عَلَيْهِ بعد مَوته فِي قَبره

وَأخرج أَبُو عبد اللّه الثَّقَفِيّ فِي الْفَوَائِد المرفوقة بالثقفيات عَن زيد بن أَرقم عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من حج عَن أَبَوَيْهِ وَلم يحجا جزي عَنْهُمَا وبشرت أرواحهما فِي السَّمَاء وَكتب عِنْد اللّه برا

٤٣ - وَأخرج الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ بِسَنَد حسن عَن أنس رَضِي اللّه تَعَالَى عَنهُ قَالَ جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن أبي قد مَاتَ وَلم يحجّ حجَّة الْإِسْلَام فَقَالَ أَرَأَيْت لَو كَانَ على أَبِيك دين أَكنت تقضيه عَنهُ قَالَ نعم قَالَ فَإِنَّهُ دين عَلَيْهِ فاقضه

٤٤ - وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن عقبَة بن عَامر أَن إمرأة جَاءَت إِلَى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت أحج عَن أُمِّي وَقد مَاتَت قَالَ أَرَأَيْت لَو كَانَ على أمك دين فقضيته أَلَيْسَ كَانَ مَقْبُولًا مِنْك قَالَت بلَى فَأمرهَا أَن تحج

٤٥ - وَأخرج فِي الْأَوْسَط عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي اللّه تَعَالَى عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم من حج عَن ميت فللذي حج عَنهُ مثل أجره

٤٦ - وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة عَن عَطاء وَزيد بن أسلم قَالَا جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول اللّه أعتق عَن أبي وَقد مَاتَ قَالَ نعم

٤٧ - وَأخرج عَن عَطاء قَالَ يتبع الْمَيِّت بعد مَوته الْعتْق وَالْحج وَالصَّدَََقَة

٤٨ - وَأخرج عَن إِبْنِ جَعْفَر أَن الْحسن وَالْحُسَيْن رَضِي اللّه تَعَالَى عَنْهُمَا كَانَا يعتقان عَن عَليّ رَضِي اللّه عَنهُ بعد مَوته

٤٩ - وَأخرج إِبْنِ سعد عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد أَن عَائِشَة رَضِي اللّه تَعَالَى عَنْهَا أعتقت عَن أَخِيهَا عبد الرَّحْمَن رَقِيقا من تلاده ترجو أَن يَنْفَعهُ ذَلِك بعد مَوته

٥٠ - وَأخرج أَبُو الشَّيْخ إِبْنِ حبَان فِي كتاب الْوَصَايَا عَن عَمْرو بن الْعَاصِ أَنه قَالَ يَا رَسُول اللّه إِن الْعَاصِ أوصى أَن يعْتق عَنهُ مائَة نسمَة فَأعتق هِشَام مِنْهَا خمسين قَالَ لَا إِنَّمَا يتَصَدَّق ويحج وَيعتق عَن الْمُسلم لَو كَانَ مُسلما بلغه

٥١ - وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة عَن الْحجَّاج بن دِينَار قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِن من الْبر بعد الْبر أَن تصلي عَلَيْهِمَا مَعَ صَلَاتك وَأَن تَصُوم عَنْهُمَا مَعَ صيامك وَأَن تَتَصَدَّق عَنْهُمَا مَعَ صدقتك

٥٢ - وَأخرج مُسلم عَن بُرَيْدَة أَن إمرأة قَالَت يَا رَسُول اللّه إِنَّه كَانَ على أُمِّي صَوْم شَهْرَيْن أفيجزىء أَن أَصوم عَنْهَا قَالَ نعم قَالَت فَإِن أُمِّي لم تحج قطّ أفيجزىء أَن أحج عَنْهَا قَالَ نعم

٥٣ - وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن عَائِشَة رَضِي اللّه عَنْهَا قَالَت قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم من مَاتَ وَعَلِيهِ صِيَام صَامَ عَنهُ وليه