٣٦ - بَاب أَحْوَال الْمَوْتَى فِي قُبُورهم وأنسهم فِيهَا وَهل يصلونَ فِيهَا ويقرؤون ويتزاورون وَيَتَنَعَّمُونَ وَيلبسُونَ١ - أخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط والأصبهاني فِي التَّرْغِيب عَن إِبْنِ عمر رَضِي اللّه عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لَيْسَ على أهل لَا إِلَه إِلَّا اللّه وَحْشَة عِنْد الْمَوْت وَلَا فِي قُبُورهم وَلَا فِي منشرهم ٢ - وَأخرج أَبُو الْقَاسِم الْخُتلِي فِي الديباج عَن إِبْنِ عَبَّاس رَضِي اللّه عَنهُ أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَخْبرنِي جِبْرِيل أَن لَا إِلَه إِلَّا اللّه أنس للْمُسلمِ عِنْد مَوته وَفِي قَبره وَحين يخرج من قَبره ٣ - وَأخرج أَبُو يعلى وَالْبَيْهَقِيّ وإبن مَنْدَه عَن أنس رَضِي اللّه عَنهُ أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الْأَنْبِيَاء أَحيَاء فِي قُبُورهم يصلونَ ٤ - وَأخرج مُسلم عَن أنس أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة أسرِي بِهِ مر بمُوسَى صلوَات اللّه عَلَيْهِ وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي فِي قَبره قَالَ إِبْنِ مَنْدَه رَوَاهُ حجاج بن منهال وَيُونُس بن مُحَمَّد وَأَبُو نصر التمار وحبان وَغَيرهم عَن حَمَّاد عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ وثابت عَن أنس وَرَوَاهُ سُفْيَان وَيحيى بن سعيد وَعمر بن حبيب وَجَرِير بن عبد الحميد ومعتمر بن سُلَيْمَان وَيزِيد بن هَارُون وَعِيسَى وَغَيرهم عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ وَرَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَة وَعبد اللّه بن جَراد وَغَيرهمَا عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ٥ - وَأخرج أَبُو نعيم فِي الْحِلْية عَن إِبْنِ عَبَّاس أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مر بِقَبْر مُوسَى صلوَات اللّه عَلَيْهِ وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي فِيهِ وَقَالَ إِبْنِ سعد فِي الطَّبَقَات وإبن أبي شيبَة فِي المُصَنّف وَالْإِمَام أَحْمد فِي الزّهْد مَعًا أخبرنَا عَفَّان بن مُسلم قَالَ حَدثنَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت الْبنانِيّ قَالَ اللّهمَّ إِن كنت أَعْطَيْت أحدا الصَّلَاة فِي قَبره فَأعْطِنِي الصَّلَاة فِي قَبْرِي ٦ - وَأخرج أَبُو نعيم عَن يُوسُف بن عَطِيَّة قَالَ سَمِعت ثَابتا يَقُول لحميد الطَّوِيل هَل بلغك أَن أحدا يُصَلِّي فِي قَبره إِلَّا الْأَنْبِيَاء قَالَ لَا قَالَ ثَابت اللّهمَّ إِن أَذِنت لأحد أَن يُصَلِّي فِي قَبره فَأذن لِثَابِت أَن يُصَلِّي فِي قَبره ٧ - وَأخرج أَيْضا عَن جُبَير قَالَ أَنا وَاللّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ أدخلت ثَابتا الْبنانِيّ لحده وَمَعِي حميد الطَّوِيل فَلَمَّا سوينا عَلَيْهِ اللَّبن سَقَطت لبنة فَإِذا أَنا بِهِ يُصَلِّي فِي قَبره وَكَانَ يَقُول فِي دُعَائِهِ اللّهمَّ إِن كنت أَعْطَيْت أحدا من خلقك الصَّلَاة فِي قَبره فأعطنيها فَمَا كَانَ اللّه ليرد دعاءه ٨ - وَأخرج أَيْضا عَن إِبْرَاهِيم بن الصمَّة المهلبي قَالَ حَدثنِي الَّذين كَانُوا يَمرونَ بالجص بالأسحار قَالُوا كُنَّا إِذا مَرَرْنَا بجنبات قبر ثَابت الْبنانِيّ سمعنَا قِرَاءَة الْقُرْآن ٩ - وَقَالَ إِبْنِ مَنْدَه أَنبأَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد المسلمي حَدثنَا أَبُو أَحْمد يُوسُف الْخفاف حَدثنَا القَاضِي أَبُو أَحْمد حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد الْأَشْعَرِيّ سَمِعت سَلمَة بن شبيب قَالَ سَمِعت أَبَا حَمَّاد الحفار وَكَانَ ثِقَة ورعا قَالَ دخلت يَوْم الْجُمُعَة الْمقْبرَة نصف النَّهَار فَمَا مَرَرْت بِقَبْر إِلَّا سَمِعت قِرَاءَة الْقُرْآن ١٠ - وَأخرج التِّرْمِذِيّ وَحسنه وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن إِبْنِ عَبَّاس رَضِي اللّه عَنْهُمَا قَالَ ضرب بعض أَصْحَاب النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم خباء على قبر وَهُوَ لَا يحْسب أَنه قبر وَإِذا فِيهِ إِنْسَان يقْرَأ سُورَة الْملك حَتَّى خَتمهَا فَأتى نَبِي اللّه فَأخْبرهُ فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم هِيَ المنجية هِيَ الْمَانِعَة تنجيه من عَذَاب الْقَبْر ١١ - قَالَ أَبُو الْقَاسِم السَّعْدِيّ فِي كتاب الرّوح هَذَا تَصْدِيق من النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِأَن الْمَيِّت يقْرَأ فِي قَبره فَإِن عبد اللّه أخبرهُ بذلك وَصدقه رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم ١٢ - وَقَالَ الإِمَام كَمَال الدّين بن الزملكاني فِي كتاب الْعَمَل المقبول فِي زِيَارَة الرَّسُول هَذَا الحَدِيث وَاضح الدّلَالَة على أَن الْمَيِّت كَانَ يقْرَأ فِي قَبره سُورَة الْملك وَقد وَقع فِي هَذِه الرِّوَايَة ذكر إكرام اللّه بعض أوليائه بذلك وإكرام بَعضهم بِالصَّلَاةِ وَكَانَ يَدْعُو اللّه فِي حَيَاته بذلك فَإِذا كَانَ من كَرَامَة اللّه لأوليائه تمكينهم من الطَّاعَة وَالْعِبَادَة فِي الْقَبْر فالأنبياء بطرِيق الأولى ١٣ - وَقَالَ الْحَافِظ زين الدّين بن رَجَب فِي كتاب أهوال الْقُبُور قد يكرم اللّه بعض أهل البرزخ بِأَعْمَالِهِ الصَّالِحَة فِي البرزخ وَإِن لم يحصل لَهُ بذلك ثَوَاب لإنقطاع عمله بِالْمَوْتِ لكنه إِنَّمَا يبْقى عمله عَلَيْهِ ليتنعم بِذكر اللّه وطاعته كَمَا تتنعم بذلك الْمَلَائِكَة وَأهل الْجنَّة فِي الْجنَّة وَإِن لم يكن على ذَلِك ثَوَاب لِأَن نفس الذّكر وَالطَّاعَة أعظم نعيما عِنْد أَهلهَا من جَمِيع نعيم أهل الدُّنْيَا ولذتها فَمَا تنعم المتنعمون بِمثل ذكر اللّه وطاعته ١٤ - وروى أَبُو الْحسن بن الْبَراء فِي كتاب الرَّوْضَة عَن عبد اللّه بن مُحَمَّد بن مَنْصُور حَدثنِي إِبْرَاهِيم الحفار قَالَ حفرت قبرا فبدت لبنة فشممت رَائِحَة الْمسك حِين إنفتحت اللبنة فَإِذا بشيخ جَالس فِي قَبره يقْرَأ الْقُرْآن ١٥ - وَقَالَ إِبْنِ رَجَب وحَدثني الْمُحدث أَبُو الْحجَّاج يُوسُف بن مُحَمَّد السرمري حَدثنَا شَيخنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن الْحُسَيْن السامري خطيب سامراء وَكَانَ رجلا صَالحا وَأرَانِي موضعا من قُبُور سامراء فَقَالَ هَذَا الْموضع لَا نزال تسمع مِنْهُ سُورَة {تبَارك الَّذِي بِيَدِهِ الْملك} ١٦ - وروى الْحَافِظ أَبُو بكر الْخَطِيب بِسَنَدِهِ عَن عِيسَى بن مُحَمَّد الطوماري قَالَ رَأَيْت أَبَا بكر بن مُجَاهِد المقرىء فِي النّوم كَأَنَّهُ يقْرَأ وَكَأَنِّي أَقُول لَهُ أَنْت ميت وتقرأ فَكَأَنَّهُ يَقُول لي كنت أَدْعُو اللّه فِي دبر كل صَلَاة وَعند ختم الْقُرْآن أَن يَجْعَلنِي مِمَّن يقْرَأ فِي قَبره فَأَنا أَقرَأ فِي قَبْرِي ١٧ - وَأخرج الْخلال فِي كتاب السّنة من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن الحكم بن أبان وَفِيه ضعف عَن أَبِيه عَن عِكْرِمَة قَالَ قَالَ إِبْنِ عَبَّاس الْمُؤمن يعْطى مُصحفا فِي قَبره يقْرَأ فِيهِ وَأخرجه إِبْنِ الْبَراء فِي الرَّوْضَة من طَرِيق حَفْص بن عمر الْعَدنِي وَفِيه ضعف أَيْضا عَن الحكم بن أبان ١٨ - ورؤي الْحَافِظ أَبُو الْعَلَاء الْهَمدَانِي فِي النّوم بعد مَوته وَهُوَ فِي مَدِينَة جدرانها وحيطانها كلهَا كتب فَسئلَ عَن ذَلِك فَقَالَ سَأَلت اللّه تَعَالَى أَن يشغلني بِالْعلمِ كَمَا كنت أشتغل بِهِ فَأَنا أشتغل بِالْعلمِ فِي قَبْرِي إنتهى مَا أوردهُ ١٩ - وَأخرج إِبْنِ مَنْدَه وَأَبُو أَحْمد وَالْحَاكِم فِي الكنى بِسَنَد ضَعِيف عَن طَلْحَة بن عبيد اللّه قَالَ أردْت مَالِي بِالْغَابَةِ فأدركني اللَّيْل فأويت إِلَى قبر عبد اللّه بن عَمْرو بن حرَام فَسمِعت قِرَاءَة من الْقَبْر مَا سَمِعت أحسن مِنْهَا فَجئْت إِلَى رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَذكرت ذَلِك لَهُ فَقَالَ ذَلِك عبد اللّه ألم تعلم أَن اللّه قبض أَرْوَاحهم فَجَعلهَا فِي قناديل من زبرجد وَيَاقُوت ثمَّ علقها وسط الْجنَّة فَإِذا كَانَ اللَّيْل ردَّتْ إِلَيْهِم أَرْوَاحهم فَلَا تزَال كَذَلِك حَتَّى إِذا طلع الْفجْر ردَّتْ أَرْوَاحهم إِلَى مَكَانهَا الَّذِي كَانَت فِيهِ ٢٠ - وَأخرج النَّسَائِيّ وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن عَائِشَة رَضِي اللّه عَنْهَا قَالَت قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم نمت فرأيتني فِي الْجنَّة وَلَفظ النَّسَائِيّ دخلت الْجنَّة فَسمِعت صَوت قارىء يقْرَأ فَقلت من هَذَا قَالُوا حَارِثَة بن النُّعْمَان فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم كذك الْبر كَذَاك الْبر كَذَاك الْبر وَكَانَ أبر النَّاس بِأُمِّهِ ٢١ - وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي اللّه عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِنِّي أَرَانِي فِي الْجنَّة فَبينا أَنا فِيهَا سَمِعت صَوت رجل يقْرَأ بِالْقُرْآنِ فَقلت من هَذَا قَالُوا حَارِثَة بن النُّعْمَان فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم كَذَلِك كَذَاك الْبر كَذَاك الْبر ٢٢ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن يزِيد الرقاشِي قَالَ بَلغنِي أَن الْمُؤمن إِذا مَاتَ وَقد بِي عَلَيْهِ شَيْء من الْقُرْآن لم يتعلمه بعث اللّه إِلَيْهِ مَلَائِكَة يَحْفَظُونَهُ مَا بَقِي عَلَيْهِ مِنْهُ حَتَّى يَبْعَثهُ اللّه من قَبره ٢٣ - وَأخرج عَن الْحسن قَالَ بَلغنِي أَن الْمُؤمن إِذا مَاتَ وَلم يحفظ الْقُرْآن أَمر حفظته أَن يعلموه الْقُرْآن فِي قَبره حَتَّى يَبْعَثهُ اللّه يَوْم الْقِيَامَة مَعَ أَهله ٢٤ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا وإبن مَنْدَه عَن عَطِيَّة الْعَوْفِيّ قَالَ بَلغنِي أَن العَبْد إِذا لَقِي اللّه تَعَالَى وَلم يتَعَلَّم كِتَابه علمه اللّه تَعَالَى فِي قَبره حَتَّى يثيبه اللّه عَلَيْهِ ٢٥ - وَفِي الفردوس للديلمي وَلم يسْندهُ وَلَده من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ مَرْفُوعا مثله ثمَّ وقفت عَلَيْهِ مُسْندًا فِي الْجُزْء الأول من فَوَائِد أبي الْحسن بن بَشرَان فَأخْرجهُ من طَرِيق عَطِيَّة الْعَوْفِيّ عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم من قَرَأَ الْقُرْآن ثمَّ مَاتَ قبل أَن يستظهره أَتَاهُ ملك يُعلمهُ فِي قَبره ويلقى اللّه وَقد إستظهره وَأخرجه أَيْضا أَبُو الْقَاسِم الْأَزْهَرِي فِي كتاب فَضَائِل الْقُرْآن والسلفي فِي إنتخابه لحَدِيث الْقُرَّاء ٢٦ - وَأخرج إِبْنِ مَنْدَه عَن عِكْرِمَة قَالَ يعْطى الْمُؤمن مُصحفا فِي قَبره يقْرَأ فِيهِ ٢٧ - وَأخرج إِبْنِ مَنْدَه عَن عَاصِم السَّقطِي قَالَ حفرنا قبرا ببلخ فنفذ فِي قبر فَنَظَرت فَإِذا شيخ فِي الْقَبْر مُتَوَجّه إِلَى الْقبْلَة وَعَلِيهِ إِزَار أَخْضَر واخضر مَا حوله وَفِي حجره مصحف وَهُوَ يقْرَأ ٢٨ - وَأخرج إِبْنِ مَنْدَه عَن أبي النَّضر النَّيْسَابُورِي الحفار وَكَانَ صَالحا ورعا قَالَ حفرت قبرا فانفتح فِي الْقَبْر قبر آخر فَنَظَرت فِيهِ فَإِذا أَنا بشاب حسن الْوَجْه حسن الثِّيَاب طيب الرّيح جَالِسا متربعا فِي حجره كتاب مَكْتُوب بخضرة أحسن مَا رَأَيْت من الخطوط وَهُوَ يقْرَأ الْقُرْآن فَنظر الشَّاب إِلَيّ فَقَالَ أَقَامَت الْقِيَامَة قلت لَا فَقَالَ أعد المدرة إِلَى موضعهَا فأعدتها إِلَى موضعهَا ٢٩ - وَفِي تَارِيخ إِبْنِ النجار فِي كتاب تَارِيخ بَغْدَاد قَالَ قَرَأَ كتاب بِخَط بعض الأصبهانيين من طلاب الْعلم لَا أعرف إسمه قَالَ سَمِعت خطلع مولى الراشد بِاللّه قَالَ قلت لمصعب بن عبد اللّه الحفار هَل رَأَيْت فِي الْحفر شَيْئا قَالَ لَا وَلَكِن سَمِعت أبي يَقُول حفرت قبرا فَلَمَّا وصلت إِلَى اللَّحْد وَأخذت اللَّبن رَأَيْت تَحْتَهُ رجلا قَاعِدا وَفِي يَدَيْهِ مصحف يقْرَأ فِيهِ فَقَالَ لي هَل قَامَت الْقِيَامَة فَقلت لَا ثمَّ غطيت عَلَيْهِ ٣٠ - وَأخرج أَبُو نعيم عَن مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى {فلأنفسهم يمهدون} قَالَ فِي الْقَبْر ٣١ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا فِي الْقُبُور عَن بشر بن الْحَارِث قَالَ نعم الْمنزل الْقَبْر لمن أطَاع اللّه ٣٢ - وَأخرج الْحَارِث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده والوائلي فِي الْإِبَانَة والعقيلي عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَحْسنُوا أكفان مَوْتَاكُم فَإِنَّهُم يتباهون ويتزاورون فِي قُبُورهم ٣٣ - وَفِي صَحِيح مُسلم من حَدِيثه إِذا ولي أحدكُم أَخَاهُ فليحسن كَفنه ٣٤ - قَالَ الْعلمَاء المُرَاد بتحسينه بياضه ونظافته وسبوغه وكثافته لَا كَونه ثمينا لحَدِيث النَّهْي عَن المغالاة فِيهِ ٣٥ - وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة فِي المُصَنّف عَن إِبْنِ سِيرِين قَالَ كَانَ يحب حسن الْكَفَن وَيُقَال إِنَّهُم يتزاورون فِي أكفانهم ٣٦ - وَأخرج إِبْنِ عدي عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي اللّه عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم حسنوا أكفان مَوْتَاكُم فَإِنَّهُم يتزاورون فِي قُبُورهم ٣٧ - وَأخرج الْعقيلِيّ والخطيب فِي التَّارِيخ عَن أنس رَضِي اللّه عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِذا ولي أحدكُم أَخَاهُ فليحسن كَفنه فَإِنَّهُم يتزاورون فِي أكفانهم ٣٨ - وَأخرج التِّرْمِذِيّ وإبن مَاجَه وَمُحَمّد بن يحيى الْهَمدَانِي فِي صَحِيحه وإبن أبي الدُّنْيَا وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن أبي قَتَادَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِذا ولي أحدكُم أَخَاهُ فليحسن كَفنه فَإِنَّهُم يتزاورون فِي قُبُورهم ٣٩ - قَالَ الْبَيْهَقِيّ بعد تَخْرِيجه وَهَذَا لَا يُخَالف قَول أبي بكر الصّديق رَضِي اللّه عَنهُ فِي الْكَفَن إِنَّمَا هُوَ للمهملة يَعْنِي الصديد لِأَن ذَلِك كَذَاك فِي رؤيتنا وَيكون كَمَا شَاءَ اللّه فِي علم اللّه كَمَا قَالَ فِي الشُّهَدَاء {أَحيَاء عِنْد رَبهم يرْزقُونَ} وهم كَمَا نراهم يتشحطون فِي الدِّمَاء ثمَّ يتفتتون وَإِنَّمَا يكونُونَ كَذَلِك فِي رؤيتنا وَيَكُونُونَ فِي الْغَيْب كَمَا أخبر اللّه عَنْهُم وَلَو كَانُوا فِي رؤيتنا كَمَا أخبر اللّه عَنْهُم لارتفع الْإِيمَان بِالْغَيْبِ ٤٠ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا فِي كتاب المنامات حَدثنَا الْقَاسِم بن هِشَام قَالَ حَدثنَا يحيى بن صَالح الوحاظي حَدثنَا مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أبي ضَمرَة الْقَاص حَدثنِي رَاشد بن سعد أَن رجلا توفيت إمرأته فَرَأى نسَاء فِي الْمَنَام وَلم ير إمرأته مَعَهُنَّ فسألهن عَنْهَا فَقُلْنَ إِنَّكُم قصرتم فِي كفنها فَهِيَ تَسْتَحي أَن تخرج مَعنا فَأتى الرجل النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ قَالَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أنظر هَل إِلَى ثِقَة من سَبِيل فَأتى رجلا من الْأَنْصَار قد حَضرته الْوَفَاة فَأخْبرهُ فَقَالَ الْأنْصَارِيّ إِن كَانَ أحد يبلغ الْمَوْتَى بلغت فَتوفي الْأنْصَارِيّ فَجَاءَهُ بثوبين مصبوغين بالزعفران فجعلهما فِي كفن الْأنْصَارِيّ فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل رأى النسْوَة ومعهن إمرأته وَعَلَيْهَا الثوبان الأصفران وَهَذَا مُرْسل لَا بَأْس بِإِسْنَادِهِ فَإِن إِبْنِ أبي ضَمرَة مَقْبُول وَرَاشِد بن سعد ثِقَة كثير الْإِرْسَال ٤١ - وَأخرج إِبْنِ الْجَوْزِيّ فِي كتاب عُيُون الحكايات بِسَنَدِهِ عَن مُحَمَّد بن يُوسُف الْفرْيَابِيّ قَالَ كَانَت إمرأته بقيسارية فَتُوُفِّيَتْ فرأته إبنة لَهَا فِي الْمَنَام فَقَالَت لَهَا يَا بنية كفنتموني بكفن ضيق وَأَنا بَين صواحباتي أستحي مِنْهُنَّ وفلانة تَأْتِينَا يَوْم كَذَا وَكَذَا ولي فِي مَوضِع كَذَا أَرْبَعَة دَنَانِير فاشتروا بهَا كفنا وابعثوا بِهِ مَعهَا قَالَت الْبِنْت وَلم أعلم أَن لَهَا فِي الْموضع الَّذِي ذكرت دَنَانِير قَالَت فَنَظَرت فَإِذا الدَّنَانِير كَمَا ذكرت وَلم يكن بِالْمَرْأَةِ الَّتِي ذكرت بَأْس فَلَمَّا كَانَت بعد اعتلت قَالَ الْفرْيَابِيّ فجاؤوني فَقَالُوا يَا أَبَا عبد اللّه مَا تَقول وقصوا عَليّ الْقِصَّة وَذكرت الحَدِيث الَّذِي ورد أَنهم يتزاورون فِي أكفانهم فَقلت إشتروا لَهَا كفنا وَذَهَبت الْبِنْت إِلَى الْمَرْأَة فَقَالَت إِن حدث بك حَادث الْمَوْت فَإِنِّي أبْعث إِلَى أُمِّي بِشَيْء تبلغيه فَمَاتَتْ فِي ذَلِك الْيَوْم الَّذِي ذكرت وَوَضَعُوا الْكَفَن مَعهَا فِي كفنها فرأت الْبِنْت أمهَا فِي الْمَنَام فَقَالَت يَا بنية قد أتتنا فُلَانَة وَوصل إِلَيّ الْكَفَن مَا أحْسنه جَزَاك اللّه خيرا ٤٢ - وَأخرج السلَفِي فِي المشيخة البغدادية عَن مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ كَانُوا يستحبون أَن يكون الْكَفَن ملفوفا مزرورا وَقَالَ إِنَّهُم يتزاورون فِي قُبُورهم ٤٣ - وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة عَن عُمَيْر بن الْأسود السكونِي أَن معَاذ بن جبل أوصى لإمرأته وَخرج فَمَاتَتْ فكفناها فِي ثِيَاب لَهَا خلقان فَقدم وَقد رفعنَا أَيْدِينَا عَن قبرها ساعتئذ فَقَالَ فِي كم كفنتموها قُلْنَا فِي ثِيَابهَا الخلقان فنبشها وكفنها فِي ثِيَاب جدد وَقَالَ أَحْسنُوا أكفان مَوْتَاكُم فَإِنَّهُم يحشرون فِيهَا ٤٤ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن الشّعبِيّ قَالَ إِن الْمَيِّت إِذا وضع لحده أَتَاهُ أَهله وَولده فيسألهم عَمَّن خلف بعده كَيفَ فعل فلَان وَمَا فعل فلَان ٤٥ - وَأخرج عَن مُجَاهِد قَالَ إِن الرجل ليبشر بصلاح وَلَده فِي قَبره ٤٦ - وَقَالَ السّديّ فِي قَوْله تَعَالَى {ويستبشرون بالذين لم يلْحقُوا بهم من خَلفهم} الْآيَة يُؤْتى الشَّهِيد بِكِتَاب فِيهِ ذكر من يقدم عَلَيْهِ من إخوانه يبشر بِهِ فيستبشر بِهِ كَمَا يستبشر أهل الْغَائِب بقدومه فِي الدُّنْيَا ٤٧ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ يُقَال لِلْمُؤمنِ فِي قَبره ارقد رقدة الْمُتَّقِينَ ٤٨ - وَأخرج إِبْنِ عَسَاكِر عَن سعيد بن جُبَير قَالَ مَاتَ إِبْنِ عَبَّاس رَضِي اللّه عَنهُ بِالطَّائِف فَشَهِدت جنَازَته فجَاء طَائِر أَبيض لم ير على خلقته فَدخل فِي نعشه ثمَّ لم ير خَارِجا مِنْهُ فَلَمَّا دفن تليت هَذِه الْآيَة على شَفير الْقَبْر لم يدر من تَلَاهَا {يَا أيتها النَّفس المطمئنة ارجعي إِلَى رَبك} الْآيَة ٤٩ - وَأخرج نَحوه عَن عِكْرِمَة وَأبي الزبير وَلَفظه جَاءَ طَائِر من السَّمَاء أَبيض فَدخل فِي أَكْفَانه فَمَا رُؤِيَ بعد فَكَانُوا يرَوْنَ أَنه عمله وَأخرج مُجَاهِد وَعبد اللّه بن يَامِين وبحر بن عبيد وَلَفظه طَائِر أَبيض عَظِيم من قبل وَج وَعَن غيلَان بن عمر وَمَيْمُون بن مهْرَان وَلَفظه فالتمس فَلم يُوجد فَلَمَّا سوي عَلَيْهِ سمعنَا صَوتا نسْمع صَوته وَلَا نرى شخصه {يَا أيتها النَّفس} إِلَى آخر الْآيَة ٥٠ - وَأخرج إِبْنِ عَسَاكِر أَيْضا من طَرِيق مَيْمُون بن مهْرَان عَن إِبْنِ عَبَّاس رَضِي اللّه عَنهُ قَالَ قلت لرَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم رَأَيْتُك تناجي دحْيَة الْكَلْبِيّ فَكرِهت أَن أقطع مناجاتكما قَالَ وَقد رَأَيْته قلت نعم قَالَ هُوَ جِبْرِيل أما إِنَّه سيذهب بَصرك وَيَردهُ اللّه عَلَيْك فِي موتك قَالَ فَلَمَّا قبض إِبْنِ عَبَّاس وَوضع على سَرِيره جَاءَ طَائِر شَدِيد الوضح فَدخل فِي أَكْفَانه فلمسوه فَقَالَ عِكْرِمَة مَا تَصْنَعُونَ هَذَا بشرى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا وضع فِي لحده تلقي بِكَلِمَة سَمعهَا من كَانَ على شَفير الْقَبْر {يَا أيتها النَّفس المطمئنة} إِلَى قَوْله {جنتي} ٥١ - وَأخرج نَحوه من طَرِيق الْمهْدي أَمِير الْمُؤمنِينَ حَدثنِي أبي عَن أَبِيه عَن جده عَن إِبْنِ عَبَّاس رَضِي اللّه عَنهُ وَفِي آخِره كُنَّا نتحدث أَنه رد على عبد اللّه بن عَبَّاس بَصَره حِين مَاتَ ٥٢ - وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وإبن أبي شيبَة وإبن أبي الدُّنْيَا وَالْحَاكِم عَن حُذَيْفَة بن الْيَمَان أَنه قَالَ عِنْد مَوته إبتاعوا لي ثَوْبَيْنِ وَلَا عَلَيْكُم أَن لَا تغَالوا فَإِن يصب صَاحبكُم خيرا يكسى خيرا مِنْهُمَا وَإِلَّا سلبهما سلبا سَرِيعا ٥٣ - وَأخرج إِبْنِ سعد وَالْبَيْهَقِيّ من طرق عَنهُ أَنه قَالَ عِنْد مَوته إشتروا لي ثَوْبَيْنِ أبيضين فَإِنَّهُمَا لن يتركا عَليّ إِلَّا قَلِيلا حَتَّى أبدل بهما خيرا مِنْهُمَا أَو شرا مِنْهُمَا ٥٤ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن يحيى بن رَاشد أَن عمر بن الْخطاب رَضِي اللّه عَنهُ قَالَ فِي وَصيته إقتصدوا فِي كفني فَإِنَّهُ إِن كَانَ لي عِنْد اللّه خير بدلني مَا هُوَ خير مِنْهُ وَإِن كنت على غير ذَلِك سلبني وأسرع سَلبِي واقتصدوا فِي حفرتي فَإِنَّهُ إِن كَانَ لي عِنْد اللّه خير وسع فِي قَبْرِي مد بَصرِي وَإِن كنت على غير ذَلِك ضيقها عَليّ حَتَّى تخْتَلف أضلاعي ٥٥ - وَأخرج عبد اللّه بن أَحْمد فِي زَوَائِد الزّهْد عَن عبَادَة بن نسي قَالَ لما حضرت أَبَا بكر رَضِي اللّه عَنهُ الْوَفَاة قَالَ لعَائِشَة رَضِي اللّه عَنْهَا إغسلي ثوبي هذَيْن وكفنيني بهما فَإِنَّمَا أَبوك أحد رجلَيْنِ إِمَّا مكسوا أحسن الْكسْوَة وَإِمَّا مسلوبا أَسْوَأ السَّلب ٥٦ - وَأخرج سعيد بن مَنْصُور عَن عديسة بنت أهبان الْغِفَارِيّ صَاحب رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَت أَوْصَانِي أبي أَن لَا نكفنه فِي قَمِيص قَالَت لما أَصْبَحْنَا من الْغَد من يَوْم دفناه إِذا نَحن بالقميص الَّذِي كفناه فِيهِ على المشجب ٥٧ - وَأخرج أَبُو بكر البرقي فِي معرفَة الصَّحَابَة عَن أبي عَمْرو البسملي عَن إبنة أهبان قَالَت لما ثقل أهبان أَمر أَهله أَن يكفنوه وَلَا يلبسوه قَمِيصًا قَالَت فألبسناه فأصبحنا والقميص على المشجب ٥٨ - وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن عديسة بنت أهبان قَالَت حِين حضرت أبي الْوَفَاة قَالَ لَا تكفنوني فِي ثوب مخيط فَحَيْثُ قبض وَغسل أرْسلُوا إِلَيّ أَن أرْسلُوا بالكفن فَأرْسلت إِلَيْهِم بالكفن قَالُوا قَمِيص قلت إِن أبي قد نهاني أَن أكَفنهُ فِي قَمِيص مخيط قَالَت فَأرْسلت إِلَى الْقصار وَلأبي قَمِيص فِي الْقصار فَأتي بِهِ فألبس وَذهب بِهِ فأغلقت بَابي وتبعته وَرجعت والقميص فِي الْبَيْت فَأرْسلت إِلَى الَّذين غسلوا أبي فَقلت كفنتموه فِي قَمِيص قَالُوا نعم قلت هُوَ هَذَا قَالُوا نعم ٥٩ - وَأخرج إِبْنِ النجار فِي تَارِيخه عَن خلق البرقاني أَن رجلا مَاتَ فَأخْرج لَهُ كفن من بَيت الأكفان قَالَ ففضل عَن مِقْدَاره فَقطعت مَا فضل فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل أَتَانِي آتٍ فَقَالَ لي بخلت عَليّ ولي اللّه بطول الْكَفَن قد رددنا عَلَيْك كفنك بكفنين من الْجنَّة فَقُمْت فَزعًا إِلَى بَيت الأكفان فَإِذا الْكَفَن فِيهِ مطروح ٦٠ - وَأخرج أَبُو نعيم عَن مُسلم الجندي قَالَ قَالَ طَاوُوس لإبنه إِذا قبرتني فَانْظُر فِي قَبْرِي فَإِن لم تجدني فاحمد اللّه وَإِن وجدتني فَإنَّا للّه وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون فَأخْبر وَلَده أَنه نظر فَلم يجد شَيْئا ورؤي فِي وَجهه السرُور ٦١ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا فِي الْقُبُور وَأَبُو بكر بن الْمقري فِي فَوَائده عَن حَمَّاد بن زيد قَالَ حَدثنِي رجل من الطفاوة قد سَمَّاهُ قَالَ دفنا مَيتا وَلَفظ إِبْنِ الْمقري فَذَهَبت لأعالج شَيْئا من قَبره فَلم أره فِي قَبره ٦٢ - وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل عَن أنس بن مَالك رَضِي اللّه عَنهُ قَالَ جهز عمر بن الْخطاب رَضِي اللّه عَنهُ جَيْشًا وَاسْتعْمل عَلَيْهِم الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ وَكنت فِي غزاته فَلَمَّا رَجعْنَا مَاتَ فِي الطَّرِيق فدفناه فَأتى رجل بعد فراغنا من دَفنه فَقَالَ من هَذَا فَقُلْنَا هَذَا من خير الْبشر هَذَا إِبْنِ الْحَضْرَمِيّ فَقَالَ إِن هَذِه الأَرْض تلفظ الْمَوْتَى فَلَو نقلتموه إِلَى ميل أَو ميلين إِلَى أَرض تقبل الْمَوْتَى فنبشناه فَلَمَّا وصلنا إِلَى اللَّحْد إِذا صاحبنا لَيْسَ فِيهِ وَإِذا اللَّحْد مد الْبَصَر نور يتلألأ فأعدنا التُّرَاب إِلَى الْقَبْر ثمَّ إرتحلنا ووردت هَذِه الْقِصَّة أَيْضا عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي اللّه عَنهُ أخرجهَا أَبُو نعيم فِي الدَّلَائِل وَلَفظه فَمَاتَ فدفناه فِي الرمل ثمَّ قُلْنَا يَجِيء سبع فيأكله فَحَفَرْنَا فَلم نره وَفِي الْجُزْء الأول من فَوَائِد أبي الْحسن بن بَشرَان بِسَنَدِهِ عَن عبد الْعَزِيز بن أبي رواد قَالَ كَانَت إمرأة بِمَكَّة تسبح كل يَوْم إثني عشر ألف تَسْبِيحَة فَمَاتَتْ فَلَمَّا بلغ بهَا الْقَبْر أخذت من أَيدي الرِّجَال ٦٣ - وَأخرج أَبُو نعيم عَن رجل من أهل جرجان قَالَ لما مَاتَ كرز بن وبرة الْجِرْجَانِيّ رأى رجل فِيمَا يرى النَّائِم كَأَن أهل الْقُبُور جُلُوس على قُبُورهم وَعَلَيْهِم ثِيَاب جدد فَقيل لَهُم مَا هَذَا فَقيل أهل الْقُبُور كسوا ثيابًا جددا لقدوم كرز عَلَيْهِم ٦٤ - وَأخرج إِبْنِ إبي الدُّنْيَا فِي كتاب الرقة والبكاء عَن مِسْكين بن بكير أَن ورادا الْعجلِيّ لما مَاتَ فَحمل إِلَى حفرته نزلُوا ليدلوه فِي حفرته فَإِذا اللَّحْد مفروش بالريحان فَأخذ بَعضهم من ذَلِك الريحان فَمَكثَ سبعين يَوْمًا طريا لَا يتَغَيَّر يَغْدُو النَّاس وَيَرُوحُونَ ينظرُونَ إِلَيْهِ فَأكْثر النَّاس فِي ذَلِك فَأَخذه الْأَمِير وَفرق النَّاس خشيَة الْفِتْنَة فَفَقدهُ الْأَمِير من منزله لَا يدْرِي كَيفَ ذهب ٦٥ - وَأخرج الْحَافِظ أَبُو بكر الْخَطِيب عَن مُحَمَّد بن مخلد الدوري الْحَافِظ قَالَ مَاتَت أُمِّي فَنزلت ألحدها فانفرجت لي فُرْجَة عَن قبر بلزقها فَإِذا رجل عَلَيْهِ أكفان جدد وعَلى صَدره طَاقَة ياسمين طرية فأخذتها فشممتها فَإِذا هِيَ أزكى من الْمسك وشمها جمَاعَة كَانُوا معي ثمَّ رَددتهَا إِلَى موضعهَا وسددت الفرجة ٦٦ - وَذكر الْحَافِظ أَبُو الْفرج بن الْجَوْزِيّ من طَرِيق جَعْفَر السراج عَن بعض شُيُوخه قَالَ كشف قبر بِقرب الإِمَام أَحْمد وإذاعلى صدر الْمَيِّت رَيْحَانَة تهتز ٦٧ - وَذكر فِي تَارِيخه أَن فِي سنة سِتّ وَسبعين وَمِائَة إنفرج تل بِالْبَصْرَةِ عَن سَبْعَة أقبر فِي مثل الْحَوْض وفيهَا سَبْعَة أنفس أبدانهم صَحِيحَة وأكفانهم يفوح مِنْهَا رَائِحَة الْمسك أحدهم شَاب لَهُ جمة وعَلى شَفَتَيْه بَلل كَأَنَّهُ شرب مَاء وَكَأن عَيْنَيْهِ مكتحلتان وَبِه ضَرْبَة فِي خاصرته فَأَرَادَ بعض من حضر أَن يَأْخُذ من شعره شَيْئا فَإِذا هُوَ قوي كشعر الْحَيّ ٦٨ - وَأخرج إِبْنِ سعد فِي الطَّبَقَات عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ كنت مِمَّن حفر لسعد بن معَاذ قَبره بِالبَقِيعِ وَكَانَ يفوح علينا الْمسك كلما حفرنا من قَبره تُرَابا حَتَّى إنتهينا إِلَى اللَّحْد ٦٩ - وَأخرج إِبْنِ سعد عَن مُحَمَّد بن شُرَحْبِيل بن حَسَنَة قَالَ أَخذ إِنْسَان قَبْضَة من تُرَاب قبر سعد فَذهب بهَا ثمَّ نظر إِلَيْهَا بعد ذَلِك فَإِذا هِيَ مسك ٧٠ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن الْمُغيرَة بن حبيب أَن رجلا رُؤِيَ فِي مَنَامه فَقيل لَهُ مَا هَذِه رَوَائِح الْمسك الَّتِي تُوجد فِي قبرك قَالَ تِلْكَ رَوَائِح التِّلَاوَة والظمأ ٧١ - وَأخرج الإِمَام أَحْمد بن جَابر بن عبد اللّه قَالَ قدم أَعْرَابِي وَنحن مَعَ النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فِي مسير فَقَالَ أعرض عَليّ الْإِسْلَام الحَدِيث وَفِيه فَبينا نَحن كَذَلِك إِذْ وَقع عَن بعيره على هامته فَمَاتَ فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم هَذَا الَّذِي تَعب قَلِيلا وَنعم طَويلا أَحسب أَنه مَاتَ جائعا إِنِّي رَأَيْت زوجتيه من الْحور الْعين وهما يدسان فِي فِيهِ من ثمار الْجنَّة ٧٢ - وَأخرج التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي اللّه عَنهُ عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ رَأَيْت جعفرا يطير فِي الْجنَّة مَعَ الْمَلَائِكَة ٧٣ - وَأخرج الْحَاكِم عَن إِبْنِ عَبَّاس رَضِي اللّه عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم دخلت الْجنَّة البارحة فَنَظَرت فِيهَا فَإِذا جَعْفَر يطير مَعَ الْمَلَائِكَة وَإِذا حَمْزَة متكىء على سَرِير وَذكر نَاسا من أَصْحَابه ٧٤ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن إِبْنِ عمر رَضِي اللّه عَنْهُمَا أَنه نزل إِلَى جَانب قُبُور قد درست فَإِذا جمجمة بادية فَأمر رجلا فواراها ثمَّ قَالَ إِن هَذِه الْأَبدَان لَيْسَ يَضرهَا هَذَا الثرى شَيْئا وَإِنَّمَا الْأَرْوَاح الَّتِي تعاقب وتثاب إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ٧٥ - وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة وإبن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب العزاء عَن صَفِيَّة بنت شيبَة قَالَت كنت عِنْد أَسمَاء بنت أبي بكر رَضِي اللّه عَنْهُمَا حِين صلب الْحجَّاج إبنها عبد اللّه بن الزبير فَأَتَاهَا إِبْنِ عمر يعزيها فِيهِ فَقَالَ يَا هَذِه إتقي اللّه واصبري فَإِن هَذِه الجثة لَيست بِشَيْء وَإِنَّمَا الْأَرْوَاح عِنْد اللّه قَالَت وَمَا يَمْنعنِي من الصَّبْر وَقد أهدي رَأس يحيى بن زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى بغي من بَغَايَا بني إِسْرَائِيل ٧٦ - وَأخرج إِبْنِ سعد عَن خَالِد بن معدان قَالَ لما انْهَزَمت الرّوم يَوْم أجنادين إنتهوا إِلَى مَوضِع لَا يعبره إِلَّا إِنْسَان إِنْسَان فَجعلت الرّوم تقَاتل عَلَيْهِ فَتقدم هِشَام بن الْعَاصِ فَقَاتلهُمْ حَتَّى قتل وَوَقع على تِلْكَ الثلمة فسدها فَلَمَّا إنتهى الْمُسلمُونَ إِلَيْهَا هابوا أَن يوطئوها الْخَيل فَقَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ إِن اللّه قد إستشهده وَرفع روحه وَإِنَّمَا هُوَ جثة فأوطئوها الْخَيل ثمَّ أوطأ هُوَ وَتَبعهُ النَّاس حَتَّى قطعوه ٧٧ - قَالَ إِبْنِ رَجَب هَذِه الْآثَار لَا تدل على أَن الْأَرْوَاح لَا تتصل بالأبدان بعد الْمَوْت إِنَّمَا تدل على أَن الأجساد لَا تتضرر بِمَا ينالها من عَذَاب النَّاس لَهَا وَمن أكل التُّرَاب لَهَا فَإِن عَذَاب الْقَبْر لَيْسَ من جنس عَذَاب الدُّنْيَا وَإِنَّمَا هُوَ نوع آخر يصل إِلَى الْمَيِّت بِمَشِيئَة اللّه وَقدرته |