٦ - بَاب ذكر الْمَوْت والإستعداد لَهُ١ - أخرج التِّرْمِذِيّ وَحسنه وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَكْثرُوا ذكر هاذم اللَّذَّات يَعْنِي الْمَوْت وَأخرج أَبُو نعيم من حَدِيث عمر بن الْخطاب مثله ٢ - وَأخرج الْبَزَّار عَن أنس أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَكْثرُوا ذكر هاذم اللَّذَّات فَإِنَّهُ مَا ذكره أحد فِي ضيق من الْعَيْش إِلَّا وَسعه عَلَيْهِ وَلَا فِي سَعَة إِلَّا ضيقه عَلَيْهِ ٣ - وَأخرج ابْن ماجة عَن عمر قَالَ سُئِلَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَي الْمُؤمنِينَ أَكيس قَالَ أَكْثَرهم للْمَوْت ذكرا وَأَحْسَنهمْ لما بعده إستعدادا أُولَئِكَ الأكياس ٤ - وَأخرج التِّرْمِذِيّ عَن شَدَّاد بن أَوْس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم الْكيس من دَان نَفسه وَعمل لما بعد الْمَوْت وَالْعَاجِز من أتبع نَفسه هَواهَا وَتمنى على اللّه ٥ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن أنس عَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أَكْثرُوا ذكر الْمَوْت فَإِنَّهُ يمحص الذُّنُوب ويزهد فِي الدُّنْيَا فَإِن ذكرتموه عِنْد الْغنى هَدمه وَإِن ذكرتموه عِنْد الْفقر أرضاكم بعيشكم ٦ - وَأخرج أَيْضا عَن عَطاء الْخُرَاسَانِي قَالَ مر رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم بِمَجْلِس قد إستعلاه الضحك فَقَالَ شوبوا مجلسكم بمكدر اللَّذَّات قَالُوا وَمَا مكدر اللَّذَّات قَالَ الْمَوْت ٧ - وَأخرج أَيْضا عَن سُفْيَان قَالَ حَدثنَا شيخ أَن رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أوصى رجلا فَقَالَ أَكثر ذكر الْمَوْت فَإِن ذكره يسليك عَمَّا سواهُ ٨ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن زيد السليمي أَن النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا آنس من أَصْحَابه غَفلَة نَادَى فيهم بِصَوْت رفيع أتتكم الْمنية راتبة لَازِمَة إِمَّا بشقاوة وَإِمَّا بسعادة ٩ - وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن الْوَضِين بن عَطاء قَالَ كَانَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إِذا أحس من النَّاس بغفلة من الْمَوْت جَاءَ فَأخذ بِعضَادَتَيْ الْبَاب ثمَّ هتف ثَلَاثًا يَا أَيهَا النَّاس يَا أهل الْإِسْلَام أتتكم الْمنية راتبة لَازِمَة جَاءَ الْمَوْت بِمَا جَاءَ بِهِ جَاءَ بِالروحِ والراحة وَالْكَثْرَة الْمُبَارَكَة لأولياء الرَّحْمَن من أهل دَار الخلود الَّذين كَانَ سَعْيهمْ ورغبتهم فِيهَا أَلا إِن لكل ساع غَايَة وَغَايَة كل ساع الْمَوْت سَابق ومسبوق ١٠ - وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن عمار قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم كفى بِالْمَوْتِ واعظا ١١ - وَرُوِيَ أَنه قيل يَا رَسُول اللّه هَل يحْشر مَعَ الشُّهَدَاء أحد قَالَ نعم من يذكر الْمَوْت فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة عشْرين مرّة وَقَالَ السّديّ فِي قَوْله تَعَالَى {خلق الْمَوْت والحياة ليَبْلُوكُمْ أَيّكُم أحسن عملا} قَالَ أَكْثَرَكُم للْمَوْت ذكرا وَأحسن لَهُ إستعدادا وَأَشد خوفًا وحذرا وَأخرجه إِبْنِ أبي الدُّنْيَا وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان ١٢ - وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة فِي المُصَنّف وَالْإِمَام أَحْمد فِي الزّهْد عَن ابْن سابط قَالَ ذكر عِنْد النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم رجل فأثني عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم كَيفَ ذكره للْمَوْت فَلم يذكر ذَلِك مِنْهُ فَقَالَ مَا هُوَ كَمَا تذكرُونَ وَأخرجه إِبْنِ أبي الدُّنْيَا وَالْبَزَّار مَوْصُولا عَن أنس نَحوه وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ عَن سهل بن سعد نَحوه وَقَالَ بَعضهم من أَكثر ذكر الْمَوْت أكْرم بِثَلَاثَة أَشْيَاء تَعْجِيل التَّوْبَة وقناعة الْقلب ونشاط الْعِبَادَة وَمن نسي الْمَوْت عُوقِبَ بِثَلَاثَة أَشْيَاء تسويف التَّوْبَة وَترك الرِّضَا بالكفاف والتكاسل فِي الْعِبَادَة وَقَالَ التَّيْمِيّ شَيْئَانِ قطعا عني لَذَّة الدُّنْيَا ذكر الْمَوْت وَذكر الْوُقُوف بَين يَدي اللّه تَعَالَى أخرجه إِبْنِ أبي الدُّنْيَا وَقَالَ بَعضهم فِي قَوْله تَعَالَى {وَلَا تنس نصيبك من الدُّنْيَا} هُوَ الْكَفَن فَهُوَ وعظ مُتَّصِل بِمَا تقدم من قَوْله {وابتغ فِيمَا آتاك اللّه الدَّار الْآخِرَة} أَي أطلب فِيمَا أَعْطَاك اللّه من الدُّنْيَا الْجنَّة بصرفها فِيمَا يُوصل إِلَيْهَا وَلَا تنس أَنَّك تتْرك جَمِيع مَالك إِلَّا نصيبك الَّذِي هُوَ الْكَفَن كَمَا قيل شعر (نصيبك مِمَّا تجمع الدَّهْر كُله ... رداءان تلوى فيهمَا وحنوط) ١٣ - وَأخرج أَبُو نعيم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول اللّه مَا لي لَا أحب الْمَوْت قَالَ لَك مَال قَالَ نعم قَالَ قدمه فَإِن قلب الْمُؤمن مَعَ مَاله إِن قدمه أحب أَن يلْحق بِهِ وَإِن أَخّرهُ أحب أَن يتَأَخَّر مَعَه ١٤ - وَأخرج سعيد بن مَنْصُور عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ موعظة بليغة وغفلة سريعة كفى بِالْمَوْتِ واعظا وَكفى بالدهر مفرقا الْيَوْم فِي الدّور وَغدا فِي الْقُبُور ١٥ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن رَجَاء بن حَيْوَة قَالَ مَا أَكثر عبد ذكر الْمَوْت إِلَّا ترك الْفَرح والحسد ١٦ - وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة فِي المُصَنّف وَأحمد فِي الزّهْد عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ من أَكثر ذكر الْمَوْت قل حسده وَقل فرحه ١٧ - وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة وَأحمد فِي الزّهْد وإبن أبي الدُّنْيَا وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن الرّبيع بن أنس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم كفى بِالْمَوْتِ مزهدا فِي الدُّنْيَا ومرغبا فِي الْآخِرَة ١٨ - وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن طَارق الْمحَاربي قَالَ قَالَ لي رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم إستعد للْمَوْت قبل الْمَوْت ١٩ - وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة عَن عون بن عبد اللّه قَالَ مَا أحد ينزل الْمَوْت حق مَنْزِلَته إِلَّا عبد عد غَدا لَيْسَ من أَجله كم من مُسْتَقْبل يَوْمًا لَا يستكمله وراج غَدا لَا يبلغهُ إِنَّك لَو ترى الْأَجَل ومسيره لأبغضت الأمل وغروره ٢٠ - وَأخرج أَيْضا عَن أبي حَازِم قَالَ أنظر الَّذِي تحب أَن يكون مَعَك فِي الْآخِرَة فقدمه الْيَوْم وَانْظُر الَّذِي تكره أَن يكون مَعَك ثمَّ فَاتْرُكْهُ الْيَوْم ٢١ - وَأخرج عَنهُ قَالَ كل عمل كرهت الْمَوْت من أَجله فَاتْرُكْهُ ثمَّ لَا يَضرك مَتى مت ٢٢ - وَأخرج أَبُو نعيم عَن عمر بن عبد الْعَزِيز قَالَ من قرب الْمَوْت من قلبه إستكثر مَا فِي يَدَيْهِ وَأخرج عَن رَجَاء بن نوح قَالَ كتب عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَى بعض أهل بَيته أما بعد فَإنَّك إِن إستشعرت ذكر الْمَوْت فِي ليلك ونهارك بغض إِلَيْك كل فان وحبب إِلَيْك كل بَاقٍ ٢٣ - وَأخرج عَن مجمع التَّيْمِيّ قَالَ ذكر الْمَوْت غنى ٢٤ - وَأخرج عَن سميط قَالَ من جعل الْمَوْت نصب عَيْنَيْهِ لم يبال بِضيق الدُّنْيَا وَلَا بسعتها ٢٥ - وَأخرج عَن كَعْب قَالَ من عرف الْمَوْت هَانَتْ عَلَيْهِ مصائب الدُّنْيَا وغمومها ٢٦ - وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن الْحسن قَالَ مَا ألزم عبد قلبه ذكر الْمَوْت إِلَّا صغرت الدُّنْيَا عِنْده وَهَان عَلَيْهِ جَمِيع مَا فِيهَا وَأخرج عَن قَتَادَة قَالَ كَانَ يُقَال طُوبَى لمن ذكر سَاعَة الْمَوْت ٢٧ - وَأخرج عَن مَالك بن دِينَار قَالَ قَالَ حَكِيم كفى بِذكر الْمَوْت للقلوب حَيَاة للْعَمَل ٢٨ - وَأخرج عَن صَفِيَّة أَن إمرأة شكت إِلَى عَائِشَة رَضِي اللّه عَنْهَا الْقَسْوَة فَقَالَت أكثري ذكر الْمَوْت يرق قَلْبك ٢٩ - وَأخرج عَن أبي حَازِم قَالَ يَا إِبْنِ آدم بعد الْمَوْت يَأْتِيك الْخَبَر ٣٠ - وَأخرج إِبْنِ عَسَاكِر عَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي اللّه عَنهُ قَالَ الْقَبْر صندوق الْعَمَل وَبعد الْمَوْت يَأْتِيك الْخَبَر ٣١ - وَأخرج الديلمي عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم أفضل الزّهْد فِي الدُّنْيَا ذكر الْمَوْت وَأفضل الْعِبَادَة التفكر فَمن أثقله ذكر الْمَوْت وجد قَبره رَوْضَة من رياض الْجنَّة وَقَالَ عَليّ كرم اللّه وَجهه النَّاس نيام فَإِذا مَاتُوا إنتبهوا ونظم هَذَا الْمَعْنى الْحَافِظ أَبُو الْفضل الْعِرَاقِيّ فَقَالَ (وَإِنَّمَا النَّاس نيام من يمت ... مِنْهُم أَزَال الْمَوْت عَنهُ وسنه) ٣٢ - وَأخرج التِّرْمِذِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللّه صلى اللّه عَلَيْهِ وَسلم مَا من أحد يَمُوت إِلَّا نَدم قَالُوا وَمَا ندامته يَا رَسُول اللّه قَالَ إِن كَانَ محسنا نَدم أَن لَا يكون إزداد وَإِن كَانَ مسيئا نَدم أَن لَا يكون نزع قَالَ فِي الصِّحَاح نزع عَن الْأُمُور أَي إنتهى عَنْهَا |