١- باب الأمر بالاستغفار وفضله قال اللّه تعالى: { وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } [ محمد: ١٩ ]، وقال تعالى : { وَاسْتَغْفِرِ اللّه إِنَّ اللّه كَانَ غَفُوراً رَحِيماً } [ النساء : ١٠٦ ] ، وقَالَ تَعَالَى : { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً } [ النصر : ٣ ] ، وقال تعالى : { لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّات } إلَى قَولِهِ عزَّ وجَلَّ : { وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ } [ آل عمران : ١٥- ١٧ ] ، وقال تعالى : { وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّه يَجِدِ اللّه غَفُوراً رَحِيماً } [ النساء :١١٠ ] ، وقال تعالى : { وَمَا كَانَ اللّه لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّه مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [ الأنفال : ٣٣ ] ، وقال تعالى : { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللّه فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللّه وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [ آل عمران : ١٣٥ ] والآيات في الباب كثيرة معلومة . ١٨٧٠- وعن الأَغَرِّ المزني رَضِيَ اللّه عَنْهُ : أنَّ رسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم قال : ( إنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي ، وإنِّي لأَسْتَغفِرُ اللّه في اليَوْمِ مِئَةَ مَرَّةٍ ) . رواه مسلم . ١٨٧١- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، قال : سَمعتُ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، يقولُ : ( وَاللّه إنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللّه وَأتُوبُ إلَيْهِ فِي اليَومِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً ) رواه البخاري . ١٨٧٢- وعنه رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، قال : قال رسولُ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا ، لَذَهَبَ اللّه تَعَالَى بِكُمْ ، وَلَجَاءَ بِقَومٍ يُذْنِبُونَ ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللّه تَعَالَى ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ ) رواه مسلم . ١٨٧٣- وعن ابن عمر رَضِي اللّه عنهما ، قال : كُنَّا نَعُدُّ لرسولِ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم في المَجْلِسِ الواحِدِ مئَةَ مَرَّةٍ : ( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) . رواه أبو داود والترمذي ، وقال : ( حديث حسن صحيح غريب ) . ١٨٧٤- وعن ابن عباس رضي اللّه عنهما ، قال : قال رسولُ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( مَنْ لَزِمَ الاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللّه لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجاً ، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً ، وَرَزَقهُ مِنْ حَيثُ لاَ يَحْتَسِبُ ) . رواه أبو داود . ١٨٧٥- وعن ابن مسعود رَضِيَ اللّه عَنْهُ قال : قال رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( مَنْ قَالَ : أسْتَغْفِرُ اللّه الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُومُ وَأتُوبُ إلَيهِ ، غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ ، وإنْ كانَ قَدْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ ) . رواه أبو داود والترمذي والحاكم ، وقال : ( حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم ) . ١٨٧٦- وعن شَدَّادِ بْنِ أَوسٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، عن النبيّ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، قال : ( سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللّهمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إلهَ إلاَّ أنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ ، أبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وأبُوءُ بِذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أنْتَ . مَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي ، فَهُوَ مِنْ أهْلِ الجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ ، وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا ، فَمَاتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ ، فَهُوَ مِنْ أهْلِ الجَنَّةِ ) . رواه البخاري . ( أبوءُ ) بباءٍ مَضمومةٍ ثم واوٍ وهمزة ممدودة ومعناه : أقِرُّ وَأعْتَرِفُ . ١٨٧٧- وعن ثوبان رَضِيَ اللّه عَنْهُ قال : كانَ رَسُولُ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم إذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلاَتِهِ، اسْتَغْفَرَ اللّه ثَلاَثاً وَقَالَ : ( اللّهمَّ أنْتَ السَّلاَمُ ، وَمِنْكَ السَّلاَمُ ، تَبَارَكْتَ يَاذَا الجَلاَلِ وَالإكْرَامِ ) قيلَ لِلأوْزَاعِيِّ - وَهُوَ أَحَدُ رُوَاتِهِ - : كَيفَ الاسْتِغْفَارُ ؟ قال : يقُولُ : أسْتَغْفِرُ اللّه ، أسْتَغْفِرُ اللّه . رواه مسلم . ١٨٧٨- وعن عائشة رضي اللّه عنها ، قالت : كان رَسُولُ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ قَبْلَ مَوْتِهِ : ( سُبْحَانَ اللّه وَبِحَمْدِهِ ، أسْتَغفِرُ اللّه ، وأتوبُ إلَيْهِ ) متفق عليه . ١٨٧٩- وعن أنس رَضِيَ اللّه عَنْهُ قال : سمعتُ رسولَ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ : ( قَالَ اللّه تَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ، إنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلاَ أُبَالِي ، يَا ابْنَ آدَمَ ، لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي ، غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي ، يا ابْنَ آدَمَ ، إنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ، ثُمَّ لَقِيتَنِي لا تُشْرِكُ بِي شَيْئاً ، لأَتَيْتُكَ بِقُرابِهَا مَغْفِرَةً ) . رواه الترمذي ، وقال : ( حديث حسن ) . ( عَنَانَ السَّمَاءِ ) بفتح العين : قِيلَ هُوَ السَّحَابُ ، وَقِيلَ : هُوَ مَا عَنَّ لَكَ مِنْهَا ، أيْ ظَهَرَ . ( وَقُرَابُ الأرْضِ ) بضم القاف، ورُوي بكسرِها، والضم أشهر . وَهُوَ ما يُقَارِبُ مِلأَها . ١٨٨٠- وعن ابن عمر رضي اللّه عنهما : أنَّ النبيَّ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، قال : ( يا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ ، وأكْثِرْنَ مِنَ الاسْتِغْفَارِ ؛ فَإنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ ) قالت امرأةٌ مِنْهُنَّ : مَا لَنَا أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ ؟ قَالَ : ( تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ ، وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ ) قالت : ما نُقْصَانُ العَقْلِ وَالدِّينِ ؟ قال : ( شَهَادَةُ امْرَأتَيْنِ بِشَهَادَةِ رَجُلٍ، وَتَمْكُثُ الأَيَّامَ لاَ تُصَلِّي ). رواه مسلم . |