Geri

   

 

 

 

İleri

 

٣٥- باب تحريم الرياء

قَالَ اللّه تَعَالَى : { وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللّه مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ } [ البينة : ٥ ] ،

وقال تَعَالَى : { لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالمَنِّ وَالأَذَى كالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ } [ البقرة : ٢٦٤ ] ،

وقال تَعَالَى : { يُرَاءونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّه إِلاَّ قَلِيلاً } [ النساء : ١٤٢ ] .

١٦١٧- وعن أَبي هريرة رَضِيَ اللّه عَنْهُ

قَالَ : سَمِعْتُ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ : (

قَالَ اللّه تَعَالَى : أنَا أغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ ، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ ) . رواه مسلم .

١٦١٨- وعنه ،

قَالَ : سَمِعْتُ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم يقول : ( إنَّ أَولَ النَّاسِ يُقْضَى يَومَ القِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ ، فَأُتِيَ بِهِ ، فَعَرَّفَهُ نِعْمَتَهُ ، فَعَرَفَهَا ،

قَالَ : فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟

قَالَ : قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ .

قَالَ : كَذَبْتَ ، وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لأَنْ يُقَالَ : جَرِيءٌ ! فَقَدْ قِيلَ ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ. وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ وَعَلَّمَهُ ، وَقَرَأَ القُرآنَ ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا . قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟

قَالَ : تَعَلَّمْتُ العِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ ، وَقَرَأتُ فِيكَ القُرآنَ ،

قَالَ : كَذَبْتَ ، وَلكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ لِيُقَالَ : عَالِمٌ ! وَقَرَأتَ القُرْآنَ لِيُقَالَ : هُوَ قَارِئٌ ؛ فَقَدْ قِيلَ ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ . وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللّه عَلَيْهِ ، وَأعْطاهُ مِنْ أصْنَافِ المَالِ ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ ، فَعَرَفَهَا .

قَالَ : فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلاَّ أنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ.

قَالَ : كَذَبْتَ ، ولكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ : جَوَادٌ ! فَقَدْ قِيلَ ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ ) . رواه مسلم .

( جَرِيءٌ ) بفتح الجيم وكسر الراء والمد : أيْ شُجَاعٌ حَاذِقٌ .

١٦١٩- وعن ابن عمر رضي اللّه عنهما : أن نَاساً قَالُوا لَهُ : إنَّا نَدْخُلُ عَلَى سَلاَطِيننَا فَنَقُولُ لَهُمْ بِخِلاَفِ مَا نَتَكَلَّمُ إِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِندِْهِمْ ؟ قَالَ ابنُ عُمَرَ رضي اللّه عنهما : كُنَّا نَعُدُّ هَذَا نِفاقاً عَلَى عَهْدِ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم . رواه البخاري .

١٦٢٠- وعن جُندب بن عبد اللّه بن سفيان رَضِيَ اللّه عَنْهُ

قَالَ : قَالَ النبيُّ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللّه بِهِ ، وَمَنْ يُرائِي يُرائِي اللّه بِهِ ) . متفق عَلَيْهِ .

ورواه مسلم أَيضاً من رواية ابن عباس رضي اللّه عنهما .

( سَمَّعَ ) بتشديد الميم ، ومعناه : أظهر عمله للناس رِياءً . ( سَمَّعَ اللّه بِهِ ) أيْ : فَضَحَهُ يَومَ القِيَامَةِ . ومعنى : ( مَنْ رَاءى ) أيْ : مَنْ أظْهَرَ لِلنَّاسِ العَمَلَ الصَّالِحَ لِيَعْظُمَ عِنْدَهُمْ . ( رَاءى اللّه بِهِ ) أيْ : أظْهَرَ سَرِيرَتَهُ عَلَى رُؤُوسِ الخَلائِقِ .

١٦٢١- وعن أَبي هريرة رَضِيَ اللّه عَنْهُ ،

قَالَ : قَالَ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( مَنْ تَعَلَّمَ عِلْماً مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللّه عزَّ وجَلَّ لاَ يَتَعَلَّمُهُ إِلاَّ لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضاً مِنَ الدُّنْيَا ، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ ) يَعْنِي : رِيحَهَا . رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيحٍ والأحاديث في الباب كثيرةٌ مشهورةٌ .