٣- باب صفة طول القميص والكُم والإزار وطرف العمامة وتحريم إسبال شيء من ذلك على سبيل الخيلاء وكراهته من غير خيلاء ٧٩٠- عن أسماءَ بنتِ يزيد الأنصاريَّةِ رَضِيَ اللّه عنها ، قالت : كَانَ كُمُّ قَمِيص رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم إِلَى الرُّسْغِ . رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : ( حديث حسن ) . ٧٩١- وعن ابن عمر رضي اللّه عنهما : أنَّ النبيَّ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، قَالَ : ( مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللّه إِلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ ) فَقَالَ أَبُو بكر : يَا رسول اللّه ، إنَّ إزاري يَسْتَرْخِي إِلاَّ أنْ أَتَعَاهَدَهُ ، فَقَالَ لَهُ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( إنَّكَ لَسْتَ مِمَّنْ يَفْعَلُهُ خُيَلاءَ ) رواه البخاري وروى مسلم بعضه . ٧٩٢- وعن أَبي هريرة رَضِيَ اللّه عَنْهُ : أنَّ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، قَالَ : ( لا يَنْظُرُ اللّه يَوْمَ القِيَامَةِ إِلَى مَنْ جَرَّ إزاره بَطَراً ) متفقٌ عَلَيْهِ . ٧٩٣- وعنه ، عن النبيِّ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، قَالَ : ( مَا أسْفَل مِنَ الكَعْبَيْنِ مِنَ الإزْارِ فَفِي النار ) رواه البخاري . ٧٩٤- وعن أَبي ذر رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، عن النبيِّ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، قَالَ : ( ثلاثةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللّه يَوْمَ القِيَامَةِ ، وَلاَ يَنْظُرُ إلَيْهِمْ ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) قَالَ : فقَرأها رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ثلاثَ مِرار ، قَالَ أَبُو ذرٍّ : خَابُوا وَخَسِرُوا ! مَنْ هُمْ يَا رسول اللّه ؟ قَالَ : ( المُسْبِلُ ، وَالمنَّانُ ، وَالمُنْفِقُ سِلْعَتَهُ بِالحَلِفِ الكاذِبِ ) رواه مسلم . وفي رواية لَهُ : ( المُسْبِلُ إزَارَهُ ) . ٧٩٥- وعن ابن عمر رضي اللّه عنهما ، عن النبيِّ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، قَالَ : ( الإسْبَالُ في الإزار ، وَالقَمِيصِ ، وَالعِمَامةِ ، مَنْ جَرَّ شَيْئاً خُيَلاءَ لَمْ ينْظُرِ اللّه إِلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ ) رواه أَبُو داود والنسائي بإسناد صحيح . ٧٩٦- وعن أَبي جُرَيٍّ جابر بن سُلَيْم رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَجُلاً يَصْدُرُ النَّاسُ عَنْ رَأْيهِ ، لا يَقُولُ شَيْئاً إِلاَّ صَدَرُوا عَنْهُ ، قُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ قالوا : رسولُ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم . قُلْتُ : عَلَيْكَ السَّلامُ يَا رسول اللّه – مرّتين – قَالَ : ( لاَ تَقُلْ : عَلَيْكَ السَّلامُ ، عَلَيْكَ السَّلامُ تَحِيَّةُ المَوْتَى ، قُلْ : السَّلامُ عَلَيْكَ ) قَالَ : قُلْتُ : أنْتَ رسول اللّه ؟ قَالَ : ( أنَا رسول اللّه الَّذِي إِذَا أصَابَكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَه عَنْكَ ، وَإِذَا أصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ فَدَعَوْتَهُ أَنْبَتَهَا لَكَ ، وَإِذَا كُنْتَ بِأَرْضٍ قَفْرٍ أَوْ فَلاَةٍ فَضَلَّتْ رَاحِلَتُكَ ، فَدَعَوْتَهُ رَدَّهَا عَلَيْكَ ) قَالَ : قُلْتُ : اعْهَدْ إِلَيَّ . قَالَ : ( لاَ تَسُبَّنَ أحَداً ) قَالَ : فَمَا سَبَبْتُ بَعْدَهُ حُرّاً ، وَلاَ عَبْداً ، وَلاَ بَعِيراً ، وَلاَ شَاةً ، ( ولاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوفِ شَيْئاً ، وأَنْ تُكَلِّمَ أخَاكَ وَأنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ ، إنَّ ذَلِكَ مِنَ المَعْرُوفِ ، وَارْفَعْ إزَارَكَ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ ، فَإنْ أبَيْتَ فَإلَى الكَعْبَينِ ، وَإيَّاكَ وَإسْبَالَ الإزَار فَإنَّهَا مِنَ المخِيلَةِ . وَإنَّ اللّه لاَ يُحِبُّ المَخِيلَةَ ؛ وَإن امْرُؤٌ شَتَمَكَ وعَيَّرَكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ فَلاَ تُعَيِّرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ ، فَإنَّمَا وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ ) رواه أَبُو داود والترمذي بإسناد صحيح ، وقال الترمذي : ( حديث حسن صحيح ) . ٧٩٧- وعن أَبي هريرة رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، قَالَ : بينما رَجُلٌ يُصَلَّي مسبلٌ إزَارَهُ ، قَالَ لَهُ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( اذْهَبْ فَتَوَضَّأ ) فَذَهَبَ فَتَوَضّأَ ، ثُمَّ جَاءَ ، فَقَالَ : ( اذْهَبْ فَتَوَضّأ ) فَقَالَ لَهُ رجُلٌ : يَا رسولَ اللّه ، مَا لَكَ أمَرْتَهُ أنْ يَتَوَضّأَ ثُمَّ سَكَتَّ عَنْهُ ؟ قَالَ : ( إنّهُ كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ مُسْبِلٌ إزَارَهُ ، وَإنَّ اللّه لاَ يَقْبَلُ صَلاَةَ رَجُلٍ مُسْبلٍ ) رواه أَبُو داود بإسناد صحيح عَلَى شرط مسلم . ٧٩٨- وعن قيس بن بشر التَّغْلِبيِّ ، قَالَ : أخْبَرَني أَبي - وكان جَلِيساً لأَبِي الدرداء - قَالَ : كَانَ بِدمَشْق رَجُلٌ مِنْ أصْحَابِ النَّبيِّ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم يقال لَهُ سهل بن الْحَنْظَلِيَّةِ ، وَكَانَ رَجُلاً مُتَوَحِّداً قَلَّمَا يُجَالِسُ النَّاسَ ، إنَّمَا هُوَ صَلاَةٌ ، فإذا فَرَغَ فَإنَّمَا هُوَ تَسْبِيحٌ وَتَكْبيرٌ حَتَّى يَأتي أهْلَهُ ، فَمَرَّ بنا وَنَحْنُ عِنْدَ أَبي الدَّرداء ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدرداءِ : كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلاَ تَضُرُّكَ . قَالَ : بَعَثَ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم سَرِيَّةً فَقَدِمَتْ ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَلَسَ في المَجْلِسِ الَّذِي يَجْلِسُ فِيهِ رسُولُ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، فَقَالَ لِرَجُلٍ إِلَى جَنْبِهِ : لَوْ رَأيْتَنَا حِيْنَ التَقَيْنَا نَحْنُ وَالعَدُوُّ ، فَحَمَلَ فُلانٌ وَطَعَنَ ، فَقَالَ : خُذْهَا مِنِّي ، وَأنَا الغُلاَمُ الغِفَاريُّ ، كَيْفَ تَرَى في قَوْلِهِ ؟ قَالَ : مَا أرَاهُ إِلاَّ قَدْ بَطَلَ أجْرُهُ . فَسَمِعَ بِذلِكَ آخَرُ ، فَقَالَ : مَا أرَى بِذلِكَ بَأساً ، فَتَنَازَعَا حَتَّى سَمِعَ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، فَقَالَ: ( سُبْحَانَ اللّه ؟ لاَ بَأسَ أنْ يُؤجَرَ وَيُحْمَدَ ) فَرَأَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاء سُرَّ بِذلِكَ ، وَجَعَلَ يَرْفَعُ رَأسَهُ إِلَيْهِ ، وَيَقُولُ : أأنْتَ سَمِعْتَ ذَلِكَ مِنْ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ؟ فيقول : نَعَمْ ، فما زال يُعِيدُ عَلَيْهِ حَتَّى إنّي لأَقُولُ لَيَبْرُكَنَّ عَلَى رُكْبَتَيْهِ ، قَالَ : فَمَرَّ بِنَا يَوْماً آخَرَ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْداء : كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلاَ تَضُرُّكَ ، قَالَ : قَالَ لنا رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( المُنْفِقُ عَلَى الخَيْلِ ، كَالبَاسِطِ يَدَهُ بالصَّدَقَةِ لاَ يَقْبضُهَا ) ، ثُمَّ مَرَّ بِنَا يَوماً آخَرَ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْداء : كَلِمَةً تَنْفَعنَا وَلاَ تَضُرُّكَ ، قَالَ : قَالَ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( نِعْمَ الرَّجُلُ خُرَيمٌ الأسَديُّ ! لولا طُولُ جُمَّتِهِ وَإسْبَالُ إزَارِهِ! ) فَبَلَغَ ذَلِكَ خُرَيْماً فَعَجَّلَ، فَأَخَذَ شَفْرَةً فَقَطَعَ بِهَا جُمَّتَهُ إِلَى أُذُنَيْهِ ، وَرَفَعَ إزارَهُ إِلَى أنْصَافِ سَاقَيْهِ . ثُمَّ مَرَّ بِنَا يَوْماً آخَرَ فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْداء : كَلِمَةً تَنْفَعُنَا وَلاَ تَضُرُّكَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، يقول : ( إنَّكُمْ قَادِمُونَ عَلَى إخْوانِكُمْ ، فَأصْلِحُوا رِحَالكُمْ ، وَأصْلِحُوا لِبَاسَكُمْ حَتَّى تَكُونُوا كَأنَّكُمْ شَامَةٌ في النَّاسِ ؛ فإِنَّ اللّه لاَ يُحِبُّ الفُحْشَ وَلاَ التَّفَحُّش ) رواه أَبُو داود بإسنادٍ حسنٍ ، إِلاَّ قيس بن بشر فاختلفوا في توثِيقِهِ وَتَضْعِيفِهِ ، وَقَدْ روى لَهُ مسلم . ٧٩٩- وعن أَبي سعيد الخدريِّ رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رسولُ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( إزْرَةُ المُسْلِمِ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ ، وَلاَ حَرَجَ – أَوْ لاَ جُنَاحَ – فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الكَعْبَيْنِ ، فمَا كَانَ أسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ فَهُوَ في النَّارِ ، وَمَنْ جَرَّ إزَارَهُ بَطَراً لَمْ يَنْظُرِ اللّه إِلَيْهِ ) رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيحٍ . ٨٠٠- وعن ابن عمر رضي اللّه عنهما ، قَالَ : مررتُ عَلَى رسولِ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم وفي إزَارِي استرخاءٌ ، فَقَالَ : ( يَا عَبدَ اللّه ، ارْفَعْ إزَارَكَ ) فَرَفَعْتُهُ ثُمَّ قَالَ : ( زِدْ ) فَزِدْتُ ، فَمَا زِلْتُ أتَحَرَّاهَا بَعْدُ . فَقَالَ بَعْضُ القَوْم : إِلَى أينَ ؟ فَقَالَ : إِلَى أنْصَافِ السَّاقَيْنِ . رواه مسلم . ٨٠١- وعنه ، قَالَ : قَالَ رسولُ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللّه إِلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ ) فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : فَكَيْفَ تَصْنَعُ النِّسَاءُ بذُيُولِهِنَّ ؟ قَالَ : ( يُرْخِينَ شِبْراً ) قالت : إِذَاً تَنْكَشِفُ أقْدَامُهُنَّ . قَالَ : ( فَيرخِينَهُ ذِرَاعاً لاَ يَزِدْنَ ) رواه أَبُو داود والترمذي ، وقال : ( حديث حسن صحيح ) . |