٨- بابُ الوَعظ والاقتصاد فِيهِ قَالَ اللّه تَعَالَى : { ادْعُ إِلَى سَبيلِ رَبِّكَ بالحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } [ النحل: ١٢٥] . ٦٩٩- وعن أَبي وائلٍ شقيقِ بن سَلَمَةَ ، قَالَ : كَانَ ابنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُ يُذَكِّرُنَا في كُلِّ خَمِيسٍ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمانِ ، لَوَدِدْتُ أنَّكَ ذَكَّرْتَنَا كُلَّ يَوْمٍ ، فَقَالَ : أمَا إنَّهُ يَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ أنَّي أكْرَهُ أنْ أُمِلَّكُمْ ، وَإنِّي أتَخَوَّلُكُمْ بِالْمَوْعِظَةِ ، كَمَا كَانَ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم يَتَخَوَّلُنَا بِهَا مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا . متفقٌ عَلَيْهِ . ( يَتَخَوَّلُنَا ) : يَتَعَهَّدُنَا . ٧٠٠- وعن أَبي اليقظان عمار بن ياسر رضي اللّه عنهما ، قَالَ : سَمِعْتُ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، يقول : ( إنَّ طُولَ صَلاَةِ الرَّجُلِ ، وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ ، مَئِنَّةٌ مِنْ فِقههِ ، فأطِيلُوا الصَّلاَةَ وَأقْصِرُوا الْخُطْبَةَ ) رواه مسلم . ( مَئِنَّةٌ ) بميم مفتوحة ثُمَّ همزة مكسورة ثُمَّ نون مشددة ، أيْ : عَلاَمَةٌ دَالَّةٌ عَلَى فِقْهِهِ . ٧٠١- وعن مُعاوِيَة بن الحكم السُّلَمي رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، قَالَ : بَيْنَا أنَا أُصَلّي مَعَ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، إذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ ، فَقُلْتُ : يَرْحَمُكَ اللّه ، فَرَمَانِي القَوْمُ بِأبْصَارِهِمْ ! فَقُلْتُ : وَاثُكْلَ أُمِّيَاهُ ، مَا شَأنُكُمْ تَنْظُرُونَ إلَيَّ ؟! فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بأيديهم عَلَى أفْخَاذِهِمْ ! فَلَمَّا رَأيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي لكِنّي سَكَتُّ ، فَلَمَّا صَلّى رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، فَبِأبِي هُوَ وَأُمِّي ، مَا رَأيْتُ مُعَلِّماً قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ أحْسَنَ تَعْلِيماً مِنْهُ ، فَوَاللّه مَا كَهَرَني ، وَلاَ ضَرَبَنِي ، وَلاَ شَتَمَنِي . قَالَ : ( إنَّ هذِهِ الصَّلاَةَ لاَ يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلامِ النَّاسِ ، إنَّمَا هِيَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ ، وَقِراءةُ القُرْآنِ ) ، أَوْ كَمَا قَالَ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم . قلتُ : يَا رسول اللّه ، إنّي حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ ، وَقَدْ جَاءَ اللّه بِالإسْلاَمِ ، وَإنَّ مِنّا رِجَالاً يَأتُونَ الْكُهّانَ ؟ قَالَ : ( فَلاَ تَأتِهِمْ ) قُلْتُ : وَمِنّا رِجَالٌ يَتَطَيَّرُونَ ؟ قَالَ : ( ذَاكَ شَيْء يَجِدُونَهُ في صُدُورِهِمْ فَلاَ يَصُدَّنَّهُمْ ) رواه مسلم . ( الثُكْلُ ) بضم الثاءِ المُثلثة : المُصيبَةُ وَالفَجِيعَةُ . ( مَا كَهَرَنِي ) أيْ : مَا نَهَرَنِي . ٧٠٢- وعن العِرْباض بن ساريَةَ رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، قَالَ : وَعَظَنَا رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم مَوْعِظَةً وَجِلَتْ مِنْهَا القُلُوبُ ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا العُيُونُ ... وَذَكَرَ الحَدِيثَ وَقَدْ سَبَقَ بِكَمَالِهِ في باب الأمْر بِالمُحَافَظَةِ عَلَى السُّنَّة ، وَذَكَرْنَا أنَّ التَّرْمِذِيَّ ، قَالَ : ( إنّه حديث حسن صحيح ) . |