٢- بابُ حفظ السِّر قَالَ اللّه تَعَالَى: { وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً } [ الإسراء: ٣٤ ]. ٦٨٥- وعن أَبي سعيد الخدري رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( إنَّ مِنْ أشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللّه مَنْزِلَةً يَوْمَ القِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى الْمَرْأةِ وتُفْضِي إِلَيْهِ ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا ) رواه مسلم . ٦٨٦- وعن عبدِ اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما : أنَّ عمرَ رَضِيَ اللّه عَنْهُ حِيْنَ تأيَّمَتْ بِنْتُهُ حَفْصَةُ ، قَالَ : لَقِيتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفّانَ رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَفْصَةَ ، فَقُلْتُ : إنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ ؟ قَالَ : سأنْظُرُ فِي أمْرِي . فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ ثُمَّ لَقِيَنِي ، فَقَالَ : قَدْ بَدَا لِي أنْ لاَ أتَزَوَّجَ يَوْمِي هَذَا . فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، فقلتُ : إنْ شِئْتَ أنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ بنْتَ عُمَرَ ، فَصَمتَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، فَلَمْ يَرْجِعْ إلَيَّ شَيْئاً ! فَكُنْتُ عَلَيْهِ أوْجَدَ مِنِّي عَلَى عُثْمَانَ ، فَلَبِثَ لَيَالِيَ ثُمَّ خَطَبَهَا النَّبيُّ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، فَأنْكَحْتُهَا إيَّاهُ . فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ : لَعَلَّكَ وَجَدْتَ عَلَيَّ حِيْنَ عَرَضْتَ عَلَيَّ حَفْصَةَ فَلَمْ أرْجِعْ إِلَيْكَ شَيْئاً ؟ فقلتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَإنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أنْ أرْجِعَ إِلَيْك فِيمَا عَرَضْتَ عَلَيَّ إِلاَّ أنِّي كُنْتُ عَلِمْتُ أنَّ النبيَّ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ذَكَرَهَا ، فَلَمْ أكُنْ لأُفْشِيَ سِرَّ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، وَلَوْ تَرَكَهَا النَّبيُّ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم لَقَبِلْتُهَا . رواه البخاري . ( تَأَيَّمَتْ ) أيْ : صَارَتْ بِلاَ زَوْجٍ ، وَكَانَ زَوْجُهَا تُوُفِّيَ رَضِيَ اللّه عَنْهُ . ( وَجَدْتَ ) : غَضِبْتَ . ٦٨٧- وعن عائشة رضي اللّه عنها ، قالت : كُنَّ أزْوَاجُ النَّبيِّ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم عِنْدَهُ ، فَأقْبَلَتْ فَاطِمَةُ رضي اللّه عنها تَمْشِي ، مَا تُخْطِئُ مِشيتُها مِنْ مشْيَةِ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم شَيْئاً ، فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ بِهَا ، وقال : ( مَرْحَباً بابْنَتِي ) ، ثُمَّ أجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ ، ثُمَّ سَارَّهَا فَبَكتْ بُكَاءً شَديداً ، فَلَمَّا رَأى جَزَعَهَا ، سَارَّهَا الثَّانِيَةَ فَضَحِكَتْ ، فقلتُ لَهَا : خَصَّكِ رسولُ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم مِنْ بَيْنِ نِسَائِهِ بالسِّرَارِ ، ثُمَّ أنْتِ تَبْكِينَ ! فَلَمَّا قَامَ رسولُ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم سَألْتُهَا : مَا قَالَ لَكِ رسولُ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ؟ قالت : مَا كُنْتُ لأُفْشِي عَلَى رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم سِرَّهُ ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم قُلْتُ : عَزَمْتُ عَلَيْكِ بِمَا لِي عَلَيْكِ مِنَ الحَقِّ ، لَمَا حَدَّثْتِنِي مَا قَالَ لَكِ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ؟ ف قالتْ : أمَّا الآن فَنَعَمْ ، أمَّا حِيْنَ سَارَّنِي في المَرَّةِ الأُولَى فأخْبَرَنِي أنّ جِبْريلَ كَانَ يُعَارِضُهُ القُرآنَ في كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ، وَأنَّهُ عَارَضَهُ الآنَ مَرَّتَيْنِ ، وَإنِّي لا أُرَى الأجَلَ إِلاَّ قَدِ اقْتَرَبَ ، فَاتَّقِي اللّه وَاصْبِرِي ، فَإنَّهُ نِعْمَ السَّلَفُ أنَا لَكِ ، فَبَكَيْتُ بُكَائِي الَّذِي رَأيْتِ ، فَلَمَّا رَأى جَزَعِي سَارَّنِي الثَّانِيَةَ ، فَقَالَ : ( يَا فَاطِمَةُ ، أمَا تَرْضَيْنَ أنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ المُؤُمِنِينَ ، أَوْ سَيَّدَةَ نِساءِ هذِهِ الأُمَّةِ ؟ ) فَضَحِكتُ ضَحِكِي الَّذِي رَأيْتِ . متفقٌ عَلَيْهِ ، وهذا لفظ مسلم . ٦٨٨- وعن ثَابِتٍ ، عن أنس رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، قَالَ : أتَى عَلَيَّ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم وَأنَا ألْعَبُ مَعَ الغِلْمَانِ ، فَسَلمَ عَلَيْنَا ، فَبَعَثَني إِلَى حاجَةٍ ، فَأبْطَأتُ عَلَى أُمِّي . فَلَمَّا جِئْتُ ، قالت : مَا حَبَسَكَ ؟ فقلتُ : بَعَثَني رسولُ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم لِحَاجَةٍ ، قالت : مَا حَاجَتُهُ ؟ قُلْتُ : إنَّهاَ سرٌّ . قالت : لا تُخْبِرَنَّ بِسرِّ رسول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم أحَداً ، قَالَ أنَسٌ : وَاللّه لَوْ حَدَّثْتُ بِهِ أحَداً لَحَدَّثْتُكَ بِهِ يَا ثَابِتُ . رواه مسلم وروى البخاري بعضه مختصراً . |