٢٠- باب في الدلالة عَلَى خير والدعاء إِلَى هدى أَوْ ضلالة قَالَ تَعَالَى : { وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ } [ القصص : ٨٧ ] ، وَقالَ تَعَالَى : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَة } [ النحل : ١٢٥ ] ، وَقالَ تَعَالَى : {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى } [ المائدة :٢ ] ، وَقالَ تَعَالَى : { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ } [ آل عمران :١٠٤ ] . ١٧٤- وعن أَبي مسعود عُقبةَ بنِ عمرو الأنصاري البدري رَضِيَ اللّه عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رسولُ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم : ( مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أجْرِ فَاعِلِهِ ) رواه مسلم . ١٧٥- وعن أَبي هريرة رَضِيَ اللّه عَنْهُ : أنَّ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، قَالَ : ( مَنْ دَعَا إِلَى هُدَىً ، كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أجُورِ مَنْ تَبِعَه ، لاَ يَنْقُصُ ذلِكَ مِنْ أجُورِهمْ شَيئاً ، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ ، كَانَ عَلَيهِ مِنَ الإثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ ، لاَ يَنْقُصُ ذلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيئاً ) رواه مسلم . ١٧٦- وعن أَبي العباس سهل بن سعد الساعدي رَضِيَ اللّه عَنْهُ : أنَّ رَسُول اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم ، قَالَ يوم خَيبَر : ( لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَداً رجلاً يَفْتَحُ اللّه عَلَى يَدَيهِ ، يُحبُّ اللّه وَرَسولَهُ ، ويُحِبُّهُ اللّه وَرَسُولُهُ ) ، فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أيُّهُمْ يُعْطَاهَا . فَلَمَّا أصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رسولِ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم كُلُّهُمْ يَرْجُو أنْ يُعْطَاهَا . فَقَالَ : ( أينَ عَلِيُّ ابنُ أَبي طالب ؟ ) فقيلَ: يَا رسولَ اللّه، هُوَ يَشْتَكي عَيْنَيهِ . قَالَ : ( فَأَرْسِلُوا إِلَيْه ) فَأُتِيَ بِهِ فَبَصَقَ رسولُ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم في عَيْنَيْهِ ، وَدَعَا لَهُ فَبَرِىءَ حَتَّى كأنْ لَمْ يكُن بِهِ وَجَعٌ ، فأعْطاهُ الرَّايَةَ . فقَالَ عَليٌّ رَضِيَ اللّه عَنْهُ : يَا رَسُول اللّه ، أقاتِلُهمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا ؟ فَقَالَ : ( انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بسَاحَتهمْ ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإسْلاَمِ ، وَأخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللّه تَعَالَى فِيهِ ، فَوَاللّه لأَنْ يَهْدِيَ اللّه بِكَ رَجُلاً وَاحِداً خَيرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَم ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ . قوله : ( يَدُوكُونَ ) : أي يَخُوضُونَ وَيَتَحَدَّثُونَ . وقوله : ( رِسْلِكَ ) بكسر الراءِ وبفتحها لغتانِ ، والكسر أفصح . ١٧٧- وعن أنس رَضِيَ اللّه عَنْهُ : أن فتىً مِنْ أسلم ، قَالَ : يَا رَسُول اللّه ، إنِّي أُرِيدُ الغَزْوَ وَلَيْسَ معي مَا أتَجَهَّز بِهِ ، قَالَ : ( ائتِ فُلاَناً فإنَّهُ قَدْ كَانَ تَجَهَّزَ فَمَرِضَ ) فَأتَاهُ ، فَقَالَ: إنَّ رسولَ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وسَلَّم يُقْرِئُكَ السَّلامَ ، وَيَقُولُ : أعْطني الَّذِي تَجَهَّزْتَ بِهِ ، فَقَالَ : يَا فُلاَنَةُ ، أعْطِيهِ الَّذِي تَجَهَّزْتُ بِهِ ، وَلا تَحْبِسي مِنْهُ شَيئاً ، فَواللّه لاَ تَحْبِسِين مِنْهُ شَيئاً فَيُبَاركَ لَكِ فِيهِ . رواه مسلم . |