سُورَةُ الْجَاثِيَةِ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ سَبْعٌ وَثَلاَثُونَ آيَةً

مكية وآياتها  آية

 بسم اللّه الرحمن الرحيم سورة الجاثية وهي مكية

٣

  من ذلك قوله جل وعز { إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين } آية 

 والمعنى إن في خلق السموات والأرض

٤

 ودل عليه قوله { وفي خلقكم وما يبث من دابة } آية 

 وكل ما فيه الروح فهو دابة

٥

 وقوله جل وعز { وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون } آية

 قال قتادة إن شاء جعلها رحمة وإن شاء جعلها عذابا

٦

 وقوله جل وعز { تلك آيات اللّه نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد اللّه وآياته يؤمنون } آية 

 أي بعد قرآن اللّه كما قال تعالى { واسأل القرية }

٧

 وقوله جل وعز { ويل لكل أفاك أثيم } آية 

 الأفاك الكذاب

١٣

 وقوله جل وعز { وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه } آية  

 روى إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال منه النور ومنه الشمس ومنه القمر

 ويقرأ { جميعا منه } بمعنى من به منة

 ويقرأ { منه } بمعنى ذلك منة

 ويجوز { منه } على أنه مصدر كما قال تعالى { صنع اللّه }

١٤

 وقوله جل وعز { قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام اللّه } آية   

 قال مجاهد أي لا يبالون نعم اللّه أي لا يعلمون أنه أنعم

بها عليهم كما قال تعالى { وذكرهم بأيام اللّه }

 قال أبو جعفر يجوز أن يكون المعنىلا يرجون البعث أي لا يؤمنون به

 وقال قتادة هذه الآية منسوخة بقوله تعالى { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم }

١٨

 وقوله جل وعز { ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون } آية   

 روى سعيد عن قتادة قال الشريعة الفرائض والحدود والأمر والنهي

 قال ابو جعفر الشريعة في اللغة المذهب والملة ومنه شرع فلان في كذا ومنه الشارع لأنه طريق إلى المقصد فالشريعة

 ما شرع اللّه لعباده من الدين والجمع الشرائع أي المذاهب

٢٠

 وقوله جل وعز { هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون } آية 

 أي هذا القرآن

٢١

 وقوله جل وعز { أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون } ىية   

 { اجترحوا السيئات } أي كسبوا السيئات ومنه { ويعلم ما جرحتم بالنهار } ومنه الجوارح أي الكواسب

  وقوله تعالى { سواء محياهم ومماتهم } ( آية   )

 قال مجاهد المؤمن يموت مؤمنا ويبعث مؤمنا والكافر يموت كافرا ويبعث كافرا

 ويقرأ { سواء محياهم ومماتهم }

 وقرأ الأعمش { سواء محياهم ومماتهم }

 قال ابو جعفر القراءة الأولى أحسن من جهة المعنى على قول مجاهد وهي أيضا أجود عند النحويين من جهة الإعراب

 وقراءة الأعمش على البدل وعند الفراء بمعنى الظرف

٢٣

وقوله جل وعز { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله اللّه على علم } آية 

 قال سعيد بن جبير كان أحدهم يعبد الحجر فإذا رأى أحسن منه قال هذا أحسن من هذا فعبده

 وقال الحسن وقتادة في قوله { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه } قال المنافق إذا هوي شيئا ركبه

 ثم قال { وأضله اللّه على علم } آية 

 روي عن ابن عباس أنه قال { على علم } قد علمه عنده

 وقيل { على علم } انه لا ينفعه ولا يضره

٢٤

  وقوله جل وعز { وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر } آية 

 يقال هم لا يقرون بالبعث فما معنى { نموت ونحيا } ففيه ثلاثة أجوبة   منها ان المعنى يموت بعضنا ويحيا بعض

  ومنه ان في الكلام تقديما وتأخيرا وأن المعنى نحيا ونموت

  والجواب الثالث أن معنى { نموت } نخلق موا

 ثم نحيا في الدنيا

 وقوله جل وعز { وما يهلكنا إلا الدهر }

 قال مجاهد أي الزمان أي مر السنين والأيام

 وفي الحديث عن النبي صلى اللّه عليه وسلم لا تسبوا الدهر فإن اللّه هو الدهر

 في معناه ثلاثة أقوال

   منها أن المعنى لا تسبوا خلقا من خلق اللّه فيما لا ذنب له فيه فإن اللّه هو الدهر أي خالق الدهر كما قال تعالى { واسأل القرية }

  وقيل لما كانوا يقولون فعل اللّه بالزمان فإنه قد فعل بنا كذا وكان اللّه جل وعز هو القاضي بتلك الأشياء قال لهم لا تسبوا فاعل

الأشياء فإن الدهر ليس يفعلها

  وقد روي فإن اللّه هو الدهر والمعنى عليه لا تسبوا الدهر فإن اللّه مقيم الدهر أي مقيم أبدا لا يزال

 وقد روي عن ابن عباس في قوله تعالى { وما لهم بذلك من علم } قال قولهم لا نبعث

٢٨

  وقوله جل وعز { وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها } آية 

 في معناه قولان

 روى ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وابن عيينة عن ابن جريح عن مجاهد في قوله تعالى { وترى كل أمة جاثية }

قال مستوفرين على الركب

 قال مجاهد في رواية ابن أبي نجيح الأمة ههنا الواحد

 قال سفيان بن أبي عيينة ولا يكون المستوفز إلا على ركبتيه وأطراف أصابعه

 قال الضحاك { جاثية } عند الحساب

 فهذا قول

 وقال الفراء في قوله تعالى { وترى كل أمة جاثية } قال أهل كل دين وجاثية مجتمعة

 قال أبو جعفر قد يقال لما اجتمع من التراب جثوة فأحسب الفراء أخذه من هذا قال الشاعر

  ترى جثوتين من تراب عليهما  صفائح صم من صفيد منضد

 والقول الأول أعرف وأشهر

  وقوله جل وعز { كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون } آية 

 في معناه قولان

 أحدهما  أن كتابها ما فرض عليها من حلال وحرام

 والقول الاخر أن كتابها ما كتبت الملائكة عليها

 وهذا أولى لأن بعده ما يدل عليه

٢٩

  وقوله جل وعز { هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون } آية 

 { ينطق } أي يبين

 أي تنظرون فتذكرون ما عملت

 ثم قال تعالى { إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون } آية 

 في معناه قولان

 أحدهما  ان المعنى ما تكتبه الملائكة وتنسخه من أعمال بني آدم

 والقول الاخر رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس قال فرغ اللّه جل وعز مما هو كائن فتنسخ الملائكة ما يعمل يوما بيوم من اللوح المحفوظ فيقابل به ما يعمله الإنسان لا يزيد على ذلك ولا ينقص

 قال فقيل لابن عباس ما توهمنا إلا إنهم يكتبونه بعدما يعمل فقال أنتم قوم عرب واللّه جل وعز يقول { إنا كنا نستنسخ } ولا يكون الاستنساخ إلا من نسخة

٣١

  وقوله جل وعز { وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين } آية  

 في الكلام حذف والمعنى فيقال لهم ألم تكن آياتي تتلى عليكم

٣٤

  وقوله جل وعز { وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا } آية 

 روى معمر عن قتادة قال فاليوم نترككم كما تركتم لقاء يومكم هذا

 قال أبو جعفر المعنى على هذا فاليوم نترككم في النار كما تركتم العمل ليومكم هذا

٣٧

  وقوله جل وعز { وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم } آية 

 الكبرياء العظمة انتهت سورة الجاثية