سُورَةُ  يٰسۤ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ ثَلاَثٌ وَثَمَانُونَ آيَةً‏‏

مكية وآياتها  آية

 بسم اللّه الرحمن الرحيم سورة يس وهي مكية

١

من ذلك قوله جل وعز { يس والقرآن الحكيم } آية 

 وقرأ عيسى { ياسين } بفتح النون

 روى سفيان عن أبي بكر الهذلي عن الحسين { يس } قال افتتاح القرآن

 وروى هشيم عن حصين عن الحسن قال { يس } قال يا إنسان وكذلك قال الضحاك

 وقال عكرمة هو قسم

 وقال مجاهد من فواتح كلام اللّه جل وعز

 وقال قتادة هو اسم للسورة

 وقراة عيسى تحتمل أن تكون اسما للسورة ونصب بإضمار فعل

 ويجوز أن يكون الفتح لالتقاء الساكنين

 قال سيبويه وقد قرأ بعضهم { يس والقرآن } و { ق والقرآن } يعني بنصبهما جميعا

 قال فمن قال هذا فكأنه جعله اسما أعجم

 ثم قال اذكر ياسين

 قال أبو جعفر هذا يدل على أن مذهب سيبويه في يس أنه اسم السورة كما قال قتادة

 قال سيبويه ويجوز أن يكون { يس } و { ص } اسمين غير متمكنين فيلزما الفتح كما ألزمت الأسماء غير المتمكنة الحركات نحو كيف وأين وحيث وأ

٣

 وقوله جل وعز { إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم } آية 

 خبر بعد خبر

٤

 ويجوز أن يكون { على صراط مستقيم } من صلة

المرسلين أي لمن المرسلين على استقامة من ال

٥

 وقوله جل وعز { تنزيل العزيز الرحيم } آية 

 أي الذي أوحي إليك تنزيل العزيز الرحيم

 والنصب لأنه مص

٦

 ثم قال جل وعز { لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون } آية 

 قال قتادة قال قوم لتنذر قوما ما أتى آباءهم قبلك من نذير

 وقال قوم لتنذر قوما مثل ما أنذر آباؤهم

 قال أبو جعفر المعنى على القول الثاني لتنذر قوما بما أنذر

آباؤهم كما قال سبحانه { فقل أنذرتكم صاعقة

٧

 ثم قال جل وعز { لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون } آية 

 أي وجب القول عليهم بكفرهم بأن لهم النار

 وقيل عقوبة على كفر

٨

 ثم قال جل وعز { إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا }

 في معنى هذا أقوال

 قال الضحاك منعناهم من النفقة في سبيل اللّه كما قال تعالى { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك }

 وقيل هذا في يوم القيامة إذا دخلوا النار

 والماضي بمعنى المستقبل أو لأن اللّه جل وعز أخبر به

 أو على إضمار إذا كان

 وقيل جعلنا بمعنى وصفنا أنهم كذا

 وقد حكى سيبويه أن جعل تأتي في كلام العرب على هذا المعنى وهو أحد أقواله في قولهم جعلت متاعك بعضه فوق ب

 وقوله جل وعز { وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا }

ثم قال جل وعز { فهي إلى الأذقان فهم مقمحون } آية 

 والمعنى فأيديهم إلى الأذقان ولم يجر للأيدي ذكر لأن المعنى قد عرف كما قال

  فما أدري إذا يممت وجها  أريد الخير أيهما يليني 

 أألخير الذي أنا أبتغيه  أم الشر الذي لا يأتليني 

 وفي قراءة عبد اللّه بن مسعود{ إنا جعلنا في أيمانهم أغلالا }

 ثم قال تعالى { فهم مقمحون } آية 

 قال مجاهد أي رافعوا رءوسهم وأيديهم على أفواههم

 وقال الفراء هو الرافع رأسه الغاض بصره

 وقال أبو عبيدة هو الذي يجذب وهو رافع رأسه

 قال أبو جعفر المعروف في اللغة أن المقمح الرافع رأسه لمكروه ومنه قيل لكانونين شهرا قماح لأن الإبل إذا وردت فيهما الماء رفعت رؤوسها من البرد ومنه قوله

  ونحن على جوانبها قعود  نغض الطرف كالإبل القماح 

٩

ثم قال جل وعز { وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا }

 قال أبو جعفر السد والسد الجبل والمعنى أعميناهم كما قال

  ومن الحوادث لا أبالك أنني  ضربت على الأرض بالأسداد 

 لا أهتدي فيها لموضع تلعة  بين العذيب وبين أرض مراد 

 قال عكرمة كل ما كان من صنعة اللّه عز وجل فهو سد وما كان من صنعة المخلوقين فهو سد

 وقال ابن أبي إسحق كل ما لا يرى فهو سد وما رئي فهو سد

 ويروى أنهم أرادوا النبي صلى اللّه عليه وسلم بسوء فأحال اللّه جل وعز

بينهم وبينه أي فصاروا كأن بينهم وبينه سدا وكأن في أعناقهم إغلالا كذا قال عكرمة ونزلت في أبي ج

٩

 ثم قال جل وعز { فأغشيناهم فهم لا يبصرون } آية

 التغشية التغطية وروي عن ابن عباس وعمر بن عبد العزيز { فأغشيناهم } بالعين غير معجمة كما قال تعالى { ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين

١٢

 وقوله جل وعز { إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم } آية  

 روى سماك عن عكرمة عن ابن عباس كانت الأنصار بعيدة من المسجد فقالوا نأخذ أمكنة تقرب من المسجد فأنزل اللّه جل وعز { ونكتب ما قدموا وآثارهم } فقالوا نثبت مكاننا

 وقال مسروق ما من رجل يخطو خطوة إلا كتب اللّه له حسنة أو سيئة

 وقال مجاهد وقتادة { آثارهم } خطاهم

 وقال سعيد بن جبير { ونكتب ما قدموا } أعمالهم و { آثارهم } ما سنوا بعدهم

١٣

وقوله جل وعز { واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون } آية   

 قال عكرمة هي أنطاكية

 قال أبو جعفر يقال عندي ضروب من هذا أي أمثال

 فالمعنى على هذا ومثل لهم مثلا أي اذكر لهم مثلا { أصحاب القرية } على البدل أي اذكر أصحاب القرية

 والمعنى واذكر خبر أصحاب القرية إذ جاءها المرسل

١٤

 وقوله جل وعز { إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث } آية

 قال قتادة أرسل إليهم عيسى صلى اللّه عليه وسلم اثنين من الحواريين فكذبوهما

 وقال كعب ووهب أرسل اللّه جل وعز إلى أنطيخس الفرعون بأنطاكية وكان يعبد الأصنام اثن

 ثم عزز بثالث

 قال الفراء الثالث أرسل قبل الإثنين وفي التلاوة كأنه أرسل بعدهما

 قال ومعنى { فعززنا بثالث } فعززنا بتعليم الثالث

 قال وفي قراءة ابن مسعود فعززنا بالثالث وأهل وأهل التفسير على خلاف قو

 وقوله ليس بالبين واللّه أعلم

 قال الحسن ومجاهد { فعززنا } فشددنا

 قال الفراء وقرأ عاصم { فعززنا } خفيفة قال وهو مثل شددنا وشددنا

 قال أبو جعفر والمعروف في اللغة أن معنى عززنا غلبنا وقهرنا والمستقبل يفعل بال

١٨

 وقوله جل وعز { قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم }

 قال قتادة أي ما أصابنا من شر فهو بكم

 ثم قال تعالى { لئن لم تنتهوا لنرجمنكم } أي لنقتلنكم رج

١٩

 وقوله جل وعز { قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون } آية   

 روي عن مجاهد عن ابن عباس قال { طائركم معكم } أي الأرزاق والأقدار تتبعكم

 قال أبو جعفر ومن هذا قوله جل وعز { وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه } أي ما يطير له من الخير والشر فهو لازم له في عنقه على التمثي

 ثم قال تعالى { أئن ذكرتم } قال قتادة أي أإن ذكرتم تطيرتم

 وقرأ أبو رزين { أئن ذكرتم }

 والمعنى على قراءته ألأن ذكرتم باللّه أو بالعذاب تطيرتم

 وقرأ عيسى { قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم }

 وقرأ الحسن{ أين ذكرتم } وفسره حيث ذكرتم طائركم مع

٢٠

 وقوله جل وعز { وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى } آية 

 قال مجاهد هو حبيب النجار

٢٥

 قال قتادة كان يعبد اللّه جل وعز في غار فلما سمع بخبر المرسلين جاء يسعى فقال للمرسلين أتطلبون على ما جئتم به أجرا قالوا لا ما أجرنا إلا على اللّه فقال يا قوم اتبعوا المرسلين إلى قوله { إني آمنت بربكم فاسمعون } يقول هذا للمرسلين

 وقال كعب ووهب قال هذا لقومه

 قال قتادة فرجمه قومه فقال اللّهم اهد قومي أحسبه قال فإنهم لا يعلمون فلم يزالوا يرجمونه حتى أقعصوه فأدخله

اللّه جل وعز الجنة ولم ينظر اللّه قومه حتى أهلكهم

 قال كعب ووهب وثبوا عليه وثبة رجل واحد فقتلوه فإذا هم خامد

٢٦

 وقوله جل وعز { قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون } آية 

 قال مجاهد في قوله تعالى { قيل ادخل الجنة } قال قيل له وجبت لك الج

٢٩

 وقوله جل وعز { إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون } آية 

 وقرأ أبو جعفر { إن كانت إلا صيحة واحدة }

 والمعنى على قراءته إن وقعت عقوبتهم إلا صيحة واحدة

{ فإذا هم خامدون } أي ساكنون بمنزلة الرماد الخا

٣٠

 وقوله جل وعز { يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤون } آية 

 وفي حرف أبي{ يا حسرة العباد } أي هذا موضع حضور الحسرة

 قال أبو جعفر وحقيقة الحسرة في اللغة أن يلحق الإنسان من الندم ما يصير به حسي

٣١

 وقوله جل وعز { ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون } آية  

 قال سيبويه هو بدل من كم أي ألم يروا أن القرون التي أهلكناهم أنهم لا يرجعون

 قال محمد بن يزيد هذا لا يصح ولا يجوز ومعنى { ألم يروا } ألم يعلموا لأنهم إنما أخبروا بهذا و { كم } نصب ب { أهلكنا }

 والمعنى ألم يعلموا كم أهلكنا قبلهم من القرون أي بأنهم إليهم لا يرجعون أي بالاستئصال

 قال والدليل على هذا أنها في قراءة عبد اللّه بن مسعود{ من أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون }

 وقرأ الحسن { أنهم إليهم لا يرجعون

٣٢

 وقوله جل وعز { وإن كل لما جميع لدينا محضرون } آية  

 إن بمعنى ما ولما بمعنى إلا

 وحكى النحويون باللّه لما قمت بمعنى إلا

 وفي حرف أبي بن كعب{ وإن منهم إلا جميع لدينا محضرون

٣٣

 ثم قال جل وعز { وآية لهم الأرض الميتة أحييناها } آية 

 أي وعلامة تدل على قدرة اللّه عز وجل وإحيائه الموتى الأرض الميتة أحيينا

٣٥

 وقوله جل وعز { ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم } آية

 روي عن ابن عباس أي ولم تعمله أيديهم

 وتقرأ{ وما عملت أيديهم } بمعنى والذي عملت أيدي

٣٦

 وقوله جل وعز { سبحان الذي خلق الأزواج كلها }

 أي الأصناف من الثمرات والحيوان وغير

٣٧

 وقوله جل وعز { وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون } آية 

 يقال سلخت الشيء من الشيء أي أزلته منه وخلصته حتى لم يبق منه شيء { فإذا هم مظلمون }

 { فإذا هم مظلمون } أي داخلون في الإظلام

٣٨

ثم قال جل وعز { والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم } آية 

 قيل المعنى إلى موضع قرارها كما جاء في الحديث تذهب فتسجد بين يدي ربها جل و

 ثم تستأذن بالرجوع فيؤذن لها

 أي وآية لهم الشمس تجري لمستقر لها

 ويجوز أن تكون مبتدأة و { لمستقر لها } الخبر أي لأجل لها

 وروي عن ابن عباس أنه قرأ{ لا مستقر لها } أي جارية لا تثبت في موضع واحد

 وروى الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضي اللّه عنه قال سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن قول اللّه جل وعز

{ والشمس تجري لمستقر لها } قال مستقرها تحت العرش

 وقيل إلى أبعد منازلها في الغر

 ثم ترجع ولا تجاو

٣٩

 وقوله جل وعز { والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم }

 أي وآية لهم القمر

 ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر { قدرناه منازل } والتقدير

قدرناه ذا منازل كما قال سبحانه { وإذا كالوهم } أي كالوا ل

 ثم قال جل وعز { حتى عاد كالعرجون القديم } آية 

 قال قتادة أي كالعذق اليابس المنحني من النخلة

 قال أبو جعفر الذي قاله قتادة هو الذي حكاه أهل اللغة

 والعذق بكسر العين هو الكباسة والقنو وأهل مصر

يسمونه الإسباطة وإذا جف شبه به القمر في آخر الشهر وأوله

 والعذق بفتح العين النخ

٤٠

 ثم قال جل وعز { لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار } آية 

 قال الضحاك أي لا تجئ الشمس فيغلب ضوءها ضوء القمر ولا يطلع القمر فيخالط ضوءه ضوء الشمس { ولا الليل سابق النهار } قال أي لا يزول من قبل أن يجئ النه

 ثم قال جل وعز { وكل في فلك يسبحون } آية

 كل من سار سيرا فيه انبساط فهو سا

٤١

 ثم قال جل وعز { وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون } آية  

 قال أبو جعفر أحسن ما قيل في هذا أن المعنى وآية لأهل مكة أنا حملنا ذريات القرون الماضية في الفلك المشح

٤٢

 وقوله جل وعز { وخلقنا لهم من مثله ما يركبون } آية 

 قال ابن عباس وأبو مالك وأبو صالح والحسن يعني السفن

 وقال عبداللّه بن شداد بن الهاد وعكرمة ومجاهد وقتادة يعني الإبل

٤٣

 قال أبو جعفر والإبل والدواب في البر بمنزلة السفن في البحر إلا أن الأول أشبه بتأويل ذلك لدلالة قوله { وإن نشأ نغرقهم } وإنما الغرق في الم

 وقوله جل وعز { وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون }

 قال قتادة أي فلا مغيث ل

٤٥

 وقوله جل وعز { وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم } آية 

 قال قتادة أي ما بين أيديكم من الوقائع فيمن كان قبلكم { وما خلفكم } قال من الآخرة

 والمعنى على قول الحكم بن عتيبة { ما بين أيديكم } من الدنيا أي مثل ما أصاب عادا وثمودا { وما خلفكم } الآخرة

 وعلى قول مجاهد { ما بين أيديكم } من ذنوبكم وما لم تعملوه

 وعلى قول ابن عباس وسعيد بن جبير { ما بين أيديكم } الآخرة { وما خلفكم } الدنيا وكذلك قالا في قول اللّه جل وعز

 ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم }

 والتقدير في العربية وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم أعرضوا

٤٦

 ودل على هذا الحذف قوله تعالى { وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين

٤٧

 ثم قال جل وعز { وإذا قيل لهم أنفقوا من ما رزقكم اللّه } آية 

 قال الحسن هم اليه

 ثم قال جل وعز { قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء اللّه أطعمه } آية 

 يقولون هذا على الته

٤٩

 وقوله جل وعز { ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون }

 وفي حرف أبي{ وهم يختصمون } والمعنى واحد

 ويقرأ { يخصمون } أي يخصم بعضهم بعضا

 ويجوز أن يكون معناه وهم يخصمون عند أنفسهم بالحجة من آمن بالسا

٥٠

 ثم قال جل وعز { فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون } آية 

 أي لا يمهلون حتى يوصوا

 { ولا إلى أهلهم يرجعون } أي يموتون مكانهم

 ويجوز أن يكون المعنى ولا يرجعون إلى أهلهم قو

٥١

 وقوله جل وعز { ونفخ في الصور } آية   

 قال أبو عبيدة هو جمع صورة

 يذهب إلى أن المعنى ونفخ في الأجسام واحتج بقول الشاعر

  لما أتى خبر الزبير تواضعت  سور المدينة والجبال الخشع 

 قال أبو جعفر الذي قاله أبو عبيدة لا يعرفه أهل التفسير ولا أهل اللغة

 والحديث على أنه الصور الذي ينفخ فيه إسرافيل صلى اللّه عليه

 وأهل اللغة على أن جمع صورة صور

 وسيبويه وغيره يذهب إلى أن سور المدينة ليس بجمع سو

 ثم قال جل وعز { فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون } آية   

 أي القبور يقال للقبر جدث وجدف

 { إلى ربهم ينسلون } قال أبو عبيدة أي يسرع

٥٢

 وقوله جل وعز { قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا } آية 

 وفي قراءة عبداللّه{ من أهبنا من مرقدنا }

 قال أبي بن كعب ينامون نومة قبل البعث فيجدون لذلك راحة فيقولون يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا

 قال الأعمش بلغني أنه يكف عنهم العذاب بين النفختين فإذا نفخ في الصور قالوا من بعثنا من مرقدنا

 قال مجاهد وقتادة هذا قول الكفار فقال لهم المؤمنون { هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون }

 وقيل هذا من قول الملائكة لهم

 وقيل التمام عند قوله { هذا }

 والمعنى الذي وعد الرحمن

٥٥

 وقوله جل وعز { إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون } آية 

 يقال فلان فاكه أي ذو فاكهة وتامر أي ذو تمر كما قال الشاعر

  أغررتني وزعمت أنك  لابن بالصيف تامر

 روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس { فاكهين } فرحين

 وفي بعض التفاسير ناعمين

 فأما{ فكهون } فقال الفراء معناه كمعنى فاكهين كما يقال حذر وحاذر وهذا أولاها

 وقال أبو زيد يقال رجل فكه إذا كان طيب النفس ضحوكا

 وقال أبو عبيدة يقال هو فكه بالطعام أو بالفاكهة أو بأعراض الناس

 وقال قتادة { فاكهون } معجب

٥٦

 ثم قال جل وعز { هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون } آية 

 { في ظلال } جمع ظل

 ويجوز أن يكون جمع ظلة فأما ظلل فهو جمع ظلة لا غير

 قال ابن عباس وقتادة { الأرائك } السرر في الحجال

 وقيل الفرش في الحجال

 وقيل هي الفرش أين كانت وهذا معروف في كلام العرب قال ذو الرمة

  خدودا جفت في السير حتى كأنما  يباشرن بالمعزاء مس الأرائك

٥٧

 وقوله جل وعز { لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون } آية 

 قال أبو عبيدة أي ما يتمنون يقال ادع علي ما شئت أي تمن

 قال أبو جعفر هو مأخوذ من الدعاء بالشيء أي كلما دعوا بشيء أعط

٥٨

 ثم قال جل وعز { سلام قولا من رب رحيم } آية

 قال الفراء أي لهم ذلك سلام أي مسلم

 قال أبو إسحاق { سلام } بدل من { ما } أي ولهم أن يسلم اللّه جل وعز عليهم وذلك غاية أمنيتهم

 وفي قراءة عبداللّه { سلاما }

 قال أبو إسحاق { قولا } أي يقول اللّه ذلك السلام قولا

 قال الفراء يجوز أن يكون المعنى ولهم ما يدعون قولا كما تقول عدة

٥٩

وقوله جل وعز { وامتازوا اليوم أيها المجرمون } آية 

 أي انفرزوا عن المؤمنين يقال مزته فانماز وامتاز وميزته فتم

٦٠

 وقوله جل وعز { ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان } آية 

 أي ألم أتقدم إليكم وأوصي

٦٢

 وقوله جل وعز { ولقد أضل منكم جبلا كثيرا }

 قال مجاهد أي خلقا

 قال أبو جعفر فيه سبعة أوجه قرئ منها بخمسة

 فأما الخمسة التي قرئ بها فهي { ولقد أضل منكم جبلا }

و { جبلا } و { جبلا } و { جبلا } و { جبلا }

 وأما الإثنان اللذان لم يقرأ بهما ف جبلا و جب

٦٥

 وقوله جل وعز { اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم } آية 

 وفي قراءة عبداللّه بن مسعود { اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم }

 في الكلام حذف على هذه القراءة كما قال تعالى { وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين }

٦٦

وقوله جل وعز { ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط } آية 

 قال الحسن أي لتركناهم عميا يترددون

 قال أبو جعفر المطموس والطميس عند أهل اللغة الأعمى الذي ليس في عينيه شق

 { فاستبقوا الصراط } أي ليجوزوا

 قال مجاهد { الصراط } الطر

 ثم قال تعالى { فأنى يبصرون } أي فمن أين يبصرون

٦٧

ثم قال جل وعز { ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم } آية 

 قال الحسن أي لأقعدناهم

 وعن ابن عباس قال أي لو نشاء لأهلكناهم في مساكنهم

 قال أبو جعفر المكان والمكانة وا

٦٨

 وقوله جل وعز { ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون } آية 

 قال قتادة هو الهرم يتغير سمعه وبصره وقوته كما رأيت

٦٩

وقوله جل وعز { وما علمناه الشعر وما ينبغي له } آية 

 أي ما ينبغي أن يقوله

 قال أبو إسحاق ليس هذا يوجب أن يكون النبي صلى اللّه عليه وسلم لم يتمثل بيت شعر ولكنه يوجب أنه صلى اللّه عليه وسلم ليس بشاعر وأن القرآن لا يشبه الشعر

 قال قتادة بلغني أن عائشة قالت لم يتمثل النبي صلى اللّه عليه وسلم بيت شعر إلا بيت طرفة

  ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا  ويأتيك بالأخبار من لم تزود 

 فقال ويأتيك من لم تزود بالأخبار

 فقال أبو بكر ليس هو كذلك يا رسول اللّه

 فقال إني لا أحسن الشعر ولا ينبغي لي

٧٠

وقوله جل وعز { لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين } آية  

 { حيا } قيل عاقلا

 وقيل مؤمنا

 وقال قتادة حي القلب

٧١

وقوله جل وعز { أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما }

 العرب تستعمل اليد في موضع القوة واللّه أعلم بما أر

 وقوله جل وعز { فهم لها مالكون } آية   

 أي ضابطون لأن المقصود ههنا التذليل وأنشد سيبويه

  أصبحت لا أملك السلاح ولا  أملك رأس البعير إن نفرا 

٧٥

وقوله جل وعز { لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون } آية

 أي أنهم يعبدونهم ويقومون بنصرتهم فهم لهم بمنزلة الجند

 قال قتادة يغضبون لهم في الدنيا وهذا بين حسن

 وقيل تفسير هذا ما روي في الحديث أنه يمثل لكل قوم ما كانوا يعبدون من دون اللّه جل وعز فيتبعونه إلى النار فهم لهم جند محضرون إلى الن

٧٧

 وقوله جل وعز { أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين } آية 

 روى هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال أخذ العاص بن وائل عظما حائلا ففته فقال يا محمد أيحيي اللّه هذا بعد ذا فقال نعم يميتك الل

 ثم يبع

 ثم يدخلك نار جهنم فأنزل اللّه عز وجل { أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم } إلى آخر السورة

 قال مجاهد وقتادة نزلت في أبي بن خلف

 قال أبو جعفر يقال رم العظم فهو رميم ورم

٨٠

 وقوله جل وعز { الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون } آية

 هو المرخ والعفار تستعمل الأعراب منه الزن

 ثم قال جل وعز { أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى } آية   

 كما قال سبحانه { لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس }

 و { بلى } تأتي بعد النفي ولا يجوز أن يؤتى ب نعم لو قال لك قائل أما قام زيد فقلت نعم انقلب المعنى فصار نعم ما قام فإذا قلت بلى صح المعنى

 وهي عند الكوفيين بل زيدت عليها الياء لأن بل عندهم إيجاب بعد نفي فاختيرت لهذا وزيدت عليها الياء لتدل على هذا المعنى وتخرج من النسق

٨٣

 وقوله جل وعز { فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون } آية 

 أي تنزيها للذي بيده ملك كل شيء وخزائنه فهو يقدر على إحياء الموتى وما يريد

 { وإليه ترجعون } أي تردون وتصيرون بعد مماتكم   تمت سورة يس