سُورَةُ سَبَأٍ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ أَرْبَعٌ وَخَمْسُونَ آيَةً

وهي مكية

 

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

من ذلك قوله جل وعز { الحمد للّه الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة }

 وهو قوله جل وعز { وآخر دعواهم أن الحمد للّه رب العالمين }

 ثم قال تعالى { وهو الحكيم الخبير } آية   

 روى معمر عن قتادة قال حكيم في أمره خبير في خلقه

٢

 ثم قال جل وعز { يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها } آية  

 أي ما يدخل فيها من قطر وغيره وما يخرج منها من نبات وغيره

 { وما ينزل من السماء وما يعرج فيها }

 من عرج يعرج إذا ص

٣

 وقوله جل وعز { وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب } آية 

 أي بلى وربي عالم الغيب لتأتين

 ثم قال جل وعز { لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض } آية 

 روى أبو يحيى عن مجاهد عن ابن عباس { لا يعزب } لا يغيب

 وقرأ يحيى بن وثاب { لا يعزب } وهي لغة معروفة يقال عزب يعزب ويعزب إذا بعد وغ

٥

 وقوله جل وعز { والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم }

 قال قتادة ظنوا أنهم يعجزون اللّه جل وعز ولن يعجزوه

 قال أبو جعفر يقال عاجزة وأعجزه إذا غالبه وسبقه ومن قرأ { معجزين } أراد مثبطين المؤمنين كذا قاله ابن الزبير

٧

 وقال قتادة في قوله جل وعز { وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق } آية

أي إذا أكلتكم الأرض وصرتم عظاما ورفاتا

 { إنكم لفي خلق جديد } أي ستحيون وتبعث

 ثم أعلمهم أن الذي خلق السموات والأرض يقدر على ذلك وعلى أن يعجل لهم العقوبة فقال

٩

 { أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء } آية 

 أي قطعة

 { إن في ذلك لآية لكل عبد منيب } آية 

 قال قتادة أي تا

١٠

 وقوله جل وعز { ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه } آية  

 { يا جبال أوبي معه } أي قلنا

 قال سعيد بن جبير ومجاهد وقتادة والضحاك وأبو ميسرة { أوبي } أي سبحي

 وقرأ الحسن وابن أبي إسحق{ أولي معه }

 والمعروف في اللغة أنه يقال آب يئوب إذا رجع وعاد فيكون معنى { أوبي } أي عودي معه في التسبيح

 و { أوبي } في كلام العرب على معنيين

 أحدهما  على التكثير من أوبي فيكون معنى { أوبي } على هذا رجعي معه في التسبيح

 الثاني ويقال أوب إذا سار نهارا فيكون معنى { أوبي } على هذا سيري م

 وقوله جل وعز { وألنا له الحديد } آية   

 قال قتادة ألان اللّه جل وعز له الحديد فكان يعمله بغير نار

 وقال الأعمش ألين له الحديد حتى صار مثل الخي

١١

 ثم قال جل وعز { أن اعمل سابغات وقدر في السرد } آية    

 قال قتادة أي دروعا سابغات

 قال أبو جعفر يقال سبغ الثوب والدرع وغيرهما إذا غطى كل ما هو عليه وفضل منه

 ثم قال { وقدر في السرد } آية    

 قال قتادة السرد المسمار الذي في حلق الدرع

 قال أبو جعفر وقال ابن زيد { السرد } الحلق

 والسرد في اللغة كل ما عمل متسقا متتابعا يقرب بعضه من بعض ومنه سرد الكلام

 قال سيبويه ومنه رجل سرندي أي جرئ قال لأنه يمضي قدما

 قال أبو جعفر ومنه قيل للذي يصنع الدروع زراد وسراد

 فالمعنى وهو قول مجاهد وقدر المسامير في حلق الدرع حتى تكون بمقدار لا يغلظ المسمار وتضيق الحلقة فتفصم الحلقة ولا توسع الحلقة وتصغر المسمار وتدقه فتسلس الحل

١٢

 وقوله جل وعز { وأسلنا له عين القطر }

 قال قتادة أسال اللّه جل وعز له عينا من نحاس

 أي حتى سالت وظهرت فكان يستعملها فيما يريد

 قال الأعمش سيلت له كما يسيل الماء

 وقيل لم يذب النحاس لأحد قب

١٣

 وقوله جل وعز { يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل } آية   

 روى أبو هلال عن قتادة قال { محاريب } مساجد

وكذلك قال الضحاك

 قال مجاهد المحاريب دون القصور

 والمحاريب في اللغة كل موضع مشرف أو شريف

 ثم قال جل وعز { وتماثيل } قال الضحاك أي صورا

 قال مجاهد { وتماثيل } أي من نح

 ثم قال جل وعز { وجفان كالجواب وقدور راسيات }

 قال مجاهد الجوابي حياض الإبل

 قال أبو جعفر الجابية في اللغة الحوض الذي يجبى فيه الشيء أي يجمع

 ومنه قول الأعشى

 نفى الذم عن آل المحلق جفنة  كجابية الشيخ العراقي تفهق 

 ويروي كجابية الشيح

 قال مجاهد { راسيات } أي عظام

 وقال سعيد بن جبير { راسيات } تفرغ إفراغا ولا تحمل

 وقال قتادة { راسيات } أي ثابتات

 ثم قال جل وعز { اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور }

 قال عطاء بن يسار صعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوما المنبر فتلا { اعملوا آل داود شكرا } فقال

 ثلاث من أوتيهن فقد أوتي مثل ما أوتي آل داود

 والعدل في الغضب والرضى

 والقصد في الفقر والغنى

 وخشية اللّه جل وعز في السر والعلانية

 قال مجاهد لما قال اللّه جل وعز { اعملوا آل داود شكرا } قال داود لسليمان صلى اللّه عليهما إن اللّه جل وعز قد ذكر الشكر فاكفني صلاة النهار أكفك صلاة الليل قال لا أقدر

 قال فاكفني قال الفاريابي أراه قال إلى صلاة الظهر قال نعم فكفاه

 وقال الزهري { اعملوا آل داود شكرا } أي قولوا الحمد للّه

 وروي عن عبد اللّه بن عباس قال شكرا على ما أنعم به علي

١٤

 وقوله جل وعز { فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته } آية   

 قال عبد اللّه بن مسعود أقام حولا حتى أكلت الأرضة عصاه فسقط فعلم أنه قد مات

 وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس المنسأة العصا

 قال أبو جعفر قيل للعصا منسأة لأنه يؤخر بها الشيء ويساق بها قال طرفة

  أمون كألواح الإران نسأتها  على لاحب كأنه ظهر برجد 

وقوله جل وعز { فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين } آية   

 قال قتادة كانت الجن تخبر الإنس أنهم يعلمون الغيب فلما مات سليمان صلى اللّه عليه وسلم ولم تعلم به الجن تبينت الجن للإنس أنهم لا يعلمون الغيب

 وهذا أحسن ما قيل في الآية

 والمعنى تبين أمر الجن ويدل على صحته الحديث المرفوع

 روى إبراهيم بن طهمان عن عطاء عن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال كان سليمان نبي اللّه إذا صلى رأى شجرة نابتة بين يديه فيسألها ما اسمك فإن كانت لغرس غرست وإن كانت لدواء كتبت فبينما هو يصلي ذات يوم إذا شجرة نابتة بين يديه فقال ما اسمك فقالت الخرنوب قال لأي شيء أنت قالت لخراب أهل هذا البيت قال اللّهم عم على الجن موتي حتى يعلم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب فنحتها عصا فتوكأ عليها حولا لا يعلمون فسقطت فعلمت الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب فنظروا مقدار ذلك فوجدوه سنة فشكرت الجن للأرضة

 قال قتادة وفي مصحف عبداللّه بن مسعود{ تبينت الإنس أن لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين }

 ومن قرأ { تبينت الجن } أراد تبينت الإنس ال

١٥

 وقوله جل وعز { لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال } آية   

 يروى أن سبأ اسم رجل فيكون على هذا اسما للقبيلة فيمن لم يصرف

 وقيل هو اسم موض

 ثم قال تعالى { جنتان عن يمين وشمال } آية   

 أي جنة عن اليمين وجنة عن اليس

 وقوله جل وعز { بلدة طيبة ورب غفور }

 والمعنى هذه بلدة طيبة واللّه رب غفور

١٦

 ثم قال جل وعز { فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم }

 أي فأعرضوا عن أمر اللّه جل وعز وشكره فأرسلنا عليهم سيل العرم

 قال عطاء العرم اسم الوادي

 وقيل هو الجرذ الذي أرسل عليهم

 روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس العرم الشديد

 وقيل هو المطر العرم أي الشديد

 وقال قتادة أرسل اللّه عليهم جرذا فهدم عرمهم يريد بالعرم السكر قال فغرق جناتهم وخرب أرضهم عقوبة لهم

 وهذا أعرف ما قيل في معنى { العرم }

 يقال للسكر عرمة وجمعه عرم سمي بذلك لشدته ومنه قيل فلان عارم قال الشاعر

  إذ يبنون من دون سيله العرما

وقوله جل وعز { وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط } آية   

 الأكل الثمر

 قال أبو مالك ومجاهد وقتادة والضحاك الخمط الأراك وكذا قال الخليل

 قال أبو عبيدة الخمط كل شجرة فيها مرارة ذات شوك

 وقال القتبي في أدب الكاتب يقال للحامضة خمطة ويقال الخمطة التي أخذت شيئا من الريح وأنشد

 عقار كماء النيء ليست بخمطة  ولا خلة يكوي الشروب شهابها 

١٧

وقوله جل وعز { ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور } آية   

 قال طاووس هو المناقشة في الحساب من نوقش عذب

 قال أبو جعفر ويبين لك صحة هذا ما رواه أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال من حوسب عذب قالت قلت فإن اللّه يقول { فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا } فقال إنما ذاك العرض ولكن من نوقش الحساب عذب

 قال أبو جعفر المعنى أن المؤمن يكفر عنه سيئاته والكافر يحبط عمله ويجازى كما قال جل وعز { أضل أعمالهم

١٨

 وقوله جل وعز { وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة } آية   

 قال الحسن بين اليمن والشام قال { القرى التي باركنا فيها } الشام

 قال قتادة { قرى ظاهرة } على الطريق متصلة

 وقال مجاهد يردون كل يوم على م

 ثم قال جل وعز { وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين } آية   

 قال قتادة يغدون ويقيلون في قرية ويروحون ويبيتون في

قرية يسيرون غير خائفين ولا جياع ولا ظماء وإن كانت المرأة لتمر وعلى رأسها مكتلها فلا ترجع إلا وهو مل

 ثمرا من غير اجتناء

١٩

 قال فبطروا النعمة { فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا } قال اللّه جل وعز { وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث } آية   

 وقرأ عبداللّه بن عباس وابن الحنفية { ربنا باعد بين أسفارنا }

 قال ابن عباس شكوا ربهم جل وعز

 وقرأ يحيى بن يعمر وعيسى{ ربنا بعد بين أسفارنا }

 وقرأ سعيد بن أبي الحسن أخو الحسين{ ربنا بعد بين أسفارنا }

 والقراءة الأولى أبين وأهل التفسير يقولون بطروا النعمة وأخبر اللّه جل وعز أنه عاقبهم على ذلك إلا أنه يجوز أن يكونوا قالوا هذا بعدما باعد اللّه جل وعز بين أسفارهم أو يكونوا لبطرهم استبعدوا القريب

 وكانت العرب تضرب بهم المثل فتقول تفرقوا أيدي سبأ وأيادي سبأ أي مذاهب سبأ وطرقها

٢٠

وقوله جل وعز { ولقد صدق عليهم إبليس ظنه } آية 

 وهي قراءة الهجهاج

 ويجوز { ولقد صدق عليهم إبليس ظنه } في ظنه

 روى عن ابن عباس أنه قال قال إبليس خلقت من نار وخلق آدم صلى اللّه عليه من طين ضعيفا { لأحتنكن ذريته إلا قليلا }

 ويروى أنه قال قد أعويت آدم على موضعه وعلمه فأنا على ولده أقدر فصدق ظنه

 ويبين هذا قوله تعالى

 ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين

 وقوله جل وعز { لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين }

فإنما قال هذا ظنا فصدق ظنه

 ومن قرأ { صدق } صير الظن مفعولا

 ومن رفع الظن ونصب إبليس أراد ولقد صدق ظن إبليس حين اتبع

٢١

 وقوله جل وعز { وما كان له عليهم من سلطان } آية   أي من حجة

 { إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة } أي ما امتحناهم به إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة علم شهادة فأما علم الغيب فاللّه جل وعز عالم به قبل أن يكون

٢٢

وقوله جل وعز { وما له منهم من ظهير } آية 

 قال أبو عبيدة { من ظهير } أي من مع

٢٣

 وقوله جل وعز { ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له } آية 

 يجوز أن يكون المعنى إلا لمن أذن له أن يشفع

 وأن يكون للمشفوع

 والأول أبين لقوله تعالى { حتى إذا فزع عن قلوبهم }

 وقرأ ابن عباس { حتى إذا فزع عن قلوبهم } أي فزع

اللّه عز وجل عن قلوبهم يقال فزعته أزلت عنه الفزع

 والمعروف من قراءة الحسن{ حتى إذا فرغ عن قلوبهم } أي فرغ منها الفزع

 قال عكرمة سمعت أبا هريرة يقول إن النبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال إذا قضى اللّه الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا للّه جل وعز فيسمع كالسلسلة على الصفوان فيقولون ماذا قال ربكم

 فيقال للذي قال الحق وهو العلي الكبير وذكر وذكر الحديث

 وقال عبد اللّه بن مسعود تسمع الملائكة في السماء للوحي

صوتا كصوت الفولاذ على الصفا فيخرون على جباههم فإذا جلي عنهم قالوا للرسل ماذا قال ربكم فيقولون الحق الحق

 وقال قتادة لما كانت الفترة بين عيسى ومحمد صلى اللّه عليهما وسلم فنزل الوحي خرت الملائكة سجدا { حتى إذا فزع عن قلوبهم } أي جلي

 { قالوا ماذا قال ربكم } قالوا ال

٢٤

 وقوله جل وعز { وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين } آية 

 المعنى وإنا لعلى هدى أو في ضلال مبين أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مب

 ثم حذف

 وهذا على حسن المخاطبة والتقرير أي قد ظهرت البراهين وتبين الحق كما يقال قد علمت أينا الكاذب

 قال قتادة

 ثم يفتح بيننا } أي يقضي بين

٢٨

 وقوله جل وعز { وما أرسلناك إلا كافة للناس } آية 

 قال مجاهد أي إلى الناس جميعا

 وقال النبي صلى اللّه عليه وسلم أرسلت إلى كل أحمر وأس

٣١

 وقوله جل وعز { وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه } آية 

 قال أبو إسحق يعني الكتب المتقدمة وهم كفار العرب

٣٢

وقوله جل وعز { بل مكر الليل والنهار }

 روى معمر عن قتادة أي بل مكركم بالليل والنهار

 وقرأ سعيد بن جبير { بل مكر الليل والنهار } من الكرور

 وقرأ راشد وهو الذي كان ينظر في المصاحف وقت الحجاج { بل مكر الليل والنهار }

 والمعنى وقت مكر الليل والنه

٣٤

 وقوله جل وعز { إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون } آية 

 أي رؤساها ومتكبروها وقادتها

٣٧

وقوله جل وعز { وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى }

 المعنى وما أموالكم بالتي تقربكم ولا أولادكم بالذين يقربون

 ثم ح

 وقوله جل وعز { فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا }

 أي جزاء الضعف الذي أعلمناكموه وهو قوله تعالى { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها

٣٩

 وقوله جل وعز { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه }

 روى المنهال عن سعيد بن جبير قال في غير سرف ولا تقتير

 أي فاللّه جل وعز يخلفه بالثو

٤٤

 وقوله جل وعز { وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير } آية 

 أي لم يكونوا أهل كتاب ولم يبعث إليهم نبي قبل محمد صلى اللّه عليه وس

٤٥

 ثم قال جل وعز { وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم } آية

 قال قتادة أي كذب الذين قبل هؤلاء وما بلغ هؤلاء معشار ما أوتي أولئك كانوا أجلد وأقوى وقد أهلكوا

 قال أبو جعفر { معشار } بمعنى عشر ونظير هذه الآية قوله تعالى { ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه

٤٦

 وقوله جل وعز { قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا للّه مثنى وفرادى } آية 

 قال قتادة أي واحدة أعظكم بها أن تقوموا للّه وهذا وعظهم

 والمعنى على قول قتادة { إنما أعظكم } بخصلة واح

 ثم بينها فقال { أن تقوموا للّه مثنى وفرادى }

 وقال مجاهد { بواحدة } بطاعة اللّه جل وعز وقيل بتوحيده

 والمعنى على هذا لأن تقوموا للّه مثنى وفرا

 ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة

 أي يقوم أحدكم وحده ويشاور غيره فيقول هل علمت أن هذا الرجل كذب قط أو سحر أو كهن أو ش

 ثم تتفكروا بعد ذلك فإنه يعلم أن ما جاء به من عند اللّه جل وعز

 ويقال إن من تحير في أ

 ثم شاور ف

 ثم فكر بعد ذلك تبين له الحق واعت

٤٧

 وقوله جل وعز { قل ما سألتكم من أجر فهو لكم }

 أي ما سألتكم من أجر على تأدية الرسالة ودعائكم إلى القبول فهو ل

٤٨

 وقوله جل وعز { قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب }

 { يقذف بالحق } أي يأتي به

 قال قتادة { بالحق } أي بالقر

٤٩

 وقوله جل وعز { قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد } آية 

 أي وأي شيء يبدئ الباطل

 ويجوز أن تكون ما نافية

 قال قتادة { الباطل } الشيطان ما يخلق أحدا ولا يبع

٥١

 وقوله جل وعز { ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت } آية   

 قال الضحاك هذا في الدنيا

 قال سعيد بن جبير يخسف بهم بالبيداء فلا يسلم منهم إلا رجل واحد يخبر الناس بخبر أصحابه

 قال قتادة هذا في الدنيا إذا رأوا بأس اللّه جل وعز

 وقال الحسن هذا إذا خرجوا من قبورهم

 قال أبو جعفر هذه الآية مشكلة

 والمعنى على القول الأول

 إذا فزعوا في الدنيا حين نزل بهم الموت أو غيره من بأس اللّه كما قال جل وعز { فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا باللّه وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا }

 والمعنى على قول الحسن إذا فزعوا حين خروجهم من قبورهم فلا فوت يصلون إليه ولا ملجأ ولا مهرب

 كما قال قتادة { ولات حين مناص

 وقوله جل وعز { وأخذوا من مكان قريب }

 أي قريب على اللّه جل وعز أي لأنهم حيث كانوا فهم من اللّه قريب لا يبعدون عنه

 وقيل ولو ترى الكفار إذ فزعوا يوم القيامة من مكان قريب

أي من جهنم فأخذوا فقذفوا في

٥٢

 وقوله جل وعز { وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد } آية 

 قال مجاهد { وقالوا آمنا به } أي باللّه جل وعز

 وقال قتادة أي بمحمد صلى اللّه عليه وسلم

 { وأنى لهم التناوش من مكان بعيد } آية 

 قال الحسن وأبو مالك أي التوبة

 قال مجاهد { التناوش } التناول

 قال قتادة { التناوش } تناول التوبة

 قال أبو جعفر هذا أبينها يقال ناش ينوش إذا تناول وأنشد النحويون

  فهي تنوش الحوض نوشا من علا 

 ويقال تناوش القوم إذا تناول بعضهم بعضا ولم يقربوا كل القرب

 والمعنى ومن أين لهم تناول التوبة من مكان بعيد

 أي يبعد منه تقبل التوبة

 وقرأ الكوفيون{ التناؤش } بالهمز وأنكره بعض أهل اللغة

 قال لأن النأش البعد فكيف يكون وأنى لهم البعد من مكان بعيد

 قال أبو جعفر وهو يجوز أن تهمز الواو لانضمامها ويكون بمعنى الأول

 وروى أبو إسحق عن التميمي عن ابن عباس { وأنى لهم التناوش }

 قال الرد سألوه وليس بحين رد

 قال مجاهد { من مكان بعيد } ما بين الآخرة والدنيا

 قال أبو جعفر هذا يرجع إلى الأ

٥٣

 ثم قال جل وعز { وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد }

 أي قد كفروا بمحمد صلى اللّه عليه وسلم في الدنيا حين لا ينفعهم إيمانهم { ويقذفون بالغيب }

 قال قتادة أي بالظن قال يقولون لا بعث ولا جنة ولا نار

 قال مجاهد { ويقذفون بالغيب من مكان بعيد }

 قولهم هو ساحر وهو كاهن وهو شا

 ثم قال جل وعز

 صلى اللّه عليه وسلم وحيل بينهم وبين ما يشتهون آية

 قال الحسن وحيل بينهم وبين الإيمان لما رأوا العذاب يعني قبول الإيمان

 قال مجاهد حيل بينهم وبين زهرة الدنيا ولذتها وأموالهم وأولادهم

٥٤

 { كما فعل بأشياعهم من قبل } قال مجاهد أي بالكفار قبلهم

 { إنهم كانوا في شك مريب } فأخبر جل وعز أنه يعذب على الشك  انتهت سورة سبأ