سُورَةُ لُقْمَانَ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ أَرْبَعٌ وَثَلاَثُونَ آيَةً

مكية آياتها  آية

بسم اللّه الرحمن الرحيم سورة لقمان وهي مكية

قال عبد اللّه بن عباس هي مكية إلا ثلاث آيات منها فإنهن نزلن بالمدينة وهن قوله جل وعز

٦

 { ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام } إلى تمام الآيات الثلاث من ذلك قوله عز وجل { ومن الناس من يشتري لهو الحديث } آية 

 روى سعيد بن جبير عن أبي الصهباء البكري قال سئل عبد اللّه بن مسعود عن قوله جل وعز { ومن الناس من يشتري لهو الحديث }

 فقال الغناء واللّه الذي لا إله إلا هو يرددها ثلاث مرات

 وبغير هذا الإسناد عنه والغناء ينبت في القلب النفاق

 وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال الرجل يشتري الجارية المغنية تغنيه ليلا أو نهارا

 وروي عن ابن عمر هو الغناء

 وكذلك قال عكرمة وميمون بن مهران ومكحول

 وروى علي بن الحكم عن الضحاك { ومن الناس من يشتري لهو الحديث } قال الشرك

 وروى جويبر عنه قال الغناء مهلكة للمال مسخطة للرب مقساة للقلب

 وسئل القاسم بن محمد عنه فقال الغناء باطل والباطل في النار

 قال أبو جعفر وأبين ما قيل في الآية ما رواه عبد الكريم عن مجاهد قال الغناء وكل لعب لهو

 قال أبو جعفر فالمعنى ما يلهيه من الغناء وغيره مما يلهي

 وقد قال معمر بلغني أن هذه الآية نزلت في رجل من بني عدي يعنى النضر بن الحارث كان يشتري الكتب التي فيها أخبار فارس والروم ويقول محمد يحدثكم عن عاد وثمود وأنا

أحدثكم عن فارس والروم ويستهزئ بالقرآن إذا سم

 وقوله جل وعز { ليضل عن سبيل اللّه بغير علم ويتخذها هزوا } آية 

 أي ليضل غيره وإذا أضل غيره فقد ضل

 و ليضل هو أي يئول أمره إلى هذا كما قال { ربنا ليضلوا عن سبيلك

٧

 وقوله جل وعز { كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا } آية 

 قال مجاهد { وقرا } أي ثق

١٠

 وقوله جل وعز { خلق السماوات بغير عمد ترونها }

 يجوز أن تكون { ترونها } بمعنى ترونها بغير عمد

 ويجوز أن تكون نعتا على قول من قال هي بعمد ولكن لا يرونها

 قال أبو جعفر والقولان يرجعان إلى معنى واحد لأن من قال إنها بعمد إنما يريد بالعمد قدرة اللّه جل وعز التي يمسك بها السموات والأ

 ثم قال جل وعز { وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم } آية   

 أي جبالا ثابتة وقد رسا أي ثبت

 { أن تميد بكم } أي كراهة أن تميد بكم

 يقال ماد يميد إذا اشتدت حركته

١١

وقوله جل وعز { هذا خلق اللّه فأروني ماذا خلق الذين من دونه } آية    

 { هذا خلق اللّه } يعني ما ذكر من خلق السموات وغيرها

 { فأروني ماذا خلق الذين من دونه } أي مما تعبدو

 ثم أعلم أنهم في ضلال فقال سبحانه { بل الظالمون في ضلال مبين

١٢

 ثم قال جل وعز { ولقد آتينا لقمان الحكمة } آية   

 روى سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال كان لقمان من سودان مصر

 وقال غيره كان في وقت داود النبي صلى اللّه عليه وسلم

 قال وهب بن منبه قرأت من حكمته أرجح من عشرة آلاف باب

 قال مجاهد الحكمة التي أوتيها العقل والفقه والصواب في الكلام من غير نبوة

 قال زيد بن أسلم الحكمة العقل في دين اللّه عز وجل ويقال إن ابنه اسمه ثار

 وقوله جل وعز { يا بني لا تشرك باللّه إن الشرك لظلم عظيم }

 قال الأصمعي الظلم وضع الشيء في غير موضعه

 قال أبو جعفر الشرك نسب نعمة اللّه جل وعز إلى غيره لأن اللّه جل وعز الرزاق والمحيي والمميت وقال هو ظالم لنف

١٤

 ثم قال جل وعز { ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن } آية   

 وقرأ عيسى { وهنا على وهن }

 قال الضحاك الوهن الضعف

 وكذلك هو في اللغة يقال وهن يهن ووهن يوهن ووهن يهن مثل ورم يرم إذا ضعف يعني ضعف الحمل وضعف الطلق وضعف النفاس

ثم قال جل وعز { وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك } آية   

 { وفصاله في عامين } أي فطامه في عامين

 { أن اشكر لي ولوالديك } على التقديم والتأخير والمعنى ووصينا الإنسان أن اشكر لي ولوالد

١٥

 ثم قال جل وعز { وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما } آية   

 يروى أنها نزلت في سعد بن أبي وقاص

ثم قال جل وز { وصاحبهما في الدنيا معروفا } آية   

 أي مصاحبا معروفا يقال صاحبته مصاحبة ومصاحبا و { معروفا } أي ما يح

١٦

 ثم رجع إلى الإخبار عن لقمان فقال { يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها اللّه }

 وهذا على التمثيل كما قال سبحانه { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره }

 قال سفيان بلغني أنه الصخرة التي عليها الأرضون

 وروى أن ابن لقمان سأله عن حبة وقعت في مقل البحر أي في مغاصه فأجابه بهذا

 قال أبو مالك { يأت بها اللّه } أي يعلمها الل

 ثم قال جل وعز { إن اللّه لطيف خبير } آية   

 قال أبو العالية أي لطيف باستخراجها خبير بمكان

١٨

 وقوله جل وعز { ولا تصعر خدك للناس } آية   

 وقرأ الجحدري { ولا تصعر } ويقرأ{ ولا تصاعر }

 قال الحسن وقتادة والضحاك في قوله تعالى { ولا تصعر } الإعراض عن الناس

 قال قتادة لا تتكبر فتعرض

 وقال إبراهيم هو التشدق

 قال أبو الجوزاء يقول بوجهه هكذا ازدراء بالناس

 قال أبو جعفر أصل هذا من الصعر وهو داء يأخذ الإبل تلوي منها أعناقها فقيل هذا للمتكبر لأنه يلوي عنقه تكبرا

 و { تصعر } على التكثير و { تصعر } تلزم نفسك بهذا لأنه يفعله ولا داء به

 و{ تصاعر } أي تعارض بوج

 ثم قال جل وعز { ولا تمش في الأرض مرحا } آية   

 أي متبخترا متكب

١٩

 وقوله جل وعز { واقصد في مشيك واغضض من صوتك } آية   

 { واقصد في مشيك } أي يكون متوسطا

 روى حيوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب { واقصد في مشيك } قال من السرع

 ثم قل { واغضض من صوتك } آية   

 أي انقص منه وقد غض بصره ومنه فلان يغض من الن

 ثم قال تعالى { إن أنكر الأصوات لصوت الحمير } آية   

 أي أقبحها ومنه أتانا بوجه من

٢٠

 ثم قال جل وعز { ألم تروا أن اللّه سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض } آية 

 { ما في السماوات } يعني الشمس والقمر والنجوم

 { وما في الأرض } من البحار والدواب وغير

 ثم قال جل وعز { وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة } آية 

 وقرأ ابن عباس { وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة } على التوحيد

 وقال هو ومجاهد هي الإسلام

 ويجوز أن تكون نعمة بمعنى نعم كما قال سبحانه { وإن تعدوا نعمة اللّه لا تحصوها

٢٢

وقوله جل وعز { ومن يسلم وجهه إلى اللّه وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى } آية 

 روى سعيد بن جبير عن ابن عباس { فقد استمسك بالعروة الوثقى } قال لا إله إلا اللّه

٢٧

 وقوله جل وعز { ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات اللّه } آية 

 في رواية أبي عمرو بن العلاء عن مجاهد عن ابن عباس قال قالت اليهود للنبي صلى اللّه عليه وسلم بلغنا أنك تقول { وما أوتيتم من العلم إلا قليلا }

فهذا لنا أو لغيرنا فقال صلى اللّه عليه وسلم للجميع فقالوا أما علمت أن اللّه أعطى موسى التوراة وخلفها فينا ومعنا فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم التوراة وما فيها من الأنباء في علم اللّه جل وعز قليل فأنزل اللّه { ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات اللّه } إلى تمام ثلاث آيات

 قال أبو جعفر فقد تبين أن الكلمات ههنا يراد بها العلم وحقائق الأشياء لأنه علم قبل أن يخلق الخلق ما هو خالق في السموات والأرض من شيء وعلم ما فيه من مثاقيل الذر وعلم الأجناس كلها وما فيها من شعرة وعضو وما في الشجرة من ورقة وما فيها من ضروب الخلق وما يتصرف فيه من ضروب الطعم واللون فلو سمى كل دابة وحدها وسمى أجزائها على ما يعلم من قليلها وكثيرها وما تحولت عليه في الأحوال وما زاد فيها في كل زمان وبين كل شجرة وحدها وما تفرعت عليه وقدر ما ييبس من ذلك في كل زم

 ثم

كتب البيان عن كل واحد منها على ما أحاط اللّه عز وجل من

 ثم كان البحر مدادا لذلك البيان الذي بين اللّه عز وجل تلك الأشياء يمده من بعده سبعة أبحر لكان البيان عن تلك الأشياء أك

٢٨

 وقوله جل وعز { ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إن اللّه سميع بصير }

 قال مجاهد إنما يقول كن فيكون القليل والكث

٣٢

 وقوله جل وعز { فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد } آية 

 قال مجاهد فمنهم مقتصد في القول وهو كافر

 وقيل { مقتصد } أي مقتصد في فعله

 خبر أن منهم من لا يش

 وقوله جل وعز { وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور } آية 

 قال مجاهد وقتادة الختار الغدور

 قال أبو جعفر الختر في كلام العرب أقبح الغ

٣٣

 وقوله جل وعز { فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم باللّه الغرور } آية 

 قال مجاهد والضحاك { الغرور } الشيط

٣٤

 وقوله جل وعز { إن اللّه عنده علم الساعة وينزل الغيث }

 روي عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال مفاتح الغيب خمسة وقد ذكرنا هذا بإسناده في سورة الأنعام في قوله تعالى { وعنده مفاتح الغيب } الآية - انتهت سورة لقمان