سُورَةُ الرُّومِ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ سِتُّونَ آيَةً

مكية وآياتها  آية

بسم اللّه الرحمن الرحيم سورة الروم وهي مكية

١

من ذلك قوله جل وعز { الم غلبت الروم في أدنى الأرض } آية 

 قال مجاهد هي الجزيرة كانت أقرب أرض الروم إلى فارس

 حدثنا محمد بن سلمة الأسواني قال حدثنا محمد بن سنجر قال حدثنا معاوية بن عمرو قال حدثنا أبو إسحق الفزاري عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن

ابن عباس في قول اللّه جل وعز { الم غلبت الروم } قال كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم لأنهم أهل أوثان وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس لأنهم أهل الكتاب فذكر لأبي بكر فذكره أبو بكر لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أما إنهم سيغلبون قال فذكره أبو بكر لهم فقالوا اجعل بيننا وبينك أجلا فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا فجعل أجلا خمس سنين فلم يظهروا فذكر ذلك للنبي صلى اللّه عليه وسلم فقال الا جعلتها ما دون أراه قال دون العشر قال سعيد والبضع ما دون العشر

٤

 ثم ظهرت الروم بعد ذلك فذلك قوله جل وعز { الم غلبت الروم في أدنى الأرض } إلى قوله { ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر اللّه }

 قال الشعبي وكان القمار ذلك الوقت حلالا قال وقال النبي صلى اللّه عليه وسلم لأبي بكر كم البضع قال ما بين الثلاث إلى التسع

 وقرأ عبداللّه بن عمر { غلبت الروم } بفتح الغين واللام وقال غلبت على أدنى ريف

 قال أبو جعفر المعنى على قراءة من قرأ{ غلبت الروم وهم من بعد غلبهم سيغلبون } الروم من بعد غلبهم أي من بعد أن غلبوا سيغلبون

 ومن قرأ { سيغلبون } فالمعنى عنده وفارس من بعد غلبهم أي من بعد أن غلبوا سيغلبون

 وقوله جل وعز { في بضع سنين } آية 

 البضع عند قتادة أكثر من الثلاث ودون العشر

 وعند الأخفش والفراء مادون العشر

 وعند أبي عبيدة ما بين ثلاث وخمس

 وحكى أبو زيد بضع وهو مشتق من قولهم بضعة إذا قطعه ومنه بضعة من لحم ومنه هويملك بضع المرأة إنما هو كناية عن عضوها

 وفي رواية ابن أبي طلحة عن ابن عباس { في أدنى الأرض } قال يقول في طرف الشام

 قال أبو جعفر التقدير في أدنى الأرض من فارس

 ثم قال جل وعز { للّه الأمر من قبل ومن بعد } آية 

 قال محمد بن يزيد إذا قلت { من قبل } و { من بعد } فمعناه من قبل ما تعلم ومن بعد ما تعلم ومن قبل كل شيء ومن بعد كل شيء

 قال أبو جعفر المعنى للّه القضاء بالغلبة من قبل الغلبة ومن بعده

 ثم قال جل وعز { ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر اللّه } آية 

 أي يفرحون بنصر اللّه الروم لأنهم أهل كتاب على فارس وهم مجوس ويفرحون بالآية العظيمة التي لا يعلمها إلا اللّه جل وعز لأنه خبرهم بما سيكون

٧

 وقوله جل وعز { يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون } آية 

 قال عكرمة وإبراهيم أي يعلمون أمر معايشهم ومصلحة دنياه

٨

 وقوله جل وعز { أو لم يتفكروا في أنفسهم ما خلق اللّه السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق } آية 

 أي إلا لإقامة الحق

٩

 وقوله جل وعز { وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها } آية 

 { وأثاروا الأرض } أي حرثوها وزرعوها وليس بمكة حرث ولا زرع

 وقال تعالى { تثير الأرض }

 وقوله جل وعز

١٠

{ ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى }

 وقرأ الأعمش

{ ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى } برفع السوء

 قال أبو جعفر السوء أشد الشر والسوءى أي الفعلي منه

 وقيل السوءى ههنا النار كما أن الحسنى الجنة

 ومعنى أساءوا ههنا أشركوا يدل على ذلك قوله تعالى { أن كذبوا بآيات اللّه }

 قال الكسائي أي لأن كذبوا بآيات اللّه

١٢

 وقوله جل وعز { ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون }

 وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال يكتئبون

 وروى أبو يحيى عن مجاهد قال الإبلاس الفضيحة

 قال أبو جعفر يقال أبلس الرجل إذا تحير وحزن وانقطعت حجته فلم يهتد لها ويئس من الخير كما قال

  قال نعم أعرفه وأبلسا

١٥

 وقوله جل وعز { فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون }

 قال مجاهد { يحبرون } أي ينعمون

 قال أبو جعفر حقيقته أنهم تتبين عليهم أثر النعمة

 من ذلك الحبر وعلى أسنانه حبرة

 وروى الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير { في روضة يحبرون } قال السماع في الجن

١٧

 وقوله جل وعز { فسبحان اللّه حين تمسون وحين تصبحون } آية   

 قال ابن عباس الصلوات الخمس في كتاب اللّه جل وعز وتلا الآية { فسبحان اللّه حين تمسون } قال المغرب والعشاء { وحين تصبحون } قال الفجر { وعشيا } العصر { وحين تظهرون } الظه

١٩

 وقوله جل وعز { يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون } آية   

 في معناه أقوال

 قال عبداللّه بن مسعود أي يخرج النطفة من الرجل والرجل من النطفة

 قال الضحاك وكذلك البيضة

 وقال سلمان يخرج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن وكذلك قال الحسن

 وقيل يميت الحي ويحيي الميت

 { ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون }

 أي كما يحيي الأرض بالنبات

٢٠

 وقوله جل وعز { ومن آياته أن خلقكم من تراب } آية 

 المعنى أن خلق أصلكم وهو آدم عليه السلام كما قال تعالى { واسأل القرية }

 ويجوز أن يكون الماء مخلوقا من تراب

٢١

 وقوله جل وعز { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها }

 فيه قولان

 أحدهما  أن حواء خلقت من آدم

 والآخر أن المعنى خلق لكم من جنسكم أزواجا لأن الإنسان

بجنسه آنس وإليه أسكن ومثله قوله جل وعز { هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها } في معناه القولان جميعا

 أي جعل من جنسها روجها ودل هذا على الجنسين جميعا ويكون الضمير في قوله تعالى { جعلا له شركاء فيما آتاهما } يعود على الجنسين والضمير في قوله { يشركون } يعود على الجنسين لأنهما جما

 وقوله جل وعز { وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون } آية  

 قال مجاهد المودة الجماع والرحمة الولد

 وقيل المودة والرحمة عطف قلوب بعضهم على بعض

 والمعنى ومن آياته التي تدل على وحدانيته وأنه لا شريك له ولا نظ

٢٢

 وقوله جل وعز { إن في ذلك لآيات للعالمين } آية 

 { للعالمين } أي للجن والإنس

 وحكى { للعالمين } وهو ح

٢٤

 وقوله جل وعز { ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا } آية 

 والمعنى ويريكم البرق من آياته وعطفت جملة على جملة

 ويجوز أن يكون المعنى ومن آياته آية يريكم بها البرق كما قال الشاعر

 وما الدهر إلا تارتان فمنهما  أموت وأخرىأبتغي العيش أكدح 

 والخوف للمسافر والطمع للمق

٢٥

 وقوله جل وعز { ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره } آية 

 أي أن تدوما قائمت

٢٦

 وقوله جل وعز { وله من في السماوات والأرض كل له قانتون } آية 

 وهذا أيضا من آياته وحذف لأن في الكلام دليلا عليه والقانت القائم بالطاعة

 والقيام ههنا الانقياد للّه جل وعز على ما حب العباد أو كرهوا

٢٧

وقوله جل وعز { وهو الذي يبدأ الخ

 ثم يعيده وهو أهون عليه } آية 

 في معناه ثلاثة أقوال

 في رواية صالح عن ابن عباس { وهو أهون عليه } وهو أهون على المخلوق لأنه ابتدأ خلقه من نط

 ثم من عل

 ثم من مضغة والإعادة بأن يقول له { كن فيكون } فذلك أهون على المخلوق

 وقال مجاهد الإعادة أهون عليه من البدأة وكل عليه هين

 والمعنى على هذا وهو أهون عليه عندكم وفيما تعرفون على التمثيل وبعده { وله المثل الأعلى }

 وقال قتادة { وهو أهون عليه } أي هين وهذا قول حسن ومنه اللّه أكبر أي كبير ومنه قول الشاعر

  لعمرك ما أدري وإني لأوجل  على أينا تعدو المنية أول 

 وقول الآخر

  إن الذي سمك السماء بنى لنا  بيتا دعائمه أعز وأطول 

 وروى معمر عن قتادة قال في قراءة عبد اللّه بن مسعود{ وهو هين عليه }

ثم قال جل وعز { وله المثل الأعلى في السماوات والأرض } آية 

 روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال يقول { ليس كمثله شيء }

 وقيل يعني لا إله إلا اللّه

 وحقيقته في اللغة وله الوصف الأع

٢٨

 وقوله جل وعز { ضرب لكم مثلا من أنفسكم } آية 

 قال قتادة هذا مثل ضربه اللّه عز وجل للمشركين فقال { هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء } أي هل يرضى أحدكم أن يكون مملوكه في ماله ونفسه مثله فإذا لم ترضوا بهذا فكيف جعلتم للّه جل وعز شريكا

 قال أبو جعفر هذا قول حسن أي هل يرضى أحدكم أن يجعل مملوكه مثل نفسه أي مثل شريكه الحر الذي لا يقطع أمرا دونه كما قال تعالى { ولا تلمزوا أنفسكم } أي لا يعب بعضكم بعضا

 وكذا قوله تعالى { كخيفتكم أنفسكم } وكما قال جل وعز { لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا } وكما قال تعالى { فاقتلوا أنفسكم }

 وقيل كما يخاف من قبلكم إنفاقها

 أي فأنتم لا تجعلون مماليككم مثلكم وأنتم كلكم أرقاء للّه جل وعز فكيف تجعلون للّه جل وعز شريكا وليس كمثله ش

٣٠

 وقوله جل وعز { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة اللّه التي فطر الناس عليها } آية 

 الفطرة ابتداء الخلق ومنه { فاطر السماوات } ومنه فطر ناب البعير ومنه فطرت البئر أي ابتدأت حفرها

 أي ابتدأ خلقهم على أنهم يعلمون أن لهم خالقا ومدبرا

 وفي الحديث عن النبي صلى اللّه عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه هما اللذان يهودانه وينصرانه

 قال الأوزاعي وحماد بن سلمة هذا مثل قوله تعالى { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم }

 والمعنى على هذا كل مولود يولد على العهد الذي أخذ عليه

 وفي الحديث أخرجهم أمثال الذر فأخذ عليهم العهد فكل مولود يولد على ذلك العهد وإن نسب عبادته إلى غير اللّه جل وعز أو ووصفه بغير صفته حتى يكون أبواه يعلمانه اليهودية والنصرانية

 وقيل على الخلقة التي تعرفونها لا تميز شيئا

 وقال عبد اللّه بن المبارك هذا لمن يكون مسلما

 يذهب إلى أنه مخصوص

 وقال محمد بن الحسن هذا من قبل أن تنزل الفرائض ويؤمر بالجهاد

 قال أبو جعفر وأولاها القول الأول وهو قول أهل السنة وهو موافق للغة

 ولا يجوز أن يكون منسوخا لأنه خبر ولا يكون خاصا وإنما أشكل معنى الحديث لأنهم تأولوا الفطرة على الإسلام وإنما هي ابتداء الخ

٣١

 وقوله جل وعز { منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين }

 { منيبين إليه } أي راجعين إليه بالطاعة

 والمعنى فأقيموا وجوهكم منيبين إليه

 ومعنى { كل حزب بما لديهم فرحون }

 كل يقول إني على اله

٣٣

 ثم قال جل وعز { وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه } آية 

 أي لم يلتجئوا إلا إليه وتركوا ما كانوا يعبدون من دو

٣٤

 ثم قال جل وعز { ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون }

 فخرج من الإخبار إلى المخاطبة وهذا على التهديد والوعيد كما قال جل وعز { وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر }

٣٥

ثم قال جل وعز { أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون } آية 

 روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كل سلطان في القرآن فهو عذر وحجة

 قال أبو جعفر المعنى أم أنزلنا عليهم كتابا فيه عذر أو حجة أو برهان يدلهم على الش

٣٦

 ثم قال جل وعز { وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها }

 أي نعمة فرحوا بها

 { وإن تصبهم سيئة } أي وإن تصبهم مصي

٣٨

 وقوله جل وعز { فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل } آية

 قال قتادة إذا لم تعط ذا قرابتك وتمشي إليه برجليك فقد قطع

٣٩

 وقوله جل وعز { وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند اللّه }

 قال مجاهد وابن عباس هو الرجل يهدي إلى الرجل الهدية فيطلب ما هو أفضل منها فليس له أجر ولا عليه إثم

 قال عكرمة الربا ربوان فربا حلال وربا حرام فأما الحلال فأن يعطي الرجل الآخر شيئا ليعطيه أكثر منه فلا يربوا عند اللّه والحرام في النسيئة

 وقال ابراهيم كان هذا في الجاهلية يعطي الرجل ذا قرابته المال ليكثر عنده فلا يربو عند الل

 ثم قال جل وعز { وما آتيتم من زكاة تريدون وجه اللّه فأولئك هم المضعفون } آية 

 قال ابن عباس { من زكاة } أي من صدقة

 ثم قال { فأولئك هم المضعفون } أي الذين يجدون أضعاف ذلك أي ذوو الإضعاف كما تقول رجل مقو أي ذو ق

٤١

 وقوله جل وعز { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس } آية   

 قال مجاهد { في البر } قتل ابن آدم أخاه { والبحر } أخذ السفينة غصبا

 وقال عكرمة وقتادة البر البوادي والبحر القرى

 قال قتادة والفساد الشرك

 قال أبو جعفر والتقدير على هذا وفي مواضع البحر أي التي على البحر

 وأحسن ما قيل في هذه الآية واللّه أعلم قول ابن عباس حدثنا بكر بن سهل قال حدثنا عبد اللّه بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس { ظهر الفساد في البر والبحر }

 يقول نقصان البركة بأعمال العباد كي يتوبوا

 والمعنى على هذا ظهر الجدب في البر والبحر بذنوب الناس

٤٣

وقوله جل وعز { فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من اللّه يومئذ يصدعون } آية 

 أي اجعل قصدك إلى الدين القيم من قبل أن يأتي يوم القيامة فلا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل

 ومعنى { يصدعون } يتفرقون فريقا في الجنة وفريقا في السع

٤٤

 وقوله جل وعز { ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون } آية 

 روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال { فلأنفسهم يمهدون } في القبر

 قال أبو جعفر معنى { يمهدون } في اللغة يوطئون لأنفسهم بعمل الخير من المهاد وهو الفر

٤٨

 وقوله جل وعز { ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله }

 { ويجعله كسفا } جمع كسفة وهي القطعة

 { فترى الودق } قال مجاهد أي القطر يخرج { يخرج من خلاله } أي من بين السح

٤٩

 وقوله جل وعز { وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين } آية 

 في تكرير { قبل } ههنا ثلاثة أقوال

 أ قال الأخفش سعيد هذا على التوكيد وأكثر النحويين على هذا القول

 ب وقال قطرب أي وإن كانوا من قبل التنزيل من قبل المطر

 ج والقول الثالث عندي أحسنها وهو أن يكون المعنى من قبل السحاب أي من قبل رؤية السحاب ليائسين وقد تقدم ذكر السح

٥٠

 وقوله جل وعز { فانظر إلى آثار رحمة اللّه كيف يحيي الأرض بعد موتها } آية 

 { رحمة اللّه } أي المطر الذي هو من رحمة اللّه { كيف يحيي الأرض بعد موتها }

 وقرأ محمد اليماني { كيف يحيي الأرض بعد موتها }

 والمعنى على قراءته كيف تحيي الرحمة الأرض أو الآثار

 و { يحيي } بالياء أي يحيي اللّه أو المطر أو الأثر فيمن قرأ هك

٥١

 وقوله جل وعز { ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون }

 قال النحويون { فرأوه مصفرا } أي فرأوا النبات مصفرا وحقيقته فرأوا الأثر مصفرا { لظلوا من بعده يكفرون } أي ليظلن هذا قول الخليل

 قال أبو جعفر وهذا يقع في حروف المجازاة

٥٢

ثم قال جل وعز { فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين } آية 

 أي إنهم بمنزلة الموتى والصم لأنهم لا يقبلون لمعاندت

٥٣

 وقوله جل وعز { إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون } آية 

 أي ما تسمع إلا من كان قابلا غير معا

٥٤

 وقوله جل وعز { اللّه الذي خلقكم من ض

 ثم جعل من بعد ضعف قوة }

 { خلقكم من ضعف } أي من المني

 أي خلقكم في حال ضعف

 ثم جعل من بعد ضعف قوة } أي الشباب

٥٥

وقوله جل وعز { ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة }

 أي يحلفون ما لبثوا في القبور إلا ساعة واح

 ثم قال تعالى { كذلك كانوا يؤفكون } آية 

 أي كذلك كانوا يكذبون في الدنيا

 يقال إفك الرجل إذا صرف عن الصدق والخير وأرض مأفوكة ممنوعة من الم

٥٦

 وقوله جل وعز { وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب اللّه إلى يوم البعث } آية 

 قيل المعنى في خبر كتاب اللّه أنكم لبثتم في قبوركم إلى يوم القيامة

 وقيل في الكلام تقديم وتأخير

 والمعنى وقال الذين أوتوا العلم في كتاب اللّه لقد لبثتم إلى يوم الب

٦٠

 وقوله جل وعز { فاصبر إن وعد اللّه حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون } آية 

 { ولا يستخفنك } أي لا يستفزنك { الذين لا يوقنون } أي الشاكون  انتهت سورة الروم