سُورَةُ النَّمْلِ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ ثَلاَثٌ وَتِسْعُونَ آيَةً

مكية وآياتها  آية

 بسم اللّه الرحمن الرحيم سورة النمل وهي مكية

١

من ذلك قوله جل وعز { طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين } آية   

 { تلك } أي هذه { آيات القرآن } الذي كنتم توعدون به

 { وكتاب مبين } أي وآيات كتاب مبين

٤

 وقوله جل وعز { إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم } آية 

 قال أبو إسحق أي جعلنا جزاءهم على الكفر هذا

 وقيل أي زينا لهم الطاعة والإيمان لأنهما من أعمال الخل

 ثم قال جل وعز { فهم يعمهون } آية 

 روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال فهم يترددون في الضلالة

٦

 ثم قال جل وعز { وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم } آية 

 أي يلقى عليك فتتلقاه

٧

 وقوله جل وعز { إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا } آية 

 قال أبو عبيدة أي أبصرت

 قال أبو جعفر ومنه قيل إنس لأنهم مرئيون

 ثم قال جل وعز { سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس } آية

 قال أبو عبيدة الشهاب النار

 قال أبو إسحق يقال لكل ذي نور شهاب

 قال أحمد بن يحيى أصل الشهاب عود في أحد طرفيه جمرة

والآخر لا نار فيه والجذوة كذلك إلا أنها أغلظ من الشهاب وسميت جذوة لأنها أصل الشجرة كما هي

 قال أبو جعفر يقال قبست النار أقبسها قبسا والاسم القبس

 ثم قال جل وعز { لعلكم تصطلون } آية 

 روى عكرمة عن ابن عباس قال كانوا شاتين وكانوا قد أخطأوا الطريق

٨

 ثم قال جل وعز { فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها } آية

 أي فلما جاءها موسى نودي أن بورك من في النار ومن حولها

 روى عطاء بن السائب عن سعبد بن جبير عن ابن عباس قال النار نور اللّه جل وعز نادى موسى صلى اللّه عليه وسلم وهو في النور { ومن حولها } الملائكة

 وروى موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب النار نور اللّه جل وعز { ومن حولها } موسى والملائكة صلى اللّه عليه وسلم

 وقيل { من في النار } الملائكة الموكلون بها

 { ومن حولها } الملائكة أيضا

 والمعنى يقولون سبحان اللّه رب العالمين

 وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد { ولم يعقب } ولم يرجع

١٠

 وقوله جل وعز { إني لا يخاف لدي المرسلون إلا من ظلم } آية   

 في معناه أقوال

١١

 أ منها أن في الكلام حذفا والمعنى إني لا يخاف لدي المرسلون إنما يخاف غيرهم ممن ظلم { إلا من ظلم

 ثم تاب فإنه لا يخاف

 ب وقيل المعنى لا يخاف لدي المرسلون لكن من ظلم من المرسلين وغير

 ثم تاب فليس يخاف

 ج وقيل { إلا } بمعنى الواو وذا ليس بجيد في العربية

١٢

 وقوله جل وعز { وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء } آية   

 المعنى وأخرجها تخرج بيضاء

 وروى مقسم عن ابن عباس { من غير سوء } من غير بر

 ثم قال جل وعز { في تسع آيات } آية   

 المعنى من تسع آيات و في بمعنى من لقربها منها كما تقول خذ لي عشرا من الإبل فيها فحلان أي منها وقال الأصمعي في قول امرئ القيس

  وهل ينعمن من كان آخر عهده  ثلاثين شهرا في ثلاثة أحوال 

 في بمعنى من ويجوز أن تكون بمعنى مع والمعنى وألق عصاك وأدخل يدك في جيبك آيتان من تسع آيات

 والتسع الآيات فيما روي كون العصا حية وكون يده بيضاء من غير سوء والجدب الذي أصابهم في بواديهم ونقص الثمرات والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم

 ثم قال جل وعز { إلى فرعون وقومه } آية  

 تخرج بيضاء إلى فرعون وقومه

 وقيل المعنى إلى فرعون وقومه مبعوث ومرسل وهذا قول الفراء

١٣

 وقوله جل وعز { فلما جاءتهم آياتنا مبصرة } آية   

 أي واضحة

 و { مبصرة } أي مبينة

١٤

 وقوله جل وعز { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا } آية   

 أي تكبرا أن ؤمنوا بموسى صلى اللّه عليه وسلم وقد جاءهم بالبراهين والآيات

١٦

 وقوله جل وعز { وورث سليمان داود } آية   

 سبيل الولد أن يرث أباه فالفائدة في هذا أنه من وراثة العلم والقيام بأمر الناس ومن هذا العلماء ورثة الأنبياء

 ويروى أنه كان لداود عليه السلام تسعة عشر ولدا فورثه سليمان في النبوة والملك دونهم { وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير }

 ثم قال جل وعز { وأوتينا من كل شيء } آية   

 أي من كل شيء يؤتاه الأنبياء والناس

 وهذا على التكثير كما يقال ما بقيت أحدا حتى كلمته في أمرك

١٧

 وقوله جل وعز { فهم يوزعون } آية   

 روى معمر عن قتادة قال يرد أولهم على آخرهم

 قال أبو جعفر أصل وزعته كففته ومنه لا بد للناس من وزعة ومنه لما يزع السلطان أكثر مما يزع القرآن

 روى عطاء الخراساني عن ابن عباس { فهم يوزعون } قال على كل صنف منهم وزعة يرد أولاها على أخراها لئلا يتقدموا في المسير كما يصنع الملوك

 فهذا قول بين ومنه وزع فلان فلانا عن الظلم إذا كفه عنه كما قال النابغة

  على حين عاتبت المشيب على الصبا  وقلت ألما يصح والشيب وازع

١٨

 ثم قال جل وعز { حتى إذا أتوا على وادي النمل } آية   

 يروى أنه واد كان بالشام نمله على قدر الذباب

 وقرأ سليمان التيمي{ يا أيها النمل ادخلوا مساكنكن لا يحطمنكن سليمان بجنوده >

١٩

 وقوله جل وعز { فتبسم ضاحكا من قولها } آية   

 ويقرأ{ فتبسم ضحكا من قولها } ويقال كذلك ضحك الأنبياء

 وقوله جل وعز { وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك } آية   

 قال أهل التفسير { أوزعني } أي ألهمني وهو مأخوذ من الأول أي كفني عن الأشياء إلا عن شكر نعمتك أي كفني عما يباعد منك

٢٠

 وقوله جل وعز { وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد } آية 

 قال أبو مجلز قال ابن عباس لعبداللّه بن سلام أريد أن أسألك عن ثلاث مسائل قال أتسألني وأنت تقرأ القرآن

 قال نعم ثلاث مرات

 قال لم تفقد سليمان الهدهد دون سائر الطير

 قال احتاج إلى الماء ولم يعرف عمقه أو قال مسافته وكان الهدهد يعرف ذلك دون الطير فتفقده

 وفي غير هذا عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له كيف هذا والصبي يصيده فقال له ابن عباس إذا وقع القضاء عمي البصر

 وقال عطاء حدثنا مجاهد عن ابن عباس قال كان سليمان يجلس وتجعل السرر بين يديه ويأمر الإنس فيجلسون علي

 ثم يأمر الجن فيجلسون من ورائ

 ثم يأمر الشياطين فيجلسون من ورائ

 ثم يظلهم الطير وتقلهم الريح مسيرة شهر

٢١

 ورواحها شهر فتفقد الهدهد من الطير فقال { لأعذبنه عذابا شديدا } آية   

 وكان تعذيبه إياه نتفه وإلقاءه إياه في الأرض لا يمتنع من نملة ولا هامة

 قال عبداللّه بن شداد كان تعذيبه إياه أن ينتفه ويلقيه في الشمس

 ثم قال جل وعز { أو ليأتيني بسلطان مبين } آية   

 أي بحجة بينة

٢٢

 وقوله جل وعز { فمكث غير بعيد } آية 

 أي غير وقت بعيد

 والتقدير فمكث سليمان غير طويل من حين سأل عن الهدهد حتى جاء الهدهد فقال أي فقال الهدهد حين سأله سليمان عن تخلفه { أحطت بما لم تحط به }

 في الكلام حذف والمع

 ثم جاء فسأله سليمان عن غيبته { فقال أحطت بما لم تحط به }

 ومعنى أحطت بالشيء علمته من جميع جهاته

 وقوله جل وعز { وجئتك من سبإ بنبإ يقين } آية 

 قيل سبأ اسم رجل

 وقيل هي مدينة قرب اليمن

٢٣

 وقوله جل وعز { إني وجدت امرأة تملكهم } آية 

 قال قتادة هي امرأة يقال لها بلقيس ابنة شراحيل وكان أحد أبويها من الجن ومؤخر قدمها كحافر الحمار

 ثم قال جل وعز { وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم } آية 

 أي من كل شيء يؤتاه مثلها

 { ولها عرش عظيم } أي سرير كبير عظيم الخط

٢٥

 وقوله جل وعز { ألا يسجدوا للّه } آية 

 هي أن دخلت عليها لا

 والمعنى لئلا يسجدوا للّه

 ويجوز أن يكون أن بدلا من أعمالهم

 وقرأ ابن عباس وعبدالرحمن السلمي والحسن وأبو جعفر وحميد الأعرج{ ألا يا اسجدوا للّه }

 والمعنى على هذه القراءة ألا يا هؤلاء اسجدوا للّه كما قال الشاعر

  يا لعنة اللّه والأقوام كلهم  والصالحين على سمعان من جار 

 فالمعنى يا هؤلاء لعنة اللّه وعلى هذه القراءة هي سجدة وعلى القراءة الأولى ليست بسجدة لأن المعنى وزين لهم الشيطان أن لا يسجدوا للّه

 والكلام على القراءة الأولى متسق وعلى القراءة الثانية قد اعترض في الكلام شيء ليس منه

 ثم قال جل وعز { الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض } آية 

 روى ابن نجيح عن مجاهد قال { الخبء } ما غاب

 وروى معمر عن قتادة قال { الخبء } السر

 وقيل الخبء في السموات المطر وفي الأرض النبات والأول أولى أي ما غاب في السموات والأرض ويدل عليه قوله { ويعلم ما تخفون وما تعلنون }

 وفي قراءة عبداللّه { يخرج الخبء في السماوات والأرض }

٢٨

 وقوله جل وعز { اذهب بكتابي هذا فألقه إلي

 ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون } آية 

 قيل المعنى فألقه إليهم فانظر ماذا يرجع

 ثم تول عنهم

 وقيل إنما أدبه بأدب الملوك أي فألقه إليهم ولا تقف منتظرا ولكن ت

 ثم ارجع

٢٩

 وقوله جل وعز { قالت يا أيها الملأ } آية 

 في الكلام حذف والمعنى فذهب فألقاه إليهم فسمعها تقول { يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم }

 قيل قالت { كريم } لكرم صاحبه وشرفه

 وقيل لأنه كان مختوما

 وقيل قالت { كريم } من أجل ما فيه وكان فيه بسم اللّه الرحمن الرحيم من عبداللّه سليمان إلى بلقيس { ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين } وكانت كتب الأنبياء مختصرة واحتذى الناس عليه من عبد اللّه

٣٠

 قال عاصم عن الشعبي قال كتب النبي صلى اللّه عليه وسلم أربعة كتب كان يكتب باسمك اللّهم فلما نزلت { بسم اللّه مجراها ومرساها } كتب بسم اللّه فلما نزلت { قل ادعوا اللّه أو ادعوا الرحمن } كتب بسم اللّه الرحمن فلما نزلت { إنه من سليمان وإنه بسم اللّه الرحمن الرحيم } كتب بسم اللّه الرحمن الرحيم

 قال عاصم قلت للشعبي أنا رأيت كتاب النبي صلى اللّه عليه وسلم فيه { بسم اللّه الرحمن الرحيم } فقال ذاك الكتاب الثال

٣١

 وقوله جل وعز { ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين } آية   

 أي أن لا تتكبروا

 ويجوز أن يكون المعنى بأن لا تعلوا علي أي كتب بترك العلو

 ويجوز على مذهب الخليل وسيبويه أن تكون أن بمعنى أي مفسرة كما قال { وانطلق الملأ منهم أن امشوا }

 ويجوز أن يكون المعنى إني ألقي إلي أن لا تعلوا علي

٣٤

 وقوله جل وعز { قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها } آية 

 أي إذا دخلوها عنوة

 ويقال لكل مدينة يجتمع الناس فيها قرية من قريت الشيء أي جمعته

 وقوله جل وعز { وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون } آية

 يجوز أن يكون { وكذلك يفعلون } من قول اللّه جل وعز ويجوز أن يكون من قولها

٣٥

 وقوله جل وعز { وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون } آية 

 روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال وجهت بغلمان عليهم لبس الجواري وبجوار عليهن لبس الغلمان

 وروى يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير قال أرسلت بمائتي وصيف ووصيفة وقالت إن كان نبيا فسيلعم الذكور من الإناث فأمرهم فتوضؤوا فمن توضأ منهم فبدأ بمرفقه قبل كفه قال هو من الإناث ومن بدأ بكفه قبل مرفقه قال هو من الذكور

 قال أبو جعفر وقيل وجهت إليه بلبنة من ذهب في خرقة حرير فأمر سليمان صلى اللّه عليه وسلم بلبن من ذهب فألقي تحت الدواب حتى وطأته

٣٦

وهذا أشبه لقوله { أتمدونن بمال } ويجوز أن يكون وجهت بهما جميعنا ومعنى قوله تعالى { لا قبل لهم بها } أي لا يطيقونها ولايثبتون لها

٣٨

 وقوله عز وجل { قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين } آية  قيل إنما قال سليمان هذا لانهم إذا أسلموا لم يحل لهم أن يأخذ لهم شيئا

 وقيل إنما أراد أن يظهر بذلك آية معجزة

٣٩

 وقوله جل وعز { قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك } آية  وقرأ أبو رجاء قال عفرية بتحريك الياء قال قتادة هو الداهية

قال أبو جعفر يقال للشديد إذا كان معه خبث ودهاء عفر وعفرية وعفريت وعفارية وقيل عفريت أي رئيس

 قال وهب إن العفريت اسمه كوذن

 وقوله { أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك } أي من مجلسك الذي تقضي فيه بين الناس

 قال أبو جعفر يقال مقام ومقامة للموضع الذي يقام فيه

٤٠

 وقوله جل وعز { قال الذي عنده علم من الكتاب } آية

 في معنى هذا أقوال

 روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال كان يعرف اسم اللّه جل وعز الذي إذا دعي به أجاب وهو يا ذا الجلال والإكرام

 وقال غيره اسمه آصف بن برخيا وهو من بني إسرائيل فهذا قول

 وقيل إن الذي عنده علم من الكتاب هو سليمان نفسه لما قال له الجني { أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك } وادعى شيئا يبعد أن يكون مثله قال له سليمان أنا آتيك به في وقت أقرب من هذا بقدرة اللّه جل وعز على أن نهلكه وتعيده موضعنا هذا من قبل أن تطرف

 وقال إبراهيم النخعي هو جبريل صلى اللّه عليه وسلم

 وفي قوله جل وعز { قبل أن يرتد إليك طرفك } آية  فيه قولان أيضا

 روى إسماعيل بن أبي خالد عن سعيد بن جبير قال فرفع طر

 ثم رده فإذا بالعرش

 وقال مجاهد من قبل مد الطرف

 ثم قال مجاهد كما بيننا وبين الحيرة وهو يومئذ بالكوفة في كندة

 واستدل من قال إن قائل هذا سليمان بقوله { قال هذا من فضل ربي } إلى آخر الآية

 قال عبد اللّه بن شداد فظهر العرش من نفق تحت الأرض

٤١

 وقوله جل وعز { قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدي } آية   

 أي غيروه

 قيل جعل أعلاه أسفله وأسفله أعلاه

 وقال قتادة { نكروا لها عرشها } غيروه بزيادة أو نقصان

 { ننظر أتهتدي } قال مجاهد أي أتعرفه

٤٢

 وقوله جل وعز { قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو } آية

 قال قتادة شبهته به لأنها خلفته خلفها وخرج

 ثم قال جل وعز { وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين } آية 

 قال مجاهد يقوله سليمان عليه السلام

٤٣

 وقوله جل وعز { وصدها ما كانت تعبد من دون اللّه } آية 

 قال مجاهد أي كفرها

 قال أبو جعفر والمعنى على هذا وصدها اعتيادها ما كانت عليه من الكفر وبين ذلك بقوله { إنها كانت من قوم كافرين }

 وقال يعلى بن مسلم قرأت على سعيد بن جبير { إنها كانت من قوم كافرين } فقال أنها بالفتح وقال إنما وصفها وليس يستأنف

 وفي معناه قول آخر وهو أن يكون المعنى وصدها عما كانت تعبد من دون الل

 ثم حذف عن كما تحذف حروف الخفض مع ما يتعدى إلى مفعولين

أحدهما  بحرف

٤٤

وقوله جل وعز { قيل لها ادخلي الصرح } آية 

 قال مجاهد هو بركة ماء ألبسها سليمان زجاجا

 وقال قتادة كان من قوارير خلفه ماء

 { فلما رأته حسبته لجة } أي ماء

 وقيل الصرح القصر عن أبي عبيدة كما قال تحسب أعلامهن الصروح

 وقيل الصرح الصحن كما نقل هذه صرحة الدار وقاعتها بمعنى

 وحكى أبو عبيد في الغريب المصنف أن الصرح كل بناء عال مرتفع وأن الممرد الطويل

 قال أبو جعفر أصل هذا أنه يقال لكل ما عمل عملا واحدا صرح من قولهم لبن صريح إذا لم يشبه ماء ومن قولهم صرح بالأمر ومنه عربي صريح

 وقال الفراء الصرح الممرد هو الأملس أخذ من قول العرب شجرة مرداء إذا سقط ورقها عنها

 قال الفراء وتمرد الرجل إذا أبطأ خروج لحيته بعد إدراكه

 وقال غيره ومنه رملة مرداء إذا كانت لا تنبت ورجل أمرد

 وقيل الممرد المطول ومنه قيل لبعض الحصون ما

٤٥

 وقوله جل وعز { فإذا هم فريقان يختصمون } آية 

 قال مجاهد أي مؤمن وكافر قال والخصومة قولهم { أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه } فهذه الخصومة

 وقيل تقول كل فرقة نحن على ال

٤٦

 وقوله جل وعز { قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة } آية 

 قال مجاهد أي بالعذاب قبل الرحمة

 قال أبو جعفر وفي الكلام حذف والمعنى واللّه أعلم فاستعجلت الفرقة الكافرة بالعذاب فقال لهم صالح لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة { لولا تستغفرون اللّه } أي هلا تستغفرون الل

٤٧

 وقوله جل وعز { قالوا اطيرنا بك وبمن معك } آية 

 قال مجاهد { اطيرنا } أي تشاءم

 وقوله جل وعز { قال طائركم عند اللّه بل أنتم قوم تفتنون } آية 

 قال الضحاك أي الأمر الذي أصابكم عند اللّه

 أي الأمر للّه أصابكم به بما قدمت أيديكم

 وقيل ما تطيرتم به عقوبته عند اللّه تلحقكم

 وقيل { طائركم } ما يطير لكم { بل أنتم قوم تفتنون } أي تختبر

٤٨

 وقوله جل وعز { وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون } آية 

 قال جعفر بن سليمان تلا مالك بن دينار هذه الآية فقال كم في كل حي وقبيلة ممن يفسد

 وقال عطاء بن أبي رباح بلغني أنهم كانوا يقرضون الدرا

٤٩

 وقوله جل وعز { قالوا تقاسموا باللّه لنبيتنه وأهله } آية

 قال قتادة تحالفوا على أن يفتكوا بصالح ليلا فمروا يتعانقون أي يسرعون فأرسل اللّه عليهم صخرة فأهلكتهم

 قال مجاهد تقاسموا على أن يأتوا صالحا ليلا فأهلكوا وهلك قومهم أجمع

٥٤

 وقوله جل وعز { ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون }

 أي واذكر لوطا أو وأرسلنا لوطا

 ثم قال { أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون } أي وأنتم تبصرون أي تعلمون أنها فاحشة فذلك أعظم لذنبكم

 وقيل يرى بعضكم ذلك من بعض ولا يكتمه منه

 قال مجاهد في قوله تعالى { إنهم أناس يتطهرون } أي عن أدبار الرجال والنساء على الاستهزاء بهم

 وقال قتادة عابوهم واللّه بغير عيب فإنهم يتطهرون من أعمال الس

٥٩

 وقوله جل وعز { قل الحمد للّه وسلام على عباده الذين اصطفى } آية 

 وروى الحكم بن ظهير عن السدي ووكيع وأبو عاصم عن سفيان { وسلام على عباده الذين اصطفى } قالا أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم اصطفاهم اللّه لنبيه صلى اللّه عليه وسلم وقال جل وعز { آللّه خير أما يشركون } آية 

 وليس فيما يشركون خير فالمعنى أثواب اللّه خير أم ثواب ما يشركون

 وجواب آخر أجود من هذا يكون المعنى آلخير في هذا أم في هذا الذي يشركون به في العبادة كما قال

  أتهجوه ولست له بكفء  فشركما لخيركما الفداء 

 وحكى سيبويه السعادة أحب إليك أم الشقاء

 وهو يعلم أن السعادة أحب إليه

 والمعنى أم ما تشركون باللّه خير أم الذي يهديكم في ظلمات البر والبحر إذا ضللتم الطر

٦٠

 وقوله جل وعز { بل هم قوم يعدلون } آية 

 أي يعدلون عن القصد والحق

 ويجوز أن يكون المعنى يعدلون باللّه جل وعز

وقوله جل وعز { فأنبتنا به حدائق ذات بهجة } آية 

 روى معمر عن قتادة قال النخل الحسان

 قال أبو جعفر وهو من قولهم حدق به أي أحيط به كما قال

  وقد حدقت  بي المنية واستبطأت أنصاري 

٦١

وقوله جل وعز { بل ادارك علمهم في الآخرة } آية 

 ويقال بل ادرك أي كمل لأنهم عاينوا الحقائق

 وروى شعبة عن أبي حمزة عن ابن عباس أنه قرأ{ بلى أدارك }

بفتح الهمزة على الاستفهام وبتشديد الدال { علمهم في الآخرة } وقال أي لم يدرك

 وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أي غاب

 والمعروف من قراءته{ بلى ادارك } أي تتابع يقولون تكون ولا تكون وإلى كذا تكون

 قال أبو جعفر في آدارك هذه ألف التوقيف أي أدارك علمهم في الدنيا حقيقة الآخرة أي لم يدرك وربما جاء مثل هذا بغير ألف استفهام

 وقرأ ابن محيصن بل أدارك علمهم وأنكر هذا أبو عمرو قال لأن بل لا يقع بعدها إلا ايجاب

 قال أبو جعفر وهو جائز على أن يكون المعنى بل لم يدرك علمهم وبل يقال لهم هذا

٧٢

وقوله جل وعز { قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون }

 قال مجاهد أي أعجلكم

 وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله { ردف لكم } أي اقترب لكم

 قال أبو جعفر وهو من ردفه إذا اتبعه وجاء في أثره وتكون اللام أدخلت لأن المعنى اقترب لكم ودنا لكم أو تكون متعلقة بمص

٨٢

 وقوله جل وعز { وإذا وقع القول عليهم } آية 

 أي وجب

 قال الفراء أي وقع السخط علي

 وقوله جل وعز { أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم } آية 

 وقرأ ابن عباس { تكلمهم }

 وقرأ أبو زرعة بن عمرو بن جرير { تكلمهم } وقرأ أبي تنبئهم

 قال إبراهيم تخرج الدابة من مكة

 وروى أبو الطفيل عن حذيفة بن اليمان قال تخرج الدابة ثلاث خرجات خرجة بالبوا

 ثم تنكمي وخرجة بالقرى يتقاتل فيها الأمراء حتى تكثر الدماء وخرجة من أفضل المساجد وأشرفها وأعظمها حتى ظننا أنه يسمى المسجد الحرام ولم يسمه فيتهارب الناس وتبقى جميعة من المسلمين فتخرج فتجلو وجوه

 ثم لا ينجو منها هارب ولا يلحقها طالب وإنها لتأتي الرجل وهو يصلي فتقول له أتمتنع بالصلاة فتخطه وتخطم وجه الكافر وتجلو وجه المؤمن

٨٥

وقوله جل وعز { ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون } آية 

 روى عطية عن ابن عمر قال ذلك إذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المن

٨٧

 وقوله جل وعز { ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء اللّه } آية 

 حدثنا أحمد بم محمد البراثي قال حدثنا علي بن الجعد عن مقاتل بن حيان

 في قوله تعالى { إلا من شاء اللّه } قال جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت

 وحدثنا الحسين بن عمر الكوفي قال حدثنا هناد بن السري قال حدثنا وكيع عن شعبة عن عمارة بن أبي حفصة عن حجر الهجري عن سعيد بن جبير في قوله { إلا من شاء اللّه } قال هم الشهداء هم ثنية اللّه جل وعز متقلدوا السيوف حول العرش

ثم قال جل وعز { وكل أتوه داخرين } آية 

 قال قتادة أي صاغر

٨٨

 ثم قال جل وعز { وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب }

 لأنها قد بست وجم

٨٩

 وقوله جل وعز { من جاء بالحسنة فله خير منها } آية 

 قال عبد اللّه بن مسعود لا إله إلا اللّه

 وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس { من جاء بالحسنة } قال لا إله إلا اللّه { فله خير منها } وصل إليه

٩٠

الخير { ومن جاء بالسيئة } وهي الشرك { فكبت وجوههم في النار }

 وقال الحسن ومجاهد وقيس بن سعد { من جاء بالحسنة } ب لا إله إلا اللّه { ومن جاء بالسيئة } الشرك

 قال أبو جعفر ولا نعلم أحدا من أهل التفسير قال غير ه

٩٣

 وقوله جل وعز { وقل الحمد للّه سيريكم آياته فتعرفونها } آية 

 أي في أنفسكم وغيرها

  تمت بعونه تعالى سورة النمل