سُورَةُ الْفُرْقَانِ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ سَبْعٌ وَسَبْعُونَ آيَةً

مكية وآياتها  آية

 بسم اللّه الرحمن الرحيم سورة الفرقان وهي مكية

حدثني يموت بن المزرع قال حدثنا أبو حاتم قال حدثنا أبو عبيدة قال حدثنا يونس بن حبيب قال سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول سألت مجاهدا تلخيص الآي المدني من المكي فقال مجاهد سألت ابن عباس وذكر الحديث وقال فيه نزلت سورة الفرقان بمكة فهي مكية

١

 من ذلك قوله جل وعز { تبارك الذي نزل الفرقان على عبده } آية   

 وقرأ عبد اللّه بن الزبير { على عباده }

 { تبارك } تفاعل من البركة وهي حلول الخير

 ومنه فلان مبارك أي الخير يحل بحلوله مشتق من البرك والبركة وهما المصدر

 و { الفرقان } القرآن لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر

 و { النذير } المخوف عذاب اللّه تبارك وتعالى وكل مخوف نذير ومنذر

٢

 وقوله جل وعز { وخلق كل شيء فقدره تقديرا } آية 

 أي قدره لكل شيء ما يصلحه ويقوم به

٣

  وقوله جل وعز { ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا } آية 

 يقال أنشر اللّه الموتى فنشروا

٤

  ثم قال تعالى { وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه } آية 

 قال مجاهد وقتادة { إفك } أي كذب

 ثم قال تعالى { وأعانه عليه قوم آخرون }

 روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال اليهود

 ثم قال جل وعز { فقد جاؤوا ظلما وزورا } آية 

 قال مجاهد أي كذبا

 قال أبو جعفر والتقدير فقد جاءوا بظلم وزور

٥

 ثم قال جل وعز { وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا } آية 

 قال مجاهد أي أحاديث الأولين

 قال قتادة { وأصيلا } أي عشيا

٧

 وقوله جل وعز { وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق } آية

 أي أي شيء له آكلا وماشيا

 ثم طلبوا أن يكون معه ملك شريكا فقالوا { لولا أنزل إليه ملك } وقد قال عز وجل { ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون }

 أي لو أنزلنا ملكا لم يكونوا يفهمون عنه حتى يكون رجلا وإذا كان رجلا لم يؤمنوا أيضا إلا بتأويل

١٠

 وقوله جل وعز { تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار } آية   

 روى سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن خيثمة قال قيل للنبي صلى اللّه عليه وسلم إن شئت أن نعطيك خزائن الدنيا ومفاتحها ولم يعط ذلك من قبلك ولا يعطاه أحد بعدك وليس ذلك بناقصك في الآخرة شيئا

 وإن شئت جمعنا ذلك لك في الآخرة فقال يجمع لي ذلك في الآخرة

 فأنزل اللّه عز وجل { تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا } آية   

١٢

 وقوله جل وعز { إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا } آية   

 قيل في معنى هذا قولان

 أحدهما  سمعوا لمن فيها من المعذبين تغيظا وزفيرا

 واستشهد صاحب هذا القول بقوله عز وجل { لهم فيها زفير وشهيق }

 والقول الاخر أن المعنى سمعوا لها تغيظا عليهم كما قال تعالى { تكاد تميز من الغيظ }

 والقول الثاني أولى لأنه قال { سمعوا لها } ولم يقل سمعوا فيها ولا منها

 والتقدير سمعوا لها صوت تغيظ

١٣

  وقوله جل وعز { دعوا هنالك ثبورا } آية   

 قال مجاهد والضحاك أي هلاكا

 قال أبو جعفر يقال ما ثبرك عن كذا أي ما صرفك عنه

 فالمثبور هو المصروف عن الخير

 والمعنى يقولون واثبوراه

 وروى علي بن زيد عن أنس بن مالك عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال أول من يكسى حلة من جهنم إبليس فيضعها على

جبينه ويسحبها يقول واثبوراه وتتبعه ذريته يقولون واثبوراه فيقال لهم لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا

١٥

  ثم قال جل وعز { قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون } آية   

 وليس في ذلك خير فإنما هو على عملكم وعلى ما تفعلون

١٦

 ثم قال جل وعز { كان على ربك وعدا مسؤولا } آية   

 قال محمد بن كعب أي يسأله وهو قول الملائكة صلى اللّه عليه { ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم }

 وقيل إن ذلك يراد به قولهم { لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها }

١٧

 وقوله جل وعز { ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون اللّه } آية   

 قال مجاهد المسيح وعزيرا والملائكة

١٨

 وقوله جل وعز { حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا } آية   

 قال مجاهد أي هالكين

 قال أبو جعفر يقال لما هلك أو فسد أو كسد بائر ومنه بارت السوق وبارت الأيم و بور يقع للواحد والجماعة على قول أكثر النحويين

 وقال بعضهم الواحد بائر والجمع بور كما يقال عائد وعوذ وهائد وهود

١٩

 ثم قال جل وعز { فقد كذبوكم بما تقولون } آية   

 أي بقولكم إنهم آلهة

 وحكى الفراء أنه يقرأ{ فقد كذبوكم بما يقولون }

 قال أبو جعفر والمعنى على هذا فقد كذبوكم بقولهم { ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء }

 ثم قال تعالى { فما تستطيعون صرفا ولا نصرا } آية   

 قال يونس الصرف الحيلة من قولهم فلان يتصرف في الأشياء أي فما يستطيعون أن يصرفوا عن أنفسهم العذاب ولا ينصروها

 وقوله جل وعز { ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا } آية   

 قال الحسن الشرك

٢٠

 وقوله جل وعز { وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا } آية

 قال قتادة { فتنة } أي بلاء

 قال أبو جعفر الفتنة في اللغة الاختبار

 والمعنى جعلنا الشريف للوضيع والوضيع للشريف فتنة

 يروى أن الشريف كان يريد أن يسلم فيمنعه من ذلك أن من هو دونه قد أسلم قبله فيقول أعير بسبقه إياي

 وإن بعض الزمنى والفقراء كان يقول لم لم أكن غنيا وصحيحا فأسلم

 ثم قال جل وعز { أتصبرون } أي إن صبرتم فقد عرفتم أجر الصابرين

٢١

 ثم خبر أن الذين لا يؤمنون بالآخرة يقترحون من الآيات ما لم يعطه أحد فقال جل وعز { وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا }

آية   

 والعتو التجاوز فيما لا ينبغي

٢٢

 ثم قال جل وعز { يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا } آية 

 روى عطية عن أبي سعيد الخدري { حجرا محجورا } قال حراما محرما

 قال الضحاك أي تقول لهم الملائكة حراما عليكم محرما أن تكون لكم البشرى اليوم يعني الكفار

 قال أبو جعفر والمعنى حراما عليكم البشرى ومن هذا حجر القاضي إنما هو منعه ومن هذا حجر الإنسا

٢٣

 وقوله جل وعز { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل } آية 

 قال مجاهد { وقدمنا } أي عمدنا

 قال أبو جعفر وأصل هذا أن القادم إلى الموضع يعمد له ويقصد إليه

 ثم قال جل وعز { فجعلناه هباء منثورا } آية 

 روى أبو إسحق عن الحارث عن علي قال الهباء المنثور شعاع الشمس الذي يدخل من الكوة

 قال أبو جعفر وهباء جمع هباءة فيقال لما يكون من شعاع الشمس

 وهو شبيه بالغبار هباء منثور ويقال لما يطير من تحت سنابك الخيل هباء منبث

 وأصله من أهبأ التراب إهباء إذا أثاره كما قيل منينا كأنه أهباء

٢٤

 وقوله جل وعز { أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا } آية 

 قال أبو جعفر القول في هذا كالقول في قوله تعالى { أذلك خير أم جنة الخلد }

 والفراء يذهب إلى أنه ليس في هذا سؤال البتة

 ثم قال جل وعز { وأحسن مقيلا } آية 

 قال قتادة أي مأوى ومنزلا

 قال أبو جعفر المقيل في اللغة هو المقام وقت القيلولة خاصة فقيل إن أهل الجنة ينصرفون إلى نسائهم مقدار وقت

نصف النهار فيقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار ذلك الوقت

٢٥

 ثم قال جل وعز { ونزل الملائكة تنزيلا } آية 

 قال قتادة تنزل ملائكة كل سماء سماء فيقول الخلائق لهم أفيكم ربنا جل وعز وذكر الحديث

٢٦

 ثم قال جل وعز { الملك يومئذ الحق للرحمن } آية 

 لأن ملك الدنيا زائ

٢٧

 وقوله جل وعز { ويوم يعض الظالم على يديه } آية 

 قال سعيد بن المسيب كان عقبة بن أبي معيط خدنا لأمية بن خلف فبلغ أمية أن عقبة عزم على أن يسلم فأتاه فقال له وجهي من وجهك حرام إن لم تكفر بمحمد صلى اللّه عليه وسلم ففعل الشقي فأنزل اللّه جل وعز { ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا }

٢٨

 وقال أبو رجاء فلان هو الشيطان واحتج لصاحب هذا القول بأن بعده { وكان الشيطان للإنسان خذولا }

 والقول الأول هو الذي عليه أهل التفسير

 روى عثمان الجزري عن مقسم عن ابن عباس أن هذا نزل في عقبة و أمية

 وفي رواية مقسم فأما عقبة فكان في الأسارى يوم بدر فأمر النبي صلى اللّه عليه وسلم بقتله فقال أأقتل دونهم فقال نعم بكفرك وعتوك فقال من للصبية فقال النار فقام علي بن أبي طالب فقتله

 وأما أمية بن خلف فقتله النبي صلى اللّه عليه وسلم بيده وكان قال واللّه لأقتلن محمدا فبلغ ذلك النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال أنا أقتله إن شاء اللّه

 وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أمية لعقبة أصبأت فقال عقبة إنما صنعت طعاما فأبي محمد أن يأكل منه حتى أشهد له بالرسالة

 والذي قال أبو رجاء ليس بناقض لهذا لأن هذا كان

بإغواء الشيطان وتزيينه فيجوز أن يكون نسب إليه على هذا

٣٠

 وقوله جل وعز { وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا } آية 

 قال مجاهد وإبراهيم أي قالوا فيه غير الحق

 قال إبراهيم ألم تر إلى المريض كيف يهجر أي يهذي

 وقيل { مهجورا } أي متروكا

٣١

 وقوله جل وعز { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين } آية   

 قال أبو جعفر يجوز أن يكون { عدوا } بمعنى أعداء ويجوز أن يكون لواحد

 وفي بعض الروايات عن ابن عباس أنه يراد به أبو جهل

٣٢

 وقوله جل وعز { وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك } آية 

 قيل هذا التمام

 والمعنى أنزلناه متفرقا لنثبت به فؤادك كذلك التثبيت كما قال جل وعز { ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا }

 لأنه إذا أنزله متفرقا كان فيه جواب ما يسألون في وقته فكان في ذلك تثبيت فقيل التمام قوله { كذلك }

 وقيل التمام عند قوله جملة واحدة

 والمعنى وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كالتوراة والإنجيل ومعنى هذا لم أنزل متفرقا فقال جل وعز { كذلك لنثبت به فؤادك } أي أنزلناه متفرقا لنثبت به فؤادك

 ثم قال جل وعز { ورتلناه ترتيلا } آية 

 روى مغيرة عن إبراهيم قال أنزل متفرقا

 وقال الحسن كلما سئل النبي صلى اللّه عليه وسلم عن شيء نزل جوابه حتى كمل نزوله في نحو من عشرين سنة

٣٣

 ثم قال جل وعز { ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا } آية 

 قال الضحاك أي تفصيلا

 قال أبو جعفر في الكلام حذف

 والمعنى وأحسن تفسيرا من مثلهم ومثل هذا يحذف كثيرا

٣٤

 ثم قال جل وعز { الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا } آية 

 في الحديث الشريف يحشر الناس على ثلاث طبقات

ركبانا ومشاة وعلى وجوههم قال أنس قيل يا رسول اللّه كيف يحشرون على وجوههم فقال إن الذي أمشاهم على أرجلهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم

٣٥

 وقوله جل وعز { وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا } آية 

 روى سعيد عن قتادة قال أي عونا وعضدا

٣٧

 وقوله تعالى { وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم } آية 

 قيل هذا يوجب أن قوم نوح قد كذبوا غير نوح صلى اللّه عليه وسلم

 فقيل من كذب نبيا فقد كذب جميع الأنبياء لأن الأنبياء كلهم يؤمنون باللّه جل وعز وبجميع كتبه

 وقيل هذا كما يقال فلان يركب الدواب وإن لم يركب إلا واحدة أي يركب هذا الجن

٣٨

 وقوله جل وعز { وعادا وثمود وأصحاب الرس } آية 

 قال قتادة كانوا أصحاب فلج باليمامة وآبار

 قال مجاهد أصحاب الرس كانوا على بئر لهم وكان اسمها الرس فنسبوا إليها

 قال أبو جعفر الرس عند أهل اللغة كل بئر غير مطوية ومنه قول الشاعر

  تنابلة يحفرون الرساسا 

 يعني آبار المعادن

 ويروى أنهم قتلوا نبيهم ورسوه في بئر أي دسوه فيها

 إلا أن قتادة قال إن أصحاب الأيكة وأصحاب الرس أمتان أرسل إليهم جميعا شعيب صلى اللّه عليه وسلم فعذبتا بعذابين

 ثم قال جل وعز { وقرونا بين ذلك كثيرا } آية 

 قال قتادة بلغنا أن القرن سبعون سنة

٣٩

 ومعنى { تبرنا } أهلكنا ودمرنا

٤٠

 وقوله جل وعز { ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء } آية 

 قال قتادة يعني مدينة قوم لوط

 وقوله جل وعز { بل كانوا لا يرجون نشورا } آية 

 قال قتادة أي حسابا وبعثا

 قيل { يرجون } ههنا بمعنى يخافون

 وقال من ينكر الأضداد { يرجون } على بابه أي لا يرجون ثواب الآخرة فيتقوا المعاص

٤٣

 وقوله جل وعز { أرأيت من اتخذ إلهه هواه } آية 

 قال الحسن لا يهوى شيئا إلا اتبعه

 وقال غيره كان أحدهم يعبد الحجر فإذا رأى حجرا أحسن منه أخذه وترك الأول

 قال أبو جعفر قول الحسن في هذا قول جامع أي يتبع هواه ويؤثره فقد صار له بمنزلة الإله

ثم قال جل وعز { أفأنت تكون عليه وكيلا } آية 

 قيل حافظا

 وقيل كفيلا

٤٤

 ثم قال تعالى { أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا } آية

 لأن الأنعام تسبح وتجتنب مضارها

٤٥

 وقوله جل وعز { ألم تر إلى ربك كيف مد الظل } آية 

 ترى ههنا في موضع تعلم

 ويجوز أن يكون من رؤية العين

 قال الحسن وأبو مالك وإبراهيم التيمي وقتادة والضحاك في قوله تعالى { ألم تر إلى ربك كيف مد الظل } هو ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس

 ثم قال تعالى { ولو شاء لجعله ساكنا } آية

 قال الحسن أي لو شاء لتركه ظلا كما هو

 وقال الضحاك أي لو شاء لجعل النهار كله ظلا

 وقال قتادة { ساكنا } أي دائما

{ ثم جعلنا الشمس عليه دليلا } أي تتلوه وتتبعه

٤٦

{ ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا } روى سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن مجاهد { يسيرا } أي خفيا

 وقال الضحاك سريعا

 وقال أبو مالك وإبراهيم التيمي { قبضا يسيرا } هو ما تقبضه الشمس من الظل

 قال أبو جعفر قول مجاهد أولى في العربية وأشبه بالمعنى لما نذكره

 وصف اللّه جل وعز لطفه وقدرته فقال { ألم تر إلى ربك كيف مد الظل } أي ما بين طلوع الفجر إلى طلوع

الشمس كما قال أهل التفسير وبينته لك في قوله جل وعز في وصفه الجنة { وظل ممدود }

 ثم قال سبحانه { ولو شاء لجعله ساكنا } آية 

 أي دائما كما في الجنة

 ثم جعلنا الشمس عليه دليلا } أي تدل عليه وعلى معناه لأن الشيء يدل على ضده فيدل النور على الظلمة والحر على البرد

 وقيل دالة على اللّه عز وجل

 ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا } أي إذا غابت الشمس قبض الظل فبضا خفيا كلما قبض جزء منه جعل مكانه جزء من الظلمة وليس يزول دفعة واحدة فهذا قول مجاهد

 وقول أبي مالك وإبراهيم التيمي أن المع

 ثم قبضنا الظل بمجيء الشمس

 ويذهبان إلى أن معنى { يسيرا } سهلا علينا

 وقول مجاهد أولى ل

 ثم يدل على أن الثاني بعد الأ

 وقوله أيضا أجمع للمعنى

٤٧

 وقوله جل وعز { وهو الذي جعل لكم الليل لباسا } آية 

 أي سترا { والنوم سباتا } أي راحة { وجعل النهار نشورا } أي ينتشر فيه

٤٨

 وقوله جل وعز { وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته } آية 

 أكثر القراء يقرءون ما كان في معنى الرحمة على الرياح وما كان في معنى العذاب على الريح

 ويحتج بعضهم بحديث ضعيف يروى عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه كان إذا هبت الريح قال اللّهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا

 قال أبو جعفر وقيل إنما وقع هذا هكذا لأن ما يأتي بالرحمة ثلاث رياح وهي الصبا والشمال والجنوب

 والرابعة الدبور ولا تكاد تأتي بمطر

 فقيل لما أتى بالرحمة رياح هذا ولا أصل للحديث

 ومعنى { نشرا } إحياء أي تأتي بالسحاب الذي فيه المطر الذي به حياة الخلق و { نشرا } جمع نشور

 وروى عن عاصم { بشرا } جمع بشيرة

 وروي عنه { بشرا } بحذف الضمة لثقلها أو يكون جمع بشرة كما يقال بسرة وبسر

 وعن محمد اليماني { بشرى } أي بشارة

 { بين يدي رحمته } أي المطر

 وقوله جل وعز { وأنزلنا من السماء ماء طهورا لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا } آية 

 قال محمد بن يزيد { وأناسي } جمع إنسي مثل كرسي وكراسي

 وقال غيره { وأناسي } جمع إنسان والأصل أناسين مثل سراح

 ثم أبدل من النون ياء

٥٠

 ثم قال سبحانه { ولقد صرفناه بينهم ليذكروا } آية 

 يعني المطر أي نسقي أرضا ونترك أرضا

 { ليذكروا } أي ليفكروا في نعم اللّه جل وعز ويحمدوه

 { فأبى أكثر الناس إلا كفورا } وهو أن يقولوا مطرنا بنوء كذا أي بسقوط كوكب كذا كما يقول المنجمون فجعلهم كفارا بذلك

٥٢

 وقوله جل وعز { وجاهدهم به جهادا كبيرا } آية 

 أي بالقرآن

٥٣

 وقوله جل وعز { وهو الذي مرج البحرين } آية 

 أي خلطهما وخلاهما فهما مختلطان في مرآة العين وبينهما حاجز من قدرة اللّه عز وجل

 وفي الحديث مرجت أماناتهم أي اختطلت

 ويقال مرج السلطان الناس أي خلاهم وأمرجت الدابة ومرجتها أي خليتها لترعى

 ثم قال تعالى { هذا عذب فرات } آية 

 أي شديد العذوبة

 { وهذا ملح أجاج } آية 

 روى معمر عن قتادة قال الأجاج المر

 قال أبو جعفر والمعروف عند أهل اللغة أن الأجاج الشديد الملوحة ويقال ماء ملح ولا يقال مالح

 وروي عن طلحة أنه قرأ { وهذا ملح أجاج } بفتح الميم وكسر اللام

 ثم قال جل وعز { وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا } آية

 { برزخا } أي حاجزا

 { وحجرا محجورا } أي مانعا

٥٤

 ثم قال تعالى { وهو الذي خلق من الماء بشرا } آية 

 يعني بالماء النطفة واللّه عز وجل أعلم

 وقوله جل وعز { فجعله نسبا وصهرا } آية 

 قيل هو الماء الذي خلق منه أصول الحيوان

 وقيل النسب البنون ينتسوب إليه وخلق له بنات من جهتهن الأصهار

 وقال أبو إسحاق النسب الذي ليس بصهر من قوله تعالى { حرمت عليكم أمهاتكم } إلى قوله { وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف }

 والصهر من يحل له التزوج

 وروى عميرة مولى ابن عباس عن ابن عباس رضي اللّه عنه وهو قول الضحاك قال حرم من النسب سبع ومن الصهر سبع

ثم قرأ { حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم } إلى قوله { وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف }

 وقيل من الصهر خمس { وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم } إلى { وحلائل أبنائكم } وهذا لفظ الضحاك

 وقد اختلف في الفرق بين الختن والصهر

 فقال الأصمعي الأختان كل شيء من قبل المرأة مثل أبي المرأة وأخيها وعمها

 والأصهار يجمع هذا كله يقال صاهر فلان إلى بني فلان وأصهر إليهم

 وقال ابن الأعرابي الأختان أبو المرأة وأخوها وعمها والصهر زوج ابنة الرجل وأخوه وأبوه وعمه

 وقال محمد بن الحسن في رواية أبي سليمان الجوزجاني أختان الرجل أزواج بناته وأخواته وعماته وخالاته وكل ذي محرم منه

 اصهاره كل ذي رحم محرم من زوجته

 قال أبو جعفر الأولى في هذا أن يكون القول في الأصهار ما قال الأصمعي وأن يكون من قبلهما جميعا لأنه يقال صهرت الشيء أي خلطته فكل واحد منهما قد خلط صاحبه

 والأولى في الأختان ما قاله محمد بن الحسن لجهتين

 أحدهما  الحديث المرفوع روى محمد بن إسحق عن يزيد بن عبد اللّه بن قسيط عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أما أنت يا علي فختني وأبو ولدي وأنت مني وأنا منك فهذا يدل على أن زوج البنت ختن

 والجهة الأخرى أنه يقال ختنه إذا قطعه فالزوج قد انقطع عن أهله وقطع المرأة عن أهلها فهو أولى بهذا الأسم

٥٥

 وقوله جل وعز { وكان الكافر على ربه ظهيرا } آية 

 قال مجاهد أي معينا

 وقال الحسن أي عونا للشيطان على اللّه عز وجل على المعاصي

٥٦

 ثم قال جل وعز { وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا } آية 

 قال قتادة أي مبشرا بالجنة ونذيرا من النار

٥٧

 ثم قال جل وعز { قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا } آية 

 قال قتادة بطاعة اللّه عز وج

٥٩

 وقوله تعالى { الرحمن فاسأل به خبيرا } آية 

 قال أبو إسحق أي اسأل عنه وقد حكى هذا جماعة من أهل اللغة أن الباء بمعنى عن كما قال جل وعز { سأل سائل بعذاب واقع } وقال الشاعر

  هلا سألت الخيل يا ابنة مالك  إن كنت جاهلة بما لم تعلمي 

 قال علي بن سليمان أهل النظر ينكرون أن تكون الباء بمعنى عن لأن في هذا فساد المعاني قال ولكن هذا مثل قول العرب لو لقيت فلانا للقيك به الأسد أي للقيك بلقائك إياه الأسد

 والمعنى فاسأل بسؤالك على ما تقد

٦١

 وقوله جل وعز { تبارك الذي جعل في السماء بروجا } آية   

 قال قتادة أي نجوما

 وروى إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح قال البروج النجوم العظام

 وروى إسماعيل عن يحيى بن رافع قال البروج قصور في السماء

 قال أبو جعفر يقال لكل ما ظهر وتبين برج ومنه قيل تبرجت المرأة وقد برج برجا إذا ظهر

 ثم قال جل وعز { وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا } آية   

 { سراجا } يعني الشمس

 ويقرأ{ سرجا }

 وقيل من قرأ هذه القراءة فالمعنى عنده وجعل في البروج سرجا

 فإن قيل فقد أعاد ذكر القمر وقد قال{ سرجا } والقمر داخل فيها

 فالجواب أنه أعيد ذكر القمر لفضله عليها كما قال جل وعز { فيهما فاكهة ونخل ورمان }

٦٢

 وقوله جل وعز { وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة } آية 

 قال مجاهد أي يخلف هذا هذا ويخلف هذا هذا

 وقال الحسن من نسي شيئا من التذكر والشكر بالنهار كانت له في الليل عتبى ومن نسيه بالليل كانت له في النهار عتبى

 وقيل { خلفه } أي مختلفين كما قال جل وعز { واختلاف الليل والنهار }

 قال أبو جعفر وأولى هذه الأقوال قول مجاهد

 والمعنى كل واحد منهما يخلف صاحبه مشتق من الخلف ومنه خلف فلان فلانا بخير أو شر ومنه قول زهير

  بها العين والآرام يمشين خلفة  وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم

٦٣

 وقوله جل وعز { وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا } آية 

 وكل واحد عبده فنسبهم إليه لاصطفائه إياهم كما يقال بيت اللّه وناقة اللّه

 وقوله جل وعز { الذين يمشون على الأرض هونا } آية

 قال مجاهد أي بالوقار والسكينة

 وقال الحسن علماء حلماء إن جهل عليهم لم يجهلوا

 ثم قال تعالى { وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما } آية 

 قال مجاهد أي سدادا

 قال سيبويه وزعم أبو الخطاب أن مثله قولك للرجل سلاما تريد تسلما منك كما قلت براءة منك قال وزعم أن هذه الآية فيما زعم مكية

 ولم يؤمر المسلمون يومئذ أن يسلموا على المشركين ولكنه على قوله تسلما ولا خير بيننا وبينكم ولا شر

٦٤

 وقوله جل وعز { والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما } آية

 يقال بات إذا أدركه الليل نام أو لم ينم كما قال الشاعر

  فبتنا قياما عند رأس جوادنا  يزاولنا عن نفسه ونزاوله

٦٥

 وقوله جل وعز { إن عذابها كان غراما } آية 

 قال أبو عبيدة أي هلاكا وأنشد

  ويوم النسار ويوم الجفار  كانا عذابا وكانا غراما 

 وقال الفراء { كان غراما } أي ملحا ملازما ومنه فلان غريمي أي يلح في الطلب

 والغرام عند أكثر أهل اللغة أشد العذاب

 قال الأعشى

 إن يعاقب يكن غراما  وإن يعط جزيلا فإنه لا يبالي 

 قال محمد بن كعب طالبهم اللّه بثمن النعم فلما لم يأتوا به غرم

 ثمنها وأدخلهم النار

٦٧

 وقوله جل وعز { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا } آية 

 قال سفيان { لم يسرفوا } لم ينفقوا في غير حق

 { ولم يقتروا } لم يمسكوا عن حق

 وأحسن ما قيل ما حدثنا أبو علي الحسن بن غليب قال حدثني عمران بن أبي عمران قال حدثنا خلاد بن سليمان الحضرمي قال حدثني عمرو بن لبيد عن أبي عبدالرحمن الحبلي في قوله جل وعز { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما } قال

 من أنفق في غير طاعة اللّه عز وجل فهو الإسراف

 ومن أمسك عن طاعة اللّه عز وجل فهو الإقتار

 ومن أنفق في طاعة اللّه عز وجل فهو القوام

 { وكان بين ذلك قواما } أي عدلا

 قال أحمد بن يحيى يقال هذا قوام الأمر وملاكه

 وقال بعض أهل اللغة هذا غلط وإنما يقال هذا قوام الأمر واحتج بقوله تعالى { وكان بين ذلك قواما }

 قال أبو جعفر والصواب ما قال أحمد بن يحيى والمعنيان مختلفان فالقوام بالفتح الاستقامة والعدل كما قال لبيد

  واحب المجامل بالجزيل وصرمه  باق إذا ضلعت وزاغ قوامها

 والقوام بالكسر ما يدوم عليه الأمر ويستقر

٦٨

 وقوله تعالى { والذين لا يدعون مع اللّه إلها آخر } آية 

 قال أبو وائل قال عبد اللّه بن مسعود سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أي الذنب أعظم فقال أن تشرك باللّه جل وعلا وهو خلقك

 ق

 ثم أي قال أن تقتل ولدك من أجل أن يأكل معك وتزني بحليلة جا

 ثم قرأ عبد اللّه { والذين لا يدعون مع اللّه إلها آخر } الآية

 وقوله جل وعز { ومن يفعل ذلك يلق أثاما } آية 

 قال مجاهد هو واد في جهنم

 وقال أبو عمرو الشيباني يقال لقي أثام ذلك أي جزاء ذلك

 وقال القتبي الأثام جزاء العقوبة وأنشد

  والعقوق له أثام 

 قال أبو جعفر وأصح ما قيل في هذا وهو قول الخليل وسيبويه أن المعنى يلق جزاء الأثام كما قال سبحانه { واسأل القرية }

٦٩

 وبين جزاء الأثام فقال { يضاعف له العذاب يوم القيامة } كما بين الشاعر في قوله

  متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا  تجد حطبا جزلا ونارا تأججا 

 قال الضحاك لما أنزل اللّه جل وعز { والذين لا يدعون مع اللّه إلها آخر } إلى آخر الآية قال المشركون قد زعم أنه

٧٠

لا توبة لنا فأنزل اللّه جل وعز { إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا } أي تاب من الشرك ودخل في الإسلام

 ونزل هذا بمكة وأنزل اللّه { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللّه إن اللّه يغفر الذنوب جميعا } الآ

 ثم أنزل بالمدينة ب

 ثماني سنين { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم } وهي مبهمة لا مخرج منها

 وقوله جل وعز { فأولئك يبدل اللّه سيئاتهم حسنات } آية 

 روى عاصم عن أبي عثمان عن سلمان قال يقرأ المؤمن في أول كتابه السيئات ويرى الحسنات دون ذلك فينظر وجهه وينظر

أعلاه فإذا هو حسنات كله فيقول { هاؤم اقرؤوا كتابيه } فأولئك الذين يبدل اللّه سيئاتهم حسنات

 قال مجاهد والضحاك أي يبدلهم من الشرك الإيمان

 وقال الحسن قوم يقولون التبديل في الآخرة يوم القيامة وليس كذلك إنما التبديل في الدنيا يبدلهم اللّه إيمانا من الشرك وإخلاصا من الشك وإحصانا من الفجور

 قال أبو إسحق ليس يجعل مكان السيئة حسنة ولكن يجعل مكان السيئة التوبة والحسنة مع التوب

٧١

 وقوله جل وعز { ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى اللّه متابا } آية   

 أي توبة مؤكدة أي إذا عمل صالحا بعد التوبة قيل تاب متابا أي متابا مرضيا مقبولا

٧٢

 وقوله جل وعز { والذين لا يشهدون الزور } آية 

 قال محمد بن الحنفية يعني الغناء

 وقال الضحاك يعني الشرك

 وأصل الزور في اللغة الكذب والشرك أشد الكذب

 وقوله { وإذا مروا باللغو مروا كراما } آية 

 قال الضحاك باللغو أي بالشرك

 وروي عنه أيضا إذا ذكروا النكاح كنوا عنه

 وقال الحسن اللغو المعاصي كلها

 وأصل اللغو في اللغة ما ينبغي أن يلغى أي يطرح أي تركوه وأكرموا أنفسهم عنه

٧٣

 وقوله جل وعز { والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا } آية 

 أي لم يتغافلوا عنها ويتركوها حتى يكونوا بمنزلة من لا يسمع ولا يبصر

٧٤

 ثم قال جل وعز { والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين } آية 

 قال الضحاك أي مطيعين لك

 ثم قال { واجعلنا للمتقين إماما } آية 

 قال الضحاك أي اجعلنا أئمة يقتدى بنا في الخير

 وقال الحسن أي اجعلنا نقتدي بالمتقين الذين قبلنا ويقتدي بنا من بعدن

٧٧

 وقوله جل وعز { قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم } آية 

 ورى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أي ما يفعل بكم ربي لولا دعاؤه إياكم لتعبدوه وتطيعوه

 وهذا أحسن ما قيل في الآية كما قال جل وعز { ما يفعل اللّه بعذابكم إن شكرتم وآمنتم }

 وأصل { يعبأ } من العبء وهو الثقل وقول الشاعر

  كأن بصدره وبجانبيه  عبيرا بات يعبأه عروس 

 أي يجعل بعضه على بعض

 أي أي وزن لكم عند ربكم لولا أنه أراد أن يدعوكم إلى طاعته

 وقال القتبي المعنى ما يعبأ بعذابكم ربي لولا دعاؤكم غيره أي لولا شرككم

 ثم قال سبحانه { فقد كذبتم فسوف يكون لزاما } آية 

 بوى مسروق عن عبداللّه قال يعني يوم بدر

 وكذلك قال مجاهد والضحاك

 قال أبو إسحاق أي فسوف يكون التكذيب لازما يلزمكم ولا تعطون التوبة

 وقال القتبي أي فسوف يكون العذاب لزاما

 وقال أبو عبيدة { لزاما } أي فيصلا

 وقال مسلم بن عمار سمعت ابن عباس يقرؤها{ فقد كذب الكافرون فسوف يكون لزاما }

 وقال أبو زيد سمعت قعنبا يقرأ { فسوف يكون لزاما } بفتح اللام

 قال أبو جعفر وهذا مصدر لزم والأول مصدر لوزم

 حدثنا بكر بن سهل قال حدثنا أبو صالح قال حدثنا معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس { قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم } يقول لولا إيمانكم

 وأخبر اللّه جل وعز الكفار أنه لا حاجة له بهم إذا لم يخلقهم مؤمنين ولو كان له بهم حاجة لحبب إليهم الإيمان كما حببه إلى المؤمنين { فسوف يكون لزاما } قال يقول موتا

 انتهت سورة الفرقان