مدنية وآياتها آية
بسم اللّه الرحمن الرحيم سورة الأنفال وهي مدنية
قوله جل وعز { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال للّه والرسول } آية
قال ابن عباس نزلت في يوم بدر
وروى إسرائيل عن سماك بن حرب عن مصعب بن سعد عن أبيه قال أصبت سيفا يوم بدر فاستحسنته فقلت يا رسول اللّه هبه لي فنزلت { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال للّه والرسول }
قال أبو جعفر المعروف من قراءة سعد بن أبي وقاص
{ يسألونك عن الأنفال } بغير عن هكذا رواه شعبة عن سماك عن مصعب عن أبيه
قال ابن عباس قال النبي صلى اللّه عليه وسلم في يوم بدر من قتل قتيلا فله كذا ومن أسر أسيرا فله كذا فلما فتح لهم جاءوا يطلبون ذلك فقام سعد والأشياخ فقالوا يا رسول اللّه إنما قمنا هذا المقام ردءا لكم لا جبنا فنزلت { يسألونك عن الأنفال } فسلموا الغنيمة لرسول اللّه صلى اللّه عليه وس
ثم نزلت بعد { واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن للّه خمسه }
فبين اللّه جل وعز في هذا أن الأنفال صارت من الخمس لا من الجملة
قال مجاهد وعكرمة هي منسوخة نسخها { واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن للّه خمسه } إلى آخر الآية
قال مجاهد والأنفال الغنائم
قال أبو جعفر والأنفال في اللغة ما يتطوع به الإمام مما لا يجب عليه نحو قوله من جاء بأسير فله كذا ومنه النافلة من الصلو
ثم قيل للغنيمة نفل لأنه يروى أن الغنائم لم تحل لأحد إلا لأمة محمد صلى اللّه عليه وسلم فكأنهم أعطوها نافلة
وقوله جل وعز { فاتقوا اللّه وأصلحوا ذات بينكم } آية
الذات الحقيقة والبين الوصل ومنه { لقد تقطع بينكم }
وقوله جل وعز { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم } آية
قال ابن أبي نجيح أي فرقت وأنشد أهل اللغة
لعمرك ما أدري وإني لأوجل على أينا تغدو المنية أول
وروى سفيان عن السدي في قوله جل وعز { الذين إذا ذكر اللّه وجلت قلوبهم } قال إذا أراد أن يظلم مظلمة قيل له اتق اللّه كف ووجل قلبه
ثم قال جل وعز { وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا } آية
أي صدقوا بها فازدادوا إيمانا
قال الحسن { الذين يقيمون الصلاة } الخمس بوضوئها وركوعها وسجودها وخشوعها
وقال مقاتل بن حيان إقامتها أن تحافظ على مواقيتها وإسباغ الطهور فيها وتمام ركوعها وسجودها وتلاوة القرآن فيها والتشهد والصلاة على النبي صلى اللّه عليه وسلم وهذا إقامتها
وقوله جل وعز { كما أخرجك ربك من بيتك بالحق } آية فيه أقوال
أ ) قال الكسائي المعنى يجادلونك في الحق مجادلتهم كما أخرجك ربك من بيتك بالحق
ب ) قال أبو عبيدة ما بمعنى الذي أي والذي أخرجك هذا معنى كلامه
ج ) وقول ثالث وهو أن المعنى قل الأنفال للّه والرسول كما أخرجك ربك من بيتك بالحق أي كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وهم كارهون قل الأنفال للّه والرسول وإن كرهوا
وقيل كما أخرجك ربك من بيتك متعلق بقوله تعالى لهم درجات عند ربهم أي هذا الوعد لهم حق في الاخرة كما أخرجك ربك من بيتك بالحق فانجز وعدك بالظفر
ثم قال جل وعز { يجادلونك في الحق بعد ما تبين } آية
فكما كان هذا حقا فكذلك كل ما وعدكم به حق يجادلونك في الحق بعد ما تبين وتبيينه أنه لما خبرهم بخبر بعد خبر من الغيوب حقا وجب أن لا يشكوا في خبره
وأحسنها قول مجاهد أن المعنى كما أخرجك ربك من بيتك أي من المدينة إلى بدر على كره كذلك يجادلونك في الحق لأن كلا الأمرين قد كان مع قرب
أحدهما من الآخر فذلك أولى مما بعد عنه
وقوله جل وعز { وإذ يعدكم اللّه إحدى الطائفتين أنها لكم } آية
قال قتادة الطائفتان أبو سفيان معه العير وابو جهل معه نفير قريش وكان أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يحبون أن يظفروا بالعير واراد اللّه عز وجل غير ذلك
والشوكة السلاح
ثم قال جل وعز { ويريد اللّه أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين } آية أي
كان في ظهورهم على المشركين وإمدادهم بالملائكة ما أحق به الحق وقطع دابر الكافرين
وقوله جل وعز فاستجاب لكم أني ممدكم بالف من الملائكة مردفين { آية }
قال ابن عباس أي متتابعين
وقال أبو جعفر قال أهل اللغة يقال ردفته وأردفته إذا تبعته
قال مجاهد مردفين أي ممدين
وقوله جل وعز { وما جعله اللّه إلا بشرى } آية
يعني الإمداد ويجوز أن يكون يعني الإرداف
وقوله جل وعز إذ يغشيكم النعاس أمنة منه { آية }
قال ابن أبي نجيح كان المطر قبل النعاس
ويقال أمن يأمن أمنا وأمانا وأمنة وأمنة وروي عن ابن محيصن أنه قرأ أمنة بإسكان الميم
وقال عبد اللّه بن مسعود النعاس في الصلاة من الشيطان وفي الحرب أمنة
ثم قال جل وعز { وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به } آية
قال الضحاك سبق المشركون المسلمين إلى الماء ببدر فبقي المسلمون عطاشا محدثين مجنبين لا يصلون إلى الماء فوسوس إليهم الشيطان فقال إنكم تزعمون أنكم على الحق وأن فيكم النبي وعدوكم معه الماء وأنتم لا تصلون إليه فأنزل اللّه جل وعز المطر فشربوا منه حتى رووا واغتسلوا وسقوا دوابهم
قال ابن أبي نجيح رووا من الماء وسكن الغبار
وقال غيره كان ذلك من الآيات العظام لأنهم كانوا على سبخة لا تثبت فيها الأقدام فلما جاء المطر ثبتت أقدامهم
ثم قال جل وعز { ويذهب عنكم رجز الشيطان } آية
قال ابن ابي نجيح أي وساوسه
قال الضحاك وأما قوله { ويثبت به الأقدام } فإنه كانت به رميلة لا يقدر احد أن يقف عليها فلما جاء المطر ثبتت الأقدام عليها وخقوله جل وعز
{ إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا } آية
يجوز أن يكون المعنى ثبتوهم بشيء تلقونه في قلوبهم
ويجوز ان يكون المعنى ثبتوهم بالنصر والقتال عنهم
وقوله جل وعز { فاضربوا فوق الأعناق } آية
قيل إن فوق ها هنا زائدة وإنما ابيحوا ان يضربوهم على كل حال
ويدل عليه { واضربوا منهم كل بنان } لأن البنان أطراف الأصابع الواحدة بنانة مشتق من قولهم أبن بالمكان إذا أقام به
ثم قال جل وعز { ذلك بأنهم شاقوا اللّه ورسوله } آية
أي خالفوا كأنهم صاروا في شق آخر
وقوله جل وعز { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار } آية
أي إذا واقفتموهم يقال زحفت له إذا ثبت
وقيل التزاحف التداني والتقارب أي متزاحف بعضهم إلى بعض
ثم قال جل وعز { ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من اللّه } آية
قال الحسن كان هذا يوم بدر خاصة وليس الفرار من الزحف من الكبائر
وروى شعبة عن داود بن ابي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال نزلت في يوم بدر حدثنا أبو جعفر قال نا ابن سماعه قال نا أبو نعيم قال نا موسى بن محمد عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد { ومن يولهم يومئذ دبره }
إلى قوله { وبئس المصير } قال ذلك يوم بدر
وقال عطاء هي منسوخة إلى قوله { فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين } أهل بدر لم يكن لهم إمام ينحازون إليه إذ كان النبي صلى اللّه عليه وسلم معهم فلم يكن لهم أن يرغبوا بانفسهم عن نفسه
وفي حديث ابن عمر حصنا حيصة في جيش فخفنا فقلنا يا رسول اللّه نحن الفرارون فقال أنا فئتكم
وكذا قال عمر يوم القادسية أنا فئة كل مسلم
وقيل ذا عام لأن ذلك حكم من إلا أن يقع دليل فإن خاف رجل على نفسه وتيقن انه لا طاقة له بالمشركين فله الرجوع لئلا يلقي بيده إلى التهلكة
ثم قال جل وعز { فلم تقتلوهم ولكن اللّه قتلهم } آية
وقال ابن أبي نجيح لما قال هذا قتلت وهذا قتلت
ثم قال سجل وعز { وما رميت إذ رميت ولكن اللّه رمى } ( آية ) قال ابن أبي نجيح هذا لما حصبهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم
قال أبو جعفر وحقيقة هذا في اللغة إنهم خوطبوا على ما يعرفون لن لأن عددهم كان قليلا وأبلغوا من المشركين ويروى أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حصبهم بكفه فلم يبق أحد من المشركين إلا وقع في
عينه أي فلو كان إلى ما في يد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لم يصل إلى ذلك الجيش العظيم ولكن اللّه فعل بهم ذلك
والتقدير واللّه أعلم وما رميت بالرعب في قلوبهم إذ رميت بالحصباء في وجوههم وقلت شاهت الوجوه ولكن اللّه رمى بالرعب في قلوبهم
وقيل المعنى وما رميت الرمي الذي كانت به الإماتة ولكن اللّه رمى
ثم قال جل وعز { وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا } آية والبلاء ها هنا النعمة
وقوله جل وعز { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح } آية
قال مجاهد أي إن تستنصروا
وقال الضحاك قال أبو جهل اللّهم انصر أحب الفئتين إليك فقال اللّه عز وجل { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح }
والمعنى عند أهل اللغة إن تستدعوا الفتح وهو النصر
وقوله جل وعز { ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون } آية
لأنهم استمعوا استماع عداوة ويبينه قوله { إن شر الدواب عند اللّه الصم البكم الذين لا يعقلون }
أي هم بمنزلة الصم في أنهم لا يسمعون سماع من يقبل الحق وبمنزلة البكم لأنهم لا يتكلمون بخير ولا يعقلونه
ثم قال جل وعز { ولو علم اللّه فيهم خيرا لأسمعهم } آية
أي لأسمعهم جواب كل ما يسألون عنه
ثم قال جل وعز { ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون } آية أي لو أخبرهم بكل ما يسألون عنه لأعرضوا وكفروا معاندة وحسدا
وقوله جل وعز { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا للّه وللرسول } آية
أبو عبيدة يذهب إلى أن معنى استجيبوا أجيبوا وأنشد
وداع دعا يا من يجيب إلى الندى فلم يستجبه عند ذاك مجيب
ثم قال جل وعز { إذا دعاكم لما يحييكم } آية
أي لما تصيرون به إلى الحياة الدائمة في الآخرة
ثم قال جل وعز { واعلموا أن اللّه يحول بين المرء وقلبه } آية )
قال سعيد بن جبير يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الأيمان
وقال الضحاك يحول بين المؤمن والمعصية وبين الكافر والطاعة
قال أبو جعفر وأول هذا القول بعض أهل اللغة أن معناه يحول بينهما وبين ذنبك بالموت
وقيل هو تمثيل أي هو قريب كما قال جل وعز { ونحن أقرب إليه من حبل الوريد }
وقيل كانوا ربما خافوا من عدوهم فأعلمهم اللّه جل وعز أنه يحول بين المرء وقلبه فيبد لهم من الخوف أمنا ويبدل عدوهم من الأمن خوفا
وقوله جل ؤز { واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة } ( آية )
قيل إنها تعم الظالم وغيره
وروى ابن أبي طلحة عن ابن عباس { واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة } قال أمر اللّه المؤمنين ان لا يقروا المنكر بين أظهرهم فيعمهم اللّه بالعذاب
وقال الضحاك هي في أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم خاصة
وروي عن الزبير انه قا ليوم الجمل لما لقي ما توهمت أن هذه الاية نزلت فينا أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم إلا اليوم { واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة }
وقول آخر وهو قول أبي العباس محمد بن يزيد انه نهي بعد أمر نهي الفتنة والمعنى في النهي للظالمين أي لا تقربن الظلم وحكى سيبويه لا أرينك ها هنا أي لا تكن ها هنا فإنه من كان ها هنا رايته
وأبو إسحاق يذهب إلى أن معناه الخبر وجاز دخول التون في الخبر لأن فيه قوة الجزاء
قال أبو جعفر ورأيت علي بن سليمان يذهب إلى أنه دعاء
وقوله جل وعز { واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس } آية
قال وهب بن منبه يعني بالناس فارس
وقال عكرمة كفار قريش
قال السدي فآواكم إلى المدينة
وقوله جل وعز { يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا اللّه يجعل لكم فرقانا } آية قال مجاهد وعطاء والضحاك أي مخرجا
قال مجاهد في قوله { يوم الفرقان } قال يوم بدر فرق اللّه فيه بين الحق والباطل
قال أبو جعفر والفرقان في اللغة بمعنى الفرق يقال فرقت بين الشيئين فرقا وفرقانا
وقوله جل وعز { وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك } آية
يقال أثبته إذا حبسته
قال مجاهد أراد الكفار أن يفعلوا هذا النبي صلى اللّه عليه وسلم قبل خروجه من مكة
وقال غيره اجتموا فقالوا نحبسه في بيت ونطعمه ونسقيه فيه أو نقتله جميعا جميعا قتل رجل واحد أو نخرجه فتكون بليته على غيرنا فعصمه اللّه عز وجل منهم
وفي رواية ابن أبي طلحة عن ابن عباس { ليثبتوك } هي ليوثقوك ح
وقوله جل وعز { وإذ قالوا اللّهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم } آية
قال مجاهد الذي قال هذا النضر بن الحارث بن كلدة
ويروى ان هذا قيل بمكة ويدل على هذا قوله تعالى { وما كان اللّه ليعذبهم وأنت فيهم }
قيل في هذه الاية أقوال
روي عن ابن عباس ان النضر بن الحارث قال هذا يريد أهلكنا ومحمدا ومن معه عامة فأنزل اللّه { وما كان اللّه ليعذبهم وأنت فيهم } إلى { وهم يستغفرون } أي ومنهم قوم يستغفرون يعني المسلمين { وما لهم ألا يعذبهم اللّه } خاصة فعذبهم بالسيف بعد خروج النبي صلى اللّه عليه وسلم عنهم وفي ذلك نزلت { سأل سائل بعذاب واقع }
وروى الزهري عن عبد اللّه بن ثعلبة بن صعير ان المستفتح يوم بدر أبو جهل وانه قال اللّهم اخز أقطعنا للرحم فهذا استفنتاحه
وقال عطية في قوله جل وعز { وما كان اللّه ليعذبهم وأنت فيهم } يعني المشركين حتى يخرجه عنهم { وما كان اللّه معذبهم وهم يستغفرون } يعني المؤمنين ق
ثم رجع إلى الكفار فقال { وما لهم ألا يعذبهم اللّه وهم يصدون عن المسجد الحرام }
قال أبو جعفر وهذا قول حسن ومعناه { وما كان اللّه ليعذبهم وأنت فيهم } وما كان اللّه وأنت بين أظهرهم
وكذلك سنته في الأمم ح
ثم قال جل وعز { وما كان اللّه معذبهم وهم يستغفرون } آية
وعاد الضمير على من آمن منهم ح
ثم قال جل وعز { وما لهم ألا يعذبهم اللّه } آية
أي إذا خرجت من بين أظهرهم
ويجوز ان يكون معناه وما لهم ألا يعذبهم اللّه في القيامة
وقيل معناه وما كان اله معذبهم لو استغفروه على غير ايجاب لهم كما تقول لا أغضب عليك أبدا وأنت تطيعني أي لو أطعتني لم أغضب عليك على غير ايجاب منك لطاعته
وقال مجاهد معناه وما كان اللّه عذبهم وهم مسلمون
قال أبو جعفر ومعنى هذا وما كان اللّه معذبهم ومنهم من يؤول أمره إلى الإسلام
وروي عنه وفي أصلابهم من يستغفر
ثم قال جل وعز { وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية } آية
روى عطية عن ابن عمر أنه قال المكاء الصفير والتصدية التصفيق
قال ابن شهاب يستهزؤن بالمؤمنين
وروى ابن أبي جريج وابن ابي نجيح أنه قال المكاء إدخالهم أصابعهم في أفواهم والتصدية الصفير يريدون ان يشغلوا بذلك محمدا صلى اللّه عليه وسلم عن الصلاة
قال أبو جعفر والمعروف في اللغة ما روي عن ابن عمر
حكى أبو عبيدة وغيره انه يقال مكا يمكو ومكاء إذا صفر وصدى يصدي تصدية إذا صفق
قال أبو جعفر ويبعد قول ابن زيد التصدية صدهم عن دين اللّه لأن الفعل من هذا صددت إلا ان تقلب إحدى داليه ياء مثل تظنيت من ظننت وكذا ما روي عن سعيد بن جبير التصدية صدهم عن بيت اللّه
وقوله جل وعز { إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل اللّه } آية
قال مجاهد يعني أبا سفيان وما أنفق على أصحابه يوم أحد
وقوله جل وعز { ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا } آية
يقال ركمت الشيء إذا جعلت بعضه فوق بعض
وقوله جل وعز { فيجعله في جهنم } آية
أي الخبيث ليعذبوا به
ويعني بالخبيث الكفار كذا قال ابن عباس ميز أهل السعادة من أهل الشقاء أي بأن اسكن هؤلاء الجنة وهؤلاء النار
أي فيجعل الكفار بعضهم فوق بعض فيجعلهم ركاما أي يجمع بعضهم إلى بعض حتى يكثروا { أولئك } رده إلى الكافرين ورد { فيجعله } إلى الخبيث على لفظه ليعذبوا به كما قال تعالى { فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم
وقوله جل وعز { وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين } آية
قال مجاهد يوم بدر للأمم قبل ذلك فقد فرق اللّه جل وعز بين الحق والباطل
وقوله جل وعز { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة } آية
المعنى حتى لا تكون فتنة كفر ودل على هذا الحذف قوله تعالى { ويكون الدين كله للّه }
ثم قال جل وعز { وإن تولوا فاعلموا أن اللّه مولاكم نعم المولى ونعم النصير } آية
أي وإن عادوا إلى الكفر وعداوتكم { فاعلموا أن اللّه مولاكم } أي وليكم وناصركم فلا تضركم عداوتهم
وقوله جل وعز { واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن للّه خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل } آية
اختلف في معنى هذه الآية
فقال قوم يقسم الخمس على خمسة أجزاء فأربعة منها لمدة شهر الحرب وواحد منها مقسوم على خمسة فما كان منه للرسول
صير فيما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصيرة فيه
ويروى أنه كان يصيره تقوية للمسلمين وأربعة لذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل وهذا مذهب الشافعي رحمه اللّه
وقال بعضهم يقسم هذا السهم على قلته أجزاء للفقراء والمساكين وابن السبيل لأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال
لا نورث ما تركنا صدقة وهذا مذهب أبي حنيفة
وقال بعضهم إذا رأى الإمام أن يعطي هؤلاء المذكورين أعطاهم وإن رأى أن غيرهم أحق منهم أعطاهم قال ولو كان ذكرهم بالسهمية يوجب أن لا يخرج عن جملتهم لما جاز إذا ذكر جماعة أن يعطى بعضهم دون بعض وقد قال اللّه عز وجل { إنما الصدقات للفقراء والمساكين } إلى آخر الآية ولو جعلت في بعضهم دون بعض لجاز ولكنهم ذكروا لأنهم من أهم من يعطى
وقال جل وعز { قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين }
وله أن يعطي غير من سمي وهذا مذهب مالك
وأما معنى { فإن للّه } فهو افتتاح كلام قال قيس بن مسلم الجدبي سألت الحسن بن محمد { واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن للّه خمسه } فقال هو افتتاح كلام ليس للّه نصيب للّه الدنيا
والآخرة
حدثنا أبو جعفر قال نا محمد بن الحسن بن سماعة قال نا أبو نعيم قال نا أبو جعفر عن الربيع عن أبي العالية { واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن للّه خمسه }
قال يجاء بالغنيمة فتوضع فيقسمها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على خمسة أسهم فيعزل سهما منها ويقسم الأربعة بين الن
ثم يضرب
بيده في جميع السهم الذي عزله فما قبض عليه من شيئ جعله للكعبة فهو الذي سمي للّه ويقول لا تجعلوا للّه نصيبا فإن للّه الدنيا
والآخرة ق
ثم يقسم السهم الذي عزله على خمسة أسهم سهم للنبي صلى اللّه عليه وسلم وسهم لذي القربى وسهم لليتامى وسهم للمساكين وسهم لابن السبيل
وقيل معنى { فأن للّه خمسه } فأن لسبيل اللّه مثل { واسأل القرية }
وقوله جل وعز { إن كنتم آمنتم باللّه } آية
أي إن كنتم آمنتم باللّه فاقبلوا ما أمركم به
وقيل المعنى فاعلموا أن اللّه مولاكم وناصركم إن كنتم آمنتم به
وقوله جل وعز { وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان } آية
قال مجاهد هو يوم بدر فرق اللّه فيه بين الحق والباطل
وقوله جل وعز { إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى } آية
قال قتادة العدوة شفير الوادي وكذلك هو في اللغة
ومعنى الدنيا التي تلي المدينة ومعنى القصوى التي تلي م
ثم قال تعالى { والركب أسفل منكم }
قال قتادة يعني العير التي كانت مع أبي سفيان
وقوله جل وعز { ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة } آية
قال أبو جعفر قال ابن أبي إسحاق جعل المعتدي بمنزلة
الحي وجعل الضال بمنزلة الهالك قال أي ليكفر من كفر بعدالحجة بما رأى من الآية والعبرة ويؤمن من آمن على مثل ذلك
وقال غيره ليهلك ليموت من مات عن حجة للّه جل وعز وعليه قد قطعت عذره وليعيش من عاش منهم على مثل ذلك { وإن اللّه لسميع } لقولكم حين تركتموهم { عليم } بما تضمره نفوسكم
وقوله جل وعز { إذ يريكهم اللّه في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر } آية
قال ابن أبي نجيح عن مجاهد رآهم النبي صلى اللّه عليه وسلم في النوم قليلا فقص الرؤيا على أصحابه فثبتهم اللّه بذلك
وروي عن الحسن أنه قال
المعنى إذ يريكهم اللّه بعينك التي تنام بها
قال أبو جعفر والمعنى على هذا في موضوع منامك
والقول الأول أحسن لجهتين
إحداهما ما روي من أن النبي صلى اللّه عليه وسلم رآهم في النوم
والآخرى في قوله { وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم } فالرؤيا الأولى في النوم والثانية عند الالتقاء
ويجوز ما قال الحسن على بعد على أن يكون قوله { وإذ يريكموهم } خطابا للنبي صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه
والمعنى ويقللكم في أعينهم أي لئلا يستعدوا لكم لما أراد اللّه جل وعز من ظفر المسلمين بهم
وقوله جل وعز { ولا تنازعوا فتفشلوا } آية
قال أبو إسحاق يقال يفشل فشلا إذا هاب أن يتقدم جبنا
ثم قال جل وعز { وتذهب ريحكم } آية
قال مجاهد أي نصركم
وقال معمر عن قتادة أي ريح الحرب
والمعروف في اللغة انه يقال ذهبت ريحهم أي دولتهم
وقوله جل وعز { ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس } آية
يعني أبا جهل وأصحابه يوم بدر
وقوله جل وعز { وزين لهم الشيطان أعمالهم } الآية
قال المعنى واذكر إذ زين لهم الشيطان أعمالهم
قال الضحاك جاءهم يوم بدر برايته وجنوده فألقى في قلوبهم أنهم لن ينهزمزا وهم يقاتلون على دين آبائهم
وقوله جل وعز { فلما تراءت الفئتان } آية
أي التقتا حتى رأت كل واحدة منهما صاحبتها
ثم قال جل وعز { نكص على عقبيه } آية
أي رجع القهقري ويقال نكص على عقبيه إذا رجع من حيث جاء
{ وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون }
قال الضحاك رأى الملائكة { إني أخاف اللّه واللّه شديد العقاب }
قيل إنما خاف أن يكون الوقت الذي أجل إليه قد حضر
وقيل بل كذب
وقوله جل وعز { كدأب آل فرعون والذين من قبلهم } آية
قال مجاهد أي كفعل والدأب عند أهل اللغة العادة وحقيقتة عندهم أنه من قولك فلان يدأب أي يداوم على الشيء
ويلزمه وهذا معنى العادة
وقوله جل وعز { الذين عاهدت من
ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون } آية
قال مجاهد يعني بني قريظه
وقوله جل وعز { فإما تثقفنهم في الحرب } آية
أي تصادفهم وتظفر بهم { فشرد بهم من خلفهم }
قال سعيد بن جبير أي أنذر بهم من خلفهم وقال أبو عبيد هي لغة قريش شرد بهم سمع بهم
وقال الضحاك أي نكل بهم
والتشريد في اللغة التبديد والتفريق
وقوله جل وعز { وإما تخافن من قوم خيانة } آية
أي غشا ونقضا للعهد { فانبذ إليهم على سواء } أي ألق إليهم نقض عهدهم لتكون أنت وهم على سواء في العلم يقال نبذت إليه على سواء أي أعلمته أني قد عرفت منه ما أخفاه
وروى عمر بن عنبة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال من كان بينه وبين قوم عهد إلى مدة فلا يشد عقدة ولا يحلها حتى ينقضي أمدها أو ينبذ إليهم على سواء
وقوله جل وعز { ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا } آية
قال أبو عبيدة أي فات
ثم قال جل وعز { إنهم لا يعجزون } روي عن ابن محيصن أنه قرأ لا يعجزون بالتشديد وكسر النون
قال أبو جعفر هذا خطأ من جهتين
إحداهما أن معنى عجزه ضعفه وضعف أمره
والآخرى أنه كان يجب أن يكون بنونين
ومعنى أعجزه سبقه وفاته حتى لم يقدر عليه
وقوله جل وعز { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو اللّه وعدوكم } آية
قال عكرمة القوة ذكور الخيل ورباط الخيل إناثها
وقال غيره القوة السلاح وروى عقبة بن عامر ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة } ألا إن القوة الرمي
ثم قال عز وجل { وآخرين من دونهم لا تعلمونهم } آية
أي وترهبون آخرين أي تخيفونهم
قال مجاهد هم بنو قريظة وقال ابن زيد هم المنافقون وقيل هم الجن وقال السدي أهل فارس
وقوله جل وعز { وإن جنحوا للسلم فاجنح لها } آية
جنحوا مالوا وقال أبو عمرو والسلم الصلح والسلم الإسلام
وأبو عبيدة يذهب إلى أن السلم والسلم والسلم الصلح
وقوله جل وعز { وإن يريدوا أن يخدعوك } آية
أي بإظهار الصلح { فإن حسبك اللّه } أي كافيك { هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين } أي قواك وألف بين قلوبهم
وهذه من الآيات العظام لأن أحدهم كان يلطم اللطمة فيقاتل عنه حتى يستقيدها وكانوا أشد خلق اللّه حمية فلما بعث النبي صلى اللّه عليه وسلم كان أحدهم يقاتل أخاه على الإسلام
حدثنا أبو جعفر قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن محمد
بالأنبار قال نا نصر بن علي قال حدثني أبي قال حدثنا شعبة قال أخبرنا بشير ابن ثابت من آل النعمان بن بشير في قوله { هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين } حتى بلغ { إنه عزيز حكيم } قال نزلت في الأنصار
وقوله جل وعز { يا أيها النبي حسبك اللّه ومن اتبعك من المؤمنين } آية
أي اللّه يكفيك ويكفي من اتبعك
وقيل المعنى ومن اتبعك ينصرك
وقوله جل وعز { يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال } آية
التحريض الحث الشديد وهو مأخوذ من الحرض وهو المقاربة
للّهلاك أي حثهم حتى يعلم من يخالف أنه قد قارب الهلاك
قال جل عز { إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين } آية
ثم قال ابن عباس فرض على الرجل أن يقاتل عش
ثم سهل عليهم فقال { الآن خفف اللّه عنكم } إلى قوله { واللّه مع الصابرين } وكتب عليهم أن لا يفر مائة من مائتين
قال ابن شبرمة وأنا أرى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كذا
وروى الأعمش عن مرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد اللّه قال لما كان يوم بدر جيء بالأسرى فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما ترون في هؤلاء الأسرى فقال أبو بكر يا رسول اللّه قومك وأصلك استبقهم فلعل اللّه يتوب عليهم فقال عمر
يا رسول اللّه كذبوك وأخرجوك وقاتلوك قدمهم فاضرب أعناقهم وذكر الحديث وقال فيه فأنزل اللّه
{ ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض } آية
قال مجاهد الإثخان القتل
وقيل { حتى يثخن في الأرض } حتى يبالغ في قتل أعدائه
وقيل حتى يتمكن في الأرض
والإثخان في اللغة القوة والشدة
وقوله جل وعز { لولا كتاب من اللّه سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم } آية
فيه أقوال
قال مجاهد سبق من اللّه أن أحل لهم الغنائم
وقال أبو جعفر ويقوي هذا أنه روى أبو صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال ما أحلت الغنائم لقوم سود الرؤوس قبلنا كانت تنزل نار من السماء فتأكلها فلما كان يوم بدر وقع الناس فيما وقعوا فيه فأنزل اللّه جل وعز { لولا كتاب من اللّه سبق } إلى قوله { إن اللّه غفور رحيم }
وقيل سبق من اللّه جل وعز أنه يغفر لأهل بدر ما تقدم من ذنبهم وما تأخر قال ذلك الحسن رواه عنه أشعث
وروى عنه سفيان بن حسين أنه قال سبق من اللّه جل وعز أن لايعذب قوما إلا بعد تقدمة ولم يكن تقدم إليهم فيها
وروى سالم عن سعيد بن جبير { لولا كتاب من اللّه سبق } قال لأهل بدر من السعادة { لمسكم فيما أخذتم } من اللّه عذاب عظيم
وقيل سبق من اللّه أنه يغفر الصغائر لمن اجتنب الكبائر
وقوله جل وعز { يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم اللّه في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم } آية
قيل في الأخرة وقيل يعوضكم في الدنيا
وروي عن العباس أنه قال أسرت يوم بدر ومعي عشرون أوقية فأخذت مني فعوضني اللّه عشرين عبدا ووعدني المغفرة
وقوله جل وعز { وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا اللّه من قبل } آية
خيانتك أي نقض العهد
وقوله جل وعز { إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل اللّه } آية
قيل إنه يقال هاجر الرجل إذا خرج من أرض إلى أرض
وقيل إنما قيل هجر وهاجر فلان لأن الرجل كان إذا أسلم هجره قومه وهجرهم فإذا خاف الفتنة على نفسه رحل عنهم فسمي مسيره هجرة
وقيل هاجر لأنه كان على هجرته لقومه وهجرتهم له فهو مهاجر هجر دار قومه ووطنه وارتحل إلى دار الإسلام وهما هجرتان فالمهاجرون الأولون الذين هاجروا إلى أرض الحبشة
والآخرون الذين هاجروا إلى المدينة إلى وقت الفتح
وانقطعت الهجرة لأن الدار كلها دار الإسلام فلا هجرة وهذا قول أهل الحديث ومن يوثق بعلمه
وقوله جل وعز { والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء } آية
أي من نصرتهم ووراثتهم
قال قتادة كان الرجل يؤاخي الرجل فيقول ترثني وأر
ثم نسخ ذلك بقوله تعالى { وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب اللّه }
ثم قال عز وجل { والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه } آية
ومعنى إن لا تفعلوه إن لاتفعلوا النصر والموالاة
وروى ابن أبي طلحة عن ابن عباس { إلا تفعلوه } قال يقول إلا تأخذوا في الميراث بما أمرتكم به
وقال ابن زيد أي إلا تتركوهم يتوارثون على ما كانوا
قال مجاهد هذا منسوخ نسخه { وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض }
وروي عن عبد اله بن الزبير أنه قال هذا في العصبات كان الرجل يعاقد الرجل على أن يتوارثا فنسخ ذلك وقيل نسخته الفرائض
وأكثر الرواة على أن الناسخ له { وأولو الأرحام بعضهم } الآية
وروى سفيان عن السدي عن أبي مالك قال قال رجل نورث أرحامنا المشركين فنزلت { والذين كفروا بعضهم أولياء بعض } وروى يونس عن الحسن قال كان الأعرابي لا يرث مهاجرا حتى نزلت { وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب اللّه } فقد تبين أن معنى الآية أن أهل الأرحام يتوارثون بأرحامهم دون الذين حالفوهم ونسخ ذلك ما كان قبله من التوارث بالمخالفة انتهت سورة الأنفال