سُورَةُ الْعَصْرِ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ ثَلاَثُ آياَتٍ

بسم اللّه الرحمن الرحيم

٢

{ لفِي خُسْرٍ } أي مهلكة ونقصان وقوله { إِنّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعمِلوا الصَّالِحَاتِ } مجاز { إِنَّ الْإِنْسَانَ } في موضع { إِن الأناسي } لأنه يستثنى الجميع من الواحد وإنما يستثنى الواحد من الجميع ، ولا يقال : إن زيداً قادم إلى قومه ؛ وفي آية أخرى { إنَّ الإنْسَانَ خُلِقَ هَلوعاً إِذَا مَسَّهُث الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً إِلاّ الْمُصَلّينَ } وإنما جاز هذا فيما أظهر لفظ الواحد منه لأن معناه على الجميع فمجازه مجاز أحد ، يقع معناه على الجميع وعلى الواحد ، في القرآن { مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَض }

وقال نابغة بني ذبيان :

وقفتُ فيها أصيلاً أُسـائلُـهـا 

عيَّتْ جواباً وما بالربع من أحدِ

إلا الأوارِيَّ لأياً ما أبيّنـهـا