بسم اللّه الرحمن الرحيم
{ وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } قريب قريباً .
{ مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ } فمن جر الميم أضاف العذاب إلى اليوم إلى إذٍ ومن فتح الميم جعل الميم حرفاً من وسطه كلمة لا يستعنى بالإضافة إلى إذٍ فيجرها وينون فيها .
{ وَفَصِيلَتِهِ الّتِي تُؤْوِيِه } دون القبيلة ، الشعوب أكثر من القبائل ثم الفصيلة ، فخذه التي تؤويه .
{ كَلاّ إِنَّهَا لَظَى نَزَّاعَةً لِلشّوَى تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلّى } واحدتها شواة وهي اليدان والرجلان والرأس من الآدميين قال الأعشى :
قالت قُتَيْلَةُ مـا لَـهُ
قد جُلِّلتْ شَيْباً شَوَاتُهْ
أنشدها أبو الخطاب الأخفش أبا عمرو بن العلاء فقال له : صحفت إنما هي سراته ؛ قال أبو عبيدة : وسمعت رجلا من أهل المدينة يقول : اقشعرت شواتي ، وشوى الفرس قوائمه ، يقال عبل الشوى ولا يكون هذا للرأس لأنهم وصفوا الخيل بأسالة الخدين وعتق الوجه ورقته .
{ إنَّ الِإْنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً } قد فسرها اللّه : لا يصبر { إذَا مَسَّهُ الشَّرُّ}
{ جَزُوعاً وَإذَا مَسَّهُ الخَيْرُ مَنُوعاً } والهلاع مصدره وهو أسوأ الجزع .
{ مُهْطِعِينَ } مسرعين .
{ عِزِينَ } جماع عزة مثل ثبةٍ وثبين وهي جماعات في تفرقة قال الراعي :
أَمْسَى سوامهمُ عِزِينَ فلولا
{ فَذَرْهُمْ يَخُوضُوَا وَيَلْعَبُوا } مجازه : الوعيد .
{ كَأَنَّهُمْ إِلى نَصْبٍ يُوفِضُونَ } النصب الواحد ، يوفضون يسرعون قال رؤبة :
يمْشِي بنِا الجِدُّ على أَوفاضِ
أي عجلة والنصب العلم والصنم الذي نصبوه ومن قال { نُصُبٍ } فهي جماعة ، مثل رهن ورهن .