بسم اللّه الرحمن الرحيم
{ ن وَالْقَلَمِ } كسائر فواتح السور .
{ وَمَا يَسْطُروُن } وما يكتبون ، قال رؤبة :
إني وأسطارٍ سُطرن سَطرا
{ بِأَيِّكمُ المَفْتُونُ } مجازها : أَيّكم المفتون كما قال الأول :
نحن بنو جَعْدَة أصحابُ الفَلَـجْ
نَضِرب بالسيف ونرجو بالفَرَجْ
{ لَوْ تُدْهِنُ } من المداهنة .
{ عُتُلٍّ } العتل الفظ الكافر في هذا الموضع وهو الشديد في كل شيء قال ذو الإصبع العدواني :
والدهر يَغدو معَتّلاً جَذَعا
أي شديداً .
{ بَعْدَ ذلِك } مع ذلك .
{زَنِيمٍ } الزنيم المعلق في القوم ليس منهم قال حسان بن ثابت :
وَأنت زَنِيم نيطَ فـي آل هـاشـمٍ
كما نيطَ خَلْفَ الراكب القَدَحُ الفَرْدُ
ويقال للتيس : زنيم له زَنَمتان .
{ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ } انصرم في الليل وهو الليل وكل رملة انصرمت من معظم الرمل فهي الصريمة .
{ وَُمْه يَتَخَافَتُونَ } أي يتسارون .
{ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِين } مجازها : على منع ، بمعنى { حادرت الناقة }: فلا لبن لها ؛ وعلى حردٍ أيضاً على قصد ، قال الأول :
قد جاء سيلٌ كان مـن أمـر اللّه
يَحْرِد حَـرْدُ الـجـنة الـمُـغِـلَّةْ
وقال آخر : على حرد : على غضب
قال الأشْهَبُ بن رُمَيْلة الـذي كـان
يهاجي الفرزدق :
أَسُودُ شَرىً لاقت أسودَ خَفـيَّةً
تَساقوْا على حَرْد دماءَ الأساوِدِ
{ يَوْمَ يُكْشْفُ عَنْ سَاقٍ } إذا اشتد الحرب والأمر قيل : قد كشف الأمر عن ساقه . قال قيس بن زهير بن جذيمة العبسي :
فإذ شمَّرتْ لك عن ساقِها
فَويْهاً رَبِيعَ ولا تَـسْـأمِ
{ تَرْهَقُهُمْ } تغشاهم .
{ مَكْظُومٌ } من الغم كثل كظيم .
{ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ } لألقى بوجه الأرض قال رجل من خزاعة يقال له قيس ابن جعدة أحد الفزارين :
دَفعتُ رجالاً لا أخاف عِثارَها
ونَبذتُ بالبلد العراء ثـيابـي
{ لَيُزْلِقُونَكَ } ولينقذونك وكل ذاكٍ إزلاق .