بسم اللّه الرحمن الرحيم
{ الشّمْسُ وَالقَمَرُ بِحُسْبَانٍ } جميع حساب مثل شهبان وشهاب .
{ وَالْنَّجْمُ وَالشّجَرُ يَسْجُدَانِ } الشجر ما كان على ساق والنجم ما نجم من الأرض ولم يكن على ساق ومجازها على الأشجار وثنى فعلهما على لفظهما .
{ أَلاّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ } أن لا تظلموا وتنقصوا .
{ وَلاَ تُخْسِرُوا } أي لا تظلموا وتنقصوا ، بالقسط والعدل .
{ وَضَعَها لِلْأَنَامِ } للخلق .
{ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ } واحدها كم .
{ وَالَحْبُ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ } تخرج له عصيفة وهي أذنته أعلاه وهو الهبوذ وأذنه الثمام زيادته وكثرته وورقه الذي يعتصف فيؤكل قال علقمة ابن عبدة :
تَسقى مَذانبَ قد مالت عَصِيفتُها
حَدُورُها من أَنِىِّ الماء مَطمومُ
طمها ملأها لم يبق فيها شيء وطم إناءه ملأه . والريحان الحب منه الذي يؤكل ، يقال : سبحانك وريحانك أي رزقك قال النمر بن تولب :
سماء الإلِه ورَيْحَانُهُ
وجنّته وسماءٌ دِرَرْ
{ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } أي فبأي نعمة ، واحدها ألىً تقديرها قفىً
وقال
بعضهم : تقديرها معىً { وتكذِّبان } مجازها مخاطبة الجن والإنس وهما الثقلان .
{ مِن صَلصَال } أي طين يابس لم يطبخ له صوت إذا نقر ، فهو من يبسه :
{ كاَلْفَخّارِ } الفخار ما طبخ بالنار .
{ مِن مَّارِجٍ مِنْ نَّارٍ } من خلطٍ من النار .
{ رَبُّ الْمَشِرقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغِربَيْنِ } أي مشرق الشتاء ومشرق الصيف ، فإذا قال المشارق والمغارب فمشرق كل يوم ومغرب كل يوم .
{ مَرَجَ الْبَحْرَيْن يَلتَقِيانِ } مجازها مجاز قولك مرجت دابتك ، خليت عنها وتركتها .
{ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِياَن } ما بين كل شيئين برزخ وما بين الدنيا والآخرة برزخ .
{ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ والْمَرْجَان } المرجان صغار اللؤلؤ واحدتها مرجانة وإنما يخرج اللؤلؤ من أحدهما فخرج مخرج : أكلت خبزاً ولبناً .
{ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ } المجريات المرفوعات .
{ كَاْلأَعْلَامِ } كالجبال قال جرير يصف الإبل :
إذا قطن عَلماً بدا عَلَمْ
{ سَنَفْرُغُ لَكمْ أَيُّها الثَّقَلانِ } سنحاسبكم ، لم يشغله شيء تبارك وتعالى
{ إنِ اسْتَطَعُتمْ أَنْ تَنْفُذُوا } أن تفوتوا : { مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ } جوانبها مجازها مجاز الفوت ، والأقطار والأقتار واحد .
{ شُوَاظٌ } وشواظ واحد وهو النار التي تؤجج لا دخان فيها .
قال رؤبة :
إِنَّ لهم مِن وَقْعنا أقـياظـاً
ونارَ حَرْبٍ تُسِعر الشُّواظا
{ وَنَخَاسٌ } ونحاسٌ والنحاس الدخان ، قال نابغة بني جعدة :
يضيء كضَوء سِراج السَّلي
طِ لم يجعلِ اللّه فيه نحاسـا
{ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدّهَانِ } من لونها ، جمع دهنٍ ، تمور كالدهن صافية ، وردة لونها كلون الورد وهو الجل .
{ يُعْرَف الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهم } علاماتهم في الأصل أعلامهم .
{ هَذِهِ جَهَنُّم } مجازها : يقال هذه جهنم .
{ وَبَيْنَ حَمِيمٍ آن } بلغ إناه في شدة الحر وكل مدركٍ آن وفي آية أخر
ى { غَيْرَ نَاظِرينَ إِنَاه } أي إدراكه ، قال نابغة بني ذبيان :
وَتُخَضْب لِحْيةٌ غَدَرت وخانت
بأَحْمَرَ من نجيعِ الجَوْف آنِ
أي مدرك .
{ ذَوَاتَا أَفْنَانٍ } أغصان .
{ مِنْ إِسْتَبْرَقٍ } يسمى المتاع الصيني الذي ليس له صفقة الديباج ولا خفة الفرند استبرقا .
{ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ } ما يجتنى قريباً لا يعني الجاني .
{ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ } لا تطمح أبصارهن .
{ لَمْ يَطْمِثْهُنّ } لم يمسسهن ، يقال : ما طمث هذا البعير حبل قط أي ما مسه حبلٌ .
{ مُدْهَامّتَانِ } من خضرتهما قد اسودتا .
{ عَيْنَانِ نَضّاخَتَانِ } فوراتان .
{ فِيهنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ } امرأة خيرة ورجل خير والجميع خيرات ورجل أخيار وخيار قال :
وَلقد طعنتُ مجَامِعَ الرَّبلَات
رَبلاَت هِنْدٍ خَيْرة المَلِكاتِ
{ حُورٌ مَقْصُوَراتٌ فيِ الْخِيَامِ } الحوراء : الشديدة بياض بياض العين والشديدة سواد سواد العين ، مقصورات : أي خدرن في الخيام والخيام البيوت والهوادج أيضاً خيام قال لبيد :
شاقتك ظُعْنٌ الحيّ يوم تحمَّلت
فتكنّستْ قُطناً قصِر خِيامُهَـا
وقال جرير :
متى كان الخيام بذي طلوحٍ
سُقيتِ الغَيْثَ أيتها الخِـيامُ
{ رَفْرَفٍ خُضْر } فرش والبسط أيضاً رفارف وتقول العرب كلك شيء من البسط .
{ عَبْقَرِيّ } ويرون أنها أرض يوشى فيها قال زهير بن أبي سلمى :
بِخيْل عليها جِـنّةٌ عَـبْـقَـرّيةٌ
جَدِيرون يوماً أن ينالوا فيَستعلوا