بسم اللّه الرحمن الرحيم
قوله : { وَالنَّجْم إذَا هَوَى } قسمٌ والنجم النجوم ذهب إلى لفظ الواحد وهو في معنى الجميع قال راعي الإبل :
وباتتْ تَعُدُّ النجم في مُسْتحِيرةٍ
سَريعٍ بأيدي الآكلين جُمُودها
مستحيرةٍ في إهالة جعغلها صافية لأنها من شحم وارٍ ولو كان هِرطاً لا خير فيه لجاء كَدِراً قليلاً .
{ وَمَا غَوَى } يغوزى من الغي والغاوي فأما من قال غَوِىَ يغوىَ تقديرها
{ شِقَي يَشقَى } فهو من اللبن يبشم عنه يقال : غوِىَ الفصيل يغوى إذا بَشِم .
{ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى } أي ما ينطق بالهوى .
{ قَابَ قَوسَيْنِ } قدر قوسين وقاد ، وقيدٌ وقدى قوسين مثلها .
{ أَو أَدْنى } أو أقرب .
{ شَدِيدُ القُوَى } جماع القوة .
{ ذُو مِرَّةً فاسْتَوَى } ذو شدة وإحكام ، يقال : حبل ممر أي مشدود .
{ مَا زَاغَ الْبَصَرُ } ما عدل ولا جار .
{ مِنْ آيَاتِ رَبَّهِ الْكُبْرَى } من أعلام ربه الكبرى وعجائبه .
{ الّلاتَ وَالْعُزَّى وَمَناَةَ الثّالِثَةَ } أصنام من حجارة كانت في جوف الكعبة يعبدونها .
{ أَلَكُمُ الذّكَرُ وَلَهُ الأنْثَى } مجازه : مكفوف عن خبره .
{ قِسْمَةُ ضِيزَى } ناقصة ضزته حقه ، وضزته حقه تضيزه وتضوزه تنقصه وتمنعه . أبو عبيدة قال : ربما همزها قوم فقال أضأزته وأنا أضأزه وهي من ضيزى .
{ الّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَأرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشِ إلّا الّلمَمَ } لم يؤذن لهم في اللمم وليس هو من الفواحش ولا من كبائر الإثم وقد يستثنى الشيء من الشيء وليس منه على ضمير قد كف عنه فمجازه : إلاّ أن يُلِمَّ مُلِمٌّ بشيء ليس من الفواحش والكبائر قال الشاعر :
ولدةٍ ليس بهـا أنـيس
إلاّ اليَعافيرُ وإلا العِيسُ
اليعافير : الظباء والعيس من الإبل وليس من الناس فكأنه قال : ليس بها أنيس غير أن ظباء وإبلاً
وقال بعضهم : اليعفور من الظباء الأحمر والأعيس الأبيض من الظباء .
{ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنّةٌ في بُطونِ أُمَّهَاتِكُمْ } وهو جمع جنين ، تقديره سرير وأسرة .
{ وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدى } معنى {أكدى }: قطع ، اشتقت من كدية الركية وكدية الرحل وهو أن يحفر حتى ييئس من الماء فيقول : بلغنا كديتها .
{ وَأَنّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى } عمله .
{ مِنْ نُطْفَةٍ إذَا تُمْنَى } إذا تخلق وتقدر ، ويقال : ما تدري ما يمنى لك الماني ما يقدر لك القادر .
{ وَأَنَّ عَلَيْهِ النّشْأَةَ الأخْرَى } يحيى الموتى : { وَأَنّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى } أغنى أقواماً وجعل لهم قنية أصل مالٍ .
{ وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى } المؤتفكة المخسوف بها .
{ أَزِفَتِ الآزِفَة } أي دنت القيامة .
{ وَأَنْتم سَامِدُونَ } لاهون ، يقال : دع عنك سمودك .