بسم اللّه الرحمن الرحيم
{ والطورِ } هو الجبل في كلام العرب .
{ وَكِتَابٍ مَسْطورٍ } أي مكتوب
وقال رؤبة :
إني واياتٍ سُطِرن سطرا
{ فِي رَقٍّ } أي في ورق .
{ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ } الكثير الغاشية .
{ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ } بعضه في بعض من الماء قال النمر بن تولب :
إذا شاء طالعَ مسـجُـورةً
ترى حولها النَّبَع والسَّاسَما
سَقَتْها رَواعدُ من صَـيِّفٍ
وإنْ من خَريفٍ فلن يَعْدَما
{ يَوْمَ تَمُورُ السّماءُ مَوْراً } أي تكفأ قال الأعشى :
كأن مشيتَها من بيْت جارتـهـا
مَورُ السحابة لا رَيثٌ ولا عَجَلُ
وهو أن ترهيأ في مشيتها أي تكفأ كما ترهيأ النخلة العيدانة .
{ الّذينَ هُمْ في خَوْض يَلْعَبُونَ } الخوض الفتنة والاختلاط .
{ يَوْمَ يُدَعُّونَ إلَى نَارِ جَهَنَّمَ } أي يدفعون ، قال : دععت في قفاه أي
دفعت وفي آية أخرى { يَدُعُّ الْيَتِيمَ }
وقال بعضهم : يدع اليتيم مخة
{ دَعَّا هَذِهِ النَّارُ } مختصر مخرجه : فيقال : هذه النار .
{ أَفَسِحْرٌ هَذَا } ليس باستفهام بل هو توعد .
{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ في جَنَّاتٍ وَنَعِيم فَكِهِينَ } لأن نصبت مجازها مجاز الاستغناء فإذا استغنيت أن تخبر ثم جاء خبر بعد فإن شئت رفعت وإن شئت نصبت ومعناها : متفكهين ، قال صخر بن عمر وأخو خنساء :
فَكِهٌ على حين الـعِـشـاء إذا
ما الضَّيْفُ أَقبَلْ مُسْرعاً يَسِرى
ومن قرأها { فاكهين } فمجازها مجاز ، { لابن } و { تامر } أي عنده لبن كثير وتمر كثير .
{ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عينٍ } مجازها : جعلنا ذكران أهل الجنة أزواجاً بحور عين من النساء ، يقال : للرجل : زوّج هذا الفعل الفرد أي اجعلهما زوجاً .
{ وَمَا أَلتَنْاَهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ } أي ما نقصناهم ولا حسبنا منه شيئاً وفيه ثلاث لغات { ألت يألت } تقديرها : أفل يأفِل وألاتَ يُليتَ ، تقديرها : أقال يُفيل ولات يليت قال رؤبة :
وليلةٍ ذات نـدى سَـريتُ
ولم يَلْتني عن سُراها لَيْتُ
{ مِنْ عَمَلِهمْ مِنْ شَيْءِ } مجازها : ما ألتناهم شيئاً والعرب تفعل هذا تزيد { من } قال أبو ذؤيب :
جزيتكِ ضِعفَ الحب لما استثبـتِـه
وما إن جَزاكِ الضعفَ مِن أحد قبليِ
معناها أحد قبلي لأن { من } لا تنفع ولا تضر .
{ يَتنَازَعُونَ فيِهَا كَأْساً } يتعاطون أي يتداولون قال الأخطل :
نازعته طَيِّبَ الراِح الشَّمُـول وقـد
صاح الدَّجاجُ وحانت وقعة الساري
{ كَأَنْهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكُنونٌ } مصون .
{ عَذَابَ السَّمُوم } عذاب النار .
{ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ أَمْ يَقُولُونَ } مجازها : بل يقولون ، وليست بجواب استفهام قال الأخطل :
كذبتك عينُك أم رأيتَ بواسـطٍ
غَلَسَ الظَّلام من الرّباب خيالا
لم يستفهم إنما أوجب أنه أرى بواسط غلس الظلام من الرباب خيالا .
{ أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلاَمُهُمْ بِهَذَا } بل تأمرهم أحلامهم بهذا ثم رجع فقال :
{ أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغونَ } .
{ أَمْ همْ الْمُصَيِطرُونَ } أم هم الأرباب ويقال : تصيطرتَ علىَّ اتخذَتني خَوَلاً .
{ أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ } هي السلم وهو السلم ومجاز { فيه } به
وعليه وفي القرآن : { وَلأُصَلِّبَنَّكمِ في جُذوعِ النَّخْلِ } إنما هو على جذوع النخل والسلم السبب والمرقاة قال الشيباني :
همُ صَلبوا العَبْدِي في جِذع نخلةٍ
فلا عَطَسَتْ شيبانُ إلاّ بأَجْدعـا
وقال ابن مقبل :
لا تحرِزُ المرءَ أَحجاءُ البلاد ولا
يُبنَى له في السموات السَّلالـيمُ
ويقول الرجل : اتخذتني سلماً لحاجتك أي سبباً .
{ أَمْ عِنْدُهُم الَغْيبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ } فهم يخبرون بما شاءوا ويثبتون ما ءوا .
{ وَإِنْ يَرَوْا كِسَفاً منَ السَّمَاء سَاقِطاً } أي قطعاً وواحد الكسف كسفة مثل سدرة وسدر .
{ سَحَابٌ مَرْكُومٌ } بعضه على بعض ركام .
{ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ } من كسر الألفَ جعله مصدراً ومن فتحها جعلها جميع دبر .