بسم اللّه الرحمن الرحيم
{ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً } هي الريح وناس يقولون : المذريات للريح ، ذر وأذرت لغتان .
{ فَالْحَامِلاَتِ وِقْراً } السحاب .
{ فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً } السفن .
{ فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً } الملائكة .
{ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ } الطرائق ومنها سمي حباك الحائط الإطار وحباك الحمام طرائق على جناحيه ، وطرائق الماء حبكه
وقال زهير :
مُكَللٌ بأصول النَّجم تَنْـسِـجـه
ر يحٌ خَرِيقٌ لضاحِي مائه حُبُكُ
{ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِك} يدفع عنه ويحرمه كما تؤفك الأرض .
{ قُتِلَ الْخرَّاصُونَ } المتكهنون .
{ يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ } يوم الحساب ، متى يوم الدين .
{ذُوقَوا فِتْنَتَكُمْ } تم الكلام ثم جاء هذا بعد ائتناف .
{ إِنَّ الْمتَّقِينَ في جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذينَ } انتصب لأن الكلام قد تم خبره فإن شئت رفعته وإن شئت أخرجته إلى النصب .
{ كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } أي يهجعون قليلاً من الليل .
{ وَفِي السَّماءِ رِزْقُكْم وَما تُوعَدُونَ } فيه مضمر مجازه : عند من في
السماء رزقكم وعنده ما توعدون ، وفي آية أخرى { أَيّتُهَا العِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقونَ } ، { وَسَلِ الْقَرْيَةَ } فهذا كله فيه إضمار والعرب تفعل ذلك قال نابغة بني ذبيان :
كأنك من جِمال بني أُقَيْشٍ
يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيِهْ بِشَنِّ
أراد كأنك جملٌ من جمال بني أقيش ،
وقال الأسدي :
كذبتم وبيتِ اللّه لا تَنْكحونـهـا
بني شاب قَرْناها تَصُرُّ وَتَحْلُبُ
فيه ضمير { التي } شاب قرناها . وقوله { وسل القرية } سل من في القربة .
{ إِنَّه لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ } مجازها : كما أنكم تنطقون .
{ هْلْ أَتَاكَ حِدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلوا عَلَيْهِ } ضيف مثل خصم يقع على الواحد والجميع .
{ قَالوا سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ } قال تجيء للحكاية وفي موضع فعل يعمل فجاءت المنصوبة وقد عمل فيها { قالوا } وجاء المرفوع كأنه حكاية .
{ فَرَاغَ إِلى أَهْلِهِ } عدل إلى أهله .
{ فأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً } أضمر خيفة أي خوفاً .
{ فِي صَرّةٍ } شدة صوت ، يقال : أقبل فلان يصطر أي يصوت صوتأً شديداً .
{ قَالَتْ عَجُوزٌ عَقيمٌ } مختصر أي أنا عجوز عقيم .
{ مُسَوَّمَةً } معلمة ويقال : إنه كان عليها مثل الخواتيم .
{ فَتَوَلّى بِرُكْنِهِ } وبجانبه سواء إنما هي ناحيته .
{ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } أو ها هنا في موضع الواو التي للمولاة لأنهم قد قالوهما جميعاً له قال جرير :
أَثعلبَة الفوارس أو رياحا
عدَلَتْ بهم طُهَيّةَ والخِشابا
الخشاب بنو رزام بن مالك وربيعة وكعب بن مالك بن حنظلة .
{ أَتَوَاصَوْا به } أتواطئوا عليه وأخذه بعضهم عن بعض وإذا كانت شيمة غالبة على قوم قيل كأنما تواصوا بكذا وكذا .
{ فَتَولَّ عَنْهُمْ } أي أعرض عنهم واتركهم قال حصين بن ضمضم
أمّا بنو عَبْس فإنَّ هَجِينهـم
ولّي فوارسُه وأَفِلت أَعْورا
والأعور الذي عور فلم يقض حاجته ولم يصب ما طلب قال العجاج :
وعوّر الرحمنُ مَن ولّى العَوَرْ
وليس هو من عور العين ويقال للمستجيز الذي يطلب الماء فإذا لم يسقه قيل : قد عورت شربه قال الفرزدق :
متى ما تردْ يوماً سَفارِ تجدْ به
أَدْيهِمَ يرمى المستَجيزَ المعوّرا
{ فَإِنَّ للِذّينَ ظَلمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابهمْ } أي نصيباً قال علقمة بن عبدة :
وفي كل يوم قد خبطْتَ بنائلٍ
فحُقَّ لشأشٍ مِنَ نداك ذَنُوبُ
فقال الملك وأذنبه ، أي نصيب . وإنما أصلها من الدلو والذنوب والسجل واحد وهو ملء الدلو وأقل قابلاً ، قال الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب :
مَن يساجِلْني يساجلْ ماجداً
يملأ الدلوَ إلى عَقْد الَكرَبْ