سُورَةُ الذَّارِيَاتِ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ سِتُّونَ آيَةً

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

{ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً } هي الريح وناس يقولون : المذريات للريح ، ذر وأذرت لغتان .

٢

{ فَالْحَامِلاَتِ وِقْراً } السحاب .

٣

{ فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً } السفن .

٤

{ فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً } الملائكة .

٧

{ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ } الطرائق ومنها سمي حباك الحائط الإطار وحباك الحمام طرائق على جناحيه ، وطرائق الماء حبكه

وقال زهير :

مُكَللٌ بأصول النَّجم تَنْـسِـجـه

 

ر يحٌ خَرِيقٌ لضاحِي مائه حُبُكُ

٩

{ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِك} يدفع عنه ويحرمه كما تؤفك الأرض .

١٠

{ قُتِلَ الْخرَّاصُونَ } المتكهنون .

١٢

{ يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ } يوم الحساب ، متى يوم الدين .

١٤

{ذُوقَوا فِتْنَتَكُمْ } تم الكلام ثم جاء هذا بعد ائتناف .

١٥

{ إِنَّ الْمتَّقِينَ في جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذينَ } انتصب لأن الكلام قد تم خبره فإن شئت رفعته وإن شئت أخرجته إلى النصب .

١٧

{ كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } أي يهجعون قليلاً من الليل .

٢٢

{ وَفِي السَّماءِ رِزْقُكْم وَما تُوعَدُونَ } فيه مضمر مجازه : عند من في

 السماء رزقكم وعنده ما توعدون ، وفي آية أخرى { أَيّتُهَا العِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقونَ } ، { وَسَلِ الْقَرْيَةَ } فهذا كله فيه إضمار والعرب تفعل ذلك قال نابغة بني ذبيان :

كأنك من جِمال بني أُقَيْشٍ

يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيِهْ بِشَنِّ

أراد كأنك جملٌ من جمال بني أقيش ،

وقال الأسدي :

كذبتم وبيتِ اللّه لا تَنْكحونـهـا

بني شاب قَرْناها تَصُرُّ وَتَحْلُبُ

فيه ضمير { التي } شاب قرناها . وقوله { وسل القرية } سل من في القربة .

٢٣

{ إِنَّه لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ } مجازها : كما أنكم تنطقون .

٢٤

{ هْلْ أَتَاكَ حِدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلوا عَلَيْهِ } ضيف مثل خصم يقع على الواحد والجميع .

٢٥

{ قَالوا سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ } قال تجيء للحكاية وفي موضع فعل يعمل فجاءت المنصوبة وقد عمل فيها { قالوا } وجاء المرفوع كأنه حكاية .

٢٦

{ فَرَاغَ إِلى أَهْلِهِ } عدل إلى أهله .

٢٨

{ فأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً } أضمر خيفة أي خوفاً .

٢٩

{ فِي صَرّةٍ } شدة صوت ، يقال : أقبل فلان يصطر أي يصوت صوتأً شديداً .

{ قَالَتْ عَجُوزٌ عَقيمٌ } مختصر أي أنا عجوز عقيم .

٣٤

{ مُسَوَّمَةً } معلمة ويقال : إنه كان عليها مثل الخواتيم .

٣٩

{ فَتَوَلّى بِرُكْنِهِ } وبجانبه سواء إنما هي ناحيته .

{ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } أو ها هنا في موضع الواو التي للمولاة لأنهم قد قالوهما جميعاً له قال جرير :

أَثعلبَة الفوارس أو رياحا

عدَلَتْ بهم طُهَيّةَ والخِشابا

الخشاب بنو رزام بن مالك وربيعة وكعب بن مالك بن حنظلة .

٥٣

{ أَتَوَاصَوْا به } أتواطئوا عليه وأخذه بعضهم عن بعض وإذا كانت شيمة غالبة على قوم قيل كأنما تواصوا بكذا وكذا .

٥٤

{ فَتَولَّ عَنْهُمْ } أي أعرض عنهم واتركهم قال حصين بن ضمضم

أمّا بنو عَبْس فإنَّ هَجِينهـم

ولّي فوارسُه وأَفِلت أَعْورا

والأعور الذي عور فلم يقض حاجته ولم يصب ما طلب قال العجاج :

وعوّر الرحمنُ مَن ولّى العَوَرْ

وليس هو من عور العين ويقال للمستجيز الذي يطلب الماء فإذا لم يسقه قيل : قد عورت شربه قال الفرزدق :

متى ما تردْ يوماً سَفارِ تجدْ به

أَدْيهِمَ يرمى المستَجيزَ المعوّرا

٥٩

{ فَإِنَّ للِذّينَ ظَلمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابهمْ } أي نصيباً قال علقمة بن عبدة :

وفي كل يوم قد خبطْتَ بنائلٍ

فحُقَّ لشأشٍ مِنَ نداك ذَنُوبُ

فقال الملك وأذنبه ، أي نصيب . وإنما أصلها من الدلو والذنوب والسجل واحد وهو ملء الدلو وأقل قابلاً ، قال الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب :

مَن يساجِلْني يساجلْ ماجداً

يملأ الدلوَ إلى عَقْد الَكرَبْ