بسم اللّه الرحمن الرحيم
{ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ } حالهم .
{ فَإِذَا لَقِيُتمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فضَرْبَ الرِّقَابِ } كقول العرب : يا نفسي صبراً قال حرى بن ضمرة بن ضمرة النهشلي :
يا نفس صبراً على ما كان من مضَضٍ
إذ لم أجد لفضول الـقـول أقـرانـا
ولغة بني تميم يا نفس ويا عين ، في موضع يا نفس اصبري .
{ فَإِمَّا مَنَّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً } نصبهما لأنهما في موضع فعلهما مجازها فإما أن تمنوا وإما تفادوا مثل سقياً ورعياً إنما هو سقيت ورعيت مثل قولك : مهلاً للأنثى والذكر والاثنين والجميع وهي في موضع أمهل وقد فعلوا هذا في غير مصدر أمروا به .
{ عَرَّفَهَا لَهُمْ } بينها لهم وعرفهم منازلهم .
{ بِأَنَّ اللّه مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا } ولي الذين آمنوا .
{ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ } الآسن المتغير الريح يقال : قد أَسَن ماء رَكِيّتك .
{ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ } من هاهنا في موضع جميع .
{ فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا } أعلامها وإنما سمي الشرط فيما نرى لأنهم أعلموا أنفسهم وأشراط المال صغار الغنم وشراره قال جرير :
تَساقُ مِن المْعِزَى مُهورُ نسائِهم
وفي شَرَط المْعِزَى لهنَّ مُهُورُ
{ سَوَّلَ لَهُمْ } زين لهم .
{ فيِ لَحْنِ القَوْلِ } في فحوى القول ، يقال : فلان ألحن بحجته من فلان .
{ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرينَ } حتى نميز .
{ فَلاَ تَهِنُوا } وهن يهن .
{ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكَمْ } لن ينقصكم لن يظلمكم وترتني حقي ظلمتني .
{ فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلوا } يقال : أحفاني بالمسألة وألحف على وألح ، قال أبو الأسود : لن تمنع السائل الحفي بمثل المنع الخامس .