بسم اللّه الرحمن الرحيم
{ فَأَنْشَرَنا بِه بَلْدَةً مَّيْتاً } أي أحيينا ونشرت الأرض أي حييت قال الأعشى :
حتى يقول الناس مما رأوا
يا عجباً للميِّشت الناشـر
{ وَهُوَ الّذِي خَلَقَ الأزْوَاجَ كُلّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنْ الْفُلْكِ وَالأنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُا عَلَى ظُهُوِرِه } التذكير ل { ما } .
{ وَمَا كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ } ضابطين ، يقال : فلان مقرن لفلان أي ضابط له مطيق ، قال الكميت :
ركبتم صْعبتي أَشَرّاً وحَيْناً
ولستم للصِّعاب بمُقْرنِينا
{ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً } أي نصيباً .
{ أَوْ مَنْ يُنْشَؤُ فِي الْحِلْيَةِ } يعني الحلى وهذه الجواري .
{ عَلَى أُمَّةٍ } على ملة واستقامة .
{ وَإْذ قَال إِبْرَاهِيمُ } معناها
وقال إبراهيم .
{ إنّنِي بَرَاءٌ } مجازها بلغة علوية يجعلون الواحد والاثنين والثلاثة من الذكر والأنثى على لفظ واحد وأهل نجد يقولون : أنا بريء وهي بريئة ونحن براء للجميع .
{
وَقَالُوا لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ } معناها هلا .
{ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ } واحدها سقفٌ مجازها مجاز رهنٍ ورهنٍ قال قعنب بن أم صاحب :
بانت سُعاد وأَمسَى دونها عَـدَنُ
وغَلِقتْ عندها من قبلك الرُّهُنُ
ومن قال سقفاً فهو جمع السقفة .
{ وَمَعَارِجَ } المعارج الدرج قال جندل بن المثنى :
يا رَبِّ رَبَّ البيت ذِي المَعارِجِ
{ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لهُ شَيْطاناً } تظلم عينه عنه كأن عليها غشاوة ، يقول : من يمل عنه عاشياً إلى غيره ، وهو أن يركبه على غير تبين قال الحطيئة :
متى تِأتِهِ تعشو إلى ضَوءِ نارِه
تجدْ خيرَ نارٍ عندها خيرُ مُوقِدِ
{ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ } محازها فإن نذهبن بك .
أَمْ أَنَا خَيْرُ مِّنْ هَذَا الّذِي هُوْ مَهِينٌ } مجازها بل أنا خير من هذا .
{ فَلَمَّا آسَفُوناَ } أغضبونا ويقال : قد أسفت غضبت .
{ إذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ } من كسر الصاد فمجازها يضجون ومن ضمها فمجازها يعدلون .
{ وَلأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ } البعض ها هنا الكل قال لبيد بن ربيعة :
ترّاكُ أمكنةٍ إذا لـم ارضـهـا
أو يعتلقْ بعضَ النفوسِ حِمامُها
الموت لا يعتلق بعض النفوس دون بعض .
{ تُحْبَرُونَ } تسرون محبور مسرور قال العجاج :
فالحمد للّه الذي أعطى الْحَبَرْ
{ وَأَكْوابٍ } الأكواب الأبارق التي لا خراطيم لها .
{ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً } أم أحكموا .
{ قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ } { إن } في موضع { ما } في قول بعضهم : ما كان للرحمن ولد الفاء مجازها مجاز الواو : ما كان للرحمن ولد وأنا أول العابدين ، قال الفرزدق :
أولئك قوم إن هجوني هجوتهم
وأعبد إن أهجو عبيدا بـدارِمِ
وقال آخرون : محازها : إن كان في قولكم للرحمن ولد فأنا أول العابدين أي الكافرين بذلك والجاحدين لما قلتم وهي من { عبد يعبد عبداً } .
{ وَقِيلَهُ يَا رَبِّ } نصبه في قول أبي عمرو على { نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنْجَواهُمْ } وقيله ونسمع قيله
وقال غيره : هي في موضع الفعل : ويقول .