سُورَةُ الزُّمَرِ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ آيَةً

بسم اللّه الرحمن الرحيم

٥

{ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ } يدخل ، مجازها : يولج .

٦

{ في ظُلُمَاتٍ ثَلاَثٍ } في أصلاب الرجال ثم في الرحم ثم في البطن

وقال بعضهم في الحولاء وفي الرحم وفي البطن .

٨

{ ثُمَّ إذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ } كل مالك وكل شيء أعطيته فقد خولته قال أبو النجم :

أَعْطى فلم يَبْخَلْ وَلم يُبْـخَّـلِ

كُوْمَ الذُّرى من خَوَلِ المُخَوِّل

يريد اللّه تبارك وتعالى : وسمعت أبا عمرو يقول في بيت زهير :

هنالك إن يُستخولوا المال يُخْـوِلـوا

وإن يُسْئَلوا يُعطوا وإن يَيسْرُوا يُغْلوا

قال يونس : إنما سمعنا :

هنالك إن يُسْتَخبلوا المال يُخْبلُوا

وهي معناها .

٢٠

{ وَعْدَ اللّه لاَ يُخْلِفُ اللّه الْمِيعَادَ } نصبٌ مجازه مجاز المصدر الذي ينصبه فعلٌ من غير لفظه والوعد والميعاد والوعيد واحد ، قال أبو عبيدة إذا قلت :

 وعدت الرجل ، فالوجه الخير ويكون الشر قال اللّه { النّارُ وَعَدَهَا اللّه الذِينَ كَفَرُوا } وإذا قلت : أوعدت فالوجه الشر ولا يكون الخير .

٢١

{ فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأرْضِ } واحدها ينبوع وهو ما جاش من الأرض .

{ ثُمّ يَهِيجُ فَتَراُه مُصْفَرّاً } إذا ذوى الرطب كله فقد هاج ويقال : هاجت الأرض وهو إذا ذوى ما فيها من الخضر .

{ ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً } بعد صفرته أي رفاتاً والحطام والرفات والدرين واحد في كلام العرب وهو ما يبس فتحات من النبات .

٢٣

{ مُتَشَابهاً } يصدق بعضه بعضاً ويشبه بعضه بعضاً .

٢٩

{ ضَرَبَ اللّه مَثَلاً رَجُلاً فِيه شُرَكاَء مُتَشَاكِسُونَ } مجازها من الرجل الشكس .

{ سالماً } خالصاً وسلماً لرجل أي صلحاً .

٣٣

{ وَالذِي جَاءَ بِالصَّدْقِ } في موضع الجميع وصدق به قال الأشهب ابن رميلة :

وإن الذي حانتْ بِفَلجٍ دِمَاؤهم

هم القوم كل القوم يا أُمَّ خالدِ

٣٨

{ قُلْ أَفَرَاَيتُم مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّه إِنْ أَرَادَنِي اللّه بِضُرّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ } ما ها هنا في موضع الجميع مجازها مجاز الذي مثل بيت الأشهب هذا

وقوله { هل هن كاشفات ضره } يعني ما تعبدون من حجر ووثن ،

وأنت لأنهن موات كما قال { إِنْ يَدْعُونَ مِن دُونِه إلاّ إِنَاثاً } إلا مواتاً .

٤٢

{ اللّه يَتَوَفى الانْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتي لَمْ تَمُتْ في مَنَامِهَا فُيُمْسِكَ التي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ ويَرْسِلَ الأُخْرَى إلَى أَجَلٍ مُسَمًّى } فجعل النائم متوفى أيضاً إلا أنه يرده إلى الدنيا .

٤٥

{ اشْمَأَزَّتْ قُلُوب } تقول العرب : اسمأزَّ قلبي عن فلان أي نفر .

٤٨

{ وَحَاقَ بِهِمْ } مثل أحاط بهم ولزمهم .

٥٦

{ فيِ جَنْبِ اللّه } وفي ذات اللّه واحد .

٦١

{ وَيُنَجِّي اللّه الذِينَ اتّقَوْا بِمَفَازَاتِهِمْ } بنجاتهم من الفوز .

٦٣

{ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأرْضِ } أي المفاتيح واحدها مقليد وواحد الأقاليد إقليد ،

وقال الأعشى :

فَتىً لَوْ يُجَارِي الشَّمسَ أَلْقتْ قِنَاعَهَا أو القمر السارِي لأَلْقى المقَالِدَا

٦٥

{ وَلَقَدْ أُوِحيَ إِلَيْكَ وإِلَى الذِينَ مِنْ قَبلِكَ لَئنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَّنَ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخْاسِرِينَ } مجازها ولقد أوحي إليك لئن اشركت ليحبطن عملك وإلى الذين من قبلك مجازها مجاز الأمرين اللذين يخبر عن أحدهما ويكف عن الآخر وهو داخل في معناه .

{ زُمَراً } جماعات في تفرقة وبعضهم على أثر بعض واحدتها زمرة قال الأخطل :

شوقاً إليهم ووجداً يوم أَتبعُـهْـم

 

طَرْفِي ومنهم بجني كوكبٍ زُمَرُ

٧١

{ وَسِيقَ الذين اتّقَوْا رَبَّهُمْ إِلى الَجْنَّةِ زُمَرَاً حَتَّى إذَا جَاؤُهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُها

وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلاَمٌ عَلَيْكُم طِبْتُمْ فادْخُلُوهَا خَالِدِينَ } مكفوفٌ عن خبره والعرب تفعل مثل هذا ، قال عبد مناف بن ربع في آخر قصيدة : 

حتى إذا أَسلكُوُهمْ في قُتَـائِدِةٍ

شَلاًّ كما تَطْرد الْجَمَّالةُ الشُّرَدا

وقال الأخطل أيضاً في آخر قصيدة :

خلا إن حياً من قريش تفضلـوا

على الناس أو أن الأكارم نَهْشَلا

٧٥

{ حاَفِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ } أطافوا به بحفافيه .

{ يُسَبِّحُون بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } والعرب قد تخلى الباء منها في القرآن { سَبِّحْ اسْمَ رَبِّك الأعْلى } .