بسم اللّه الرحمن الرحيم
{ مَثْنَى وثُلاَثَ وَرْبَاعَ } مجازه :اثنين وثلاثة وأربعة فزعم النحويون أنه مما صرف عن وجهه لم ينون فيه قال صخر بن عمرو :
ولقد قتلْتُكمُ ثُنـاءَ ومَـوحَـدا
وتركتُ مُرّةَ مثل أمْسِ المُدْبِرِ
{ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فإنَّ اللّه يُضِلُّ مَنْ يشَاءُ } مجازه مجاز المكفوف عن خبره لتمامه عند السامع فاختصر ثم استأنف فقال :
{ فإن اللّه يضل من يشاء }.
{ أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتثُيِرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ } فتثير أي تجمع وتجيء به
وتخرجه ومجاز { فسقناه } مجاز فنسوقه والعرب قد تضع { فعلنا } في موضع { نفعل } قال الشاعر :
إِن يَسمعوا رِيبة طاروا بها فَرَحاً
منِي وما يَسمعوا من صالحٍ دَفَنَوا
في موضع { يطيروا } و{ يدفنوا } .
{ النَشُورُ } مصدر الناشر قال الأعشى :
حتّى يقول الناسُ ممَّا رأوا
يا عجبا لِلمِّيت النـاشـرِ
{ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ }كسبون ويجترحون .
{هَذَا عَذْب فراتٌ سَائغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ } الفرات أعذب العذب والاجاج أملح الملوحة .
{ فِيهِ مَوَاخِرَ } تقديرها فواعل مِن { مخرت السفنُ الماءَ } والمعنى : شقَّت .
{ كُلٌّ يَجْرِي لأَجِلٍَ مُسَمَّى } مجازه مجاز ما خرج من الحيوان والموات مخرج الآدميين .
{ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ } وهو الفوقة التي فيها النواة .
{ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } مجازه : ولا تحمل آثمة إثم أخرى ، وزرته أي فعلته أي أثمته هي .
{ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ } الحرور بالنهار مع الشمس هاهنا وكان رؤبة يقول : الحرور بالليل والسموم بالنهار ؛
وَنسَجتْ لَوَامِعُ الحَرورِ
بِرَقْرَقَانِ آلهاً المَسْجُورِ
سَبائباً كسَرَقِ الحرير
{ ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا } أي فعاقبت .
{ فَكَيْفَ كَانَ نِكيرِ } أي تغيري وعقوبتي .
{ وَغَرَابِيبُ سُودٌ } مقدم ومؤخر لأنه يقال : أسود غربيب .
{ وَمنَ النَّاسَ وَالدَّوَابِّ وَالأنْعَامِ مُخْتَلِف أَلْوَانُهُ } مجازه : من هؤلاء جميع مختلف ألوانه ومن أولئك جميع ، كذاك وقد جاءت الدواب جملة لجميع الناس والحيوان في آية أخرى قال { وَمَا مِنْ دَابَّةِ في الأرْضِ إلاّ عَلَى اللّه رِزْقَها } ثم هذه الآية ملخصة مفرقة فجاءت الدواب ما خلا الناس والإبل .
{ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ } مجازه : ويقيمون الصلاة ومعناه : وأداموا الصلاة لمواقيتها وحدودها .
{ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ } أي لن تكسد وتهلك ويقال : نعوذ باللّه من بوار الأيم ويقال : بار الطعام وبارت السوق .
{ مُصَدِّقاًَ لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } أي لما كان قبله وما مضى .
{ أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَن } وهو الحزن مثل البَخل والبُخل والنَّزل والنُّزل
لاَ يُقْضَي عَلَيْهِم فَيَمُوتُوا { منصوب لأن معناه : } ليموتوا { وليس مجازه مجاز الإخبار لأنهم أحياء لا يموتون فيقضى عليهم ،
وقال الخليل لم ينصب فعل قط إلا على معنى } أن { وموضعها } وإن أضمروها فقيل له قد نصبوا ب { حتى } و { كي } و { لن } و{ اللام المكسورة } فقال : العامل فيهن { أن } { أَوَ لَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذكَّرُ فِيهِ مْن تَذَكَّرَ } مجاز الألف هاهنا مجاز التقرير وليس باستفهام والواو التي بعدها مفتوحة لأنها ليست بواو { أو } ومجاز { ما } هاهنا مجاز المصدر : أو لم نعمركم عمراً يذتكر فيه ؛ { مَنْ تَذَكَّر } أي يتوب ويراجع .
{ أنَّ اللّه يَمْسِكُ السَّمَواتِ والأرْضَ أَنْ تَزُولاَ } مجازه مجاز قوله { أنَّ السَّمَوَاتِ والأرْضَ كَانَتَا رتَقْاً فَفَتَقْنَاهُمَا } ثم جاء { ولَئِنْ زاَلتَاَ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحِدٍ مِنْ بَعْدِهِ } مجازه : لا يُمِسكهما أحد و { إن } في موضع آخر معناه معنى { ما } ؛ { وَإنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الِجْبَالُ } معناه : { ما كان مكرهم لتزول منه الجبال } .
{ وَلاَ يَحيقُ الْمَكْرُ السِّيِّءُ إلَّا بِأَهْلِهِ } مجازه : لا ينزل ولا يجاوز ولا يحيط إلا بأهله .
{ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ } مجزه : إلَا دأب الأولين وفعلهم وصنيعهم وله موضع آخر كقولك : هل ينظرون إلا أن يلقوا مثل ما لقى الأولون من الموت وصنوف العذاب والتغيير .
{ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللّه } أي في خلقه الأولين والآخرين : { تَبْدِيلاً }.
{ وَمَا كانَ اللّه لِيعُجَزُه مِنْ شَيْءٍ } أي ليسبقه ولا يفوته ولا يخفي عليه .
{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّه النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُسَمىً } مجاز { يؤاخذ } يعاقب ويكافئ ومجاز دابة هاهنا إنسان و { من } من حروف الزوائد { على ظهرها } أي ظهر الأرض ولم يظهرها وأظهر كنايتها .