بسم اللّه الرحمن الرحيم
{ آلم تِلْكَ آيَاتُ الْكِتبِ } ساكن لأنهجرى مجرى فواتح سائر السور اللواتي مجازهن مجاز حروف التهجي ومجاز موضعه في المعنى كمجاز ابتداء فواتح سائر السور ، ومجاز : { تلك آيات الكتاب } أي هذه الآيات من القرآن .
{ وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ } مجازه : وجعل فيها رواسي أي جبالاً قد رست أي ثبتت .
{ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ } أي أن تحرك بكم يميناً وشمالاً .
{ وَبَثَّ فيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ } أي فرق في الأرض من الدواب وكل ما أكل وشرب فهو دابة .
{ ماذَا خَلَقَ الذَّيِنَ مِنْ دُونهِ } أي الذين جعلتم معه تبارك وتعالى عن ذلك .
{ حَمَلتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ } مجازه : ضعفاً إلى ضعفها وفي آية أخرى { وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّى } .
وقال زهير :
فلن يقولوا بحَبل واهنٍ خَـلَـقِ
لو كان قومُك في أمثاله هَلَكوا
{ وَفِصَالُه } أي فطامه .
{ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ } أي طريق من رجع وتاب إلى اللّه
وهذا مما وصى اللّه به ثم رجع الخبر إلى لقمان فقال { يا بُنَيَّ إِنَّها إنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبِةَّ مَنْ خَرْدَلٍ } أي زنة حبة .
{ وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ } مجازه : ولا تقلب وجهك ولا تعرض بوجهك في ناحية من الكبر ومنه الصعر الذي يأخذ الإبل في رؤوسها حتى يلفت أعناقها عن رؤوسها قال عمرو بن حنة التغلبي :
وكنا إذا الجبارُ صعَّر خدَّه
أَقمنا له مِن مَيْله فتَقَوَّما
والصعر داء يأخذ البعير في عنقه أو رأسه فيشبه به الرجل
الذي يتكبر على الناس . { وَلاَ تَمْشِ في الْأَرْضِ مَرْحاً }
أي لا تمرح في مشيك من الكبر { إنَّ أَنْكَرَ الأْصواتِ }
أي أشد الأصوات .
{ وَلَوْ أَنَّ مَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالبْحَرْ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كِلماتُ اللّه } مجاز البحر هاهنا الماء العذب يقال : ركبنا هذا البحر وكنا في ناحية هذا البحر أي في الريف لأن الملح في البحر لا ينبت القلام ؛ يمده من بعده أي من خلفه أي يسيل فيه سبعة أبحر . ومجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير ، سبيله : فكتب كتاب اللّه بهذه الأقلام وبهذه البحور ما نفد كتاب اللّه .
{ مَا خَلَقَكُمْ وَلاَ بَعَثَكُمْ إلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ } مجازه مجاز قولك إلا كخلق نفس واحدة وإلا كبعث نفسٍ واحدة أي كإحياء نفس لأنه إذا قدر على ذلك من بعض يقدر على بعث أكثر من ذلك إنما يقول لها : كوني فتكون وإذا قدر على أن يخلق نفساً يقدر على خلق أكثر من ذلك .
{ وَأَنَّ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ } أي تجعلون معه قال :
ألا ربّ من تدعو صديقاً وغـيبـه
لك الدهر قُدْماً غير مُنْشَرِح الصِدر
{ وَإذَا غَشِيَهُمِ مَّوْجٌ كالظلَلِ } واحدتها ظلة ومجازه : من شدة سواد كثرة الماء ومعظمه .
قال النابغة الجعدي وهو يصف البحر :
يماشيهنَّ أخضرُ ذو ظلالٍ
على حافاته فِلَقُ الدِّنـانِ
ويروى { يعارضهن } .
{ كُلٌّ خَتَّارٍ كَفُورٍ } الَخْتَر أقبح الغدر قال الأعشى :
بالأبْلقِ الفَردِ من تَيماءَ منزِلُـه
حِصنٌ حصين وجارٌ غيرُ خَتَّارِ
وقال عمرو بن معد يكرب :
وإنكَ لو رأيتَ أبا عُـمَـير
ملأتَ يديكَ مِن غَدْر وخَتْرِ
{ لاَ يَجْزِيَ وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ } قوم يقولون : جزيت عنك كأنه من الجزاء وهو من أغنيت وقوم يقولون لا يجزئ عنك ، يجعلونه من أجزأت عنك يهمزونه ويدخلون في أوله ألفا .
{ وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِاللّه الغَرُورُ } مجازه أن كل من غرك من أمر اللّه أو من غير ذلك فهو غرور شيطاناً كان أو غيره ، تقديره فعول من غررت تغر .
{ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ } يقال : بأي أرض كنت وبأيت أرض كنت لغتان .