سُورَةُ النُّورِ مَدَنِيَّةٌ

وَهِيَ أَرْبَعٌ وَ سِتُّونَ آيَةً

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

{ سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا } مرفوعةٌ بالابتداء ثم جاء الفعل مشغولا بالهاء عن أن تعمل فيها ؛ وبعضهم ينصبها على قولهم زيداً لقيته والمعنى لقيت زيدا .

{ فرّضناها } أي حددنا فيها الحلال والحرام ، ومن خففه جعل معناه من الفريضة .

٢

{ الزَّانِيَةُ والزَّانِي فاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُما } مرفوعا من حيث رفع { السَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فاَقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا } وكان بعضهم ينصبهن .

٨

{ وَيَدْرَأَ عَنْهَا الْعَذَابَ } مجازه ، عنها الحد والرجم .

١١

{ جَاءُوا بالْإفْكِ } مجازه الكذب والبهتان ، يقال كذب فلان وأفك ، أي أثم .

{ تَوَلَّى كِبْرَهُ } أي تحمل معظمه وهو مصدر الكبير من الأشياء والأمور ، وفرقوا بينه وبين مصدر الكبير السن فضموا هذا فقالوا : هو كبر قومه وقد قرأ بعضهم بالضمة بمنزلة مصدر الكبير السن { كُبْرَهُُ } . ويقال فلان : ذو كبرٍ مكسور أي كبرياء .

١٢

{ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً } أي بأهل دينهم وبأمثالهم .

١٣

{ لَوْلاَ جَاءُوا عَلَيْهِ } مجازه هلا جاءوا عليه

وقال :

تعدّون عَقْر النّيب أفضل سَعْيكـم

بنى ضَوْطَرى لولا الكَمِىَّ المقَنَّعا

أي فهلا تعدون قتل الكمي .

١٤

{ فِيمَا أَفَضْتمْ فِيهِ } أي حضتم فيه .

١٥

{ إذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكمْ } مجازه تقبلونه ويأخذه بعضكم عن بعض قال ابو مهدي : تلقيت هذا عن عمي تلقاه عن أبي هريرة تلقاه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم .

١٦

{ قلْتُمْ مَا يَكونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذَا سُبْحَانَكَ هذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } أي ما ينبغي .

٢١

{ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ } مجازه آثار الشيطان ومذاهبه ومسالكه ، وهو من { خطوت } .

٢٢

{ وَلاَ يَأْتَلِ أُولوا الْفَضْلِ مِنْكمْ } مجازه ولا يفتعل من آليت : أقسمت ، وله موضع آخر من ألوت بالواو ، أولو الفضل : أي ذوو السعة والجدة ، والفضل التفضل .

٣١

{ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ } جمع بعلٍ وهو أزواجهن { أو إخوانهن } أي إخواتهن .

{ غَيْرَ أُوِلي الْإرْبَةِ } مجازه مجاز الإربة الذين لهم في النساء إربة وحاجة ، وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم أملكهم لإربة أي لشهوته وحاجته إلى النساء .

٣٢

{ الأيَامَي } من الرجال والنساء الذين لا أزواج لهم ولهن ، ويقال : رجل أيم وامرأة أيمة وأيم أيضاً ، قال الشاعر :

فإن تَنْكحي أَنِكحْ وإن تَتأيّمِي

وإن كنتُ أَفْتَى منكم أَتـأَيّمُ

٣٣

{ وَلاَ تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ } مجازها إمائكم والفتى في موضعها العبد أيضاً والبغاء مصدر : البغي وهو الزناء .

٣٥

{مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ } وهي الكوة في الحائط التي ليست بنافذة ،

٣٥

ثم رجع إلى المشكاة فقال : { كأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌ } بغير همز أي مضيءٌ ويراد كالدر إذا ضممت أوله ، فإن كسرت جعلته فعيلا من درأت وهو من النجوم الدراريء اللاتي يدرأن .

{ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرَقْيِةَّ ولاَ غَرْبِيَّةٍ } مجازه لا بشرقية تضحى للشمس ولا تصيب ظلاً ولا بغربية في الظل ولا يصيبها الشرق ولكنها شرقية وغربية يصيبها الشرق والغرب وهو خير الشجر والنبات .

٣٩

{ كَسَرَابٍ بِقِيَعة } السراب يكون نصف النهار وإذا اشتد الحر والآل يكون أول النهار يرفع كل شخص . والقيعة والقاع واحد .

{ لُجِّيّءٍ } مضاف إلى اللجة وهي معظم البحر .

٤٠

{ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا } لباب كاد مواضعٌ : موضع للمقاربة ، وموضع للتقديم والتأخير ، وموضع لا يدنو لذلك وهو لم يدن لأن يراها ولم يرها فخرج مخرج لم يرها ولم يكد

وقال في موضع المقاربة : ما كدت أعرف إلا بعد إنكار ،

وقال في الدنو : كاد العروس أن يكون أميراً ، وكاد النعام يطير .

٤٣

{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللّه يُزْجِي سَحَاباً } أي يسوق .

{ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً } أي متراكما بعضه على بعض .

{ فَتَرَى الْوَدْقَ } أي القطر والمطر ، قال عامر بن جوبن الطائي :

فلا مُزْنة ودَقتْ وَدْقَها

ولا أرض أَبْقَلَ إبقالَها

{ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلَه } أي من بين السحاب ، يقال : من خلاله ومن خللّه ، قال زيد الخيل :

ضُرِبن بغَمرة فخرجن منـهـا

 

خروجَ الوَدق مِن خلَل السَّحابِ

{ سَنَا بَرْقِهِ } منقوص أي ضوء البرق { وسَناء} الشرف ممدود .

٤٥

{ فمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِه } فهذا من التشبيه لأن المشي لا يكون على البطن إنما يكون لمن له قوائم فإذا خلطوا ماله قوائم بما لا قوائم له جاز ذلك كما يقولون : أكلت خبزاً ولبناً ولا يقال : أكلت لبناً ، ولكن يقال : أكلت الخبز قال الشاعر :

يا ليتَ زوجَكِ قد غَدا

متقلِّداً سيفاً ورُمْحـا

٤٩

{ يَأتُوا إلَيْهِ مُذْعِنِينَ } أي مقرِّين مُستخذين منقادين ، يقال : أذعن لي : انقاد لي .

٥٣

{ قُلْ لاَ تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ } مرفوعتان ، لأنهما كلامان لم يقع الأمر عليهما فينصبهما ، مجاز { لا تقسموا } أي لا تحلفوا وهو من القسم ثم جاءت طاعة معروفة ابتداء فرفعتا على ضمير يرفع به ، أو ابتداء .

٥٦

{ لَعَلَّكمْ تُرْحَمُونَ } واجبة من اللّه .

٦٠

{ وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ } هن اللواتي قد قعدن عن الولد ولا يحضن قال الشماخ :

أَبْوال النساء القواعد

{ مُتَبَرِّجَاتٍ } التبرج أن يظهرن محاسنهن مما ينبغي لهن أن يظهرنها .

٦١

{ وَلاَ عَلَى المَرِيضِ حَرَجٌ } وأصله الضيق .

{ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ } أو ما ملكتم إنفاذه وإخراجه لا يزاحم في شيء منه .

{ أَشْتَاتاً } شتى وشتات واحد .

٦٣

{ لِوَاذاً } مصدر { لاوذته } من الملاوذة .

{ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ } مجازه يخالفون أمره سواء ، وعن زائدة .