بسم اللّه الرحمن الرحيم
{مِنْ لَدُنْه} {٢} من عنده.
{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ} {٦} مُهلِكٌ نفسَك، قال ذُو الرُّمَّة:
أَلا أيّهذا الباخع الوجد نَفْسَه
لِشئٍ نَحَتْه عن يدْيه المَقادرُ
أي نحَّته مشدّد، ويقال: بخعتُ له نفسي ونُصْحي أي جهدت له.
{بهِذَا الحْدِيث أَسَفاً} {٦} أي نَدَماً وتلهُّفاً، وأَسىً.
{صَعِيداً} {٨} أي مستوياً، وجه الأرض.
{جُرُزاً} {٨} أي غُلْظاً لا ينبت شيئاً والجميع أَرَضُون أجراز، ويقال للسنة المُجْدِبة: جرز وسنون أجراز لجدوبها ويبسها وقلة مطرها، قال ذُو الرُّمَّة:
طَوَى النَّخْرُ وَالأجْرازُ ما في عروضها
فما بقيت إلا الصدورُ الـجَـراشُـع
وقال:
قد جرّفتهن السِّنون الأجرازْ
{وَالرَّقِيمِ} {٩} الوادي الذي فيه الكَهْف.
{أَحْصى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً} {١٢} أي غابة.
{وَرَبَطْنَا على قُلُوبِهِمْ} مجازه: صبَّرناهم وألهمناهم الصبرَ.
{قُلْنَا إِذاً شَطَطاً} أي جوراً وغلوّاً
قال:
ألا يالِقومٍ قد أشطَّتْ عـواذِلـي
ويَزُعمن أن أوْدَى بحقِيَ باطلِي
ويَلْحَيْنَنِي في اللّهو أن لا أُحبّـه
وللّهو داعٍ دائبٌ غير غـافِـل
{وَيُهَيِّئ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً} {١٦} هو ما ارْتُفق به ويقرؤه قوم مَرْفِقاً فأما في اليدين فهو مرفق.
{تَزَاوَرُ عَنْ كَهفِهِمْ} {١٧} أي تميل وتعدل وهو من الزور يعني العوج والمنيل، قال ابن مقبل:
فينا كَراكِرُ أَجْوازٍ مُضَبَّـرةٍ
فيها دروٌّ إذا شئنا من الزَّوَرِ
وقال أبو الزحف الكليبي:
ودون ليلى بَـلَـدٌ سَـمَـهْـدرُ
جَدْبُ المُنَدّى عن هوَانـا أزوَرُ
بُنضِى المَطايا خِمْسُة العَشنَزرُ
العَشَنزر الشديد؛ المندّى حيث يرتع ساعة من النهار.
{تَقْرِضُهُم ذَاتَ الشِّمَالِ} {١٧} أي تُخلِّفهم شِمالاً وتجاورهم وتقطعهم وتتركهم عن شمالها، ويقال: هل مررت بمكان كذا وكذا، فيقول المسئول: قرضته ذات اليمين ليلا،
وقال ذو الرُّمَّة:
إلى ظُعُنٍ يَقرِضن أَجوازَ مُشرِفٍ
شِمالاًوعن أَيمانهن الـفـوارسُ
{وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّه} {١٧} أي مُتَّسع، والجميع فَجَوات، وفِجاء مكسورة الفاءُ.
{وَتَحْسِبُهُمْ أَيْقَاظاً} {١٨} واحدهم: يَقِظٌ، ورجال أيقاظ، وكذلك جميع يَقظان أيْقاظ، يذهبون به إلى جميع يَقِظٍ،
وقال رُؤْبَة:
ووَجَدوا إخوانَهم أَيقاظاً
وسَيْفَ غَيّاظٍ لهم غياظا
{وَنُقَلِّبُهمْ ذَاتَ اليَمِينِ وذَاتَ الشِّمَالِ} {١٨} أي على أيمانهم وعلى شمائلهم.
بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالوَصِيدِ} {١٨} على الباب وبفناء الباب جميعاً لأن الباب يوصد، أي يغلق، والجميع وصائد ووصُدُ.
{وَكَذلِكَ بَعَثْنَاهُمْ} {١٩} أي أحييناهم، وهو من يوم البعث.
{أَيُّهَا أَزْكىَ طَعَاماً} {١٩} أي أكثر،
قال:
قبائلنا سَـبـعٌ وأنـتـم ثـلاثةٌ
وللسَّبعُ أَزكَى مِن ثَلاثٍ وأَكثرُ
{وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ} {١٩} لا يُعلمنَّ بكن، يقال: شَعرتُ بالأمر، أي علمت به، ومنه الشاعر.
{رَجْماً بِالْغَيْبِ} {٢٣} والرجم ما لم تستيقنه،
وقال: ظن مُرْجَّم لا يُدرَي أحق هو أم باطل؛ قال زُهَيْر:
وما الجرب إلاّ ما رأيتم وذُقتُمُ
وما هو عنها بالحديث المُرجَّمِ
{ثلثَمائَةٍ سِنِينَ} {٢٦} مقدَّم ومؤخَّر، مجازه: سِنين ثلثمائة.
{وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً} {٢٨} أي مَعْدِلاً واللَّحد منه والإلحاد.
{وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ} {٢٩} جرم لأن مجازه مجاز النهى، والموضع: لا تجاوز عيناك، ويقال: ما عدوت ذلك أي ما جاوزته.
{وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطا} {٢٩} أي سَرَفاً وتضييعاً.
{إِنَّا أَعْتَدْنَا} {٣٠} من العَتاد وموضعه موضع أعددنا من العُدة.
{أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُها} {٣٠} كسُرادق الفُسَطاط وهي الحجرة التي تطيف بالفُسطاط، قال رُؤْبة:
يا حَكمَ بن المْنِذر بن الجـارودْ
أنت الجَوْاد بن الجَوْاد المَحْمودْ
سُرادِقُ المجْدِ إليك مَمْـدودْ
وقال سلامة بن جَنْدَل:
هو المُولِج النُّعمانَ بيتاً سَماؤُه
صُدورُ بَعْد بيتٍ مُـسَـرْدَق
أي له سُرادق.
{يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالمُهْلِ} {٣٠} كل شئ أَذَبته من نُحاس أو رصاص ونحو ذلك فهو مُهْل، وسمعت المُنْتَجِع بن نَبْهان يقول: واللّه لفلاَنٌ أبغض إلىّ من الطَّلياء والمُهْل، فقلنا: وما هما فقال الجَرْباءُ والملّة التي تنحدر عن جوانب الخبزة إذا مُلت في النار من النار كأنه مُهْلة حمراء مدقَّفة فهي جَمْرة.
{وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً} {٣٠} أي مُتَّكَئاً، قال أبو ذُؤَيب الهُذَلِيّ.
إنِّي أَرِقتُ فبتُّ الليلَ مُرتفَقـاً
كأنّ عَيْنَيَّ فيها الصابُ مذبوحُ
وذبحه: انفجاره،
قال: وهو شديد وحُكى عن أبي عَمْرو بن العَلاء أو غيره يقال: انفقأت واحدة فقطّرت في عيني فكأنه كان في عيني وَتَدٌ.
{أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ} {٣١} واحدها: إِسْوار ومن جعلها سِوار فإن جمعه سُوْر وما بين الثلاثة إلى العشرة أَسْوِرة.
{مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى اْلأرَائكِ} {٣١} واحدتها أريكة وهي السُّرر في الحجال قال ذُو الرُّمَّة:
خدوداً جفَتْ في السَّير حتى كأنما
يباشرن بالمَعْزَاءِ مَـسَّ الأرائكِ
وقال الأعْشَى:
بَيْن الرِّواق وجانبٍ من سَترها
منها وبين أَريكةِ الأنـضـادِ
{وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ} {٣٢} مجازه: اطفناهما وحجزناهما مِن جوانبهما قال الطِّرِمّاح:
تظلُّ بالأكمام مَحْفوفةً
تَرمُقها أعيُنُ جُرَّامِها
{وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً} {٣٣} ولم تَنقص، ويقال: ظلمني فلان حقي أي نقصني،
وقال رجل لاِبنهِ:
تظلَّمني مالي كذا ولَوىَ يدي
لَوىَ يده اللّه الذي لا يغالبُهْ
{وَفَجَّرْنَا خِلاَلَهُمَا نَهَراً} {٣٣} أي وَسطهما وبينهما، وبعضهم يسكّن هاء النهر.
{وَكَانَ لهُ ثُمُرٌ} {٣٤} وهو جماعة الثَّمَر.
{وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} {٣٧} أي يكلّمه، ومعناه من المحاورة.
{لَكِنَّا هُوَ اللّه رَبِّي} {٣٨} مجازه: لكن أنا هو اللّه ربي، ثم حذفت الألف الأولى وأُدغمت إحدى النونين في الأخرى فشددت، والعرب تفعل ذلك.
{حُسْبَاناً مِنَ السَّمَاءِ} {٤٠} مجازها: مَرامى، وواحدتها حُسْبانة أي ناراً تحرقها.
{صَعِيداً زَلَقاً} {٤٠} الصعيد وجه الأرْض، والزَّلَق الذي لا يثبت فيه القدمُ.
{أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غّوْراً} {٤١} أي غائراً، والعرب قد تصف الفاعل بمصدره وكذلك الأثنين والجميعَ على لفظ المصدر، قال عَمْرو بن كُلْثُوم.
تظلّ جِيادُه نَوْحاً عليه
مُقلَّدةً أَعِنَّتُها صُفونا
أي ناحيات،
وقال باكٍ يَبكيِ هِشامَ بن المُغِيرَة:
هَرِيقِي مِن دموعها سِجاما
ضُباعَ وجاوبِي نَوْحاً قياما
وقال لَقيط بن زُرارة يوم جَبَلةَ:
شتَّانَ هذا والعِنـاقُ والـنَـومْ
والمَشرَبُ الباردُ والظِلُّ الدَّومْ
أي الدائم.
{فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا} {٤٢} أي فأصبح نادماً، والعرب تقول ذلك للنادم: أصبح فلان يقّلب كفيْه نَدماً وتلهُّفاً على ذلك وعلى ما فاته.
{وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} {٤٢} مجازه: خالية على بيوتها.
{فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللّه} {٤٣} أي جماعة،
وقال العَجّاج:
كما يَحُوز الفِئَةَ الكَمِيُّ
{هُنَا لِكَ الْوَلاّيَةُ للّه {٤٤} مصدر الوَلِى، فإذا كسرتَ الواو فهو مصدر وليتَ العملَ والأمرَ تليه.
{خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقباً} {٤٤} مجازه مجاز العاقبة والعُقبيَ والعُقْبة، كلهن واحدة والمعنى الآخرة.
{هَشِيماً} {٤٦} أي يابساً متْفتِّتْا قال لَبِيد:
ولا للضَّيف إن طرقَتْ بَلِيِلٌ
بأفنانِ العِضاةِ وبالهَـشِـيمِ
{تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} أي تطيّره وتفرقه، ويقال: ذرته الريح تذروه وأَذرته تذرِيه.
{وَتَرَى اْلأَرْضَ بَارِزَةً} {٤٨} أي ظاهرة.
{فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} {٥٠} جار عنه وكفر به،
وقال رُؤْبة:
يَهوين في نَجْدٍ وغوراً غائراً
فواسقاً عن قصدها جَوائرا
{مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً} {٥١} أي أَنصاراً وعِزّاً وأعواناً، ويقال: فلان عضُدي أي ناصري وعِزّي وعوني، ويقال: قد عاضد فلان فلاناً وقد عضده، أي قوّاه ونصره.
{وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً} {٥٤} أي مَوعِداً،
قال:
وحاد شَرَوْرَي والسِّتارَ فلم يدع
تِعاراً له والواديَيْنِ بمَـوْبِـقِ
{وَلمُ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفاً} {٥٣} أي مَعْدِلاً،
وقال أبو كَبير الهُذَليّ:
أزُهَيْرُ هل عن شَيْبَةٍ مِن مَصْرِف
أم لا خلودَ لِباذلٍ مـتـكـلِّـفِ
{أَوْ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ قِبَلاً} {٥٥} أي أولاً يقال: من ذي قِبَلٍ، فإن فتحوا أولها فالمعنى: استئنافاً،
قال:
لن يغلب اليوم جَبَاكم قبَلى
أي استئنافِي، وإن ضمَّوا أوّ لها فالمعنى: مقابلة، يقال: أُقبِلَ قُبُلُ فلانٍ: انكسَر، وله موضع آخر: أن يكون جميع قبيل فمعناه: أو يأتيهم العذاب قُبُلاً، أي قبيلاً قبيلاً، أي ضَرْباً ضَرْباً ولَوْناً لوْناً.
{لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ} {٥٦} مجازه: ليُزِيلوا به الحق ويَذهبوا به، ودحَض هو ويقال: مكان دَحْضٌ، أي مَزِلٌ مزلق، لا يثبت فيه خُفّ ولا قَدم ولا حافر، قال طَرَفة:
ورَدتُ ونحّى اليَشْكِـريَّ حِـذارُهُ
وحادَ كما حادَ البعيرُ عن الدَّحّضِ
{لَنْ يَجِدوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً} {٥٨} مجازه مَنْجىً، وهو من قولهم:
فلا وأَلتْ نفسٌ عليها تحاذرُ
أي لا نجت.
وقال الأعْشَى:
وقد أُخالسُ رَبَّ البيتِ غفلَتَه
وقد يحاذر منِّي تم مـا يَئِلُ
أي لا ينجو.
{أَوْ أَمْضِىَ حُقُباً} {٦٠} أي زماناً وجميعه أحقاب، ويقال في معناه: مضت له حِقْبة والجميع حِقَب على تقدير كِسرة والجميع كِسَر كثيرةٌ.
{فِي الْبَحْرِ سَرَباً} {٦١} أي مَسلكا ومَذهباً أي يَسْرُبُ فيه، وفي آيةٍ أخرى {وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} {١٣١١}.
{فَارْتَدَّا عَلَى آثَارهِمَا قَصَصاً} {٦٤} مجازه: نَكَصا على أَدبارهما فرجعا قصصاً، رجعا يقصان الأّثر.
{جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً} {٧١} أي داهيةً نُكْراً عظيماً، وفي آية أُخرى: {شَيْئاً إِدّاً} {١٩٩٠}
قال:
قد لَقِيَ الأقْرانُ مني نُكْراً
داهِيةً دَهْيَاءَ إدّاً إمْـراً.
{وَلاَ تُرْهِقْنِي} {٧٣} أي لا تُغْشِني
وقال زُهَيْرٌ:
ومُرهِّقُ النَّيرانِ يحُمدَ في ال
لأواءِ غيرَ مُلَعَّنِ الـقِـدْرِ
{زَكِيَّةٍ بِغَيْرِ نَفْسٍ} {٧٤} أي مُطَهَّرة.
{شَيْئاً نُكْراً} {٧٤} أي داهية: أَمْراً عظيماً.
{فأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا} {٧٧} أي أن يُنزلوهما منزل الأضياف، ويقال: ضِفْتُ أَنا، وأَضافني الذي أنزلني.
{يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} {٧٧} وليس للحائط إرادة ولا للموات ولكنه إذا كَان في هذه الحال مِن ربه فهو إرداته، وهذا قول العرب في غيره قال الحارِثيّ:
يريد الرمحُ صَدْرَ بني بَراءٍ
ويَرْغَب عن دِماءِ بني عقيل
ومجاز {أن ينقضَّ} مجاز يَقَع، يقال: انقضت الدارُ إذا انهدمت وسقطت وقرأ قوم أَنْ يَنْقاضَّ ومجازه: أن ينقلع من أصله ويتصدع بمنزلة قولهم: قد انقاضت السن، أي انصدعت وتقلعت مِن أصلها، يقال: فراق كقَيْض السِّن أي لا يجتمع أهله،
وقال:
فِراقٌ كقَيْضِ السِّنّ فالصّبرَ إنه
لكل أناسٍ عثْـرةٌ وجُـبـور
{لوْ شِئْتَ لَتَخِذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً} {٧٧} الخاء مكسورة، ومعناها معنى أخذت فكان مخرجها مخرج فعِلتَ تفعَل، قال المُمزِّق العَبْدِيّ:
وقد تخِذتْ رِجْليِ إلى جَنْب غَرْرها
نَسِيفاً كأُفْحُوص القطة المطِّـرقِ
النسِيف موضع العُقبِ الأثْر الذي يكون في خِلال الرجِل؛ وأفحوص القَطاةِ: الموضع الذي تَبِيض فيه. والمطرق التي تريد أن تبيض، يقال: قد طرَّقت المرأة لولدها إذا استقام ليَخرُج.
{وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ} {٧٩} أي بين أيديهم وأمامهم،
قال:
أَترجو بنو مروانَ سَمْعِي وطاعتِي
وقومي تَمِـيمٌ والـفَـلاةُ ورائيا
أي أمامي.
{أَنْ يُرْهِقَهما} {٨٠} أي يَغشِيَهما.
{وَأَقْرَبَ رُحْماً} {٨١} معناها معنى رَحْماً مثل عمُرْ وعَمر وهُلْك وهَلْك، قال الشاعر:
فلا ومُنَزِّلِ الفُرقـا
نِ مالَكَ عندَها ظُلْمُ
وكيف بظلم جاريةٍ
{فَأَتْبَعَ سَبَباً} {٨٥} أي طريقاً وأثراً ومَنْهَجاً.
{فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} {٨٦} تقديرها: فَعِلَةٌ ومَرسِة وهي مهموزة، لأن مجازها مجاز ذات حمأةٍ،
قال:
تجئ بمِلْئها يوماً ويوماً
تجئ بحمأةٍ وقليل ماءِ
وقال حاتِم طيّ:
وسُقيتُ بالماءِ النّميرِ ولم
أترك الأُطم حمأةَ الْجَفْرِ
النمير الماء الذي تسمَن عنه الماشية. ومن لم يهمزها جعل مجازه مجاز فُعِلة من الحرّ الحامي وموضعها حامية.
{بَيْنَ السُّدَّيْنِ} {٩٣} مضموم إذا جعلوه مخلوقاً من فعل اللّه وإن كان من فعل الآدميين فهو سَدّ، مفتوح.
{يَأجُوجَ وَمَأجُوجَ} {٩٤} لا ينصرفان، وبعضهم يهمز ألقيهما وبعضهم لا يهمزها، قال رُؤْبة:
لو أن يأجُوجَ ومأجوج معا
وعاد عادٌ واستجاشوا نُبَّعا
فلم يصرّفها.
{زُبَرَ الْحَدِيدِ} {٩٦} أي قِطَع الحديد واحدتها زُبْرة.
{بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ} {٩٦} فبعضهم يضمها وبعضهم يفتحها ويحرّك الدال، ومجازهما ما بين الناحيتين من الجبَلَيْنِ،
وقال:
قد أخذتْ ما بين عَرْضِ الصُّدفيْنِ
ناحيتيها وأعالـي الـرُّكْـنَـيَيْنِ
{أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً} ٠٩٦} أي أَصُبَّ عليه حديداً ذائباً،
قال:
حُساماً كَلَونِ الْمِلح صافٍ حديدُه
جُرازاً من أقطارِ الحديد المُنعَّتِ
جمع قِطرٍ، وجعله قوم الرَّصاص النُّقر.
{فَمَا اسْتَطَاعُوا أَنْ يظهَرُوهُ} {٩٧} أي أن يعلوه، ويقال: ظهرتُ فوق الجبل وفوق البيت، أي علوته.
{جَعَلَهُ دَكَّاءَ} {٩٨} أي تركه مدكوكاً أي ألزقه بالأرض، ويقال: ناقة دَكَّاءُ أي لا سَنامَ لها مستوية الظهر، قال الأَغْلَبُ:
هل غيرُ غارٍ دَكَّ غاراً فانهَدمْ
والعرب تصف الفاعل والمفعول بمصدرهما فمن ذلك {جَعَلهُ دكّاً} أي مدكوكاً.
{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} {٩٩} واحدتها صورة خرجت مخرج سُورة المدينة والجميع سور المدينة، ومجازه مجاز المختصر المضمر فيه أي نُفخ فيها أرواحها.
{يُحْسِنُونَ صُنْعاً} {١٠٤} أي عملاً والصنع والصنعة والصنيع واحد، ويقال فرس صنيع أي مصنوع.
{لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً} {١٠٨} أي لا يريدون ولا يُحبّون عنها تحويلاً.